جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-31@16:02:04 GMT

طوفان الهمة يصعد القمة

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

طوفان الهمة يصعد القمة

 

 

 د. قاسم بن محمد الصالحي

من رحم معاناة أهل غزة فار تنور الغضب، انقلبت الحسابات والإستراتيجيات الدولية رأسًا على عقب، هناك من تمسَّك عند فورانه بمضمون وجوهر القضية، وهناك الذي اتخذ من المواقف ما يمكن أن يتعايش به مع مصالحه، ومصالح المعارف والأصدقاء، وهناك من سعى إلى حل ما يمكن حلحلته في العلاقات البينية، البعض ينتظر ما يمكن أن تجود به صراعات خلايا جسم الكيان المحتل من إفرازات تساعد على زواله، هل نحن ندرك أنَّ أشكال التغيير تُحاك في السياسة الدولية؟ وأن أبرز معالمها نظام متعدد الاقطاب، هل نحن واعون إلى أنَّ النظام الدولي الجديد يحتاج سياسة جماعية عربية أكثر مضمونًا وأقوى فاعلية؟ لإثبات قوتنا الإقليمية الجماعية، وحجز المقعد الإقليمي الوازن، ونستفيد من أشكال المعاناة التي مرَّرنا بها مع المستعمر القديم، ونروض صورته المستنسخة المزروعة منذ 76 عاما في فلسطين، ونغادر حياة البلاء والمعاناة، ونترك الانتظام مع مواقف وقرارات وفق اللزوم، والاستسلام لمسافات التناقضات البينية، وبحيث لا تظل المواقف والقرارات ورقة بيضاء؛ حياتنا قلقة في مجتمعاتنا مع وجود كيان سرطاني محتل.

فكلما حلمت شعوب المجتمعات العربية بأن تعيش بعض معاني الوحدة، فتح الكيان الخبيث باب الفتن على مصراعيه، وأصبحنا في كل يوم يشرق علينا يُخيَّل لنا أنَّ الهمة العربية لن تصعد، وأن الأصوات التي تنادي بالصعود يعود صداها إليها. ألم يئن الأوان أن تسري دماء أطفال غزة في شرايين جسم الأمة كما يجري الماء في النهر؟!! إذن المشكلة هي ازدياد طول وقت بقاء هذا الكيان الخبيث، الذى تمادى في إبادة أهل غزة؛ وبالتالي زادت الشعوب العربية من جرعة صراخها وصخب حراكها وهي مستمرة، لعل العالم يُدرك هول الخطب، ويوجِّه بوصلة الفعل إلى المكان الذي ظلَّ مسرحًا للاضطهاد والقتل والتهجير الذي تنفذه العصبة الصهيونية، بمساندة رعاة الكيان الغاصب، كلُّ هذا الصخب الشعبي العربي والإسلامي وحتى العالم الحُر، لم يأت حياله العالم بفعل ملموس، يمكن أن يوقف ما على المسرح من جرائم.

لقد حدَّثت الشعوب الحرة نفسها: قد يكون لمطبخ السياسة العالمي أسرار ونتائج عظيمة لكنه لم يكشف عن أي صعود في القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين.. خاب رجاء شعوب المجتمعات الحرة المساندة للحق الفلسطيني من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، فجسدت مواقفها تساقط صخور الفعل ورد الفعل فيها، وصعد إلى أعلى "فيتو" مجلس الأمن، منذ "كامب ديفيد" وما تلاها من أحداث، اختلط الحابل بالنابل في أرشيف الأمم المتحدة، ولا تزال أمتعة ردود الأفعال محفوظة في بنود قراراتها وبياناتها.

ومع كثرة هذه القرارات والبيانات والفيتو، فإنَّ الأمم المتحدة عندما تمتطي صهوة السياسة في القضية الفلسطينية، فإنَّ الشعوب العربية والإسلامية، لا ترى منها إلا صيغة واحدة ملَّت من سماعها، في الوقت الذي كانت تنتظر فيه الإمساك بورقة "المرحلة" لإبراز صوت الحق والرؤية الأوضح في حل قضية يمتد ألم أصحابها على مساحات الإنسانية الأممية.

لذا؛ وفي ظل تعطل الفرص الأخرى، لم يعد الإنسان العربي يفكر في السياسة ومطابخها، قدر ما يفكر في الآلام الناتجة عن الجُرح الدامي، الذي أصاب جسد المنطقة. لم يعد يتمنى شيئًا سوى الحرية والانعتاق من أجل مستقبل وحاضر قضيته الكبرى. فقد الأمل في قيام المجتمع الأممي بموجبات انتزاع الحق، وإبراز الهمة في جوهر الفعل السياسي، ويرى أنَّ المقاومة الفلسطينية تعتلي القمة بعملها البطولي، بأغلى ثمن، مهما كانت النتائج التي ليس من بينها بالطبع بقاء المحتل الجاثم على الأرض، كان قد قيل لكتائب القسام إنَّ اعتلاء القمة خسارة فادحة، وقيل لها إنَّ هناك جيشًا عملاقًا لا يهزم، وقيل إنَّ هناك أعوانًا عمالقة له كثر، تحرسه وتدافع عنه، وقيل، وقيل... لكن أيًّا من تلك الأقاويل، لم تثن حقائق كتائب القسام، وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى. ومع كل ما قيل، صمَّمت المقاومة بكل عزيمة ويقين راسخ على صعود القمة، بما تملك من إيمان وقوة، وحاضنة شعبية وطنية، وإقليمية، بل وأحرار العالم. الشي الذي لا تملكه هو مضمون وجوهر العمل السياسي الأممي.. فقررت أن تدفع الظلم عن غزة العزة، حتى كان صباح 7 اكتوبر 2023م.

ازداد الطوفان ارتفاعًا من تحت أقدام المقاومين الأشاوس، وبهذه العملية البطولية تمكنوا مع الذين ساعدوهم وساندوهم من الوصول للقمة، وعندما وصلت تكشَّف كل شيء، ووشم الفلسطينيون في غزة أسماء أبنائهم على أيديهم، كان الغزاويون متعبين، جائعين، عطاشى جراء حصار جائر، لكنهم صاحوا بأعلى صوتهم قائلين: "بقوة الله ما وَهِنَّا ولا ضعفنا، الحق معنا والأرض لنا، معنا مئات المقاتلين، وما النصر إلا من عند الله"، لقد تمادى الكيان الغاصب في سفك الدم الزكي الطاهر، فحرق جلود أطفالنا، ومنع عن أهلنا كل سبل الحياة، فزادتنا مقاومتنا قوة، وبسالتها صمودًا وعلوًّا، وتنسَّمنا من عملها البطولي أكسجين الحرية في أجساد الشهداء، ومسحنا الغبار عن عينيْ الثكالى والجرحى، فأبرزنا مظلوميتنا، وأزلنا الغمة عن عيني العدالة الدولية، حاولنا مرة أخرى إيقاظ الضمير الإنساني ونجحنا، لدرجة أنَّنا لم نصدق أنفسنا. إن مقاومتنا اعتلت القمة، نظرنا لنتأكَّد، فرأينا جنودَ الجيش الذي لا يُقهر كأنهم أعجاز نخل خاوية. لم نرَ سوى أمواج الطوفان تعتلي قمة نضالنا نحو الحرية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية السوري يكشف ملامح السياسة الخارجية الفترة المقبلة

قال أسعد الشيباني، وزير الخارجية السوري، إن دمشق تولي أهمية خاصة لروابطها العربية، وسنحاول في سياستنا الخارجية أن نعمل على خفض التوتر في المنطقة العربية وإرساء السلام.

أحمد الشرع: أولويتنا بناء مؤسسات الدولة السورية الشيباني: سوريا الجديدة ستقوم على الحرية والعدل والكرامة


وبحسب"روسيا اليوم"، أضاف الشيباني، في كلمة خلال "مؤتمر النصر"، نجحنا في رسم هوية سورية لائقة تعبر عن تطلعات شعبنا، وتؤسس لبلد يقوم على الحرية والعدل والكرامة، ويشعر فيه الجميع بحب الوطن والانتماء والبذل والتضحية.


وأضاف: "تنتهج سوريا في خضم هذه التحديات الحالية سياسة خارجية هادفة ومتعددة الأبعاد، في سياق طمأنة الخارج وتوضيح الرؤية وكسب الأصدقاء وتمثيل شعبنا في الداخل والخارج".


وأكد أن "الهدف الأساسي للسياسة السورية الخارجية هو المساهمة في خلق وضع إقليمي ودولي يتمتع بالتعاون المشترك والاحترام المتبادل والشراكات الاستراتيجية".


وتابع: في المنطقة العربية على وجه الخصوص، تعاني منطقتنا من إرث مثقل بالنزاعات، وسنحاول في سياستنا الخارجية أن نعمل على خفض هذا التوتر وإرساء السلام وصولا لأن تقود سوريا دورا فاعلا في ذلك المسعى". مشيرا إلى أن "سوريا تولي أهمية خاصة لروابطها العربية، وتستمر في تعزيز علاقاتها مع الدول المجاورة، وتواصل مسيرتها بحزم وإصرار، وترسم صورة قوية تزداد فاعليتها في السياسة الخارجية عبر شراكات جديدة".


وحول العقوبات المفروضة على سوريا، صرح الشيباني: "استطعنا بفضل الله تحقيق استثناءات وتعليق العقوبات على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي وهذا بدوره سيعود بالنفع ويشجع المشاركة والمساهمة والدعم لبلدنا، وسيعجّل حركة التعافي والنمو.

وفي وقت سابق، رحب أسعد الشيباني، وزير الخارجية السوري، بخطوة الاتحاد الأوروبي بشأن تعليق العقوبات على سوريا لمدة عام تمهيدا لرفعها، موضحًا أن قرار الاتحاد سينعكس على حياة الشعب

وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن تعليق العقوبات على حركة الطيران والشحن والبنية التحتية المصرفية والطاقة في سوريا لمدة عام.


وبحسب"روسيا اليوم"، أوضحت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين، إن وزراء خارجية الاتحاد اتفقوا على خارطة طريق لتخفيف العقوبات على سوريا.

وأضافت، أن الاتحاد الأوروبي يسعى للتحرك سريعا على هذا الطريق، لكنها أشارت إلى إمكانية إعادة فرض العقوبات مرة أخرى "إذا اتُخذت خطوات خاطئة" في سوريا.

أشارت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك إلى أن رفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا من أجل إعادة البلاد واقتصادها إلى مسارهما الطبيعي

وأكدت أنه على "الإدارة الجديدة إشراك جميع الفئات السكانية في العملية الانتقالية التي ينبغي أن تؤدي إلى دستور جديد وإجراء انتخابات"

واعتبرت أنه من الضروري أن يتحسن واقع الكهرباء في سوريا لإعادة تشغيل الاقتصاد السوري.

ودعت 6 دول أعضاء بالاتحاد الأوروبي وهي الدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وهولندا في وقت سابق من هذا الشهر الاتحاد إلى تعليق العقوبات المفروضة على سوريا مؤقتا في مجالات تشمل النقل والطاقة والخدمات المصرفية.

مقالات مشابهة

  • توقيف شخص بتهمة الفعل المخل بالحياء عبر مواقع التواصل
  • وفد رفيع من الامانة العامة يزور العراق للتباحث بشأن الاستعدادات للقمة العربية المقبلة
  • السيد بدر: الحوار نهج دبلوماسي تقوم عليه السياسة الخارجية العمانية
  • وفد من الامانة العامة للجامعة العربية يزور العراق للتباحث بشأن الاستعدادات لعقد القمة العربية المقبلة
  • افتتاح مسجد «الهمة البحري» بكفر الشيخ بتكلفة مليون و250 ألف جنيه
  • السفير حسام زكي: العراق تستضيف القمة العربية في أواخر أبريل
  • محمد الضيف.. الشبح الذي قاد كتائب القسام إلى طوفان الأقصى
  • الدرقاش: الذكاء الاصطناعي يمارس السياسة على “مفاصلها”
  • شيخ العربية الذي حذر من تغييب الفصحى وسجن لمعارضته إعدام سيد قطب
  • وزير الخارجية السوري يكشف ملامح السياسة الخارجية الفترة المقبلة