جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-05@23:49:03 GMT

طوفان الهمة يصعد القمة

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

طوفان الهمة يصعد القمة

 

 

 د. قاسم بن محمد الصالحي

من رحم معاناة أهل غزة فار تنور الغضب، انقلبت الحسابات والإستراتيجيات الدولية رأسًا على عقب، هناك من تمسَّك عند فورانه بمضمون وجوهر القضية، وهناك الذي اتخذ من المواقف ما يمكن أن يتعايش به مع مصالحه، ومصالح المعارف والأصدقاء، وهناك من سعى إلى حل ما يمكن حلحلته في العلاقات البينية، البعض ينتظر ما يمكن أن تجود به صراعات خلايا جسم الكيان المحتل من إفرازات تساعد على زواله، هل نحن ندرك أنَّ أشكال التغيير تُحاك في السياسة الدولية؟ وأن أبرز معالمها نظام متعدد الاقطاب، هل نحن واعون إلى أنَّ النظام الدولي الجديد يحتاج سياسة جماعية عربية أكثر مضمونًا وأقوى فاعلية؟ لإثبات قوتنا الإقليمية الجماعية، وحجز المقعد الإقليمي الوازن، ونستفيد من أشكال المعاناة التي مرَّرنا بها مع المستعمر القديم، ونروض صورته المستنسخة المزروعة منذ 76 عاما في فلسطين، ونغادر حياة البلاء والمعاناة، ونترك الانتظام مع مواقف وقرارات وفق اللزوم، والاستسلام لمسافات التناقضات البينية، وبحيث لا تظل المواقف والقرارات ورقة بيضاء؛ حياتنا قلقة في مجتمعاتنا مع وجود كيان سرطاني محتل.

فكلما حلمت شعوب المجتمعات العربية بأن تعيش بعض معاني الوحدة، فتح الكيان الخبيث باب الفتن على مصراعيه، وأصبحنا في كل يوم يشرق علينا يُخيَّل لنا أنَّ الهمة العربية لن تصعد، وأن الأصوات التي تنادي بالصعود يعود صداها إليها. ألم يئن الأوان أن تسري دماء أطفال غزة في شرايين جسم الأمة كما يجري الماء في النهر؟!! إذن المشكلة هي ازدياد طول وقت بقاء هذا الكيان الخبيث، الذى تمادى في إبادة أهل غزة؛ وبالتالي زادت الشعوب العربية من جرعة صراخها وصخب حراكها وهي مستمرة، لعل العالم يُدرك هول الخطب، ويوجِّه بوصلة الفعل إلى المكان الذي ظلَّ مسرحًا للاضطهاد والقتل والتهجير الذي تنفذه العصبة الصهيونية، بمساندة رعاة الكيان الغاصب، كلُّ هذا الصخب الشعبي العربي والإسلامي وحتى العالم الحُر، لم يأت حياله العالم بفعل ملموس، يمكن أن يوقف ما على المسرح من جرائم.

لقد حدَّثت الشعوب الحرة نفسها: قد يكون لمطبخ السياسة العالمي أسرار ونتائج عظيمة لكنه لم يكشف عن أي صعود في القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين.. خاب رجاء شعوب المجتمعات الحرة المساندة للحق الفلسطيني من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، فجسدت مواقفها تساقط صخور الفعل ورد الفعل فيها، وصعد إلى أعلى "فيتو" مجلس الأمن، منذ "كامب ديفيد" وما تلاها من أحداث، اختلط الحابل بالنابل في أرشيف الأمم المتحدة، ولا تزال أمتعة ردود الأفعال محفوظة في بنود قراراتها وبياناتها.

ومع كثرة هذه القرارات والبيانات والفيتو، فإنَّ الأمم المتحدة عندما تمتطي صهوة السياسة في القضية الفلسطينية، فإنَّ الشعوب العربية والإسلامية، لا ترى منها إلا صيغة واحدة ملَّت من سماعها، في الوقت الذي كانت تنتظر فيه الإمساك بورقة "المرحلة" لإبراز صوت الحق والرؤية الأوضح في حل قضية يمتد ألم أصحابها على مساحات الإنسانية الأممية.

لذا؛ وفي ظل تعطل الفرص الأخرى، لم يعد الإنسان العربي يفكر في السياسة ومطابخها، قدر ما يفكر في الآلام الناتجة عن الجُرح الدامي، الذي أصاب جسد المنطقة. لم يعد يتمنى شيئًا سوى الحرية والانعتاق من أجل مستقبل وحاضر قضيته الكبرى. فقد الأمل في قيام المجتمع الأممي بموجبات انتزاع الحق، وإبراز الهمة في جوهر الفعل السياسي، ويرى أنَّ المقاومة الفلسطينية تعتلي القمة بعملها البطولي، بأغلى ثمن، مهما كانت النتائج التي ليس من بينها بالطبع بقاء المحتل الجاثم على الأرض، كان قد قيل لكتائب القسام إنَّ اعتلاء القمة خسارة فادحة، وقيل لها إنَّ هناك جيشًا عملاقًا لا يهزم، وقيل إنَّ هناك أعوانًا عمالقة له كثر، تحرسه وتدافع عنه، وقيل، وقيل... لكن أيًّا من تلك الأقاويل، لم تثن حقائق كتائب القسام، وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى. ومع كل ما قيل، صمَّمت المقاومة بكل عزيمة ويقين راسخ على صعود القمة، بما تملك من إيمان وقوة، وحاضنة شعبية وطنية، وإقليمية، بل وأحرار العالم. الشي الذي لا تملكه هو مضمون وجوهر العمل السياسي الأممي.. فقررت أن تدفع الظلم عن غزة العزة، حتى كان صباح 7 اكتوبر 2023م.

ازداد الطوفان ارتفاعًا من تحت أقدام المقاومين الأشاوس، وبهذه العملية البطولية تمكنوا مع الذين ساعدوهم وساندوهم من الوصول للقمة، وعندما وصلت تكشَّف كل شيء، ووشم الفلسطينيون في غزة أسماء أبنائهم على أيديهم، كان الغزاويون متعبين، جائعين، عطاشى جراء حصار جائر، لكنهم صاحوا بأعلى صوتهم قائلين: "بقوة الله ما وَهِنَّا ولا ضعفنا، الحق معنا والأرض لنا، معنا مئات المقاتلين، وما النصر إلا من عند الله"، لقد تمادى الكيان الغاصب في سفك الدم الزكي الطاهر، فحرق جلود أطفالنا، ومنع عن أهلنا كل سبل الحياة، فزادتنا مقاومتنا قوة، وبسالتها صمودًا وعلوًّا، وتنسَّمنا من عملها البطولي أكسجين الحرية في أجساد الشهداء، ومسحنا الغبار عن عينيْ الثكالى والجرحى، فأبرزنا مظلوميتنا، وأزلنا الغمة عن عيني العدالة الدولية، حاولنا مرة أخرى إيقاظ الضمير الإنساني ونجحنا، لدرجة أنَّنا لم نصدق أنفسنا. إن مقاومتنا اعتلت القمة، نظرنا لنتأكَّد، فرأينا جنودَ الجيش الذي لا يُقهر كأنهم أعجاز نخل خاوية. لم نرَ سوى أمواج الطوفان تعتلي قمة نضالنا نحو الحرية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

التضخم يصعد من جديد في تركيا على أساس شهري..والليرة تنخفض أمام اليورو

صدرت بيانات التضخم التركي منذ لحظات وجاء مؤشر أسعار المستهلكين عن شهر سبتمبر أقل من القراءة الماضية الخاصة بشهر أغسطس سنويًا إلا أنه شهد ارتداد صعودي على المستوى الشهري.

سجل مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي على أساس سنوي عن شهر سبتمبر صعودًا بـ 49.38% مقارنة بتوقعات بتسجيل 48.3%، وتباطؤ من 51.97% التي سجلها في شهر أغسطس الماضي.

أما على أساس شهري فسجل مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي نموًا بـ 2.97% مقارنة بتوقعات بتسجيل 2.2% وأعلى من القراءة الماضية 2.47%.

يذكر أن المركزي التركي أبقى على أسعار الفائدة عند 50% في اجتماعه الماضي وينتظر أن تجتمع هيئة البنك المركزي التركي مجددًا في الـ 17 من أكتوبر الحالي للبت بشأن أسعار الفائدة. وتحوّلت غالبية البنوك المركزية في أوروبا إلى التيسير النقدي بعد دورة تشديد نقدي طويلة لمحاربة التضخم. ويذكر أن تركيا تخلفت عن الركب في التوجه للتشديد النقدي وحافظت على أسعار فائدة منخفضة لفترة ما اشتد فيها التضخم بقوة قبل أن تتحول للتشديد النقدي بنسب فائدة استثنائية.

ومنذ مارس 2024 لم تغيّر تركيا سعر الفائدة من 50%، ويأمل البنك المركزي التركي في تحوّل الأموال الساخنة إلى محفظته بعد خفض الفيدرالي الفائدة بـ 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر الماضي وتوقعات بخفض 50 نقطة أخرى حتى نهاية العام.

ويسجل زوج الدولار ليرة في الوقت الحالي تداولات جانبية حيث يستقر حول الـ 34.2 ليرة للدولار الواحد، فيما انخفضت الليرة مقابل اليورو بـ 0.13% لتسجل 37.7 ليرة لليورو الواحد.

تفاصيل بيانات التضخم التركية
كانت المجموعة الرئيسية التي سجلت أقل زيادة مقارنة بنفس الشهر من العام السابق هي النقل بنسبة 26.60%. في المقابل، كانت المجموعة الرئيسية التي سجلت أعلى زيادة مقارنة بنفس الشهر من العام السابق هي مجموعة السكن بنسبة 97.87%.

معدلات التغير السنوي للرقم القياسي لأسعار المستهلكين حسب مجموعات الإنفاق الرئيسية (%)، سبتمبر 2024

مقالات مشابهة

  • أحاديث عن السياسة.. الكذب!
  • 15 حالة تؤدي إلى سحب رخصة سياراتك من ضابط المرور؟
  • 3 مسؤولين من حماس يكشفون ما الذي يفكر فيه السنوار بعد عام من “طوفان الأقصى”
  • 3 مسؤولين من حماس يكشفون ما الذي يفكر فيه السنوار بعد عام من "طوفان الأقصى"
  • التضخم يصعد من جديد في تركيا على أساس شهري..والليرة تنخفض أمام اليورو
  • فرحة عارمة في العواصم العربية بعملية ‘الوعد الصادق 2’ ضد الكيان الصهيوني
  • استراتيجية الإنهاك وردود الفعل
  • محمد صلاح يصعد إلى المجد في دوري الأبطال ويحطم رقما تاريخيا
  • محمد صلاح يصعد إلى المجد في دوري الأبطال ويحطما رقما تاريخيا
  • يتحدثون في السياسة والعسكرة دون اختصاص