بعد قيادة إنجلترا إلى نصف نهائي اليورو.. ساوثجيت يتحدث عن الهجمات "الشخصية"
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
أشاد جاريث ساوثجيت المدير الفني لمنتخب إنجلترا بأبطال فريقه في ركلات الترجيح بعد الوصول إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس أمم أوروبا وأشاد بشكل خاص ببوكايو ساكا لاعب منتخب إنجلترا.
ساوثجيت يتحدث عن الهجمات "الشخصية"وإعترف المدرب أيضا بأن بعض "الإنتقادات" الشخصية لإدارته كانت "صعبة" في التحمل بعد أن إستهدفت قطاعات من وسائل الإعلام، بما في ذلك لاعبون سابقون لمنتخب إنجلترا مهاراته التدريبية.
وبعد تعثرها في دور المجموعات وتأمين إنتصار دراماتيكي في الوقت الإضافي على سلوفاكيا في دور ال16، تم الفوز على سويسرا أمس بركلات الترجيح في الدور ربع النهائي في مدينة دوسلدورف.
وسجل نجم الفريق بوكايو ساكا هدف التعادل لتصبح النتيجة (1-1) ثم تتجه المباراة إلى الوقت الإضافي ثم إلى ركلات الترجيح.
وتصدى جوردان بيكفورد لتسديدة مانويل أكانجي في الفوز بنتيجة (5-3) الذي حسمه ترينت ألكسندر أرنولد لتضرب إنجلترا موعدا في الدور نصف النهائي أمام هولندا في مدينة دورتموند اليوم.
وقال ساوثجيت: "هذا ما نريده بشكل مثالي، ثم هناك الطريقة التي نحتاجها للعثور على طرق للفوز مع كل العقبات التي واجهناها".
توني كروس يتلقى رسالة دعم من زوجته عقب الخروج من يورو 2024 مصير غامض لمدرب سويسرا بعد الإقصاء من يورو 2024وأضاف: "بالعودة إلى خسارة اللاعبين قبل بضعة أشهر، وخسارة اللاعبين قبل البطولة مباشرة، كان هناك توازن مختلف للفريق، وكانت هناك تحديات مختلفة طوال الوقت، معا، ولكن كما قلت للاعبين فإن إنجلترا كانت تبدأ عادة لمدة 25 دقيقة بشكل جيد، ثم تتقدم في المباريات ثم تخرج في الأدوار الإقصائية المبكرة".
وتابع: "لم نكن أذكياء، ولم نكن نتمتع بخبرة في البطولة، هذه المجموعة مختلفة إنهم يحتفظون بالكرة لفترات أطول".
وواصل: "لم نكن دائما على حق، فالمباريات التي لعبناها في النهاية يمكن للناس دائما أن ينظروا إلى الوراء، ويسلطوا الضوء على الأشياء، لكن بشكل عام، لقد أظهرنا المرونة التي تتمتع بها الفرق التي تفوز بالبطولات لسنوات وسنوات".
وإستطرد: "إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، كما تعلمون، ليست كلها كرة قدم خالصة، إنها صفات أخرى إمتلكوها ونحن نظهر المزيد من هذه الطبيعة الذكية".
وقال: "نريد أن نكون قادرين على المنافسة دائما في البطولات، يجب أن تكون إنجلترا قادرة على المنافسة في السنوات القادمة، هذا فريق شاب، وسيظل الكثير منهم موجودين لفترة طويلة".
كما أضاف: "لكن بالطبع، نريد الآن أن نحقق إنجازا، لم نصل قط إلى نهائي خارج إنجلترا، ولم نفز أبدا ببطولة أوروبا، لذا فهناك قطعتان من التاريخ نود أن نصنعهما".
وأعرب مدرب منتخب "الأسود" الثلاثة أيضا عن إنزعاجه من التحول إلى خط دفاع مكون من 3 لاعبين قبل ثلاثة أيام من مواجهة سويسرا في بطولة تعرض فيها لإنتقادات واسعة النطاق.
وقال ساوثجيت عن إحتفالات ما بعد المباراة بعد خوض مباراته رقم 100: "من وقت لآخر تفكر من المؤكد أنه يجب أن يكون هناك بعض الإستمتاع في هذه الوظيفة".
وأضاف: "لذا، إذا لم أتمكن من الإستمتاع بهذه اللحظة، فإن الأمر برمته سيكون مضيعة للوقت، أنا أحب اللاعبين، وأحب أن أكون في تلك اللحظة معهم".
مضيفا: "لقد توليت هذه الوظيفة لمحاولة تحسين كرة القدم الإنجليزية، وليس كرة القدم للكبار عندما إنضممت إلى إتحاد كرة القدم لأول مرة، كنت أريد أن نستعيد مصداقيتنا على الساحة العالمية، لذا، لا أستطيع أن أنكر أنه عندما يكون الأمر شخصيا كما كان في الأسابيع القليلة الماضية فإن الأمر صعب للغاية على المستوى الإنساني".
وتابع: "لكننا نقاتل، ولن نتوقف عن القتال، وقد وصلنا إلى نصف النهائي مرة أخرى، وسنرى إلى أين يمكننا الوصول".
وتحدث ساوثجيت مع لاعبي إنجلترا عن "الصفات الأخرى" المطلوبة للفوز بالبطولات خلال الدور نصف النهائي مشيرا إلى أن إسبانيا "وجدت طرقا للفوز" ضد ألمانيا المضيفة.
وشكلت ركلات الجزاء الطريق للتقدم هذه المرة، حيث أشاد المدافع السابق بمنفذي ركلات الجزاء كول بالمر وجود بيلينجهام وإيفان توني وترينت ألكسندر أرنولد وعلى وجه الخصوص بوكايو ساكا.
وكان بوكايو ساكا اللاعب البالغ من العمر 22 عاما من بين أولئك الذين فشلوا في تنفيذ ركلات الجزاء في نهائي بطولة أوروبا 2020 التي خسرتها إيطاليا، لكنه أظهر قدرة لا تصدق على الصمود والإيمان بالتسجيل يوم السبت.
وقال: "لقد إحتضنته بقوة على أرض الملعب، إنه فتى مميز، إنه حلم العمل معه، عائلة رائعة".
وأضاف: "بالطبع أنا سعيد من أجل الجميع، ولكن من أجله بشكل خاص عندما دخل، هذا يتطلب شجاعة ولكن لدينا ثقة فيه، لقد كنا نؤمن به من قبل، لقد إكتسب الآن الكثير من الخبرة في تلك اللحظات الضغطية وكان أداءه الشامل إستثنائيا".
وفي حين لا يزال الألم الناجم عن خسارة نهائي بطولة أوروبا 2020 قائما، سارع ساوثجيت إلى الإشارة إلى الإنتصارات بركلات الترجيح على كولومبيا في كأس العالم 2018، وعلى سويسرا في دوري الأمم الأوروبية في العام التالي.
وقال مدرب منتخب إنجلترا: "نعتقد أننا نسير بشكل جيد، لقد شاركنا في أربع مباريات وفزنا بثلاث مباريات".
وأضاف: "بالطبع لقد تعرضنا لأذى شديد بسبب المباراة التي خسرناها، وهذا سيكون الحال دائما لأن الأمر يعتمد على النتيجة".
وأتم: "لقد قمنا بتحسين هذه العملية قليلا، لدينا الآن عدد أكبر من اللاعبين الذين ينفذون ركلات الجزاء بشكل منتظم مقارنة بالماضي، وعدد أكبر من اللاعبين الذين نفذوا ركلات الترجيح".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جاريث ساوثجيت ساوثجيت كأس أمم أوروبا بوكايو ساكا أمم أوروبا رکلات الترجیح منتخب إنجلترا رکلات الجزاء نصف النهائی
إقرأ أيضاً:
كاتب بريطاني يشيد بموقف البابا فرنسيس إزاء غزة.. منحنا قيادة أخلاقية
شدد الصحفي البريطاني أوين جونز على أن وفاة شخصيات عامة بارزة قد تُثير موجة من النفاق المُفرط، مشيرا إلى أن هذا ينطبق على البابا فرنسيس، الذي يُشيد به الآن قادة ووسائل إعلامية كانت "متواطئة في الشرور" التي أدانها، بما في ذلك العدوان الوحشي على قطاع غزة.
وأشار جونز في مقال نشرته صحيفة "الغارديان" وترجمته "عربي21"، إلى أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي حرم العديد من المتقاعدين الضعفاء من دفعات وقود الشتاء قبل شنّ هجوم على إعانات الإعاقة، والذي من المتوقع أن يدفع ما يصل إلى 400 ألف بريطاني إلى براثن الفقر، قال إن "كان البابا فرنسيس بابا الفقراء والمُهمّشين والمنسيين".
ولفت الكاتب البريطاني إلى أن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن الذي وصفه بأنه "مُمهد الطريق للهجوم الإسرائيلي الإبادي على غزة"، قال "لقد روّج... لإنهاء... المعاناة في جميع أنحاء العالم".
وقال جونز إنه في الواقع، بدا أن مصير غزة شغل البابا طوال سنواته الأخيرة. ففي خطابه الأخير بمناسبة عيد الفصح، أدان "الموت والدمار" وما نتج عنه من "وضع إنساني مأساوي ومؤسف" - وهي عظة مؤثرة لم تغطها أي وسيلة إعلام غربية تقريبا. بل ستجد صعوبة في العثور على تغطية بارزة لأي من تصريحاته الشجاعة بشأن غزة، مثل: "هذه ليست حربا. هذا إرهاب". وفي آخر مقال نُشر له، جدد البابا دعمه للدولة الفلسطينية، معلنا: "صنع السلام يتطلب شجاعة، أكثر بكثير من الحرب".
وأشار ستارمر إلى عمل البابا فرنسيس مع "المسيحيين حول العالم الذين يواجهون الحرب والمجاعة والاضطهاد والفقر". ومع ذلك، لم يشر إلى كيفية اتصال البابا بالكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة يوميا لتقديم التضامن والصلاة - أو إلى خوفه المُحق على مجتمع مسيحي يواجه خطر الإبادة بعد أن عاش في غزة لأكثر من 1600 عام.
وأضاف الكاتب أن الإسلاموفوبيا لعبت دورا محوريا في تجريد الحياة الفلسطينية من أي قيمة أو معنى. لكن هذا التجريد من الإنسانية يتجاوز الدين أيضا، لأنه لم يكن هناك غضب غربي يُذكر إزاء الهجوم الإسرائيلي على كنيسة القديس برفيريوس في غزة، أو الغارة الأخيرة على المستشفى المعمداني الأهلي العربي الأنجليكاني، أو مذبحة العديد من المسيحيين، من بينهم الأم المسنة وابنتها اللتان قُتلتا برصاص قناص إسرائيلي في كنيسة العائلة المقدسة عشية عيد الميلاد عام 2023. كانت تلك هي الكنيسة التي كان البابا يتصل بها كل يوم؛ وقد تعرضت مدرستها لهجوم من قبل الجيش الإسرائيلي في تموز/ يوليو الماضي.
لم تكن بريطانيا متفرجة، حسب الكاتب. يشمل "الموت والدمار" الذي استنكره البابا القنابل التي أمطرت غزة من طائرات إف-35 - وبريطانيا تزودها بمكوناتها الأساسية.
في كتابه الأخير، أشار البابا إلى أنه "وفقا لبعض الخبراء، فإن ما يحدث في غزة له سمات الإبادة الجماعية". ولكن الحكومة البريطانية، وفقا لجونز، ترفض وصف أي فعل فاحش إسرائيلي بأنه "جريمة حرب" ــ تذكروا عندما وبخ مكتب رئاسة الوزراء وزير الخارجية ديفيد لامي لمجرد قوله إن إسرائيل انتهكت القانون الدولي.
وقال الكاتب البريطاني إن عادة ما يُسيَّس رحيل الشخصيات العامة بطريقتين. ففي حالات مثل حالة مارغريت تاتشر، يُرسِّخ الموت الانقسامات السياسية، ويُعامل النقاد على أنهم غير لائقين وغير محترمين إذا لفتوا الانتباه إلى إرث مُريع. وإذا كان الموتى شخصيات محترمة خالفت الوضع الراهن خلال حياتهم، فإنهم يواجهون بدلا من ذلك تزييف آرائهم بعد وفاتهم.
كان هذا مصير نيلسون مانديلا، الذي أعلن عبارته الشهيرة: "نعلم جيدا أن حريتنا غير مكتملة بدون حرية الفلسطينيين". ومرة أخرى، يُخاطر أولئك الذين يُشيرون إلى المعتقدات الأصيلة للمتوفى بالتعرض للإدانة باعتبارهم يسعون إلى إحداث الانقسام في وقت الحزن، وفقا للمقال.
وعلى نحو مُنحرف، هناك شيء مُنعش تقريبا في صدق السياسية الأمريكية اليمينية المتطرفة مارجوري تايلور غرين، التي غرّدت، في إشارة ظاهرية إلى البابا: "شهدنا اليوم تحولات كبيرة في القيادات العالمية. الشر يُهزم بيد الله". يا له من أمر مُسيء بشكل مُدهش. ولكن كم هو أقل احتراما من الالتفاف حول جوهر معتقدات البابا ومواقفه الشجاعة، وتقديم عبارات مُبتذلة عامة؟
وأضاف الكاتب أنه في الواقع، كان هذا هو سبب أهمية دور البابا. فالغربُ يُعاني من أشدِّ اعتداء على حرية التعبير منذ المكارثية في خمسينيات القرن الماضي، حيث يُحرمُ من يُعارضون الإبادة الجماعية الإسرائيلية من منابرهم، ويُهددون، ويُفصلون من وظائفهم، ويُطردون من الجامعات، ويُعتدى عليهم من قِبَل ضباط الشرطة، ويُعتقلون، ويُسجنون، بل ويُواجهون الآن الترحيل من دول مثل ألمانيا والولايات المتحدة. في هذه البيئة، كان البابا فرنسيس استثناء بارزا للقاعدة - ولا يُمكن إلغاء البابا. بل سعت النخب السياسية والإعلامية إلى تلميع سجله في الموت كما في الحياة - وهو ركيزة أخرى من ركائز استراتيجية القضاء على التدقيق والمساءلة عن هذه الجريمة ذات الأبعاد التاريخية.
ولفت الكاتب إلى أن البابا كان استثنائيا حيث ندد بالرأسمالية المُتوحشة و"الاستعمار الجديد". ومع ذلك، كان مليئا بالتناقضات، حيث قدم قبولا أكبر لمجتمع المثليين مقارنة بأسلافه، بينما ندد بما أسماه "أيديولوجية النوع الاجتماعي" باعتبارها "أبشع خطر" في عصرنا. فالباباوات، في نهاية المطاف، ليسوا مسؤولين ديمقراطيا: "فنحن غير المؤمنين نعتقد أن اختيارهم تعسفي وليس إرادة الله".
وقال الكاتب إنه مثل أي شخصية قوية بدون تفويض ديمقراطي، فإن تعاطف البابا مع العدالة أو غير ذلك هو مسألة صدفة. والبابا الخيّر لا ينفي الحاجة إلى انتقاد الكنيسة الكاثوليكية، على سبيل المثال، لإساءة معاملة الأطفال ومعارضتها لمنع الحمل خلال جائحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في أفريقيا.
ولكن ما يهم هو هذا، على حد قول جونز، الذي لفت في ختام مقاله إلى أنه "في حال كنت تعتقد أن جريمة ضخمة تحدث أمام أعيننا، فعليك أن تتوقع من أي شخص يتمتع بالسلطة والنفوذ أن يتخذ موقفا. دع التاريخ يسجل أن هذا البابا اتخذ موقفا ضد إحدى أهوال عصرنا العظيمة".