البوابة نيوز:
2024-11-23@08:02:09 GMT

المعادلات الصعبة فى حرب غزة

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعكس التطورات الأخيرة لعملية التفاوض حول اتفاق لإنهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة وملف الأسرى الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة ؛ معادلات وتحديات صعبة  يواجهها الطرفان الإسرائيلى والفلسطينى وباقى الأطراف الإقليمية والدولية.
بعد مرور تسعة أشهر على العدوان الصهيونى الغاشم أصبح الكل بحاجة إلى السلام، أو هدنة طويلة المدى على الأقل بما فى ذلك الكيان الصهيونى.


بالنسبه لطرفى الصراع تحتاج المقاومة الفلسطينية هدنة لإعادة ترتيب أوراقها العسكرية والسياسية؛ فرغم قدرتها  على الصمود طوال ذلك الوقت؛ وتنفيذ عمليات عسكرية  موجعة ضد قوات جيش الاحتلال الصهيوني؛ إلا أنها تحتاج لإلتقاط الأنفاس،خاصة وأن جيش الاحتلال قد بدأ على مايبدو المرحلة الثالثة من عدوانه والتى تركز على استخدام الطائرات الحربية لشن هجمات على القطاع وهو مايعنى تقلص المواجهات المباشرة التى تمكن المقاومة من استهداف آليات العدو وجنوده وإيقاف نزيف  الخسائر فى المعدات والعناصر وهو العامل الذى يمنح المقاومة المزيد من الأوراق السياسية حيث تشكل تلك الخسائر ضغوطا على مجرم الحرب نيتانياهو وتسبب فى رفع منسوب الغضب لدى الرأى العام الاسرائيلى.
الهجمات الجوية تفقد المقاومة هذا العامل وأن احتفظت بقدراتها العسكرية داخل الأنفاق؛ وفى ذات الوقت سيشكل وقوع المزيد من الضحايا بين المدنيين الفلسطينيين جراء تلك الهجمات ضغطا سياسيا على عاتق المقاومة بشقيها السياسى والعسكرى قد يدفعها إلى القبول بتنازلات أكبر تفاديا لسهام الإغنتقادات. 
إلى ذلك يبقى سؤال مستقبل غزه مابعد الحرب أهم عوامل الضغط فى ظل ترحيب بعض الأطراف الإقليمية بتواجد قوات دوليه داخل القطاع رغم رفض كل من فصائل المقاومه فى غزة والسلطة الفلسطينيه فى رام الله  .
كل ذلك دفع فصائل المقاومة إلى القبول بالخيار الصعب وهو التنازل عن شرط التزام الكيان الصهيونى بالوقف الكامل والمستدام لعدوانه، مكتفية بطلب ضمان الوسطاء مصرو قطر والولايات المتحدة بوقف كافة أشكال العدوان طالما المفاوضات ساريه وقائمة حول تنفيذ المرحلتين الثانيه والثالثه لاتفاق إنهاء الحرب.
حيث يتم خلال المرحلة الأولى الإفراج عن أسرى الصهاينة فوق سن الخمسين مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين ووقف إطلاق النار والسماح بدخول ٦٠٠ شاحنه يوميا محملة بمواد الإغاثة والاعانات العاجله،فيما تشهد المرحلة الثانيه الإفراج عن باقى الأسرى وانسحاب جيش الاحتلال وصولا للمرحلة الثالثه التى يتم فيها الاتفاق على وقف إطلاق النار الدائم وتسليم جثث الأسرى الصهاينه والبدء فى عملية إعادة تعمير غزة.
مازال التفاوض قائما على مصطلح ضمان الوسطاء الذى تريده المقاومة بديلا لمصطلح بذل" أقصى جهد  لاستمرار وقف إطلاق النار" الموجود حاليا فى الماده ١٤ من مسودة الاتفاق بحسب التقارير الصحفية.
وتفاعلا مع تنازل حماس عن التزام الكيان الصهيونى بوقف العدوان قبل بدء التفاوض اقترحت الولايات المتحدة مصطلح يتعهد الوسطاء كحل وسط ليس فيه إلزام مصطلح ضمان،ولاعمومية بذل أقصى جهد.
وظنى أن المقاومة الفلسطينية قد تقبل بالمقترح الامريكى لأنها مهتمة بالدخول فى هذه الجوله من المفاوضات ليس فقط لإحتياجها لهدنة تلتقط فيها الأنفاس، وتقطع الطريق على استكمال المرحلة الثالثة للعدوان الصهيونى عبر الغارات الجويه؛ وإنما ايضا لاستجلاء حقيقة المواقف الإقليميه والدوليه تجاه مستقبل غزه بعد الحرب ووضع النقاط فوق الأحرف أمام تلك الأطراف فيما يخص تواجد قوات دوليه أو عربيه لحفظ السلام فى القطاع.
يشار فى هذا السياق أن حركة حماس كانت قد طرحت خيارين بمستقبل غزه،فإما يتم تشكيل حكومه إئتلافيه مؤقته تضم جميع الفصائل بما فى ذلك حركة فتح وفق تفاهمات مع السلطه الفلسطينيه،أو الولوج مباشرة فى انتخابات حره وذلك لضمان حق الشعب الفلسطيني فى تحديد مصيره.
وفيما بدا خيارالتنازل عن بعض المواقف المتشدده واضحا ولا أريد القول سهلا أمام المقاومه الفلسطينيه للدخول فى جولة مفاوضات جديده لإنهاء الحرب؛ لايبدو ذلك سهلا أو ممكنا لحكومة الكيان الصهيونى بزعامة بنيامين نيتانياهو الطرف الثانى فى الصراع.
صحيح أن تل أبيب تفاعلت إيجابيا مع مبادرة حماس وأرسلت رئيس جهاز الموساد إلى قطر للتفاوض حول بنود مسودة الاتفاق؛ إلا أن مجرم الحرب نيتانياهو مازال يراوغ ويريد وضع مدى زمنى لمفاوضات المرحله الثانيه أملا فى فشلها مايمكنه من مواصلة العدوان وهو  مايساعده على تلافي غضب وزرائه المتطرفين اللذين يهددون بالإنسحاب من الإئتلاف الحكومي وإسقاطه حال توقيعه على اتفاق إنهاء الحرب مع حركة حماس.
نيتانياهو تفاعل ايجابيا مع مبادرة حماس تحت ضغوط قادة جيش الاحتلال الذين منيو بخسائر  جسيمه فى أرواح جنودهم ومعداتهم العسكريه على مدى التسعة أشهر الماضيه وتحت ضغط تظاهرات عشرات الآلاف من الاسرائيليين اليوميه التى تطالب بتوقيع صفقة إعادة الأسرى وإنهاء الحرب وإجراء انتخابات مبكره.
وربما قبل التفاوض لهذه الجوله تحت الضغط الأمريكى. 
ومع ذلك لايستطيع أحد التكهن بمواقف نيتانياهو
إزاء عملية التفاوض على المرحله الثانيه فى ظل ضغوط اليمين المتطرف ووعود "بنى غانتس " بدعم نيتانياهو وتغطيته حال موافقته على الصفقه.
لكن ظنى أن الحقائق العسكريه قد تفرض كلمتها فى المطاف الأخير فالجيش الذى لم يحقق انتصارا عسكريا أو انجازا سياسيا بعدوانه الغاشم على غزه لن يستطيع الدخول فى حرب مفتوحه مع حزب الله وهى البديل لحرب غزه لتلافى غضب اليمين المتطرف فى حكومة نيتانياهو.
كما أن المعادلات الصعبه التى فرضتها هذه الحرب على الأطراف الإقليميه والدوليه بفعل هجمات الحوثيين فى جنوب اليمن على السفن الأمريكية والإسرائيلية وتأثيرها الكبير على قناة السويس أهم ممر ملاحى للتجارة الدوليه يجعل من مصلحة هذه الأطراف إنهاء هذه الحرب بشكل دائم وبأى ثمن ناهيك عن انعكاسات حرب الإباده الصهيغونيه على نتائج الإنتخابات فى الدول الغربية وهو ماتجسد فى أول تصريحات وزير خارجية بريطانيا الجديد الذى أكد على ضرورة إنهاء هذه الحرب واستعادة بلاده مواقفها المتوازنة منها فى ظل حكومة حزب العمال التى يخطط رئيسها " كير ستارمر" لإعلان اعترافه بالدولة الفلسطينية وهو  قد يشكل عاملا مهما فى التأثير على مواقف مجرم الحرب بنيامين نيتانياهو.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: قطاع غزة علي الفاتح الکیان الصهیونى جیش الاحتلال إنهاء الحرب

إقرأ أيضاً:

خبراء: كلمة الأمين العام لحزب الله رسمت خارطة المعركة والمفاوضات

بيروت- ألقى الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، اليوم الأربعاء، كلمة شاملة، تناول فيها رؤية الحزب للوضع الراهن في لبنان، ودرات الكلمة حول 3 محاور رئيسية: المعركة، والتفاوض، وما بعد الحرب، وتضمنت رسائل متعددة المستويات، وجهت بشكل خاص إلى إسرائيل، والمفاوضين على الساحتين المحلية والدولية، إضافة إلى الداخل اللبناني.

تحدث نعيم قاسم عن المعركة في المحور الأول من كلمته، وأشار بوضوح إلى أن "على العدو أن يتوقع الرد على وسط تل أبيب إذا استهدف بيروت"، وأوضح أن المقاتلين مستعدون لخوض معركة طويلة، مع الحفاظ على القدرة على الوصول إلى الخطوط الأمامية، وإجراء التبديلات، وتوفير السلاح، وقال "سنظل في الميدان ونقاتل مهما ارتفعت الكلفة، وسنجعلها عالية باهظة، وسنرد اعتداء العدو ونحن في موقع الدفاع".

وفي المحور الثاني، تناول قاسم مسألة المفاوضات، مشيرا إلى استلامهم المقترح الأميركي بشأن وقف إطلاق النار، والذي قدموا ملاحظاتهم عليه، وأكد أن الحزب قرر عدم الخوض في تفاصيل الاتفاق عبر وسائل الإعلام، كما أوضح أن هناك تطابقا بين ملاحظات لبنان الرسمي وتلك التي قدمها الحزب، وأضاف أن "التفاوض يتم تحت سقفين رئيسيين: الأول هو وقف العدوان بشكل كامل وشامل، والثاني ضمان الحفاظ على السيادة اللبنانية".

وفي المحور الثالث، قدم قاسم رؤية الحزب وخارطة الطريق لمرحلة ما بعد الحرب، موضحا مواقفه من خلال 3 رسائل أساسية:

الرسالة الأولى: أكدت استمرار حزب الله في تبني موقفه السابق قبل الحرب وهو سياسة المقاومة. الرسالة الثانية: أعادت التأكيد والتذكير على ثلاثية "الجيش، الشعب، المقاومة"، مع الإشارة إلى أن الحزب معني بتسهيل انتخاب رئيس جمهورية ضمن الأطر الدستورية وتحت سقف اتفاق الطائف. الرسالة الثالثة: التزام الحزب بالمشاركة في إعادة الإعمار. مواقف حاسمة

قال المحلل السياسي قاسم قصير، للجزيرة نت، إن كلمة نعيم قاسم جاءت لتأكيد مواقف حزب الله والمقاومة على الأصعدة العسكرية والسياسية والتفاوضية، موضحا أن "الكلمة حملت رسالة واضحة لكل من الداخل والخارج حول قوة الحزب وقدرته على الصمود، واستعداده لما بعد وقف الحرب، خاصة في ما يتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والتمسك باتفاق الطائف، والمضي قدما في جهود إعادة الإعمار".

وأشار قصير إلى أن قاسم شدد على أن "فشل العدو في تحقيق أهدافه يعد انتصارا"، وأكد على قاعدة تكاتف الجيش اللبناني والشعب والمقاومة.

وفيما يخص المفاوضات، أشار المحلل إلى أن الأمين العام لحزب الله ربط نجاحها برد فعل إسرائيل والجدية التي يظهرها رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، مشددا على ضرورة التفاوض تحت سقف وقف العدوان بشكل كامل وشامل، وحفظ السيادة اللبنانية.

وأضاف قصير أن قاسم توجه إلى النازحين معبرا عن تقديره لتضحياتهم، وأوضح أن الحزب سيقوم بواجبه قدر الإمكان، داعيا إياهم إلى الصبر، وأكد على أن عملية إعادة الإعمار ستتم بالتعاون مع الدولة فور وقف العدوان.

الأمين العام أكد التزام حزب الله بالمشاركة في إعادة الإعمار فور وقف العدوان الإسرائيلي (الجزيرة) التفاوض والنار

يرى المحلل السياسي توفيق شومان، في حديثه للجزيرة نت، أن خطاب نعيم قاسم يمكن قراءته من 3 زوايا رئيسية، أولها تتعلق بالميدان وتجديد بنك الأهداف بصورة يومية، وهو ما تعكسه عمليات المقاومة المستمرة التي تستهدف مستوطنات جديدة ومواقع عسكرية متنوعة، تشمل الأعمال الأمنية، والتقنية، والاستخبارية، والعسكرية، واللوجستية، وصولا إلى تل أبيب.

يشير شومان إلى أن هذه العمليات تعكس قبول المقاومة بمعادلة "التفاوض تحت النار"، التي يسعى العدو الإسرائيلي إلى فرضها، إلا أن الخطاب يبرز بوضوح استعداد المقاومة لمواجهة هذه المعادلة بكل السبل الممكنة، بهدف إفشال مساعي إسرائيل لتوظيف العدوان لتحقيق مكاسب سياسية في المفاوضات.

أما الزاوية الثانية فترتبط بالمفاوضات الجارية، التي تجري بالتنسيق والتناغم مع الدولة اللبنانية، ويوضح شومان أن خطاب قاسم اتسم بالتحفظ في التعليق على هذه المفاوضات، انتظارا لما ستسفر عنه زيارة آموس هوكشتاين إلى تل أبيب والرد الإسرائيلي المرتقب، وتأكيد قاسم استعداد المقاومة لخوض حرب طويلة إذا اختار العدو الإسرائيلي هذا السيناريو.

وبخصوص الزاوية الثالثة والمتعلقة بالوضع السياسي الداخلي، يشير المحلل إلى أن قاسم أكد التزام حزب الله باتفاق الطائف والعمل تحت سقفه، باعتباره عقدا سياسيا واجتماعيا وطنيا جامعا، في إشارة واضحة إلى تمسك الحزب بالشراكة الوطنية المتوازنة والمتساوية، ويرى شومان أن هذا الموقف ينفي أي نية لاستثمار الخطاب السياسي داخليا، كما يُشاع في بعض الأوساط اللبنانية.

الميدان والسياسة

من جهته، اعتبر الباحث والكاتب السياسي علي مطر، في حديثه للجزيرة نت، أن كلمة الشيخ نعيم قاسم تحمل دلالات مهمة تركز على محورين رئيسيين هما الميدان والمفاوضات، بالإضافة إلى رسائل مرتبطة بإدارة المشهد السياسي في لبنان بعد الحرب.

ففي الجانب الميداني، يوضح مطر أن الشيخ قاسم قدم شرحا مفصلا لنمط عمل المقاومة، مشيرا إلى اعتمادها أسلوب الدفاع المتحرك عوضا عن الدفاعات الثابتة التقليدية، كما بيّن قاسم أن المقاومة نجحت خلال شهرين في إحباط محاولات العدو الإسرائيلي لتحقيق أي تقدم ميداني، مستشهدا باستمرار إطلاق الصواريخ والتصدي لمحاولات التوغل في مناطق مثل الخيام، وشمع، وأطراف بنت جبيل.

ووفقا لمطر، تحمل هذه الرسالة تأكيدا على أن "العدو الإسرائيلي لم يتمكن من تحقيق أهدافه الإستراتيجية في القضاء على البنية العسكرية لحزب الله، التي ما زالت فاعلة ومستمرة في المواجهة".

وعلى صعيد المفاوضات، يشير الباحث مطر إلى أن الشيخ قاسم أكد حرص المقاومة على الوصول إلى اتفاق ينهي العدوان ويحفظ سيادة لبنان، بشرط عدم المساس بالتضحيات اللبنانية أو إخضاعها لشروط إسرائيلية، وأضاف أن القوة العسكرية على الأرض تُعتبر ورقة أساسية لتحسين شروط التفاوض لصالح المقاومة.

وفي سياق آخر، يلفت الباحث إلى أن قاسم حرص على الإشارة بشكل غير مباشر إلى قضايا حساسة، مثل طرح إسرائيل مفهوم "الدفاع عن النفس"، وهو ما يراه مطر تدخلا خطيرا في الشأن اللبناني، وانتهاكا للسيادة اللبنانية وللقانون الدولي.

يختم مطر تحليله للكلمة بالإشارة إلى أنّ حزب الله، كما أوضح أمينه العام، يعتزم استئناف حياته السياسية بشكل طبيعي بعد الحرب، مع العمل على تطوير قدراته بما يخدم المصلحة الوطنية وإعادة الإعمار.

مقالات مشابهة

  • أجندة خارجيّة بتنفيذ محلّي للهجوم على بري
  • إعلام عبري: صلاحيات فريق التفاوض حول الرهائن تقلصت بتعيين كاتس وزيرًا للدفاع
  • الصحة اللبنانية: استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على أراضينا
  • "لجان المقاومة": الفيتو ضد وقف الحرب بغزة دليل أن الإدارة الأمريكية هي من تديرها
  • ميليشيا حشدوية:سنقاتل إسرائيل حتى الموت من أجل الدفاع عن إيران
  • بين بدايات “بايدن” ووعود “ترامب”..هنا المقاومة!
  • هذا ما كشفته كلمة نعيم قاسم اليوم.. دلالات مهمة جداً!
  • خبراء: كلمة الأمين العام لحزب الله رسمت خارطة المعركة والمفاوضات
  • أمين عام حزب الله : التفاوض يجري تحت سقف وقف العدوان بشكل كامل وحفظ السيادة اللبنانية (تفاصيل)
  • الفصائل العراقية تؤكد الجهوزية لأي تصعيد إسرائيلي مرتقب ضدها