تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعكس التطورات الأخيرة لعملية التفاوض حول اتفاق لإنهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة وملف الأسرى الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة ؛ معادلات وتحديات صعبة يواجهها الطرفان الإسرائيلى والفلسطينى وباقى الأطراف الإقليمية والدولية.
بعد مرور تسعة أشهر على العدوان الصهيونى الغاشم أصبح الكل بحاجة إلى السلام، أو هدنة طويلة المدى على الأقل بما فى ذلك الكيان الصهيونى.
بالنسبه لطرفى الصراع تحتاج المقاومة الفلسطينية هدنة لإعادة ترتيب أوراقها العسكرية والسياسية؛ فرغم قدرتها على الصمود طوال ذلك الوقت؛ وتنفيذ عمليات عسكرية موجعة ضد قوات جيش الاحتلال الصهيوني؛ إلا أنها تحتاج لإلتقاط الأنفاس،خاصة وأن جيش الاحتلال قد بدأ على مايبدو المرحلة الثالثة من عدوانه والتى تركز على استخدام الطائرات الحربية لشن هجمات على القطاع وهو مايعنى تقلص المواجهات المباشرة التى تمكن المقاومة من استهداف آليات العدو وجنوده وإيقاف نزيف الخسائر فى المعدات والعناصر وهو العامل الذى يمنح المقاومة المزيد من الأوراق السياسية حيث تشكل تلك الخسائر ضغوطا على مجرم الحرب نيتانياهو وتسبب فى رفع منسوب الغضب لدى الرأى العام الاسرائيلى.
الهجمات الجوية تفقد المقاومة هذا العامل وأن احتفظت بقدراتها العسكرية داخل الأنفاق؛ وفى ذات الوقت سيشكل وقوع المزيد من الضحايا بين المدنيين الفلسطينيين جراء تلك الهجمات ضغطا سياسيا على عاتق المقاومة بشقيها السياسى والعسكرى قد يدفعها إلى القبول بتنازلات أكبر تفاديا لسهام الإغنتقادات.
إلى ذلك يبقى سؤال مستقبل غزه مابعد الحرب أهم عوامل الضغط فى ظل ترحيب بعض الأطراف الإقليمية بتواجد قوات دوليه داخل القطاع رغم رفض كل من فصائل المقاومه فى غزة والسلطة الفلسطينيه فى رام الله .
كل ذلك دفع فصائل المقاومة إلى القبول بالخيار الصعب وهو التنازل عن شرط التزام الكيان الصهيونى بالوقف الكامل والمستدام لعدوانه، مكتفية بطلب ضمان الوسطاء مصرو قطر والولايات المتحدة بوقف كافة أشكال العدوان طالما المفاوضات ساريه وقائمة حول تنفيذ المرحلتين الثانيه والثالثه لاتفاق إنهاء الحرب.
حيث يتم خلال المرحلة الأولى الإفراج عن أسرى الصهاينة فوق سن الخمسين مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين ووقف إطلاق النار والسماح بدخول ٦٠٠ شاحنه يوميا محملة بمواد الإغاثة والاعانات العاجله،فيما تشهد المرحلة الثانيه الإفراج عن باقى الأسرى وانسحاب جيش الاحتلال وصولا للمرحلة الثالثه التى يتم فيها الاتفاق على وقف إطلاق النار الدائم وتسليم جثث الأسرى الصهاينه والبدء فى عملية إعادة تعمير غزة.
مازال التفاوض قائما على مصطلح ضمان الوسطاء الذى تريده المقاومة بديلا لمصطلح بذل" أقصى جهد لاستمرار وقف إطلاق النار" الموجود حاليا فى الماده ١٤ من مسودة الاتفاق بحسب التقارير الصحفية.
وتفاعلا مع تنازل حماس عن التزام الكيان الصهيونى بوقف العدوان قبل بدء التفاوض اقترحت الولايات المتحدة مصطلح يتعهد الوسطاء كحل وسط ليس فيه إلزام مصطلح ضمان،ولاعمومية بذل أقصى جهد.
وظنى أن المقاومة الفلسطينية قد تقبل بالمقترح الامريكى لأنها مهتمة بالدخول فى هذه الجوله من المفاوضات ليس فقط لإحتياجها لهدنة تلتقط فيها الأنفاس، وتقطع الطريق على استكمال المرحلة الثالثة للعدوان الصهيونى عبر الغارات الجويه؛ وإنما ايضا لاستجلاء حقيقة المواقف الإقليميه والدوليه تجاه مستقبل غزه بعد الحرب ووضع النقاط فوق الأحرف أمام تلك الأطراف فيما يخص تواجد قوات دوليه أو عربيه لحفظ السلام فى القطاع.
يشار فى هذا السياق أن حركة حماس كانت قد طرحت خيارين بمستقبل غزه،فإما يتم تشكيل حكومه إئتلافيه مؤقته تضم جميع الفصائل بما فى ذلك حركة فتح وفق تفاهمات مع السلطه الفلسطينيه،أو الولوج مباشرة فى انتخابات حره وذلك لضمان حق الشعب الفلسطيني فى تحديد مصيره.
وفيما بدا خيارالتنازل عن بعض المواقف المتشدده واضحا ولا أريد القول سهلا أمام المقاومه الفلسطينيه للدخول فى جولة مفاوضات جديده لإنهاء الحرب؛ لايبدو ذلك سهلا أو ممكنا لحكومة الكيان الصهيونى بزعامة بنيامين نيتانياهو الطرف الثانى فى الصراع.
صحيح أن تل أبيب تفاعلت إيجابيا مع مبادرة حماس وأرسلت رئيس جهاز الموساد إلى قطر للتفاوض حول بنود مسودة الاتفاق؛ إلا أن مجرم الحرب نيتانياهو مازال يراوغ ويريد وضع مدى زمنى لمفاوضات المرحله الثانيه أملا فى فشلها مايمكنه من مواصلة العدوان وهو مايساعده على تلافي غضب وزرائه المتطرفين اللذين يهددون بالإنسحاب من الإئتلاف الحكومي وإسقاطه حال توقيعه على اتفاق إنهاء الحرب مع حركة حماس.
نيتانياهو تفاعل ايجابيا مع مبادرة حماس تحت ضغوط قادة جيش الاحتلال الذين منيو بخسائر جسيمه فى أرواح جنودهم ومعداتهم العسكريه على مدى التسعة أشهر الماضيه وتحت ضغط تظاهرات عشرات الآلاف من الاسرائيليين اليوميه التى تطالب بتوقيع صفقة إعادة الأسرى وإنهاء الحرب وإجراء انتخابات مبكره.
وربما قبل التفاوض لهذه الجوله تحت الضغط الأمريكى.
ومع ذلك لايستطيع أحد التكهن بمواقف نيتانياهو
إزاء عملية التفاوض على المرحله الثانيه فى ظل ضغوط اليمين المتطرف ووعود "بنى غانتس " بدعم نيتانياهو وتغطيته حال موافقته على الصفقه.
لكن ظنى أن الحقائق العسكريه قد تفرض كلمتها فى المطاف الأخير فالجيش الذى لم يحقق انتصارا عسكريا أو انجازا سياسيا بعدوانه الغاشم على غزه لن يستطيع الدخول فى حرب مفتوحه مع حزب الله وهى البديل لحرب غزه لتلافى غضب اليمين المتطرف فى حكومة نيتانياهو.
كما أن المعادلات الصعبه التى فرضتها هذه الحرب على الأطراف الإقليميه والدوليه بفعل هجمات الحوثيين فى جنوب اليمن على السفن الأمريكية والإسرائيلية وتأثيرها الكبير على قناة السويس أهم ممر ملاحى للتجارة الدوليه يجعل من مصلحة هذه الأطراف إنهاء هذه الحرب بشكل دائم وبأى ثمن ناهيك عن انعكاسات حرب الإباده الصهيغونيه على نتائج الإنتخابات فى الدول الغربية وهو ماتجسد فى أول تصريحات وزير خارجية بريطانيا الجديد الذى أكد على ضرورة إنهاء هذه الحرب واستعادة بلاده مواقفها المتوازنة منها فى ظل حكومة حزب العمال التى يخطط رئيسها " كير ستارمر" لإعلان اعترافه بالدولة الفلسطينية وهو قد يشكل عاملا مهما فى التأثير على مواقف مجرم الحرب بنيامين نيتانياهو.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قطاع غزة علي الفاتح الکیان الصهیونى جیش الاحتلال إنهاء الحرب
إقرأ أيضاً:
«القدس للدراسات»: إسرائيل تحاول شيطنة حماس وإظهارها بصورت المتعنت
قال الدكتور أحمد رفيق عوض رئيس مركز القدس للدراسات، إنّ التسريبات التي تخرج عن صفقة التفاوض وتبادل الأسرى والمحتجزين تأتي من الجانب الإسرائيلي، وبالتالي ليس بضرورة أن تكن دقيقة، وبالتالي قد لا يكون هدفها نشر المعلومات الموجودة بها، بل إظهار حركة حماس بصورة المتعنت «وشيطنتها» أمام المؤيدين لها والوسطاء والإدارة الأمريكية، وبالتالي يسهل توجيه الضربات لها «أي الهجمات على الفلسطينيين في قطاع غزة».
تكنيك إسرائيل في التفاوضوأضاف عوض خلال حواره عبر فضائية القاهرة الإخبارية، أنّ إسرائيل تتبع تكنيك محدد منذ أكثر من عام، يتمثل في نشر أجواء التفاؤل وتسريب بعض المعلومات، وتظهر استعدادها بإتمام الصفقة لكن حماس ترفض، وبالتالي تتحول حماس طيلة الوقت إلى الطرف المتعنت والرافض.
تعامل نتيناهو مع الإدارة الأمريكيةوتابع، أنّ نتيناهو يدرك كيفية التعامل مع الإدارة الأمريكية، حيث يتقدم بمقترح بشأن صفقة التفاوض، والتي تقابل بالرفض من حماس، وبالتالي يتخلص نتنياهو من الضغوط الأمريكية.