إحياء ذكرى الهجرة النبوية في صنعاء
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
الثورة نت../
أحيت الهيئة العامة للأوقاف ودار الإفتاء ورابطة علماء اليمن، اليوم، بالجامع الكبير بصنعاء ذكرى الهجرة النبوية على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم وتدشين تقويم مواقيت الصلاة.
وفي الفعالية، التي حضرها مستشار المجلس السياسي الأعلى عبدالاله حجر، ووكيل وزارة الارشاد صالح الخولاني والأمين العام المساعد للملتقى الإسلامي العلامة عبدالله الشاذلي وجمع من العلماء ، تناول رئيس قطاع التعليم والثقافة والإعلام حسن الصعدي بعضًا من سيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم والدروس المستفادة من هجرته المباركة وما رافقها من أحداث تجسدت فيها قيم ومثل وتعاليم المنهج النبوي القويم.
وحث الصعدي على العمل بتقويم مواقيت الصلاة الذي أجمع عليه العلماء بإشراف من مفتي الجمهورية واللجنة الخاصة التي تم تشكيلها بهدف توحيد مواقيت الصلاة.. لافتا إلى أن التقويم راعى اختلاف الأوقات في كل المحافظات ووضع تقويما موحدا يجسد وحدة الأمة في كل شؤون حياتها.
من جانبه استعرض رئيس الهيئة العامة للأوقاف العلامة عبدالمجيد الحوثي محطات من سيرة الرسول الأعظم سيدنا محمد -صلوات الله عليه وآله- وهجرته المباركة من مكة إلى المدينة المنورة بعد أن تآمرت عليه قوى الكفر والشرك حينها.
وتطرق إلى مواقف الأوس والخزرج في مواجهة أهل الشرك والباطل، وانتصارهم لدينهم ورسولهم، وكذا دور اليمنيين البارز في نشر الدعوة الإسلامية… مبينا أن أهل اليمن هم أهل الفداء والتضحية على مر العصور .
ولفت العلامة الحوثي إلى أن المتأمل لواقع الأمة يجد أنها تعيش حاليا نفس تلك المرحلة التي عاشها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قبل الهجرة المباركة ..مضيفا أن خروج النبي من بيته كحال أبناء غزة اليوم وهو الذي يخرج المجاهدين فيها من تحت الأنقاض والأنفاق لمواجهة العدو الصهيوني .
وأشار إلى أن ما حدث في دار الندوة وتأمر المشركين على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مثلت مرحلة صعبة و لحظة فاصلة حيث ظن المشركون انهم سيهلكون الإسلام وأهله وهذا شبيه باجتماع أعداء الأمة في البيت الأبيض حيث اجمعوا على أن يهدروا دماء أبناء غزة.
وقال: في هذه المرحلة يجب استحضار المعية الإلهية ووقوف المولى عز وجل مع المسلمين ومع أبناء غزة الذين يموتون جوعا .
ونوه رئيس هيئة الأوقاف بأن أبناء اليمن اليوم يمثلون في بأسهم وفدائهم الإمام علي عليه السلام الذي افتدى بنفسه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما كان لذلك أن يتحقق إلا بتلك القيادة الربانية التي تمثل امتدادا للإمام علي عليه السلام .
وقال ” في هذا العام وبهذه المناسبة نعيش مرحلة من العزة والكرامة لأنها لحظة فارقة بين مرحلة الخنوع والخضوع والذلة وبين العزة والكرامة والاستقلال ، وهي مرحلة ينهي بها الله المنافقين والمشركين ويبدأ فيها انتصار الإسلام والمسلمين “.
بدوره أكد عضو رابطة علماء اليمن خالد موسى أهمية إحياء ذكرى الهجرة النبوية لأخذ الدروس والعِبر منها، و لترسيخ الهوية الإيمانية، والتمسك بنهج الرسول الأعظم، والاقتداء بسيرته في مواجهة أعداء الأمة .
ولفت إلى أن هجرة الرسول الكريم – صلوات الله عليه وآله وسلم، كانت من أبرز أحداث المسيرة النبوية التي غيرّت وجه التاريخ ومجرى الحياة الإنسانية.. مستعرضا أسباب ودوافع الهجرة النبوية كأهم حدث يستحضره أبناء الأمة الإسلامية بداية كل عام هجري وأهم الدلالات لتأصيل منهجية التعامل مع التأريخ عامة والمناسبات الدينية بصورة خاصة.
ودعا خالد موسى إلى استلهام الدروس والعبر من هذه الهجرة الشريفة واستيعاب الدلالات والأبعاد منها لمكانتها وما تحمله من قيم ومعاني سامية في نفوس أبناء الأمة.
وفي ختام الفعالية، القى أمين عام الجمعية العلمية بالجامع الكبير بصنعاء بيان صادر عن رابطة علماء اليمن ودار الإفتاء والهيئة العامة للأوقاف بهذه المناسبة أكد فيه أهمية استلهام الدروس الايمانية والجهادية من الهجرة النبوية وربطها بأحداث المرحلة ومتطلبات الصراع مع دول الشرك وتقديم شخصية الرسول الأعظم أسوة ، ومضامين الرسالة مشروعا وفق الرؤية القرآنية الكفيلة بصنع التحولات الكبرى في واقع الحياة .
ودعا البيان الأمة الإسلامية إلى أحياء الاخوة الايمانية التي أسسها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على البصائر القرآنية البعيدة عن المطامع الدنيوية والأهواء القومية والقبلية والتحزبات السياسية .
وحث على الاستفادة من التجربة الإسلامية والنموذج النبوي في إرساء معالم الدولة القرآنية العادلة .
وشدد البيان على وجوب نصرة الشعب الفلسطيني والاستمرار في إسناد غزة والتأكيد على حرمة التخاذل والوقوف موقف المتفرج على الظلم الواقع بأهل غزة وما يتعرضون له من حرب إبادة وجرائم وحشية ومجازر يومية .
وبارك عمليات القوات اليمنية المسلحة في مرحلتها الرابعة إسنادا لغزة ومباركة وتأييدًا لقرارات وخيارات القيادة الثورية للمرحلتين الخامسة والسادسة .
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: صلى الله علیه وآله وسلم الهجرة النبویة إلى أن
إقرأ أيضاً:
حكم تمثيل الأنبياء والصحابة وأمهات المؤمنين في الأعمال التليفزيونية
أكدت دار الإفتاء المصرية، إن الأنبياء والمرسلون صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين هم أفضل البشر على الإطلاق، وميَّزهم الله تعالى عمن سواهم بأن جعلهم معصومين، ومن كان بهذه المنزلة فهو أعز من أن يُمَثَّل أو يَتَمَثَّل به إنسان، ولذا فإن تمثيلَهم حرامٌ شرعًا.
أما الصحابة رضوان الله عليهم فالمختار للفتوى أنه إذا أُظهِرُوا بشكل يناسب مقامهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنهم خيرة الخلق بعد الأنبياء والمرسلين فلا مانع من تمثيلهم إذا كان الهدف من ذلك نبيلًا؛ كتقديم صورةٍ حسنةٍ للمشاهد، واستحضار المعاني التي عاشوها، وتعميق مفهوم القدوة الحسنة من خلالهم، مع الالتزام بالضوابط الآتية:
أولًا: الالتزام باعتقاد أهل السنة فيهم؛ من حبهم جميعًا بلا إفراط أو تفريط.
ثانيًا: التأكيد على حرمة جميع الصحابة؛ لشرف صحبتهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتوقير والاحترام لشخصياتهم، وعدم إظهارهم في صورة ممتهنة، أو الطعن فيهم والاستخفاف بهم والتقليل من شأنهم.
ثالثًا: نقل سيرتهم الصحيحة كما هي، وعدم التلاعب فيها.
رابعًا: الاعتماد على الروايات الدقيقة وتجنب الروايات الموضوعة والمكذوبة.
خامسًا: تجنب إثارة الفتنة والفرقة بين الأمة الإسلامية.
وأوضحت الإفتاء أنه يُستَثْنَى من هذا الحكم العشرة المبشرون بالجنة، وأمهات المؤمنين، وبنات المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وآل البيت الكرام؛ فلا يجوز تمثيلهم.
المقصود بالتمثيل وبيان حكمه
وأصل التمثيل مِن: (مَثَّلَ) الشيء بالشيء تمثيلًا وتَمْثَالًا، أي شَبَّهه به وقَدَّره على قَدره، والتشديد للمبالغة.
والتِّمْثال: اسم للشيء المصنوع مُشَبَّهًا بخلقٍ من خلق الله، وجمعه التَّماثيل، وأَصله مِن مَثَّلْت الشيء بالشيء إِذا قدَّرته على قَدره، ويكون تَمْثيل الشيء بالشيء تشبيهًا به، واسم ذلك الممثَّل تِمْثال.
ومما يُستأنس به مِن سِيَرِ الصحابة رضي الله عنهم ما رواه الإمام مسلم في "صحيحه" من قصة السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما مع الرجل الفقير وفيها تقول: فَجَاءَنِي رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أُمَّ عَبْدِ اللهِ إِنِّي رَجُلٌ فَقِيرٌ أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَ فِي ظِلِّ دَارِكِ. قَالَتْ: إِنِّي إِنْ رَخَّصْتُ لَكَ أَبَى ذَاكَ الزُّبَيْرُ، فَتَعَالَ فَاطْلُبْ إِلَىَّ وَالزُّبَيْرُ شَاهِدٌ. فَجَاءَ، فَقَالَ: يَا أُمَّ عَبْدِ اللهِ إِنِّي رَجُلٌ فَقِيرٌ أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَ فِي ظِلِّ دَارِكِ. فَقَالَتْ: مَا لَكَ بِالْمَدِينَةِ إِلا دَارِى؟ فَقَالَ لَهَا الزُّبَيْرُ: مَا لَكِ أَنْ تَمْنَعِي رَجُلاً فَقِيرًا يَبِيعُ؟ فَكَانَ يَبِيعُ إِلَى أَنْ كَسَبَ.
وأضافت الإفتاء أنه إذا اقترن بالتمثيل أمر محرم كدعوة إلى ما يخالف الدين والخلق، أو تجميل وتحسين المعاصي، أو كشف للعورات التي يحرم إبداؤها، أو التلاصق المحرم بين الرجال والنساء، أو التخنث والتشبه من الرجال بالنساء، أو أدى الاشتغال به إلى تفويت واجب، كان ممنوعًا حينئذٍ؛ لما اقترن به لا لذاته، بخلافه إذا خلا عنها.
ومن نصوص الفقهاء التي يستأنس بها على تحريم التمثيل إذا اقترن به أمر محرم: ما ذكروه من صورة جماعة مجتمعين يجلس أحدهم على مكان رفيع تشبهًا بالوعاظ والمُذَكِّرِين؛ يسألونه المسائل وهم يضحكون ثم يضربونه، أو يتَشَبَّه بالمعلمين، فيأخذ خشبة، ويجلس القوم حوله كالصبيان، فيضحكون ويستهزئون، ويقول: قصعة ثريد خير من العلم. وهاتان الصورتان ذكرهما الإمام الرافعي من أئمة الشافعية في "شرح الوجيز" (11/ 104، ط. دار الكتب العلمية)، والفقيه داماد من الحنفية في "مجمع الأنهر" (1/ 695-696، ط. دار إحياء التراث العربي) على أنهما من المكفِّرات، يعني إذا قُصِدَ بذلك الاستهزاء بذات الدين أو العلم الشرعي؛ لذلك قال النووي في "الروضة" بعد أن نقلهما (7/ 287، ط. دار عالم الكتب): [قلت: الصواب أنه لا يكفر في مسألتي التشبه] اهـ.
حكم تمثيل الأنبياء والأدلة على ذلك
أما تمثيل الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين:
فالحكم الحق هو عدم الجواز؛ مراعاة لعصمتهم ومكانتهم؛ فهم أفضل البشر على الإطلاق، ومن كان بهذه المنزلة فهو أعز من أن يُمَثَّل أو يَتَمَثَّل به إنسان، بل إن الشرع نَزَّهَ صورهم أن يتمثل بها حتى الشيطان في المنام.
وروى الإمامان البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «سَمُّوا بِاسْمِي وَلاَ تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي وَمَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَتَمَثَّلُ صُورَتِي وَمَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» واللفظ للبخاري، وهذا الحديث فيه دلالة واضحة على صيانة الله تعالى لمقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أن يظهر الشيطان في صورته لا في الحقيقة ولا في المنام؛ حفاظًا لمقام الرسول ومقام الرسالة. فإذا ثبت هذا فإنه ومن باب الحفاظ على هذا المقام أيضًا يُمنع أن يُمثِّل أحد شخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أن يقوم بدوره في عمل درامي.