مع قناعتي الكاملة بالأهداف الحقيقية لمن يقف خلف بعض البرامج الحوارية التي تتناول عدداً من القضايا التي تمس عقيدتنا وثوابتنا، وقناعتي بأن المستهدف من ذلك هو توجيه البوصلة للرأي العام في بلادي من أجل إشغالهم عن قضايا حياتية مصيرية في يومهم وغَدِهم..

وللعلم فلُعبة التوجيه هذه كانت من أبجديات المدرسة التي أسسها النازي "جوزيف جوبلز" صاحب الجمل الشهيرة التي صارت دستورا للأفاكين من صُنّاع إعلام الخداع والتغييب مثل قوله: كلما كبرت الكذبة سهل تصديقها!، وقوله: اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس!

فيتلاعبون بعقول الشعوب ويصرفونهم يُمنة ويسرة متى شاؤوا عن قضايا بعينها، ولمن يعرف لُعبة العصفورة فين! كما تستخدم في بلادي للتعتيم عن ماهية ما يجري خلف الأكَمة! وذلك بالعمل على تخليق حدث ما اجتماعي أو ديني من أجل شغل الرأي العام إما لصرفهم عن قضية سياسية لا يراد لهم الحديث عنها أو حتى مجرد الإلتفات إليها، أو ربما لأزمة اقتصادية استفحلت جنباتها واستعصى عليهم حلها، وإما لتمرير قوانين أو تعديلات دستورية معينة ترغب السلطة في تمريرها في جنح الليل والشعوب المستأنسة منشغلة بما فجَّره الإعلام الموجه من أطروحات تمس دنيا الناس ودينهم .

.

ولسان حالهم هو التشجيع لكل ما يعنّ لدى العقول التي تختبىء خلف الكواليس "جهاز الsamsung”" فكل شىء مباح الخوض فيه والتعرض له طالما كان في المصلحة، أيّا ما كان خطر الأطروحة على عقائد الشعب أو على تماسكه الإجتماعي أو كانت سببا في الانفلات الخُلقي، لا ضير! طالما كان في مصلحة السلطة.

أقول ومع يقيني التام بتلك الأهداف التي لا تنطلي على أبسط الشرائح من عامة الناس إلا إنني منزعج جدا من المادة التي تقدمها الميديا في بعض بلادنا العربية "تونس، مصر، لبنان" ومن مدى الجرأة بل والوقاحة في تناولها مستهينين بذلك بخطورة اللعب بالنار فيما يخص عقيدة الغالبية، وكان من الواجب على السلطة الذود عنها وليس مجرد الاحترام المزعوم الصادر من الطرف المحايد!.

وليس من المقبول أن يُفسَح المجال لشذاذ الآفاق من بعض المخنثين خلقاً وسلوكاً، وليس من المقبول كذلك أن يُفرضوا عبر شاشات التلفاز ليبثوا القيحَ مما تجود به قريحتهم انتصاراً لشياطينهم، أو تحقيقاً للمشاهدات الفلكية لملاك المحطة الفضائية ممن لا دين لهم ولا خلاق، أو لربما ـ وهو مربط الفرس ـ من أجل تحقيق المستهدف المطلوب للقائمين على السلطة كما قلنا في بداية حديثنا من إشغال الناس عن ما يدبر لهم ولبلادهم!

كيف يسمح لبعضهم بإهالة التراب على بعض المسلّمات والثوابت الإجتماعية والدينية دون حسيب أو رقيب، فيتناولون ما يشاؤون بالغمز واللمز والتحقير ويتعمدون الخلط في الأوراق، كما حدث في الحديث عن "المساكنة".

و"المساكنة" لمن لا يعرف دعوةٌ للزنا مقننةٌ في أبسط تعريفٍ..وهي ارتباط مؤجل ـ على شرط المزاج! ـ بين شاب وفتاة يجمعهما منزل ما، فتحدث بينهما من الخلوة والمعاشرة، ولا زواج بينهما إلا إذا تحقق الرضا وحدث الإشباع! وإلا انصرف الطرفان واتفقا على "انهاء التجربة!"

وهكذا حولوا الزواج من كونه ميثاقا غليظاً محْمّياً من الشريعة الإسلامية لضمان صحته بجملة من الشروط والأركان، إلى تجربة شهوانية مقننة..

لا شك أن المجتمع قد انزلق إلى هوة سحيقة من العادات التي أصبحت واقعاً مريراً نشاهده يوميا في الشوارع والمتنزهات وعلى المقاهي وفي قاعات الأفراح بل وفي داخل الجامعات بين الجنسين ممن فتحت لهم الأبواب على مصراعيها!.لاحظ أن الفكرة لا علاقة لها بتيسير الزواج بين الشباب وإلا فخطوات التيسير معروفة "أقلهنّ مهوراً أكثرهنّ بركة"، "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه" إنما الأمر عبارة عن رغبة كامنة من بعض أصحاب الشهوات الراغبين في إشباع رغباتهم وملذاتهم بعيداً عن قيود الشريعة.

وسأضع أمام القارىء جزءاً من حوار أُجري مع أحد هؤلاء وهو يعبر عن تجربته التي عاشها مع خليلته فيما أسموه بـ "المساكنة" بعيداً عن القيود التي يتأففون منها!

فيقول: "لم أخشَ مواجهة المجتمع، لدي أفكاري ومؤمن بها، وحتى لا أتعرض للمضايقات اخترت السكن مع حبيبتي في وسط القاهرة، هناك لا يتدخل أحد في خصوصياتي!".

 وتابع: "عشت معها أشهرا عدة لم تصادفني أي مشكلة، فهذه الحياة  لم تتوافر في أي حي آخر بخلاف وسط البلد، والأحياء الملاصقة لها، وأجزاء من حي المعادي، ورغم أن حبيبتي هجرتني، لكني مؤمن بحريتها الكاملة، وحرية امتلاك كل شخص فينا لجسده!، وأرفض أي ملكية أو وصاية على الجسد تحت أي مسمى!. عندما أحببتها وتواصلنا  بكل شعورنا كان تقارباً طبيعياً، من دون اي شروط أو حراسة أو مصادرة!". انتهى

لا شك أن المجتمع قد انزلق إلى هوة سحيقة من العادات التي أصبحت واقعاً مريراً نشاهده يوميا في الشوارع والمتنزهات وعلى المقاهي وفي قاعات الأفراح بل وفي داخل الجامعات بين الجنسين ممن فتحت لهم الأبواب على مصراعيها!.

والخطورة فوق ذلك أن تغض الدولة الطرف عما يجري بل وتبارك بعضه لتتحول من الحياد السلبي إلى المشاركة في المؤامرة على عاداتنا ومعتقداتنا فهذا مما لا طاقة لنا به..

ولا حول ولا قوة إلا بالله.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير الرأي مصر المجتمع مصر علاقات مجتمع رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

“تريندز” يستضيف سفارة النرويج في حلقة نقاشية حول البحث العلمي ودوره

 

أبوظبي – الوطن:
استضاف مركز تريندز للبحوث والاستشارات في مقره بأبوظبي، سعادة أندرس هـ. غولبراندسن، الوزير المستشار ونائب رئيس البعثة في سفارة مملكة النرويج لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، ركزت على الدور المحوري للمؤسسات البحثية ومراكز الفكر في تحليل التطورات العالمية والإقليمية المعاصرة، واستشراف مستقبل القضايا والأزمات الدولية.
خلال اللقاء.. استعرض سعادة غولبراندسن وجهات نظر قيمة حول التحديات العالمية الراهنة، وأهمية تعزيز التعاون الدولي في مواجهتها، كما أطلع على طبيعة عمل مركز “تريندز” ومكاتبه الخارجية، ودورها المحوري في تعزيز الشراكات البحثية العلمية، وبناء جسور معرفية بين مختلف الثقافات والشعوب.
وذكر غولبراندسن، أن الحلقة شكلت فرصة مثمرة للتعرف على الأبحاث والدراسات التي يقوم بها المركز، والتي تساهم بشكلٍ كبيرٍ في فهمنا للتحديات العالمية المعاصرة.
وشدد سعادته على أهمية التعاون بين المؤسسات البحثية في مختلف أنحاء العالم، معرباً عن تطلعه إلى تعزيز العلاقات بين النرويج والإمارات في هذا المجال، وبناء شراكات بحثية مع المراكز النرويجية.
وكان الدكتور محمد عبد الله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات قد رحب في بداية الحلقة النقاشية بسعادة الضيف النرويجي، وقال، إن زيارته للمركز تعكس اهتماماً خاصاً بالبحث العلمي ودوره في العلاقات الدولية واستشراف الأحداث برؤية علمية. وقدم الدكتور العلي شرحاً موجزاً حول المركز ومكاتبه الخارجية ورؤيته العالمية لدور مراكز الفكر والبحث العلمي، مشدداً على أن “تريندز” يؤمن بأن الحوار والتعاون بين الخبراء والباحثين من مختلف البلدان يساهم في بناء مستقبل أفضل للجميع، معرباً عن تطلعه إلى تعزيز شراكات “تريندز” مع المراكز البحثية النرويجية في المستقبل القريب.
وفي ختام الحلقة تريندز» قلد الدكتور محمد العلي، الضيف سعادة أندرس هـ. غولبراندسن، الوزير المستشار ونائب رئيس البعثة في سفارة مملكة النرويج لدى دولة الإمارات، «ميدالية تريندز البحثية»، تقديراً لجهوده الداعمة للعلم والمعرفة.


مقالات مشابهة

  • أحمد فهمي لـ صدي البلد: فريق واما سيعود قريباً والأغاني مفاجأة
  • غداً.. المنظمة العربية لحقوق الإنسان تعقد حلقة نقاشية حول تقليص عقوبة الإعدام في العالم العربي
  • نقيب السياحيين: كسر حاجز الـ 16 مليون أجنبي لزيارة مصر هذا العام
  • نقيب السياحيين : نسعى لزيادة عدد زائري مصر إلى 20 مليون أجنبي
  • نهيان بن مبارك: التزام رئيس الدولة بالتسامح والأخوة جعل الإمارات نموذجاً عالمياً
  • رئيس قطاع الآثار يكشف تفاصيل فيديو «تكسير الأهرامات»
  • رئيس قطاع الآثار يعلق على فيديو تكسير حجارة الأهرام
  • “تريندز” يستضيف سفارة النرويج في حلقة نقاشية حول البحث العلمي ودوره
  • عمرو سعد: السينما تعيش جرأة إنتاجية
  • حلقة نقاش حول دعم هيئة فولبرايت للفنانين بمهرجان القاهرة السينمائي