إسماعيل مرتجى.. قارئ غزي صدح بالقرآن في المسجد الأقصى
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
إسماعيل مرتجى، قارئ قرآن غزي من مواليد عام 1913، كان أحد أبرز قراء قطاع غزة الذين قرؤوا في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان المبارك، واشتهر بعد قراءته في إذاعة الشرق الأدنى.
النشأة والولادةولد إسماعيل محمد سليمان مرتجى في غزة عام 1913، وهناك ترعرع ونشأ، وحفظ القرآن في كتاتيبها.
الدراسة والتكوين العلميوانتقل مرتجى إلى مصر لتعلّم علوم القرآن الكريم في الجامع الأزهر، وذاع صيته في مصر بعد أن أتم الدراسة فيها ودرّس عددا من طلبتها، أشهرهم الشيخ محمد رفعت.
وبعد عودته من مصر تولى تعليم الطلبة أحكام التجويد في المسجد العمري.
وتتلمذ على يديه في غزة لفيف من العلماء الذين برزوا في النصف الثاني من القرن العشرين، منهم مفتي غزة الشيخ عبد الكريم الكحلوت والشيخ محمد قوصة.
في عام 1954 تأسس المعهد الأزهري في غزة، الذي انبثقت عنه الجامعة الإسلامية عام 1978، وكان الشيخ إسماعيل من أوائل الذين عملوا في المعهد لتأهيل الطلبة للالتحاق بجامعة الأزهر في مصر فيما بعد.
افتتحت إذاعة الشرق الأدنى عام 1941، وانتدبت قراء محليين وآخرين من الخارج.
وكان مرتجى من القراء الذين انتدبتهم الإذاعة لتلاوة القرآن في مقريها بيافا والقدس خلال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين، وكانت تبث قراءته في الإذاعة يوميا.
وعقب احتلال فلسطين عام 1948، أغلقت الإذاعة بفرعيها وضاع هذا الأرشيف الصوتي والتراث المسموع، وكان مصيره مصير كثير من كنوز الأرشيف الفلسطيني المسموع الذي نُهب وضاع.
فعلى سبيل المثال، بعض التسجيلات الصوتية الفلسطينية التي جمعها في ثلاثينيات القرن الماضي -خلال فترة الانتداب البريطاني– المؤرخ الموسيقي روبرت لاخمان انتهى بها المطاف في "الأرشيف الوطني الإسرائيلي".
كما أن عشرات أسطوانات الغراموفون التي أنتجتها شركة "بيضافون" في عشرينيات القرن الماضي لمغنين ومغنيات من فلسطين ضاعت ولم ينجُ منها سوى أسطوانتين لـ"رجب أفندي الأكحل" كانت في أرشيف المتحف الإثنولوجي في برلين، ثم أُخِذت "غنائم حرب" إلى الاتحاد السوفياتي عام 1945، ثم أُعيدت إلى ألمانيا الموحدة عام 1991.
وهناك أيضا جزء كبير من التسجيلات الصوتية التي نهبتها إسرائيل في لبنان عام 1982 واعتبرتها "غنيمة حرب" ووضعتها في الأرشيف العسكري الإسرائيلي.
وبعد عملية طوفان الأقصى، التي شنتها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حركة المقاومة الإسلامية في غزة (حماس) على مستوطنات غلاف غزة، تعمّد الاحتلال الإسرائيلي استهداف وقصف الأماكن الأرشيفية والمكاتب التاريخية، ومنها مكتبة دائرة المخطوطات والآثار في غزة، التي تحوي أرشيف عدة موظفين وعلماء بارزين من بينهم إسماعيل مرتجى.
الوفاةبقي الشيخ مرتجى مقيما في غزة ملتزما التعليم الشرعي وحلقات الإقراء في مساجدها إلى أن توفي يوم 18 مارس/آذار 1983 في حي الشجاعية بقطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی غزة
إقرأ أيضاً:
في ذكرى النكبة.. الأعلام الإسرائيلية تغزو القدس والمستوطنون يتوعدون الأقصى
القدس المحتلة - الوكالات
في الوقت الذي يحتفل فيه الإسرائيليون بما يُعرف بـ"يوم الاستقلال"، والذي يصادف هذا العام يوم الخميس 1 مايو، تتجدد المخاوف من تصعيد الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، مع تصاعد دعوات الجماعات اليهودية المتطرفة لاقتحام المسجد ورفع الأعلام الإسرائيلية داخله.
ويوافق هذا اليوم، وفق التقويم العبري، ذكرى إعلان قيام "دولة إسرائيل" في الخامس من مايو عام 1948، قبل يوم واحد من انتهاء الانتداب البريطاني لفلسطين. غير أن هذه المناسبة تمثل للفلسطينيين ذكرى نكبتهم الكبرى، التي تم خلالها تهجير مئات الآلاف من ديارهم وتحويلهم إلى لاجئين داخل وخارج وطنهم.
وفي السنوات الأخيرة، تحوّل هذا اليوم إلى محطة بارزة في أجندة الاقتحامات الجماعية للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين، الذين يحظون بحماية من شرطة الاحتلال. ووفق دائرة الأوقاف الإسلامية، بلغ عدد المقتحمين في المناسبة ذاتها العام الماضي 526 مستوطنًا، بزيادة 11% عن عام 2023، حيث سُجل اقتحام 474 مستوطنًا للأقصى.
وخلال هذه الاقتحامات، شهدت ساحات المسجد انتهاكات لحرمة المكان، تمثلت في ترديد النشيد الإسرائيلي "هاتيكفا"، ورفع الأعلام، وأداء طقوس تلمودية منها "السجود الملحمي"، في محاولة متكررة لفرض واقع جديد داخل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
من جهته، حذر خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري من خطورة هذه الدعوات، مؤكدا أن "هذه الجماعات تستغل المناسبات الوطنية والدينية لتكثيف الاقتحامات"، واصفا ما يجري بأنه "عدوان واستباحة واستفزاز لمشاعر المسلمين يجب التصدي له بشدّ الرحال إلى الأقصى".
وفي سياق متصل، نشرت منظمة "بيدينو" المتطرفة دعوة صريحة لرفع الأعلام داخل المسجد الأقصى، مصحوبة بتصميم يظهر قبة الصخرة محاطة بعشرات الأعلام الإسرائيلية، وعلّق رئيس المنظمة توم نيساني قائلاً: "برأيي، أهم مكان للتلويح بالعلم في يوم الاستقلال هو على جبل الهيكل".
التحركات الإسرائيلية لم تقتصر على وسائل التواصل أو الشعارات، بل امتدت إلى الفضاء العام في القدس، حيث نشرت بلدية الاحتلال آلاف الأعلام الإسرائيلية في مختلف الشوارع، بما في ذلك محيط البلدة القديمة، مما اعتبره المقدسيون استفزازًا مباشرًا في مدينة محتلة.
من جانبه، قال المحامي المقدسي بلال محفوظ إن تكثيف الدعوات لاقتحام الأقصى في مناسبة وطنية لا دينية يمثل استفزازًا واضحًا، ومحاولة لفرض السيادة الإسرائيلية على المكان، في خطوة تهدد الاستقرار وتستفز مشاعر المسلمين في أنحاء العالم.
وتستعد جماعات "جبل الهيكل" لما تسميه "أكبر مشاركة جماعية في يوم الاستقلال داخل الحرم"، وسط توقعات بأن يتكرر سيناريو العامين الماضيين برفع الأعلام داخل باحات الأقصى، مما ينذر بتصعيد محتمل في مدينة القدس المحتلة.