#سواليف

تتزايد الأصوات الاسرائيلية الداعية لوقف العدوان على غزة، باعتباره وسيلة، وليس غاية بحدّ ذاته، تمهيدا لتحقيق هدف يتمثل في تشكيل تحالف إقليمي، بدعم أمريكي.

ولكن مع مرور كل يوم في تورط الاحتلال في هذه الحرب يبتعد عن ذلك، في ظل وجود ذات رئيس الوزراء ونفس الحكومة، ما يزيد من القلق الإسرائيلي المتصاعد منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر.

وترى الأوساط الإسرائيلية، في ظل السياسة الفاشلة التي تقودها الحكومة، أن عشرة أشهر من الحرب أثبتت أنها لا تقرأ الواقع بصورة صحيحة في ظل خطيئة الغطرسة التي تتملّكها.

مقالات ذات صلة ديفيد هيرست: هكذا استدرجت حماس إسرائيل إلى فخ مميت 2024/07/07

عوفر شيلح، عضو الكنيست والرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن، والباحث الأمني والعسكري، أكد أنه “حذر من كارثة أكتوبر قبل شهور من وقوعها، وتحديدا في مايو 2023، في ظل رؤيته لمشاهد التسرّع في التقييمات، والاستهانة بالعدو، والصعوبة في استيعاب الدروس، وقبل كل شيء ضعف التواصل بين الرتب العسكرية، وغياب الرؤية الشاملة على المستوى السياسي والقيادة العليا في الجيش، وقد ثبت فعلياً أن فحص العمليات والقرارات التي تلت الحرب تثير القلق من أن العيوب الأساسية في الدولة لم يتم تصحيحها”.

وأضاف في مقابلة مطولة نشرها موقع زمن إسرائيل، وترجمتها “عربي21” أن “حرب غزة كشفت عن تحد معقد متمثل في نشوب حرب متعددة الساحات، لكنني لم أتخيل أننا سنفسد بهذه الطريقة بسبب النتائج غير المحتملة للحرب، عقب التقدير الخاطئ بأن مقاتلي حماس لا يستطيعون أن يفعلوا بنا ما فعلوه، وهذا خطأ وخلل إسرائيلي عميق يشمل كل الدولة، مفاده أننا غير قادرين على النظر في جميع المستويات إلى مكاننا في الشرق الأوسط، وتصورنا للأمن من منظور عملي يأخذ في الاعتبار المصالح والقدرات والقيود”.
وأشار شيلح، الذي فقد عينه في الوحل اللبناني قبل أربعين عاماً بانفجار قنبلة بين يديه، ثم عمل صحفيا ومعلقا وكاتبا لأربعة كتب عن الأمن الإسرائيلي، وباحثا كبيرا بمعهد دراسات الأمن القومي، أن “تكرار الإسرائيليين لبعض المفردات من قبيل “جيشنا الأفضل في العالم” أو “الموساد أفضل استخبارات في العالم” أو “أفضل قوة جوية في العالم”, يعكس حاجة ذهنية إسرائيلية، وليس بالضرورة واقعا فعلياً، ويعتبر كل من يرفضها خائنًا للدولة، أو أنه لا يحبها، وغير مخلص لها، ببساطة، الإسرائيليون غير قادرين على إجراء هذه المناقشة”.

وأوضح أنه “بينما يخوض النقاش العام في الاحتلال في أغلب الأوقات حول وحل التحديات اليومية: قنبلة في رفح، مواجهة في طولكرم، صاروخ مضاد للدبابات في المطلة، مظاهرات للمختطفين، تدوينة غبية بقلم إيتمار بن غفير، فإنهم لا يمنحون مزيدا من الوقت للتعامل مع التحديات الاستراتيجية المعقدة التي يواجهونها، لأنهم لا يملكون الوقت لسماعها، رغم أنهم يعيشون في حالة من عدم اليقين من أن هذه الدولة ستستمر في الوجود، بدليل أنهم في أكتوبر 2023 قال أكثر من 90 بالمئة منهم إن الجيش سينتصر على حماس في الحرب، أما اليوم في يوليو 2024 فإن النسبة تصل إلى 61 بالمئة فقط، أي أن 40 بالمئة لا يعبرون عن ثقتهم بإمكانية النصر، وهذه نسبة لم يكن لها مثيل في تاريخ الدولة”.

وأشار إلى أن “تفسير هذه المعطيات يعني انعدام الثقة العميقة في مستقبل هذه الدولة، ولم يعد الشعار “معًا سننتصر”، ولكن “معًا نخشى أن نخسر”، وهذا تحوّل إشكالي للغاية، لأنها تعني انتقال الأغلبية الإسرائيلية إلى شعور عميق بالقلق، وعدم الأمان في وجود الدولة، ما يزيد من مشاعر كراهية الآخر, لاسيما أن الرأي السائد بين الإسرائيليين مفاده أن المحور المعادي لهم يخلق وضعاً يشعرون فيه بالشلل، لأنه يعتبرهم جزءًا من الجانب الغارق، ولذلك يمكن تفسير عدم رغبتنا بالقتال، حتى وصلنا إلى السابع من أكتوبر ونحن في حالة من الشلل أمام أعدائنا”.

وأكد أن “التوتر الاسرائيلي الأمريكي خلال الحرب قد يخلق وضعا يدفع الولايات المتحدة والسعودية لإبرام صفقتهما معاً، ووحدهما، وحينها سنجد أنفسنا في وضع نحتل فيه غزة بثمن دولي رهيب، لم نناقشه بعد، لكنها أثمان في الاقتصاد والأمن والثقافة، في وضع نكون فيه منغمسين في غزة، ونقف وحدنا أمام المحور المعادي، هذا هو مفترق الطرق الذي وصلنا إليه، ورغم أن نتنياهو يفهم كل هذا، فإن مشكلته أنه على خلاف مع الدولة كلها، ويقودها بعيون مفتوحة على مصراعيها إلى خطر وجودي، لأنه في وضع تفوق مصلحته للبقاء رئيسا للوزراء كل شيء آخر، هذا هو التفسير الوحيد، وليس لدي أي تفسير آخر”.

وختم بالقول: “إننا أمام واحدة من أسوأ الحكومات على الإطلاق في أي مكان، ولعلها مرشحة بارزة للحصول على لقب أسوأ حكومة في تاريخ الأمم، بسبب سياسة الغطرسة التي تقودها، والبديل لذلك أن تسعى الدولة جاهدة، وبأقصى ما تستطيع، من أجل إنهاء الحرب في غزة، يجب أن تنتهي الحرب الآن، لأنه على الجانب الآخر هناك عدو قوي، يعتقد اليوم، ربما للمرة الأولى على الإطلاق، أنه قادر على هزيمتنا”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف

إقرأ أيضاً:

الأورومتوسطي يحذر من تفويض دولي للاحتلال لتصعيد الإبادة الجماعية في غزة

حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن صمت المجتمع الدولي على الجرائم المرتكبة في قطاع غزة خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية لم يكن مجرد فشل أخلاقي، بل بمثابة تفويض فعلي لإسرائيل لمواصلة تصعيد جرائمها.

وأكد المرصد أن استئناف العدوان، الذي أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى، يمثل تصعيدًا خطيرًا لجريمة الإبادة الجماعية، وسط تواطؤ دولي وصمت يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

تصعيد عسكري وسقوط مئات الضحايا


وثّق المرصد في بيان صحافي، صدر اليوم الثلاثاء، استهداف الجيش الإسرائيلي لمنازل مدنية ومراكز إيواء النازحين في مختلف محافظات غزة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 420 شخصًا، بينهم نحو 150 طفلًا وعدد كبير من النساء. واستمرت الغارات الإسرائيلية المكثفة لمدة خمس ساعات متواصلة، بمعدل مقتل شخص كل دقيقة، في ما وصفه المرصد بـ"القتل الجماعي المتعمد".

كما أشار المرصد إلى ارتكاب الجيش الإسرائيلي عمليات قتل جماعي في مناطق متعددة، منها استهداف منزل لعائلة قريقع في حي الشجاعية، ما أسفر عن استشهاد 30 فردًا، إضافة إلى استهداف مدرسة للنازحين في حي الدرج، ما أدى إلى مقتل 25 شخصًا. ووقعت هجمات مشابهة في رفح وخانيونس، أدت إلى مقتل عشرات المدنيين من عائلات فلسطينية بأكملها.

استمرار الانتهاكات وسط انهيار صحي


وأوضح المرصد أن هذه الجرائم تأتي في ظل حصار خانق تفرضه إسرائيل، مع استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المواد الأساسية والمساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والدواء والوقود. وأكد أن هذا الحصار تسبب في انهيار تام للنظام الصحي، مع تدمير المنشآت الصحية واستهداف سيارات الإسعاف والطواقم الطبية، ما أدى إلى ترك الجرحى ينزفون حتى الموت.

وحذر المرصد من أن استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات يعزز من مؤشرات الإبادة الجماعية، حيث تتعمد إسرائيل فرض ظروف معيشية قاتلة على الفلسطينيين، في انتهاك مباشر لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948.

دعوة لمحاسبة دولية وإجراءات فورية


وطالب المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي بـ التخلي عن صمته واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان، داعيًا إلى: فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على إسرائيل، وتعليق التعاون العسكري ووقف تصدير الأسلحة إليها، ودعم المحكمة الجنائية الدولية في تحقيقاتها بشأن الجرائم المرتكبة في فلسطين، والضغط على إسرائيل لإعادة فتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

كما شدد المرصد على ضرورة التزام الدول بتطبيق قرار محكمة العدل الدولية الصادر في 28 مارس 2024، الذي يفرض على إسرائيل اتخاذ تدابير فعالة لضمان دخول المساعدات إلى قطاع غزة.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن الجرائم الإسرائيلية في غزة لا يمكن تبريرها تحت أي ذريعة، مشيرًا إلى أن محاولات الاحتلال لتبرير المجازر بحجج أمنية ليست سوى تضليل مكشوف. ودعا إلى تحرك دولي عاجل لوقف التصعيد ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، مشددًا على أن الإفلات من العقاب لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد والمعاناة للشعب الفلسطيني.




واستأنفت إسرائيل بشكل مفاجئ، فجر الثلاثاء، عدوانها على قطاع غزة بعشرات الغارات الجوية التي استهدفت منازل وخيام نازحين، دون استبعاد تحركها البري.

وقالت هيئة البث العبرية الرسمية: "انتهى وقف إطلاق النار، وسلاح الجو يهاجم غزة".

وأضافت: "لن يُفاجأ أحد إذا أطلقت حماس والجهاد الإسلامي الصواريخ، أنظمة الدفاع الجوي في حالة تأهب".

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت الخميس، إن المبعوث الأمريكي ويتكوف قدم اقتراحا محدثا الى الطرفين يقضي بإطلاق 5 أسرى إسرائيليين مقابل 50 يوما من وقف إطلاق النار وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيليين وإدخال مساعدات إنسانية والدخول في مفاوضات حول المرحلة الثانية.

فيما أعلنت "حماس" الجمعة، موافقتها على مقترح قدمه الوسطاء، حيث تتضمن الموافقة الإفراج عن جندي إسرائيلي-أمريكي و4 جثامين لمزدوجي الجنسية، في إطار استئناف مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى.

وزعم بيان مكتب نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي هاجم أهدافا تابعة لحركة حماس في جميع أنحاء قطاع غزة "لتحقيق أهداف الحرب التي حددتها القيادة السياسية، بما في ذلك إطلاق سراح جميع رهائننا، أحياء وأمواتا".

وأضاف: "ستتحرك إسرائيل، من الآن فصاعدًا، ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة".

من جانبها، اعتبرت حماس هذا الهجوم "استئنافا" لحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، وانقلابا على اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.

وأضافت الحركة في بيان: "نتنياهو وحكومته النازية يستأنفون العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة".

وتابعت: "نتنياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قرارا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرّضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول".

وحمّلت الحركة نتنياهو وحكومته "المسؤولية الكاملة عن تداعيات العدوان الغادر على غزة والمدنيين العزّل الذين يتعرضون لحرب متوحّشة وسياسة تجويع ممنهجة (منذ 2 مارس/ آذار الجاري حينما أغلقت إسرائيل المعابر أمام المساعدات الإنسانية)".

وطالبت الحركة الوسطاء بـ"تحميل نتنياهو وحكومته المسؤولية الكاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه"، داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لانعقاد عاجل لأخذ قرار يلزم إسرائيل بوقف عدوانها.

ومطلع مارس الجاري انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، بينما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.

وتريد إسرائيل تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق.

في المقابل، تؤكد حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.


مقالات مشابهة

  • هآرتس: نتنياهو يكذب وإسرائيل هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
  • هآرتس: إسرائيل وليست حماس هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
  • محللون: الدعم الأميركي شجع نتنياهو ولا يمكن إنهاء حماس لا بالحرب ولا بالصفقات
  • هآرتس تتحدث عن إستراتيجية إسرائيل لاستئناف الحرب بغزة
  • اجتماع أمني في مجلس الدولة يناقش تداعيات الهجرة غير الشرعية
  • الأورومتوسطي يحذر من تفويض دولي للاحتلال لتصعيد الإبادة الجماعية في غزة
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: انهيار القطاع الصحي بغزة بسبب الاستهداف الممنهج للاحتلال
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • مسؤول إسرائيلي: استئناف القتال بغزة سيتوسع لأكثر من ضربات جوية
  • مصدر أمني يكشف حقيقة منع مواطنين من إنهاء معاملتهم بمكتب للأحوال المدنية في الإسكندرية