مسؤول أمني للاحتلال: يجب إنهاء الحرب بغزة.. تنتظرنا علامات استفهام وجودية
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
#سواليف
تتزايد الأصوات الاسرائيلية الداعية لوقف العدوان على غزة، باعتباره وسيلة، وليس غاية بحدّ ذاته، تمهيدا لتحقيق هدف يتمثل في تشكيل تحالف إقليمي، بدعم أمريكي.
ولكن مع مرور كل يوم في تورط الاحتلال في هذه الحرب يبتعد عن ذلك، في ظل وجود ذات رئيس الوزراء ونفس الحكومة، ما يزيد من القلق الإسرائيلي المتصاعد منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر.
وترى الأوساط الإسرائيلية، في ظل السياسة الفاشلة التي تقودها الحكومة، أن عشرة أشهر من الحرب أثبتت أنها لا تقرأ الواقع بصورة صحيحة في ظل خطيئة الغطرسة التي تتملّكها.
مقالات ذات صلة ديفيد هيرست: هكذا استدرجت حماس إسرائيل إلى فخ مميت 2024/07/07عوفر شيلح، عضو الكنيست والرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن، والباحث الأمني والعسكري، أكد أنه “حذر من كارثة أكتوبر قبل شهور من وقوعها، وتحديدا في مايو 2023، في ظل رؤيته لمشاهد التسرّع في التقييمات، والاستهانة بالعدو، والصعوبة في استيعاب الدروس، وقبل كل شيء ضعف التواصل بين الرتب العسكرية، وغياب الرؤية الشاملة على المستوى السياسي والقيادة العليا في الجيش، وقد ثبت فعلياً أن فحص العمليات والقرارات التي تلت الحرب تثير القلق من أن العيوب الأساسية في الدولة لم يتم تصحيحها”.
وأضاف في مقابلة مطولة نشرها موقع زمن إسرائيل، وترجمتها “عربي21” أن “حرب غزة كشفت عن تحد معقد متمثل في نشوب حرب متعددة الساحات، لكنني لم أتخيل أننا سنفسد بهذه الطريقة بسبب النتائج غير المحتملة للحرب، عقب التقدير الخاطئ بأن مقاتلي حماس لا يستطيعون أن يفعلوا بنا ما فعلوه، وهذا خطأ وخلل إسرائيلي عميق يشمل كل الدولة، مفاده أننا غير قادرين على النظر في جميع المستويات إلى مكاننا في الشرق الأوسط، وتصورنا للأمن من منظور عملي يأخذ في الاعتبار المصالح والقدرات والقيود”.
وأشار شيلح، الذي فقد عينه في الوحل اللبناني قبل أربعين عاماً بانفجار قنبلة بين يديه، ثم عمل صحفيا ومعلقا وكاتبا لأربعة كتب عن الأمن الإسرائيلي، وباحثا كبيرا بمعهد دراسات الأمن القومي، أن “تكرار الإسرائيليين لبعض المفردات من قبيل “جيشنا الأفضل في العالم” أو “الموساد أفضل استخبارات في العالم” أو “أفضل قوة جوية في العالم”, يعكس حاجة ذهنية إسرائيلية، وليس بالضرورة واقعا فعلياً، ويعتبر كل من يرفضها خائنًا للدولة، أو أنه لا يحبها، وغير مخلص لها، ببساطة، الإسرائيليون غير قادرين على إجراء هذه المناقشة”.
وأوضح أنه “بينما يخوض النقاش العام في الاحتلال في أغلب الأوقات حول وحل التحديات اليومية: قنبلة في رفح، مواجهة في طولكرم، صاروخ مضاد للدبابات في المطلة، مظاهرات للمختطفين، تدوينة غبية بقلم إيتمار بن غفير، فإنهم لا يمنحون مزيدا من الوقت للتعامل مع التحديات الاستراتيجية المعقدة التي يواجهونها، لأنهم لا يملكون الوقت لسماعها، رغم أنهم يعيشون في حالة من عدم اليقين من أن هذه الدولة ستستمر في الوجود، بدليل أنهم في أكتوبر 2023 قال أكثر من 90 بالمئة منهم إن الجيش سينتصر على حماس في الحرب، أما اليوم في يوليو 2024 فإن النسبة تصل إلى 61 بالمئة فقط، أي أن 40 بالمئة لا يعبرون عن ثقتهم بإمكانية النصر، وهذه نسبة لم يكن لها مثيل في تاريخ الدولة”.
وأشار إلى أن “تفسير هذه المعطيات يعني انعدام الثقة العميقة في مستقبل هذه الدولة، ولم يعد الشعار “معًا سننتصر”، ولكن “معًا نخشى أن نخسر”، وهذا تحوّل إشكالي للغاية، لأنها تعني انتقال الأغلبية الإسرائيلية إلى شعور عميق بالقلق، وعدم الأمان في وجود الدولة، ما يزيد من مشاعر كراهية الآخر, لاسيما أن الرأي السائد بين الإسرائيليين مفاده أن المحور المعادي لهم يخلق وضعاً يشعرون فيه بالشلل، لأنه يعتبرهم جزءًا من الجانب الغارق، ولذلك يمكن تفسير عدم رغبتنا بالقتال، حتى وصلنا إلى السابع من أكتوبر ونحن في حالة من الشلل أمام أعدائنا”.
وأكد أن “التوتر الاسرائيلي الأمريكي خلال الحرب قد يخلق وضعا يدفع الولايات المتحدة والسعودية لإبرام صفقتهما معاً، ووحدهما، وحينها سنجد أنفسنا في وضع نحتل فيه غزة بثمن دولي رهيب، لم نناقشه بعد، لكنها أثمان في الاقتصاد والأمن والثقافة، في وضع نكون فيه منغمسين في غزة، ونقف وحدنا أمام المحور المعادي، هذا هو مفترق الطرق الذي وصلنا إليه، ورغم أن نتنياهو يفهم كل هذا، فإن مشكلته أنه على خلاف مع الدولة كلها، ويقودها بعيون مفتوحة على مصراعيها إلى خطر وجودي، لأنه في وضع تفوق مصلحته للبقاء رئيسا للوزراء كل شيء آخر، هذا هو التفسير الوحيد، وليس لدي أي تفسير آخر”.
وختم بالقول: “إننا أمام واحدة من أسوأ الحكومات على الإطلاق في أي مكان، ولعلها مرشحة بارزة للحصول على لقب أسوأ حكومة في تاريخ الأمم، بسبب سياسة الغطرسة التي تقودها، والبديل لذلك أن تسعى الدولة جاهدة، وبأقصى ما تستطيع، من أجل إنهاء الحرب في غزة، يجب أن تنتهي الحرب الآن، لأنه على الجانب الآخر هناك عدو قوي، يعتقد اليوم، ربما للمرة الأولى على الإطلاق، أنه قادر على هزيمتنا”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف
إقرأ أيضاً:
مصر تصدر بيانا بشأن مشاورات إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
أكدت مصر في بيان لوزارة الخارجية اليوم السبت، أهمية الحلول السياسية للأزمات الدولية، تعليقا على المشاورات التي استضافتها السعودية خلال الأيام الماضية في محاولة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ فبراير 2022.
الحرب الروسية الأوكرانيةوقالت وزارة الخارجية "تابعت مصر باهتمام المشاورات التي جرت في المملكة العربية السعودية لمحاولة التوصل لتفاهمات تفضي إلى إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية".
وأضافت الخارجية في بيانها "لطالما ظلت مصر على مدار عقود طويلة تؤكد على ضرورة حل النزاعات بالطرق السلمية والاستناد إلى ميثاق الأمم المتحدة ومختلف مبادئ القانون الدولي، باعتبارها المرجعيات الرئيسية التي يرتكز عليها النظام الدولي والمبادئ الأساسية الراسخة التي تحكم العلاقات الدولية، وإيمانا منها بأن تسوية النزاعات بالطرق السلمية ومعالجة جذورها هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار والسلام".
وتابعت "من هذا المنطلق شاركت جمهورية مصر العربية في المبادرات العربية والأفريقية ومبادرة "أصدقاء السلام"، وتعرب عن دعمها لكل مبادرة وجهد يهدف إلى إنهاء الأزمة، وتؤكد في هذا الصدد على ضرورة ترسيخ الحلول السياسية كقاعدة رئيسية لتسوية الأزمات الدولية، وهو ما انعكس في الانخراط المصري في عدد من المبادرات التي كانت تهدف إلى تسوية الأزمة، ودعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي في نوفمبر ۲۰۲۲ لأهمية إيجاد تسوية سلمية لهذه الأزمة في ظل تداعياتها الإنسانية والاقتصادية والأمنية".
وأوضحت أنه من هنا، فإن التوجهات الحالية، بما في ذلك توجهات الإدارة الأمريكية، الداعية لإنهاء الحروب والصراعات في أنحاء العالم، وبالأخص في الشرق الأوسط، من شأنها أن تعطي قوة دفع وبارقة أمل في إنهاء المواجهات العسكرية المختلفة التي تستشري في مناطق عدة في أنحاء العالم، عبر تسويات سياسية عادلة تحظى بالتوافق الدولي تأخذ في الاعتبار مصالح أطرافها، بما في ذلك اتصالا بالقضية الفلسطينية والصراع في الشرق الأوسط.
واختتمت الخارجية بيانها بالقول "لقد عانت الانسانية طويلا من ويلات الحروب والصراعات، وقد آن الأوان للبرهنة لشعوب العالم بأننا نعيش بالفعل في عالم تسوده قيم التحضر والتسامح والتفاهم والعدالة، من خلال التغلب على التوجهات الأحادية التي تشعل الخصومات المدمرة، والسمو إلى المبادئ الإنسانية المشتركة بما يعطي الأمل في غد أفضل للبشرية".