نيويورك تايمز: أوكرانيا تحاول البقاء على الحياد في الصراع السياسي الأمريكي الحالي
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن أوكرانيا تحاول البقاء على الحياد في الصراع السياسي الأمريكي الحالي، وتشعر ببعض الخوف إزاء نتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الأحد، أنه مع عدم وضوح مستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن، وعدم اليقين بشأن دعم المرشح الجمهوري دونالد ترامب لأوكرانيا، واقتراب عقد اجتماع كبير لحلف شمال الأطلنطي (ناتو) في واشنطن، يسعى القادة الأوكرانيون جاهدين للحفاظ على توازنهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن أوكرانيا، التي تعتمد على المساعدات العسكرية الأمريكية من أجل بقائها، حاولت منذ فترة طويلة الحفاظ على دعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة. ولم يكن هذا الأمر سهلا على الإطلاق، لكنه أصبح أكثر صعوبة، خاصة مع تزايد احتمال عودة دونالد ترامب، وهو ليس صديقا كبيرا لأوكرانيا، إلى البيت الأبيض.
وبحسب الصحيفة، تُوجه إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كل مقابلة تقريبا أسئلة عما قد تعنيه إدارة ثانية لترامب بالنسبة لأوكرانيا. وبينما يختار زيلينسكي كلماته بعناية، فإن الأثر العاطفي للافتراض وراء السؤال – أن ترامب يمكنه إنهاء المساعدة العسكرية الأمريكية، مما يسمح لروسيا بالنجاح في حربها – يظهر في بعض الأحيان للعيان.
وقال الرئيس الأوكراني في إحدى المقابلات إن ادعاء ترامب الأسبوع الماضي خلال مناظرته مع بايدن بأنه وحده يعرف الطريق إلى السلام "مخيف بعض الشيء"، مضيفا: "لقد رأيت الكثير والكثير من الضحايا، لكن هذا يجعلني متوترا بعض الشيء حقا".
ويقول مسؤولون أوكرانيون، سرا وعلنا، إن البيئة الحزبية المفرطة في الولايات المتحدة، والجهود الروسية المستمرة لإذكاء تلك الانقسامات، والاضطرابات التي شهدتها الحملة الرئاسية، ووجود بيت أبيض مشتت، جميعها عناصر تشكل تحديا دبلوماسيا صعبا للغاية.
وقال أولكسندر ميريزكو، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني: "بمنتهى الصراحة، نحن في وضع ضعيف إلى حد ما في الوقت الحالي. إذا أصبح ترامب رئيسا، فلا ينبغي أن يكون ذلك بمثابة صدمة بالنسبة لنا"، مشيرا إلى مجموعة من الكتب حول رئاسة ترامب كان يطلع عليها للحصول على أفكار. لكنه قال إن التواصل مع الأشخاص المقربين من ترامب "يجب أن يتم بطريقة حساسة، حتى لا يثير عداوة من جانب الديمقراطيين".
وأكد ميريزكو "نحن حريصون للغاية على عدم التورط في صراع سياسي داخلي في الولايات المتحدة. لا نريد إفساد علاقتنا مع أحد".
وقالت النيويورك تايمز إن خيبات أمل الجانب الأوكراني نابعة من كلا الحزبين، ومن الشائع سماع الإحباط من بطء وتيرة المساعدات الأمريكية والمرارة بشأن القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الغربية التي طالبت بها إدارة بايدن، كما هو الحال مع سماع المخاوف بشأن ترامب.
وبحسب الصحيفة، يقول مسؤولون أوكرانيون سرا إن سياسات إدارة بايدن تركت أوكرانيا في مأزق قاس، مع عدم وجود الأسلحة اللازمة للفوز ولا الدعم الأمريكي الكامل للجهود الأوكرانية لبدء محادثات التسوية بشروط مواتية لكييف.
ولم يحضر بايدن قمة السلام التي نظمتها أوكرانيا في سويسرا الشهر الماضي، على الرغم من مناشدات زيلينسكي له أن يحضر، بينما أوفد نائبته كامالا هاريس للحضور بدلا منه.
وحصل المسؤولون الأوكرانيون على بعض العزاء من تصريح ترامب المقتضب في المناظرة بأنه لن يقبل شروط روسيا لإنهاء الحرب، وقد أشار الكثيرون إلى أن أوكرانيا تتمتع بدعم كبير في الحزب الجمهوري ويأملون أن يؤثر ذلك على ترامب.
ولفتت الصحيفة إلى أن القلق الأكثر إلحاحا بالنسبة للأوكرانيين هو أن دوامة الجدل حول المستقبل السياسي لبايدن ستكون بمثابة إلهاء خلال اجتماع الناتو في واشنطن هذا الأسبوع، مع اتجاه التكتل نحو دور أكبر في تنسيق إمدادات الأسلحة والذخيرة لأوكرانيا.
واختتمت الصحيفة مقالها بالقول إنه بالنسبة للعديد من المدنيين والجنود الأوكرانيين الذين تأثروا بالخسارة ويستعدون لشتاء آخر بدون تدفئة وكهرباء، فإن مشهد الانتخابات الأمريكية يضيف إلى حالة عدم اليقين التي تشكل جزءا من الحياة اليومية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نيويورك تايمز أوكرانيا الصراع السياسى الصراع السياسي الأمريكي
إقرأ أيضاً:
باطل..ترامب يشكك في قانونية عفو بايدن عن معارضين للرئيس الأمريكي
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين، إن عفو سلفه جو بايدن الاستباقي على عدد من المسؤولين والموظفين الحكوميين، باطل، في تصريحات ذات عواقب قانونية غير واضحة.
وقال ترامب إن بايدن وقع العفو بـ "قلم آلي" وهو جهاز آلي مزود بقلم يُعيد إنتاج توقيع بعد تسجيله مسبقاً.قبل ساعات من تسليم السلطة إلى دونالد ترامب في 20 ناير (كانون الثاني)، منح جو بايدن العفو على نحو استباقي لعدد من المسؤولين والموظفين لحمايتهم من "ملاحقات قضائية غير مبررة ومدفوعة سياسياً"، مثل رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق الجنرال مارك ميلي، والطبيب الذي نسق استراتيجية الإدارة الأمريكية في مكافحة كورونا أنتوني فاوتشي، ومسؤولون شاركوا في لجنة التحقيق في الهجوم على الكونغرس في 6 يناير (كانون الثاني) 2021.
وقال ترامب عبر "تروث سوشال" مساء الأحد: "قرارات العفو التي منحها جو بايدن الناعس للجنة غير منتخبة من البلطجية السياسية ولآخرين كثر، تُعد بموجب هذا النص باطلة ولاغية ودون أي تأثير"، لأنها وقعت بـ "قلم أوتوماتيكي".
ولم تتضح على الفور التبعات القانونية لهذه التأكيدات، وخاصةً إذا كان ترامب يملك سلطة إلغاء عفو أصدره سلفه الديمقراطي، أو إذا كان استخدام قلم آلي سبباً للإلغاء، ومن غير الواضح أيضاً إذا كان الرئيس السابق استخدم بالفعل قلماً آلياً لتوقيع قرارات العفو.
ونشر ترامب في وقت سابق صورة ساخرة على منصته تظهر توقيع سلفه الديموقراطي بذراع آلية مزودة بقلم، ما يوحي بأن بايدن لم يكن يوقع قراراته بنفسه.
ونشر ترامب الإثنين مقطع فيديو عبر "تروث سوشل"، قائلاً عن بايدن: "يبدو أنه كان هناك قلم آلي للرئيس (...) هل كان يعلم ما كان يفعل؟ هل أذن به؟ ".
واتهم الرئيس الأمريكي سلفه مراراً باستخدام مثل هذا الجهاز أثناء وجوده في منصبه، وشدّد في المقابل يوم الجمعة في كلمة في وزارة العدل على أنه يوقع قراراته بنفسه.
وقال: "لا يمكنكم استخدام قلم آلي، إنها القاعدة"، معتبراً أن هذا السلوك "لا يحترم الوظيفة".
ودون أن يقدم أي دليل، اتهم الرئيس الأمريكي أعضاء لجنة التحقيق في أحداث الكونغرس بالوقوف وراء العفو عنهم، دون علم جو بايدن، مشيراً إلى أنهم "خاضعون للتحقيق على أعلى المستويات".