ممرات تحت أرضية و تهيئة الساحات العمومية.. مشاريع المونديال تغير وجه فاس
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
زنقة 20 | الرباط
أعلن مجلس جهة فاس-مكناس عن خطة لتطوير البنية التحتية في مدينة فاس، وذلك ضمن برنامج التنمية الجهوية للفترة 2022-2027.
ويعد أبرز ما جاء في هذا البرنامج مشروع بناء أنفاق تحت أرضية بقيمة تصل إلى 25 مليار سنتيم.
ويهدف هذا المشروع إلى تخفيف الازدحام المروري في المدينة العتيقة، وتحسين حركة التنقل داخل فاس، مما سيساهم في تعزيز جاذبية المدينة للسياح والمستثمرين على حد سواء.
ويعتبر هذا المشروع نقلة نوعية في البنية التحتية لمدينة فاس وسيساعد في حل مشاكل الازدحام المروري التي طالما عانت منها المدينة، كما سيفتح آفاقاً جديدة للتنمية الاقتصادية والسياحية خاصة مع ترشح المدينة لاستضافة كأس أفريقيا 2025 و كأس العالم 2030.
من جهة أخرى، ستشهد ساحة فلورانسا الشهيرة وسط المدينة بدورها مشروعا لإعادة تهيئتها سيكلف 10.58 مليون درهم.
و الهدف هو إعطاء نفس جديد لهذه الساحة الشهيرة المتواجدة بشارع الحسن الثاني، أشهر الشوارع في مدينة فاس ، والتي يرتقب أن تتحول إلى مجمع للجماهير الكروية خلال بطولتي كأس أفريقيا وكأس العالم.
ووفق مصادر مطلعة، فإن أشغال تهيئة ساحة فلورانسا ستستغرق 8 أشهر ، وتهم إحداث نافورات جديدة وسطها مزينة بالرخام مع إضاءة مميزة.
زيادة على ذلك ستعرف الساحة إحداث مناطق خضراء و أماكن للجلوس و الألعاب بالنسبة للاطفال الصغار.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
مفتاح البقاء في عالم مُتغير
د. أحمد بن موسى البلوشي
الابتكار، ذلك المفهوم السحري الذي يحمل في طياته مفاتيح التقدم والتطور، وهو ليس مجرد فكرة عابرة أو ومضة إبداعية أو كلمة نتداولها، بل هو عملية مستمرة ومنهجية تهدف إلى تحويل الأفكار الجديدة إلى واقع ملموس يحقق قيمة مضافة، وفي عالم يتسارع فيه التقدم وتتغير فيه المعطيات بشكل مستمر، لم يعد الابتكار خيارًا ترفيًّا، بل أصبح ضرورة حتمية لمواكبة التغيرات المتسارعة في مختلف جوانب الحياة، وهو لا يقتصر على مجال معين، بل يشمل جميع جوانب الحياة ومجالاتها؛ فأغلب الدول والمؤسسات التي تتبنى الابتكار وتستثمر فيه تتمتع بميزة تنافسية، وتحقق نموًا اقتصاديًا مستدامًا، والأفراد الذين لا يسعون إلى تطوير أفكار جديدة لحياتهم وتعاملاتهم وحلول مبتكرة للتحديات التي يواجهونها، يواجهون خطر التخلف عن الركب أمام موجة التقدم.
لطالما كان الابتكار محركًا رئيسيًا للنجاح، فالتاريخ يشهد أن الحضارات التي تفوقت كانت تلك التي احتضنت الإبداع وسعت إلى التطوير المستمر، والتفكير خارج الصندوق، والأهم من ذلك، يتطلب الابتكار ثقافة مجتمعية تقدر الإبداع وتحترمه. اليوم، نرى كيف أن الدول التي تستثمر في البحث والتطوير تحقق تقدمًا اقتصاديًا واجتماعيًا ملحوظًا، في حين تتراجع الدول التي تفتقر إلى بيئة مشجعة للابتكار.
الابتكار يتجلى في صور وأشكال متعددة، فقد يكون ابتكارًا في المنتجات أو الخدمات، أو ابتكارًا في العمليات والأساليب، أو حتى ابتكارًا في نماذج الأعمال، أو حتى في أساليب العيش والحياة، والهدف الأساسي منه هو إيجاد حلول جديدة ومبتكرة للتحديات، وتحسين جودة الحياة، وتحقيق النمو المستدام. فمثلًا الشركات التي تقاعست عن التطوير والابتكار لما وصل له العالم من تقدم خرجت من السوق، مثل ما حدث مع شركة "نوكيا" و"كوداك"، والأمر لا يقتصر على الشركات فقط، فحتى الدول التي لا تستثمر في الابتكار تجد نفسها تعاني من تراجع اقتصادي وتدهور في مستويات المعيشة، وكذلك الإنسان إذا لم يجد طرقاً مبتكرة لطريقة حياته يصبح أسيرًا للروتين والتكرار، ويفقد شغفه بالحياة. الابتكار في طريقة العيش لا يعني فقط الإبداع في العمل أو المشاريع، بل يشمل أسلوب التفكير، والتعامل مع التحديات، وحتى العادات اليومية. كلما اكتشف الإنسان طرقًا جديدة للنظر إلى الأشياء، زادت قدرته على التطور والتأقلم، مما يجعل حياته أكثر متعة ومعنى.
ويُعد ترسيخ ثقافة الابتكار أمرًا بالغ الأهمية لضمان التطور المستدام، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تشجيع البحث والتطوير عبر توفير بيئات محفزة تدعم الإبداع على مستوى الأفراد والمؤسسات، إلى جانب تعزيز التعليم القائم على الإبداع بحيث يركز على تنمية مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات. كما أن دعم رواد الأعمال والمبتكرين من خلال تقديم التسهيلات والتمويلات للمشاريع الناشئة يعد عنصرًا أساسيًا في بناء بيئة ابتكارية ناجحة. وأخيرًا، فإن تبني المرونة والاستعداد للتكيف مع المتغيرات يُعد ضروريًا لضمان القدرة على التطور والاستمرار في عالم سريع التغير.
إنَّ الاختيار بين الابتكار والاندثار ليس مجرد قرار؛ بل هو مسار يحدد مستقبل الأفراد والمجتمعات، وفي عالم اليوم، من لا يبتكر، يندثر. لذا، لا بُد أن يكون الابتكار ثقافة ونهج حياة، لضمان الاستمرارية والتقدم.