جنازته كانت يوم «شبكته».. حكاية مأساة قتل «عريس القليوبية»
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
بصوتِ خافت، وهى تتأمل على شاشة هاتفها المحمول صورة له مع عروسه أثناء شرائهم الشبّكة وعلى وجوههم ابتسامة، تقول أمه: «هذه المرة الأخيرة التى كنّا فيها سعداء»، فبعد ساعات من التقاط الصورة العائلية، حطمت حياتها صورة أخرى لابنها مٌسجى على الأرض غارقًا وسط بركة دماء، إذ قٌتل الابن «زياد» بطعنة فى صدره بعد انتهائه من دعوة أصدقائه وجيرانه على حفل خطوبته على يد شاب تشاجر معه منذ نحو عامين واستغل وقوع مشادة كلامية بينهما لينتقم منه.
أخبار متعلقة
طالب ينهي حياة صديقه بعد صفعه في «سايبر» بالوراق
وضعت له السُّم في الطعام.. ربة منزل تنهي حياة زوجها بـ«الهرم»
رصاصات الغدر تنهى حياة محمود.. وزوجته: «ملحقش يتهنى بمولوده»
النيابة العامة تكشف تفاصيل خسائر حريق وزارة الأوقاف والسبب
«تحويشة العمر ضاعت مع أمه».. شاب ينهي حياته بـ«حبة الغلة» في الطالبية
بلاش شتيمة وهزار مع صاحبك هنا
الفرح فجأة تبدل لكابوس، والأم لم تصدق إنهاء حياة «فلذة كبدها» قبل 48 ساعة من المناسبة، شيعت جنازة الابن بالورود وزفة السيارات، الذى تصادف أن يكون ذات يوم فرحه: «وديته عريس فى الجنة».
«زياد» لم يطق تعرض أمه لوعكة صحية، هرول وراءها إلى المستشفى القريب من منزلهم بالقليوبية، رأته أمامها مازحته: «يا عريس أنت فاضى، روح جهز لفرحك»، احتضنها بقوةِ اطمأن على صحتها، أوصلها إلى منزلهما، طبع قٌبلة على جبينها، أخبرها بنزوله للشارع «عشان يعزم الناس على شبكته»، وبعد نصف الساعة جاءها خبره «إلحقى ابنك مقتول»، الزغاريد تحولت إلى عويل والأغانى أٌغلقت والملابس الزاهية تبدلت بالأسود حدادًا على صاحب الـ21 ربيعًا.
ثلاثتهم «زياد»، و«إسلام»، و«عبد الله»، كانوا يستقلون دراجة نارية يمرون من منطقة الجبل الأصفر، يتبادلون النكات والضحكات بصوتِ عالِ، أثناء مرورهم جوار الشاب «محمود» الشهير بـ«سلاكونية» مسجّل خطر، الذى استشاط غضبًا من العريس واستوقفه ليقول له: «بلاش شتيمة وهزار مع صاحبك هنا»، ليرد عليه: «يا سيدى إحنا بنتكلم وإحنا ماشيين على الطريق، مش واقفين قدامك».
أم «عريس القليوبية»
ده أنت سنّدى، ضهرى اتكسر من بعدك
كلمات «زياد»، زادت من حقد «سلاكونية»، قال له من فوره: «انزل لى من فوق الموتوسيكل، أنا أصلاً عايزك»، فى الوقت الذى أخرج فيه «مطواة» من بين طيات ملابسه، وما إن هبط «العريس» على الأرض كان قد تلقى طعنة نافذة بالسلاح الأبيض فى صدره، أخذ يتوجع وبكلتا يديه يحاول أن يسد «نافورة الدم» المنفجرة ليس من مكان الجٌرح فحسب، لكن من فمه وأنفه، بحسب «إسلام»، صديق المجنى عليه.
«سلاكونية» يقترب بسلاحه مرة أخرى من جسد «زياد»، مزيدا من الطعنات يحاول تسديدها للجسد الملقى على الأرض، كأنه يريد التأكد من إنهاء حياته، «إسلام»، صديق العريس يذود عنه ويحكى «مسكت طوب من على الأرض، وحدفت عليه، لكنه نال منى بضربة مطواة فى جبهتى وبأعجوبة أفلت منه قبل أن يفقع عينى»، مرعوبًا، وفق حديثه «اقتربت من صاحبى المطعون، والنّاس خافوا حمله معى لتوصيله إلى المستشفى داخل (توك توك) أو سيارة أجرة».
من مستشفى لآخر، توجه صديقا «زياد» به فى محاولة لإنقاذ حياته، والأهالى يطيرون أخبار الواقعة لأمه التى حملتها قدماها بالكاد حتى وصلت للابن فوجدت الأطباء يؤكدون لها عقب دخوله لغرفة العمليات «أمر الله نفذ»، تفلت منها صراخات متتالية تارة تقول: «ده أنت سنّدى، ضهرى اتكسر من بعدك»، وأخرى كأنها تعاتبه «يا حتة من قلبى رايح فين، عزمت أصحابى وأقاربى هيجوا الشبكة من غيرك يا عريس».
صاحبى ضربه ومن ساعتها وهو حاطه فى دماغه
تسرد تفاصيل اللحظات الأخيرة قبيل مقتله، حين تقاضى مكافأة نهاية الخدمة الخاصة بوالده المتوفى منذ عامين: «ده قاللى يا أمى دى فلوسك أنتِ، لك حرية التصرف فيها»، حزينة تكمل «كل الأموال اتصرفت على جنازته، بدل ما أزفه عريس شيعت جنازته».
قبل عامين دارت مشاجرة بالأيدى بين «سلاكونية»، و«زياد»، كلاهما كان يستقل «موتوسيكل» وتزاحما على أولوية المرور، «الأهالى حجزوا بينهم، وصاحبى ضربه ومن ساعتها وهو حاطه فى دماغه»، بحسب «إسلام»، «الموقف اللى حصل يوم الواقعة، كان مجرد تلكيكة من المتهم».
جثمان «زياد» عرض على الطب الشرعى، ووالدته تولول عليه: «جثتك هتتشرح يا حبيبى»، وأصرت يوم جنازته الذى كان مقررًا أن تكون «شبكته» به، على زفافه مثل عريس، أحضرت الورود والموتوسيكلات والسيارات، وبالكلاكسات زف إلى مثواه الأخير، حيث توقفت أمه عند قبره، وقالت له: «نام وارتاح يا ضنايا، حقك راجع».
الشرطة ضبطت المتهم وأحالته إلى النيابة العامة التى قررت حبسه احتياطيًا على ذمة التحقيقات.
المصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين قتل جريمة قتل حادث القليوبية الجريمة اليوم اخبار الحوادث اليوم حوادث أخبار الحوادث زي النهاردة على الأرض
إقرأ أيضاً:
ريفيرا غزة بين اليخوت والرفاهية| حكاية فيديو ترامب المثير للجدل.. القصة الكاملة
أعاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إشعال الجدل مجدداً حول مقترحه المثير للجدل بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مستعيناً هذه المرة بالذكاء الاصطناعي للترويج لرؤيته المستقبلية للقطاع.
جاء ذلك من خلال نشره مقطع فيديو عبر حسابه على موقع "إنستجرام"، يصور نسخة خيالية لما يمكن أن تبدو عليه غزة بعد إعادة إعمارها وفق تصوره.
تراجع ثم عودة للمقترح
يأتي هذا الفيديو بعد أقل من أسبوع من تراجع ترامب عن مقترحه السابق بشأن تهجير الفلسطينيين، حيث صرح قائلاً: "خطتي بشأن غزة جيدة، لكنني لن أفرضها وسأكتفي بالتوصية... وفوجئت بعدم ترحيب مصر والأردن بها". ورغم هذا التراجع العلني، أضاف ترامب في تصريحاته المثيرة أن "الولايات المتحدة ستتملك غزة، وسنبدأ في تطويرها"، وهو ما أثار المزيد من الجدل حول نواياه الحقيقية تجاه القطاع ومستقبله.
محتوى الفيديو المثير للجدل
يبدأ الفيديو الذي نشره ترامب بمشاهد للدمار الذي لحق بقطاع غزة، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي شن هجوماً استمر لمدة 15 شهراً بهدف القضاء على حركة حماس. ويظهر في بداية الفيديو عبارة "غزة 2025"، متبوعة بسؤال: "ماذا بعد؟"، في إشارة إلى رؤية ترامب للقطاع بعد انتهاء النزاع.
في الجزء التالي من الفيديو، يستعرض الذكاء الاصطناعي صوراً خيالية لمدينة غزة المستقبلية كما يتخيلها ترامب، حيث تظهر ناطحات السحاب، وأطفال يركضون على الشاطئ، وسيارات تسلا الكهربائية في الشوارع.
كما تضمن المشهد ظهور شخص يشبه رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك، وهو يأكل خبزاً مغموساً في الحمص، بينما يحمل طفل آخر بالوناً ضخماً على هيئة ترامب الذهبي.
مشاهد غريبة ومثيرة للسخرية
لم يخلُ الفيديو من مشاهد مثيرة للاستغراب، حيث أظهر ترامب وهو يرقص مع امرأة ترتدي بدلة رقص في ملهى ليلي، بينما يظهر إيلون ماسك يوزع الأموال على المواطنين. كما تضمن الفيديو وجود مبنى يحمل اسم "ترامب غزة"، بالإضافة إلى تماثيل ذهبية ضخمة للرئيس الأمريكي السابق، مع تمثال ذهبي عملاق له يتوسط أحد الميادين الرئيسية.
النهاية الصادمة للفيديو
في مشهد الختام، ظهر ترامب برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهما يستمتعان بحمام شمس على جانب حوض سباحة، بينما يشربان العصائر. وفي الخلفية، تعزف موسيقى تتضمن كلمات مثيرة للجدل: "دونالد ترامب سيحرركم، ويجلب الحياة للجميع، لا مزيد من الأنفاق، لا مزيد من الخوف، ترامب غزة هنا أخيرًا".
ردود الفعل العربية والدولية
أثار الفيديو موجة من الغضب والانتقادات، خصوصاً من قبل الدول العربية، وعلى رأسها مصر والأردن، اللتين سبق وأعلنتا رفضهما القاطع لمقترح ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة. كما عبرت العديد من الشخصيات السياسية والمحللين عن استغرابهم من استخدام الذكاء الاصطناعي لترويج مثل هذه الأفكار المثيرة للجدل، مؤكدين أن القضية الفلسطينية لا يمكن التعامل معها بأسلوب الدعاية الهزلية.
https://www.instagram.com/realdonaldtrump/reel/DGhfpgHsOg6/
يبدو أن ترامب لا يزال مصراً على فرض رؤيته الخاصة لحل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، رغم التنديد الدولي الواسع بأساليبه. وبينما يعتبر البعض أن ما يطرحه هو مجرد دعاية انتخابية جديدة لكسب التأييد، يرى آخرون أنه يعكس موقفاً سياسياً جاداً قد يكون له تداعيات خطيرة على مستقبل القضية الفلسطينية. في النهاية، يبقى التساؤل: هل ستكون "غزة ترامب" مجرد وهم رقمي، أم أن هناك محاولات فعلية لتحقيق هذه الرؤية المثيرة للجدل؟