سواليف:
2024-11-07@12:36:14 GMT

نور على نور

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

#نور_على_نور د. #هاشم_غرايبه

في مثل هذا اليوم من كل عام، تعطل الدوائر الرسمية في كثير من الأقطار العربية، احتفالا برأس السنة الهجرية، أسوة بعطلتها في رأس السنة الميلادية.
اليوم ليس عيدا بالمفهوم الشرعي، فلا أعياد في الاسلام إلا عيدي الفطر والأضحى، لكنها ذكرى لمناسبة هامة، وهي هجرة الدعوة من مكة الى المدينة، وليس ، فالأيام سواء لا تفاضل بين راس سنة وذيلها، بل الأهمية للحدث الذي جرى في ذلك اليوم، والذي هو أهم حدث فارق في التاريخ البشري.


من الواجب استذكار هذا الحدث، لأنه كان إيذانا بتطبيق منهج الله عمليا في أول دولة أقيمت على الأرض تحكم وفق منهج الله – الدين الذي ارتضاه الله لعباده بعد أن أكمله لهم بالرسالة الخاتمة، فبذلك يكون قد أتم عليهم النعمة العظمى – الهداية – من بين كل ما أنعم عليهم، من نعم ظاهرة لهم أو خفية عليهم.
الملاحظ في كل ما يقال من خطب في إحياء هذه الذكرى، الاستغراق في سرد الأحداث التي وقعت قبل خمس عشر قرنا، والتركيز على تفاصيل الروايات، وكأن الرحلة هي أصل الموضوع ومنتهاه.
المهم في الهجرة ليس في كيف حدثت، بل لماذا أرادها الله.
المعروف أن الدعوة بدأت بالتوسع في مكة بحذر، بسبب عداء المترفين التاريخي للرسالات السماوية، وممانعتهم لمنهج الله كونه يحد من أطماعهم ويقلص امتيازاتهم وعلوهم على الضعفاء، ولما كان هؤلاء يتمتعون بالنفوذ والتأثير المجتمعي، فقد ألبوا الجميع على هذه الدعوة، حتى المستضعفين والعبيد الذين هم أكثر المنتفعين من اتباعها.
لم تكن الهجرة بسبب العداء والتضييق فقط، فهذا أمر يمكن زواله مع الزمن، ولكنها جاءت موقوتة بتدبير الله العليم الخبير، فقد أراد بداية للشدة والمعاناة تدريب المسلمين الأوائل ميدانيا، كما يدرب العساكر تدريبات شاقة ليتحملوا فيما بعد أقسى الظروف، ويتهيؤوا للمهام العظيمة التي تنتظرهم وهي دعوة العالمين.
عندما وجدهم الله تعالى قد اجتازوا هذه الدورة بنجاح، إذن لهم بالإنتقال الى الميدان الذي سيمارسون فيه عمليا المهام التي أوكلها إليهم، وأولها التطبيق العملي لمنهجه ، ليشكلوا الدولة الأنموذج التي ستكون قدوة لكل من سيأتي بعدهم، والتي ما كان لها أن تقام إلا في بيئة مؤمنة.
هذه الحالة الفارقة قدرها الله ليستنبط المسلمون في كل العصور دروسا منها، ومما نستفيد منها في عصرنا هذا:
1 – من أراد العلا تحمل الصعاب، وبقدر عظم المهام تكون الشدائد، ولما كان المؤمن شخصا ارتقى ببشريته فوق الشهوات الحيوانية والمتع الزائلة، فاقترب من الملائكية في أخلاقه، ومن الأنبياء في سلوكه بالصبر والجلد، لذا فعلى المؤمنين حقا أن يتوقعوا الهجمات العدوانية من أعداء الله على الدوام، أو وقوع الملمات والنوازل الطبيعية، فهي ليست عقوبة من الله، بل هي ابتلاء بقصد اصطفاء الشهداء المجاهدين، وكشف المنافقين القاعدين، وبقصد التمحيص والفرز، فيرتقي المرابطون والصابرون، ويسقط من كانوا يؤمنون انتفاعاً: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ” [الحج:11].
2 – أنزل الله الدين ليطبق كمنهج حياة، ولا يمكن أن يكون ذلك إلا بانتهاجه من قبل النظام السياسي، لأن الله يزع بالسلطان ما لا يزعه بالقرآن، والدولة هي الضابطة للسلوك المؤدي الى صلاح المجتمع، ولا يتحقق ذلك بالتوقف عند الصلاح الفردي وأداء العبادات، فهذه متطلبات فردية تنفع صاحبها، لكن المجتمع ككل لا يصلح إلا بتطبيق المنهج القويم من قبل دولة قيادتها مؤمنة مخلصة لعقيدتها.
3 – أراد الله أن يعلمنا درسا في الانتماء والولاء، صحيح أن الوطن غالٍ وفيه أثمن ما يملكه المرء ماديا، لكن العقيدة أغلى وأثمن ما يملكه الإنسان في دنياه وآخرته، ورغم أن الغربة عن الوطن والأهل قاسية على النفس، لكن الاغتراب عن الدين والإيمان خسارة محققة.
وقد طبق النبي صلى الله عليه وسلم هذا عمليا بالهجرة، فقد ودع مكة حزينا آسفا على فراقها، واصفا بأنها أحب بقاع الأرض إليه، لكنه ضحى بها مقابل انتصار دينه وعقيدته.
بناء على ذلك، فالجامع الأعظم للمسلمين عقيدتهم، فهي ما توحدهم، وأقوى كثيرا من روابط الجغرافيا واللغة والموروثات القومية والقطرية.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

أول مرة أراها خجولة .. من هي السيدة التي أحرجها ترامب

سرايا - في خطاب النصر الذي ألقاه الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب بعد فوز عريض على منافسته الديمقراطية، كامالا هاريس، توجه المرشح الجمهوري بالشكر إلى العديد من الأشخاص ضمن فريقه، ومن بينهم سوزي وايلز.

إذ ناداها أمام حشد من أنصاره الذين تجمعوا للاحتفال بفوزه، في بالم بيتش بولاية فلوريد، قائلا "أين سوزي.. هيا تقدمي".

ثم أردف بعدما تمنعت عن إلقاء كلمة أمام الجماهير فاسحة المجال لشخص آخر ضمن حملة ترامب: أول مرة أراها خجولة هكذا".

"السيدة الحديدية"
فمن هي تلك السيدة التي وصفها الرئيس المنتخب بالسيدة الحديدية؟

قادت تلك المرأة البالغة من العمر 67 عاماً، والتي قلماً تظهر علناً أو تلقي خطابات، حملة ترامب الانتخابية.

فوايلز، ليست مجرد أحد كبار مستشاري ترامب، بل أهم مستشاريه أيضاً، رافقته لأكثر من 3 سنوات.

كما تعتبر المديرة الفعلية لحملته الانتخابية.


بل توصف بأنها السبب الذي جعل ترامب يفوز بالبيت الأبيض ثانية، بعد خسارته عام 2020، وأزمة اقتحام أنصاره لمبنى الكابيتول في 2021، فضلا عن هزائم حزبه في الانتخابات النصفية عام 2022، ولوائح الاتهامات الجنائية التي وجهت له عام 2023.

فقد اعتبر لي توني فابريزيو، كبير مسؤولي استطلاعات الرأي في حملة ترامب: ألا أحد يتمتع بهذا القدر من المعلومات مثلها".

فيما قال النائب الجمهوري السابق عن ولاية فلوريدا كارلوس كوربيلو "إنها واحدة من أكثر الأشخاص أهمية في السياسة الأميركية حالياً"، وفق ما نقلت صحيفة "بوليتيكو".

هادئة وماهرة
أما عشرات الأشخاص الذين عملوا معها، فوصفوها بالهادئة والماهرة في ما تفعله.

كما أوضحوا أن وايلز التي عملت لأكثر من 40 عاماً مع سياسيين ومرشحين قادت حملات انتخابية مميزة على مستوى ولاية فلوريدا في الأعوام 2010 و2016 و2018 و2020.

وفي السياق، وصفها آشلي ووكر، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي الذي أدار مرتين حملات باراك أوباما الانتخابية في فلوريدا بأنها أكثر الناشطين الجمهوريين نجاحًا واحترامًا.

بدوره أكد جو غروترز، السيناتور الحالي عن ولاية فلوريدا وحليف ترامب منذ فترة طويلة: "أنها المستشارة السياسية الأكثر قيمة في البلاد".


غامضة
إلى ذلك، يجمع الكثيرون ممن عرفوها أو عملوا معها، على أنها سيدة هادئة ولكن غامضة، تركت بصمتها في كل مكان.

كما يؤكدون أنها قادرة على حل العديد من المشاكل، وخلق مشاكل أخرى في آن.

فقد عملت مع سياسيين ورؤساء بلديات وغيرهم، وجعلت من نفسها عنصرا لا يمكن الاستغناء عنه.

كما عملت بجد خلال الأشهر القليلة الماضية من أجل دفع الجمهوريين المعارضين لترامب، على التصويت له.

إقرأ أيضاً : "المنظمات الدولية" تشكو نقص التمويل: 23% من سكان لبنان يعانون من انعدام الأمن الغذائيإقرأ أيضاً : الكنيست "الإسرائيلي "يقر قانونًا لترحيل أقارب "الإرهابيين" لمدة تصل إلى 20 عامًاإقرأ أيضاً : بعودة ترامب للبيت الأبيض .. أي مصير ينتظر المنطقة؟



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع صفحتنا على تيك توك
وسوم: #ترامب#لبنان#الرأي#الرئيس



طباعة المشاهدات: 843  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 07-11-2024 11:06 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
"أعمال شاقة وسحر" .. تفاصيل صادمة كشفها جزائري خطف 30 سنة أمريكية تخطئ بين غراء الأظافر وقطرات العين وتتعرّض لمشكلة خطيرة تعرف على القصة المجنونة لانشاء "ماسك" انفاق تحت الأرض لحل مشكلة المرور إلى الأبد احتفال بإطلاق آلاف العناكب العملاقة بحجم اكف أحد أكبر وكلاء السيارات في آسيا يعيد تصدير المركبات... ترشح الصفدي والعرموطي رسميًا لمقعد رئيس مجلس النواب... بعد فوزه .. ترامب في خطاب النصر: "لن أبدأ... فيديو صادم .. عابثون يلحقون دمارًا كبيرًا بقصر... حماس تعلّق على فوز ترامب: "هذا اختبار لقدرته... "المنظمات الدولية" تشكو نقص التمويل: 23%...الكنيست "الإسرائيلي "يقر قانونًا لترحيل...بعودة ترامب للبيت الأبيض .. أي مصير ينتظر المنطقة؟41 قرارا تعهّد ترامب بتنفيذها في يومه الأول بالبيت...ماذا قالت هاريس في "خطاب الهزيمة"؟واشنطن: “وعد ترمب” بإحلال السلام في الشرق الأوسط..."الرئيس لا يحاكم" .. جهود لإغلاق قضيتين...4 نواب من أصول عربية يحتفظون بمقاعدهم في الكونغرس...40 شهيداً في القصف الإسرائيلي على لبنان ليلة الخميس إيلون ماسك يهاجم جنيفر لوبيز .. تفاصيل للمرّة الثانية .. ياسر جلال بلفتة إنسانية تجاه... فايز السعيد يبشّر بأصوات مميزة مع انطلاق الموسم... منى زكي: تجسيد أم كلثوم تجربة غيّرت حياتي كندة علوش ونيللي كريم وروبي معاً في "ناقص... أصداء الوثيقة "المسربة" ضد إيمان خليف .. والملاكمة الجزائرية ترد إيمان خليف تلاحق تسريبات فرنسية تشكك في جنسها إعلان قائمة النشامى لمواجهتي العراق والكويت بتصفيات كأس العالم تعرف إلى إصابة نيمار ومدة غيابه عن الهلال الحسين إربد يفوز على ناساف كارشي بدوري أبطال آسيا 2 ناشطة على تيك توك تعلن وفاتها بنفسها لمتابعيها فنانة ستتزوج هولوغرام صديقها العامل بالذكاء الاصطناعي ألماني مُصاب بالسرطان يقاضي أطباء ظنوّه سميناً لـ12 عاماً بعد 35 عاماً .. محكمة تبرئ المتهم بقتل (فتاة نيوهامبشاير) بعد دفنها بأسبوعين .. ناشطة على تيك توك تعلن وفاتها بنفسها لمتابعيها سيدة عربية تتزعم عصابة للانتقام من طليقها والأمن يتدخل أشخاص يرتبون لدفن هواتفهم معهم! دراسة مثيرة تتنبأ .. متى وكيف تنتهي البشرية والحياة على الأرض؟ "عريس قنا" يرحل قبل زفافه بساعات قليلة .. ما القصة؟ قبل زفافه بساعات .. وفاة عريس بصعيد مصر بسبب "لمبة"

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • الكشف عن مصير الطالبة الإيرانية التي خلعت ملابسها وتجوّلت عارية في الجامعة
  • أول مرة أراها خجولة .. من هي السيدة التي أحرجها ترامب
  • أوباما بأول تعليق على فوز ترامب:ليست النتيجة التي كنا نأملها
  • مصير الحوثيين و التغييرات التي ستطرأ على اليمن في العهد الترامبي الجديد - تحليل
  • أوباما عن فوز ترامب: هذه ليست النتيجة التي كنا نأملها
  • رسائل عزت غزاوي التي وصلت
  • تفاصيل عن الفتاة التي تم تسريب فيديو لها في العاصمة صنعاء والادعاء بأنها ”جنية”
  • الأميركيون يواصلون التصويت في الانتخابات الرئاسية التي تشهد منافسة محتدمة
  • أشياء يجب أن تعرفها عن قلادة عطا الله التي ظهرت بها الأميرة ديانا.. لم تكن ملكًا لها
  • ” المعاناة التي تنتظر الهلال”