الجزيرة:
2024-10-05@23:23:39 GMT

كيف أسهم السوريون في تعزيز الاقتصاد التركي؟

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

كيف أسهم السوريون في تعزيز الاقتصاد التركي؟

نجح السوريون المقيمون في تركيا في تحقيق اندماج اقتصادي سريع وملحوظ، حيث أسهموا بشكل فعال في تعزيز مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية.

ولعب السوريون المستثمرون خاصة دورا رئيسيا، حيث أسسوا شركات ومشاريع تجارية متعددة، مما أسهم في خلق فرص عمل جديدة ودفع عجلة الاقتصاد التركي.

إلى جانب ذلك، شكلت العمالة السورية جزءا مهما من القوة العاملة في تركيا، مما ساعد في تلبية احتياجات السوق المحلي وتعزيز الإنتاجية في عدة قطاعات.

محمود الخيري، صاحب متجر للمواد الغذائية في العاصمة أنقرة، بدأ تجربته في عالم التجارة قبل ثلاث سنوات. افتتح متجره في منطقة ستيلار، التي تشتهر بالوجود السوري الكبير، وتمكن خلال فترة قصيرة من جذب زبائن من العرب والأتراك على حد سواء.

يقول الخيري للجزيرة نت "واجهت العديد من الصعوبات في البداية، خاصة في استخراج الرخص اللازمة لافتتاح المتجر. ولكن مع مرور الوقت، تأقلمت مع الإجراءات، وأصبح الوضع أكثر سلاسة".

الأعمال الرسمية وغير الرسمية للسوريين في تركيا تتراوح بين 10 آلاف و20 ألف شركة (الأناضول)

ويضيف "كانت هناك تحديات عديدة مثل اللغة والبيروقراطية، لكنني تمكنت من تجاوزها بمساعدة الأصدقاء والمعارف".

وأشار إلى أن العديد من السوريين باتوا يفضلون فتح مشاريعهم الخاصة عوضا عن العمل لدى الشركات التركية، موضحا أن "العمل لدى الشركات غالبا ما يكون بأجور منخفضة ودون تأمين، مما يعرّض العمال لمشاكل قانونية ويضطرهم للعمل في أكثر من مكان لتأمين احتياجاتهم".

وعند سؤاله عن تأثير الحملات الأخيرة التي تستهدف اللاجئين السوريين، أبدى الخيري قلقه العميق، وأوضح أن هذه الحملات تجعل التجار والمستثمرين السوريين يفكرون في خيارات أخرى، مثل السفر إلى خارج تركيا إذا أتيحت لهم الفرصة، لأنهم يشعرون بعدم الاستقرار.

وقال إن "التحديات الحالية تجعلنا نشعر بعدم الأمان والاستقرار، وندرس بجدية الخيارات المتاحة لنا في الخارج".

الوجود السوري في الاقتصاد التركي

بلغ عدد اللاجئين السوريين المقيمين تحت بند "الحماية المؤقتة" في تركيا 3 ملايين و112 ألفا و683 شخصا، وفقا لأحدث بيانات دائرة الهجرة التركية.

وبحسب تقرير لمركز حرمون للدراسات، فإن استثمارات السوريين في تركيا تتركز بشكل كبير في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مثل المطاعم والمحلات التجارية والخدمات، وتتراوح هذه الاستثمارات بين 100 ألف دولار وشركات برأسمال يزيد على مليون دولار، بالإضافة إلى شركات قابضة برؤوس أموال تبلغ عدة ملايين من الدولارات.

وتتباين تقديرات حجم هذه الاستثمارات بشكل كبير، حيث تشير تصريحات المستثمرين في غازي عنتاب إلى أن حجم الاستثمارات يتراوح بين مليار و5 مليارات دولار، في حين يقدر البعض الاستثمارات السورية في تركيا بأكثر من 10 مليارات دولار.

ووفقا لغرفة تجارة غازي عنتاب، بلغ عدد المنشآت السورية المرخصة حتى مارس/آذار 2023 نحو 3200 منشأة؛ يمثل السوريون 10% من أعضائها.

وعلى الرغم من ظروف اللجوء، فإن السوريين استمروا في الاستثمار بتركيا، حيث تزايد عدد الشركات الرسمية المملوكة لهم من 4 آلاف شركة في عام 2016 إلى 6 آلاف شركة في عام 2017، في وقت تتراوح فيه الأعمال غير الرسمية والرسمية بين 10 آلاف و20 ألف شركة.

وبحسب دراسة للباحث الاقتصادي عمر كاراباسان، تم نقل نحو 10 مليارات دولار من الأموال السورية إلى تركيا بين عامي 2011 و2016.

ووفقا لبيانات اتحاد غرف وبورصات السلع في تركيا لعام 2023، أسهم السوريون في إنشاء 10 آلاف و332 شركة منذ 2010 برأس مال يقارب 632 مليون دولار، تشكل حصة السوريين منه 80%.

وتظل تقديرات حجم الاستثمارات السورية متباينة، لكن رقم 10 مليارات دولار يبدو قريبا من الواقع، حيث بلغت مساهمة هذه الاستثمارات في النمو الاقتصادي نحو 27.2 مليار ليرة تركية في نهاية عام 2017، مما يمثل 1.96% من إجمالي الناتج المحلي التركي، مع توقع زيادته إلى 4.05% بحلول عام 2028، وفق تقرير لغرفة تجارة إسطنبول.

مخاوف من الترحيل

ويتنوع نشاط المستثمرين السوريين في تركيا ليشمل الزراعة والتصنيع والبناء والتجارة والفنادق وغيرها. ووفقا لاستطلاع صادر عن وقف أبحاث السياسات الاقتصادية التركية في فبراير/شباط 2021، فإن 59.2% من العاملين السوريين يصنفون ضمن فئة "الحرفيين"، خاصة في قطاعي "النسيج وصناعة الملابس الجاهزة" و"البناء".

نساء سوريات يعملن في معمل للخياطة في إسطنبول (الأناضول)

وفي قطاع الزراعة، أصبح رأس المال البشري السوري أساسيا، وصرح محمد أكين دوغان رئيس غرفة زراعة منطقة "يوريغير" بولاية أضنة، بأن وجود السوريين ساعد في حماية القطاع الزراعي نظرا لصعوبة العثور على عمال أتراك. وقال "لولا السوريون لكانت الزراعة في أضنة وتركيا قد انتهت".

وأبدى المستثمرون الأتراك مخاوفهم من حملات التفتيش التي تنظمها السلطات التركية على اللاجئين السوريين للتأكد من قانونية وجودهم وعملهم، بجانب حملات تشنها أحزاب المعارضة التركية بهدف التضييق على اللاجئين، مما يدفع الشباب السوريين إلى الهجرة إلى أوروبا، وهو ما سيترك فراغا في سوق العمل التركي.

وشهدت مدينة قيصري، إحدى أهم المدن الصناعية في تركيا، أحداث عنف الأسبوع الماضي استهدفت منازل ومحلات اللاجئين السوريين، مما أدى إلى توقف شبه كامل في الإنتاج.

ويشكل السوريون ثلث القوى العاملة في المنطقة الصناعية المنظمة بالمدينة، وقد أجبرهم الخوف على حياتهم على الانقطاع عن العمل، مما تسبب بتعطل الإنتاج في العديد من المصانع.

ويقول الباحث الاقتصادي محمد العبادلة للجزيرة نت إن العمالة السورية أصبحت ركيزة أساسية في الاقتصاد التركي، خاصة مع عزوف الشباب الأتراك عن العمل الحرفي. وأكد ضرورة مراقبة أصحاب الأعمال لإلزامهم بتوفير الأوراق اللازمة للسوريين لضمان حقوقهم.

ونفى العبادلة الادعاءات التي تتبناها المعارضة التركية بأن السوريين هم سبب ارتفاع معدل البطالة بين الأتراك، مشيرا إلى أن أصحاب العمل ينشرون إعلانات توظيف برواتب مغرية ، لكنها تلقى عزوفا من الشباب الأتراك.

ولفت إلى أن انخراط الأجانب في الاقتصاد التركي يساعد في توسيع آفاق هذه السوق، مشيرا إلى أن نسبة الصادرات التركية تزداد مع اختلاف جنسيات المصدّرين الذين يسهل عليهم التواصل مع أسواق الدول الأخرى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات اللاجئین السوریین الاقتصاد الترکی ملیارات دولار فی ترکیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

بين اللجوء والنزوح.. أين يذهب السوريون الفارون من جحيم الحرب في لبنان؟ (شاهد)

يرزح اللاجئون السوريون تحت وطأة نيران العدوان الإسرائيلي العنيف على لبنان بين نار الاحتلال والعودة اضطرارا إلى بلادهم على وقع توجه عشرات آلاف اللبنانيين أيضا إلى الأراضي السورية هربا من القصف الإسرائيلي.

ومنذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي مئات الغارات الجوية العنيفة وغير المسبوقة على مواقع متفرقة من جنوب لبنان، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 1100 شخص، وإصابة أكثر من 3 آلاف آخرين بجروح مختلفة، فضلا عن نزوح ما يزيد على 1.2 مليون، وفقا للبيانات الرسمية.

وعبر أكثر من 75 ألف لبناني الحدود إلى الأراضي السورية منذ بدء التصعيد الإسرائيلي الكبير على الأراضي اللبنانية، وصل منهم 4 آلاف و202 شخصا خلال الساعات الـ24 الماضية، وفقا لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري.


في غضون ذلك، عاد أكثر من 212 ألف لاجئ سوري إلى بلادهم من لبنان على وقع تصاعد وحشية العدوان الإسرائيلي، على الرغم من تردي الأوضاع الأمنية وإمكانية تعرضهم للاعتقال على أيدي قوات النظام، فضلا عن الضرائب التي يفرضها النظام على السوريين قبل عبور الحدود.

وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أكدت استشهاد أكثر من 113 سوريا فضلا عن إصابة المئات بجروح مختلفة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على الأراضي اللبنانية خلال الأيام القليلة الماضية.

وتوزع اللاجئون اللبنانيون الذين قدموا إلى سوريا على مناطق سيطرة النظام السوري بما في ذلك حمص وحماة وريف دمشق.

إهمال واعتقالات
في السياق، يعاني السوريون العائدون من إهمال النظام السوري تلبية حاجياتهم، حسب تقارير صحيفة.

وكان رئيس النظام بشار الأسد وجه حكومته المشكلة حديثا للبدء في "عملها الآن بالوقوف مع الأشقاء في لبنان في كل المجالات وكل القطاعات دون استثناء ودون تردد"، دون التطرق إلى قضية العائدين السوريين.

وأفادت تقارير حقوقية باعتقال نظام الأسد عشرات السوريين العائدين من لبنان بالقرب من الحدود اللبنانية السورية خلال الأيام الماضية.


وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إنها وثقت اعتقال نظام الأسد نحو 9 لاجئين سوريين معظمهم من أبناء محافظة ريف دمشق، تحت مزعم أنهم مطلوبون للخدمة الإلزامية والاحتياطية.

من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اعتقال النظام أكثر من 35 شخصا بعد عبورهم الحدود اللبنانية السورية.

إلى مناطق الشمال


ووثق ناشطون سوريون توجه أعداد كبيرة من السوريين العائدين من لبنان نحو مناطق المعارضة في شمالي البلاد على وقع تضييقات النظام السوري وارتفاع تكاليف التنقل، حيث أظهرت لقطات متداولة على منصات التواصل الاجتماعي افتراش العديد منهم أرصفة مواقف الحافلات.

"كل البولمانات ما عم يشيلوك أقل من 100 دولار"
سوري يشكو ارتفاع أجرة النقل من #لبنان إلى #سوريا واستغلال أصحاب البولمانات لحاجة النازحين#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/ggAKKFE16K — تلفزيون سوريا (@syr_television) October 2, 2024
وأظهر مقطع مصور لحظات توافد سوريين إلى مناطق المعارضة في قافلة كبيرة، على الرغم من الأزمات الاقتصادية والإنسانية التي تفتك بالشمال السوري المكتظ بملايين النازحين من كافة المدن السورية.

Concerning for Turkey: Large number of Syrians reportedly fled Lebanon into Syria and now trying to reach Turkish-controlled areas in the northern Syria, which are already totally packed

Credit; @anasanas84 pic.twitter.com/HqiBxMr48e — Ragıp Soylu (@ragipsoylu) October 3, 2024 وصول الآلاف من اللاجئين السوريين في رحلة نزوح عكسي إلى الشمال السوري المحرر هاربين من العدوان الإسرائيلي على لبنان.
هذه العوائل ظلّت عالقة على الحدود عدة أيام، ورغم ذلك فضّلت القدوم إلى إدلب، بعد أن رأت الخذلان وتفضيل لبناني على السوري في مناطق سيطرة نظام الأسد.
ولكن للأسف حتى في… pic.twitter.com/C5WK1Q8pzn — أحمد رحال Ahmed Rahhal (@pressrahhal) October 3, 2024
وأفاد الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، بوصول ما يزيد على 1500 سوريا فارا من الحرب في لبنان إلى شمال غربي سوريا عبر معبر عون الدادات.

وأوضح أن معظم النازحين، هم من النساء والأطفال وكبار السن وبينهم مرضى ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرا إلى أن طواقمه قدمت الإسعافات الأولية قدمت لنحو 10 عوائل فور وصولهم وأسعفتهم إلى المشافي.



وتعاني سوريا من صراع عنيف منذ انطلاق الثورة السورية في 15 آذار/ مارس 2011، التي تحولت بفعل العنف والقمع الوحشي الذي قوبلت به من قبل النظام السوري إلى حرب دموية، أسفرت عن مقتل مئات الآلاف ودمار هائل في المباني والبنى التحتية، بالإضافة إلى كارثة إنسانية عميقة لا تزال البلاد ترزح تحت وطأتها.

وشددت العديد من التقارير الحقوقية في أوقات سابقة على عدم وجود مكان آمن في سوريا لعودة اللاجئين، وذلك بالتزامن مع تصاعد الدعوات في العديد من الدول التي لجأ إليها السوريين لإعادة اللاجئين بعد 13 من الحرب السورية.

بلغ عدد المدنيين السوريين الذين وصلوا من معبر عون الدادات إلى شمال غربي سوريا الفارين من الحرب في لبنان، نحو 1500 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن وبينهم مرضى ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث قدمت فرقنا الإسعافات الأولية لنحو 10 عوائل فور وصولهم وأسعفتهم إلى المشافي.… pic.twitter.com/b5zxZZxNfJ — الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) October 3, 2024

مقالات مشابهة

  • هل تقوم تركيا بما يكفي للسيطرة على التضخم المرتفع؟
  • ليبيا الثالثة عربياً في استيراد المجوهرات من تركيا
  • البنك المركزي يباشر العمل بالتحويلات المالية إلى تركيا بعملة اليورو
  • بين اللجوء والنزوح.. أين يذهب السوريون الفارون من جحيم الحرب في لبنان؟ (شاهد)
  • محافظ البنك المركزي يستقبل سفير تركيا وممثلي فروع المصارف التركية في العراق
  • «دبي للاقتصاد الرقمي» تبحث سبل تعزيز النمو الاقتصادي
  • بلدية بنغازي تبحث تعزيز التعاون مع مجلس التعاون الليبي التركي
  • ماذا بعد تعليق نظام الأسد ضريبة 100 دولار على عودة السوريين؟
  • التضخم في تركيا ينخفض إلى أقل من 50% في سبتمبر
  • ما هي خسائر فلسطين وإسرائيل الاقتصادية بعد عام على حرب غزة؟