كيف أسهم السوريون في تعزيز الاقتصاد التركي؟
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
نجح السوريون المقيمون في تركيا في تحقيق اندماج اقتصادي سريع وملحوظ، حيث أسهموا بشكل فعال في تعزيز مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية.
ولعب السوريون المستثمرون خاصة دورا رئيسيا، حيث أسسوا شركات ومشاريع تجارية متعددة، مما أسهم في خلق فرص عمل جديدة ودفع عجلة الاقتصاد التركي.
إلى جانب ذلك، شكلت العمالة السورية جزءا مهما من القوة العاملة في تركيا، مما ساعد في تلبية احتياجات السوق المحلي وتعزيز الإنتاجية في عدة قطاعات.
محمود الخيري، صاحب متجر للمواد الغذائية في العاصمة أنقرة، بدأ تجربته في عالم التجارة قبل ثلاث سنوات. افتتح متجره في منطقة ستيلار، التي تشتهر بالوجود السوري الكبير، وتمكن خلال فترة قصيرة من جذب زبائن من العرب والأتراك على حد سواء.
يقول الخيري للجزيرة نت "واجهت العديد من الصعوبات في البداية، خاصة في استخراج الرخص اللازمة لافتتاح المتجر. ولكن مع مرور الوقت، تأقلمت مع الإجراءات، وأصبح الوضع أكثر سلاسة".
الأعمال الرسمية وغير الرسمية للسوريين في تركيا تتراوح بين 10 آلاف و20 ألف شركة (الأناضول)ويضيف "كانت هناك تحديات عديدة مثل اللغة والبيروقراطية، لكنني تمكنت من تجاوزها بمساعدة الأصدقاء والمعارف".
وأشار إلى أن العديد من السوريين باتوا يفضلون فتح مشاريعهم الخاصة عوضا عن العمل لدى الشركات التركية، موضحا أن "العمل لدى الشركات غالبا ما يكون بأجور منخفضة ودون تأمين، مما يعرّض العمال لمشاكل قانونية ويضطرهم للعمل في أكثر من مكان لتأمين احتياجاتهم".
وعند سؤاله عن تأثير الحملات الأخيرة التي تستهدف اللاجئين السوريين، أبدى الخيري قلقه العميق، وأوضح أن هذه الحملات تجعل التجار والمستثمرين السوريين يفكرون في خيارات أخرى، مثل السفر إلى خارج تركيا إذا أتيحت لهم الفرصة، لأنهم يشعرون بعدم الاستقرار.
وقال إن "التحديات الحالية تجعلنا نشعر بعدم الأمان والاستقرار، وندرس بجدية الخيارات المتاحة لنا في الخارج".
الوجود السوري في الاقتصاد التركيبلغ عدد اللاجئين السوريين المقيمين تحت بند "الحماية المؤقتة" في تركيا 3 ملايين و112 ألفا و683 شخصا، وفقا لأحدث بيانات دائرة الهجرة التركية.
وبحسب تقرير لمركز حرمون للدراسات، فإن استثمارات السوريين في تركيا تتركز بشكل كبير في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مثل المطاعم والمحلات التجارية والخدمات، وتتراوح هذه الاستثمارات بين 100 ألف دولار وشركات برأسمال يزيد على مليون دولار، بالإضافة إلى شركات قابضة برؤوس أموال تبلغ عدة ملايين من الدولارات.
وتتباين تقديرات حجم هذه الاستثمارات بشكل كبير، حيث تشير تصريحات المستثمرين في غازي عنتاب إلى أن حجم الاستثمارات يتراوح بين مليار و5 مليارات دولار، في حين يقدر البعض الاستثمارات السورية في تركيا بأكثر من 10 مليارات دولار.
ووفقا لغرفة تجارة غازي عنتاب، بلغ عدد المنشآت السورية المرخصة حتى مارس/آذار 2023 نحو 3200 منشأة؛ يمثل السوريون 10% من أعضائها.
وعلى الرغم من ظروف اللجوء، فإن السوريين استمروا في الاستثمار بتركيا، حيث تزايد عدد الشركات الرسمية المملوكة لهم من 4 آلاف شركة في عام 2016 إلى 6 آلاف شركة في عام 2017، في وقت تتراوح فيه الأعمال غير الرسمية والرسمية بين 10 آلاف و20 ألف شركة.
وبحسب دراسة للباحث الاقتصادي عمر كاراباسان، تم نقل نحو 10 مليارات دولار من الأموال السورية إلى تركيا بين عامي 2011 و2016.
ووفقا لبيانات اتحاد غرف وبورصات السلع في تركيا لعام 2023، أسهم السوريون في إنشاء 10 آلاف و332 شركة منذ 2010 برأس مال يقارب 632 مليون دولار، تشكل حصة السوريين منه 80%.
وتظل تقديرات حجم الاستثمارات السورية متباينة، لكن رقم 10 مليارات دولار يبدو قريبا من الواقع، حيث بلغت مساهمة هذه الاستثمارات في النمو الاقتصادي نحو 27.2 مليار ليرة تركية في نهاية عام 2017، مما يمثل 1.96% من إجمالي الناتج المحلي التركي، مع توقع زيادته إلى 4.05% بحلول عام 2028، وفق تقرير لغرفة تجارة إسطنبول.
مخاوف من الترحيلويتنوع نشاط المستثمرين السوريين في تركيا ليشمل الزراعة والتصنيع والبناء والتجارة والفنادق وغيرها. ووفقا لاستطلاع صادر عن وقف أبحاث السياسات الاقتصادية التركية في فبراير/شباط 2021، فإن 59.2% من العاملين السوريين يصنفون ضمن فئة "الحرفيين"، خاصة في قطاعي "النسيج وصناعة الملابس الجاهزة" و"البناء".
نساء سوريات يعملن في معمل للخياطة في إسطنبول (الأناضول)وفي قطاع الزراعة، أصبح رأس المال البشري السوري أساسيا، وصرح محمد أكين دوغان رئيس غرفة زراعة منطقة "يوريغير" بولاية أضنة، بأن وجود السوريين ساعد في حماية القطاع الزراعي نظرا لصعوبة العثور على عمال أتراك. وقال "لولا السوريون لكانت الزراعة في أضنة وتركيا قد انتهت".
وأبدى المستثمرون الأتراك مخاوفهم من حملات التفتيش التي تنظمها السلطات التركية على اللاجئين السوريين للتأكد من قانونية وجودهم وعملهم، بجانب حملات تشنها أحزاب المعارضة التركية بهدف التضييق على اللاجئين، مما يدفع الشباب السوريين إلى الهجرة إلى أوروبا، وهو ما سيترك فراغا في سوق العمل التركي.
وشهدت مدينة قيصري، إحدى أهم المدن الصناعية في تركيا، أحداث عنف الأسبوع الماضي استهدفت منازل ومحلات اللاجئين السوريين، مما أدى إلى توقف شبه كامل في الإنتاج.
ويشكل السوريون ثلث القوى العاملة في المنطقة الصناعية المنظمة بالمدينة، وقد أجبرهم الخوف على حياتهم على الانقطاع عن العمل، مما تسبب بتعطل الإنتاج في العديد من المصانع.
ويقول الباحث الاقتصادي محمد العبادلة للجزيرة نت إن العمالة السورية أصبحت ركيزة أساسية في الاقتصاد التركي، خاصة مع عزوف الشباب الأتراك عن العمل الحرفي. وأكد ضرورة مراقبة أصحاب الأعمال لإلزامهم بتوفير الأوراق اللازمة للسوريين لضمان حقوقهم.
ونفى العبادلة الادعاءات التي تتبناها المعارضة التركية بأن السوريين هم سبب ارتفاع معدل البطالة بين الأتراك، مشيرا إلى أن أصحاب العمل ينشرون إعلانات توظيف برواتب مغرية ، لكنها تلقى عزوفا من الشباب الأتراك.
ولفت إلى أن انخراط الأجانب في الاقتصاد التركي يساعد في توسيع آفاق هذه السوق، مشيرا إلى أن نسبة الصادرات التركية تزداد مع اختلاف جنسيات المصدّرين الذين يسهل عليهم التواصل مع أسواق الدول الأخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات اللاجئین السوریین الاقتصاد الترکی ملیارات دولار فی ترکیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
تركيا تتفوق في التجارة الدولية: زيادة صادراتها بمليارات الدولارات إلى أبرز الأسواق
لا تزال تركيا مركزًا مهمًا لجذب الشركات على المستوى العالمي. كما أن للجهود التي تبذلها تركيا والولايات المتحدة الأمريكية للتقرب في علاقاتهما الثنائية تأثيرًا إيجابيًا على التجارة الخارجية .وبينما أعادت اتصالات الرئيس رجب طيب أردوغان في الولايات المتحدة الأمريكية العام الماضي العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى جدول الأعمال، كانت القضايا الاقتصادية والتجارية أهم موضوعات الزيارة.
اقرأ أيضاإعلان عقاري مثير للجدل في تركيا.. وتدخل عاجل من وزارة…
الأحد 19 يناير 2025إن قدرة تركيا على جذب الاستثمار، باقتصادها القوي والكبير والديناميكي وموقعها الاستراتيجي، تلعب أيضًا دورًا مهمًا. كما تساهم الوفود التجارية المشكلة في تسريع الصادرات إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ما هي الدولة التي حققت صادراتها أكبر زيادة من حيث القيمة؟
ووفقًا لبيانات جمعية المصدرين الأتراك (TİM)، فإن الدولة التي زادت فيها تركيا صادراتها أكثر من حيث القيمة في العام الماضي كانت الولايات المتحدة وبلغت قيمة الصادرات نحو مليار و256 مليون دولار.وتلت الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة بمليار و254 مليون دولار، ورومانيا بـ997.9 مليون دولار، والعراق بـ958.8 مليون دولار، وإيطاليا بـ879.2 مليون دولار.
وفي العام الماضي، تم تصدير 13.4 مليار دولار إلى الولايات المتحدة، و12.7 مليار دولار إلى المملكة المتحدة، وحوالي 12 مليار دولار إلى إيطاليا، و10.7 مليار دولار إلى العراق، و7.5 مليار دولار إلى رومانيا.
خلال الفترة المذكورة، كانت الدول التي صدرت إليها تركيا أكبر عدد هي ألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإيطاليا والعراق.وفي العام الماضي، تم تصدير 18.1 مليار دولار من الصادرات إلى ألمانيا.
القطاعات الرائدة في صادرات تركيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية
استمرت تركيا في تعزيز موقعها كأحد المصادر الرئيسية للمنتجات إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تصدرت المواد الكيميائية ومنتجاتها قائمة الصادرات بقيمة بلغت 1.5 مليار دولار في عام 2024.
وجاء قطاع صناعة السيارات في المرتبة الثانية، محققًا صادرات بقيمة 1.2 مليار دولار، تلاه قطاع الملابس الجاهزة الذي سجل 856 مليون دولار. ولعب السجاد دورًا مهمًا أيضًا بتصديرات وصلت إلى 784.3 مليون دولار، بينما كانت صادرات الكهرباء والإلكترونيات عند 774.1 مليون دولار.
تجدر الإشارة إلى أن المواد الكيميائية شهدت زيادة ملحوظة في صادراتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ارتفعت بمقدار 370.5 مليون دولار مقارنة بالعام السابق. كما حقق قطاع الكهرباء والإلكترونيات نموًا بقيمة 264.8 مليون دولار، بينما سجلت صناعة السيارات زيادة قدرها 192.3 مليون دولار.
بالإضافة إلى ذلك، تم تصدير منتجات الفواكه والخضروات إلى الولايات المتحدة بمبلغ 429.4 مليون دولار، بينما بلغت صادرات قطاع الصلب 627.8 مليون دولار.
الصادرات التركية للولايات المتحدة الأمريكية في نقاط
1. المواد الكيميائية ومنتجاتها: 1.5 مليار دولار
2. صناعة السيارات: 1.2 مليار دولار
3. الملابس الجاهزة: 856 مليون دولار
4. السجاد: 784.3 مليون دولار
5. الكهرباء والإلكترونيات: 774.1 مليون دولار
6. الفواكه والخضروات: 429.4 مليون دولار
7. قطاع الصلب: 627.8 مليون دولار
معظم الصادرات تأتي من اسطنبول
عند النظر إليها على أساس المقاطعات، حققت الشركات من إسطنبول أكبر قدر من الصادرات إلى الولايات المتحدة في عام 2024، بقيمة 4.7 مليار دولار.
وتم تصدير صادرات بقيمة 1.4 مليار دولار إلى البلاد من أنقرة، و1.2 مليار دولار من إزمير، و1.1 مليار دولار من قوجه إيلي، و1 مليار دولار من غازي عنتاب.
“زيادة التجارة مع الولايات المتحدة تعكس نجاح تركيا في تنويع الأسواق”
صرح سليمان أجاويد سانلي، رئيس جمعية رجال الأعمال الأتراك الأمريكيين (TABA-AmCham)، بأن زيادة التجارة مع الولايات المتحدة تعكس نجاح تركيا في استراتيجية تنويع الأسواق.
وأشار سانلي إلى أن تزايد الصادرات إلى الولايات المتحدة جاء نتيجة للاستخدام الفعّال للمزايا اللوجستية والتركيز على المنتجات ذات القيمة المضافة العالية.
وأكد على أهمية مواصلة هذه الزيادة في المستقبل من خلال تعزيز الاتفاقيات التجارية، والرقمنة، وتطوير البنية التحتية اللوجستية.
وأضاف سانلي: “تعتبر الولايات المتحدة سوقًا كبيرًا بالنسبة لتركيا، مما قد يتيح للمنتجات المبتكرة والمستدامة أن تجد فرصًا أكبر في هذا السوق.”
وفيما يخص صادرات قطاع المواد والمنتجات الكيميائية، الذي يعد رائدًا، أوضح سانلي أن الأسباب الرئيسية وراء الزيادة تكمن في ارتفاع الطلب العالمي على المنتجات البتروكيماوية، ونمو القدرة الإنتاجية لتركيا، فضلاً عن التنوع في العرض. وأكد أن صادرات المنتجات ذات القيمة المضافة مثل الأدوية ومستحضرات التجميل قد دعمت هذه الصناعة.
كما أبرز سانلي أهمية تلبية الطلب على المشاريع الوطنية وزيادة التعاون مع الدول النامية في دعم صناعة الدفاع والفضاء. وأشار إلى أن قدرة تركيا المتزايدة في تقنيات الطاقة الصديقة للبيئة ستعزز أيضًا قطاع الطاقات المتجددة. وتوقع سانلي زيادة في صادرات الكهرباء والإلكترونيات والأثاث والورق ومنتجات الغابات، بالإضافة إلى صادرات الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية.
وحذر سانلي من أن السياسات الحمائية التي اتبعتها إدارة دونالد ترامب قد تؤثر سلبًا على قدرة تركيا التنافسية، خصوصًا في قطاعات مثل الصلب والألومنيوم. ولفت إلى أن زيادة التعريفات الجمركية قد تزيد من التكاليف وتعيق الوصول إلى السوق الأمريكية، مشددًا على أهمية التركيز على المنتجات الابتكارية والمزايا السعرية لسد الفجوات الجمركية.
أعلى عشر دول في زيادة صادرات تركيا عام 2024 مقارنة بـ 2023
1. الولايات المتحدة الأمريكية:
– 2023: 12,188,313.16 ألف دولار
– 2024: 13,444,901.33 ألف دولار
– التغير: 1,256,588.17 ألف دولار
2. المملكة المتحدة:
– 2023: 11,436,142.46 ألف دولار
– 2024: 12,690,948.86 ألف دولار
– التغير: 1,254,806.40 ألف دولار