منذ العام الماضي، اندلع صراع جديد في السودان، مما أدى إلى نزوح نحو 10 ملايين شخص، في حين أدى  تفاقم انعدام الأمن في منطقة الساحل الوسطى إلى زيادة عدد النازحين إلى ما يقرب 5 ملايين

التغيير: وكالات

عبر إبراهيم الصحراء الكبرى في مؤخرة شاحنة صغيرة مكتظة بثلاثين شخصاً، من بينهم ثماني نساء. لم يكن هناك ماء للشرب إلا من الآبار العرضية التي كانت ملوثة غالباً بالجثث.

قال إبراهيم: “ماذا يمكنك أن تفعل؟” لم يكن هناك أي شيء آخر للشرب. مروا بشاحنة مليئة بعشرين إلى ثلاثين شخصاً لقوا حتفهم في حادث، لكن لم يكن هناك من يستطيع التوقف. قال: “استمر في السير. لا تنظر إلى الوراء أبداً”.

رأى تلالاً من الرمال والصخور والمزيد من الجثث. سمع أشباحاً وأصواتاً تصرخ. شاهد عاجزاً شاباً نيجيرياً يُدعى جون يسقط من الشاحنة ويموت. استغرق عبور الصحراء ثلاثة أيام.

طريق البحر المتوسط

يمتد طريق البحر الأبيض المتوسط ​​من شرق أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي وغرب أفريقيا باتجاه شواطئ البحر الأبيض المتوسط. والمسار الذي يسلكه المهاجرون ليس خطيًا، حيث يختتم بعض الأشخاص رحلتهم في قسم واحد من الطريق، ويواصل آخرون الرحلة محاولين عبور البحر الأبيض المتوسط. وفي معظم الحالات، يتوقف الناس – بعضهم لسنوات – في موقع واحد أو أكثر على طول الطريق، بما في ذلك حقول الذهب، لجمع الموارد قبل المضي قدمًا.

طرق من غرب ووسط أفريقيا

في هذه المنطقة، يسمح بروتوكول الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لمواطني الكتلة الإقليمية بالسفر بحرية، مما يقلل من الاعتماد على المهربين. ومع ذلك، فإن الانسحاب الأخير لبوركينا فاسو ومالي والنيجر في أعقاب الاستيلاء العسكري أدى إلى تعقيد هذه الديناميكية. إذ تمر طرق غرب أفريقيا عبر بوركينا فاسو ومالي والنيجر وتشاد.

وفي مالي، يظل طريق تمبكتو إلى الجزء الجزائري من الصحراء الكبرى هو الأكثر شعبية ويفضله الجميع مقارنة بالطريق الأكثر خطورة الذي يمر عبر باماكو وموبتي ودوينتزا وغاو وكيدال.

ويعبر المسافرون النيجر عبر تيرا في طريقهم شمالاً إلى مالي أو إلى نيامي في طريقهم إلى تاهوا وأغاديز. ومن هناك، ينتقلون إما إلى الجزائر عبر أرليت أو إلى ليبيا عبر ديركو وداو تيمي.

لقد أصبحت تشاد مركز عبور، على الرغم من أن عدد اللاجئين والمهاجرين الذين يعبرون البلاد لا يزال منخفضًا مقارنة بالنيجر والسودان. تعد أبيشي في شرق تشاد مركزًا رئيسيًا لتهريب التشاديين والسودانيين المتجهين شمالاً نحو مناجم الذهب وليبيا، في حين تعد ماو وموسورو نقاط طريق تقليدية على الجانب الغربي من البلاد.

في كل عام، يخاطر مئات الآلاف من اللاجئين والمهاجرين بحياتهم على طريق يمتد من شرق أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي وغرب أفريقيا، نحو شمال أفريقيا وعبر البحر الأبيض المتوسط ​​إلى أوروبا. كما يصل العديد من اللاجئين والمهاجرين من آسيا والشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا من دول مثل بنغلاديش ومصر وباكستان وسوريا.

إن المسارات التي يسلكها هؤلاء الأشخاص ليست هي نفسها دائمًا. يختتم البعض رحلاتهم في أفريقيا بينما يواصل آخرون رحلتهم نحو أوروبا. ويهرب العديد من اللاجئين من الصراعات والاضطهاد في بلدانهم الأصلية. ويضطر مهاجرون ولاجئون آخرون إلى الانتقال بسبب الأزمات على طول الطريق، والآثار المدمرة لتغير المناخ، بحثًا عن فرص العمل والدراسة أو ببساطة حياة أفضل.

وينصب قدر كبير من الاهتمام على المخاطر التي يواجهها اللاجئون والمهاجرون أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط. ولكن قبل أن يصل اللاجئون والمهاجرون إلى شواطئ شمال أفريقيا، يتعرض العديد منهم لأشكال متطرفة ومتكررة من العنف والإساءة، بما في ذلك الاغتصاب والتعذيب والاختطاف من أجل الحصول على فدية والاتجار والاحتجاز التعسفي والطرد.

وتؤدي الأزمات المتفاقمة والمتزايدة إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يخاطرون بخوض هذه الرحلات الخطيرة. فمنذ العام الماضي، اندلع صراع جديد في السودان ، مما أدى إلى نزوح نحو 10 ملايين شخص، في حين أدى  تفاقم انعدام الأمن في منطقة الساحل الوسطى إلى زيادة عدد النازحين هناك إلى ما يقرب من 5 ملايين. وفي شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، تساهم أزمة المناخ في حالات طوارئ جديدة وطويلة الأمد.

عملت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مع المنظمة الدولية للهجرة ومركز الهجرة المختلطة لرسم خريطة لهذه الطرق والحصول على فهم أفضل للأماكن التي تكون فيها المخاطر أكثر حدة ومن هم مرتكبو الانتهاكات. وشمل ذلك الاستعانة بمقابلات أجراها مركز الهجرة المختلطة مع أكثر من 31 ألف لاجئ ومهاجر بين عامي 2020 و2023، بالإضافة إلى البيانات من مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة ومراقبة الحماية من قبل المفوضية، ومصادر أخرى.

الصحراء

ويرى الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات أن عبور الصحراء الكبرى يشكل جزءًا خطيرًا بشكل خاص من الرحلة، سواء بسبب البيئة القاسية أو العنف على أيدي العصابات الإجرامية والمهربين والمتاجرين والجماعات المسلحة والجيش. وفي الفترة ما بين يناير 2020 ومايو 2024، بلغ إجمالي الوفيات الموثقة للأشخاص الذين يحاولون عبور الصحراء الكبرى 1206، ولكن يُعتقد أن العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير. ومن بين الوفيات المسجلة، كان 24% بسبب التعرض والجفاف والجوع المرتبط بالظروف البيئية القاسية، و38% بسبب حوادث المركبات، و6% بسبب المرض وانعدام الوصول إلى الرعاية الصحية، و3% بسبب الوفاة العرضية، و13% بسبب العنف، و16% لأسباب مختلطة أو غير معروفة.

*تقرير مشترك لـ “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مع المنظمة الدولية للهجرة ومركز الهجرة المختلطة”

الوسومأوربا الأمم المتحدة البحر المتوسط الصحراء الكبرى الهجرة غير الشرعية تشاد ليبيا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أوربا الأمم المتحدة البحر المتوسط الصحراء الكبرى الهجرة غير الشرعية تشاد ليبيا

إقرأ أيضاً:

رئيس شئون البيئة يشارك فى اتفاقية حماية البحر المتوسط من التلوث

شارك الدكتور على أبو سنه الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة فى اجتماع المكتب التنفيذي السادس والتسعون لاتفاقية حماية البحر المتوسط من التلوث " اتفاقية برشلونة"  ،التى تستضيفها القاهرة،حيث تشغل جمهورية مصر العربية منصب نائب رئيس المكتب التنفيذي، وذلك في إطار الاستعداد لاستضافة مصر لمؤتمر الأطراف الرابع والعشرون لاتفاقية برشلونة خلال ديسمبر ٢٠٢٥ القادم، بحضور الدكتورة هبة شعراوي رئيس الإدارة المركزية للسواحل والبحيرات والموانئ ومنسق خطة عمل البحر المتوسط، السيدة  تاتينا هيما  - المنسق العام لخطة عمل البحر المتوسط،وممثلى كلًا من المغرب،إسبانيا،مالطا ومونتنجرو، تركيا والاتحاد الأوروبي.

يتناول الاجتماع عرض أهم الأنشطة والبرامج التى تم تنفيذها فى ضوء الاتفاقية خلال العام الحالي، وتقييم التقدم المحرز في الأنشطة، بالإضافة إلى مناقشة الوضع المالي والمساهمات والتوافق علي الميزانية المقترحة للمراكز الإقليمية المختلفة التابعة للاتفاقية.

وأكد الدكتور على أبو سنه الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة على أهمية اجتماعات المكتب التنفيذي كونها أولي سلسلة اتخاذ القرارات الخاصة بإتفاقية برشلونة والتي يُستعرض خلالها نتائج العمل الدؤوب في المراكز الإقليمية المتخصصة ومن ثم يتم رفعها إلي اجتماع نقاط الإتصال ليتم إعتمادها خلال مؤتمر الأطراف المتعاقدة القادم، المزمع إستضافته في القاهرة، حيث تسعى مصر لإقامة مؤتمر ناجح يخرج بقرارات إيجابية من شأنها وضع حلول للمشاكل التي تواجه إقليم البحر المتوسط.

وأضاف أبو سنه أن الإجتماع يهدف إلى اتخاذ عدد من القرارات المصيرية الهامة التي من شأنها حماية بيئة البحر المتوسط من التلوث والحد من كافة مصادر تلوثه وتحقيق الاستدامة للنظام الأيكولوجي  الفريد الذي يميزه والحفاظ عليه كشريان للحياة لكافة الدول المطلة عليه مما جعله قاسم مشترك لكافة الحضارات التي نشأت علي ضفافه.

وأكد الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة على حرص الحكومة المصرية ممثلة في وزارة البيئة علي المشاركة الفاعلة في كافة الأنشطة والبرامج التي تنفذ تحت مظلة خطة عمل البحر المتوسط لتحقيق المبادئ والأهداف الأممية للتنمية المستدامة التي نضعها نصب أعيننا وتم تضمينها ضمن الأستراتيجية المعنية بتطبيق رؤية مصر  2030.

ولفت أبو سنه إلى أن  وزارة البيئة قامت  بوضع الإستراتيجية  الوطنية للإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية  التي تهدف إلي إحداث التوافق مع بروتوكول الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية بما يكفل تحقيق الاستدامة في منطقة المتوسط، إدراكًا لأهمية تطبيق مبادئ الإدارة الساحلية المتكاملة في البحر المتوسط.

 وأضاف رئيس جهاز شئون البيئة أن الوزارة تسعي للعمل علي الحد من تداعيات التغيرات المناخية التي تعد من أهم التحديات التي تواجه منطقة البحر المتوسط ولذلك  قدمت مصر خلال مؤتمر الأطراف الماضي  مبادرتها الخاصة بدمج اتفاقيات ريو الثلاثة وتسعي حثيثا لخفض إنبعاثاتها من كافة المصادر مع اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بتحقيق التكيف مع الآثار المترتبة علي التغيرات المناخية  بالإضافة إلي الموافقة الدولية علي إقرارا صندوق الخسائر والأضرار الذي يسعي لتعويض الدول الأكثر تضررا.

وأوضح أبو سنه أن  وزارة البيئة تولى إهتمامًا كبيرا بالحد من تلوث الهواء ودراسة آثاره علي الصحة والتدهور البيئي  بالتعاون والشراكة مع عدد من المنظمات الدولية المانحة وعلي رأسها البنك الدولي وقد نحجت وزارة البيئة في القضاء علي ظاهرة السحابة  السوداء الناجمة عن حرق المخلفات الزراعية وتحسن نوعية هواء القاهرة الكبري بما ينعكس إيجابيا علي الصحة العامة وتم التنسيق مع الجهات  المعنية في الدولة تمهيدا لتطبيق قرار إعلان منطقة المتوسط خالية من أكاسيد الكبريت، كما  تأتي قضية الإدارة السليمة للمخلفات علي رأس اهتمامات  الحكومة المصرية بأنواعها المختلفة ويعد أهمها قضية المخلفات البلاستيكية، ولذلك تشارك مصر بفعالية في المسار التفاوضي للإتفاقية العالمية المزمع توقيعها قريبا وعلي المستوي الوطني تم طرح عدد من المبادرات الحكومية والأهلية للحد من إستخدام الأكياس البلاستيكية خاصة أحادية الإستخدام والعمل علي  تقنين استخدام البلاستيك وإيجاد بدائل له.

وأشار رئيس جهاز شئون البيئة أن الوزارة تقود حملة ضخمة للحد من القمامة البحرية عن طريق خلق فريق عمل مدرب لوضع إستراتيجية متكاملة للتخلص من القمامة البحرية والمشاركة في عدد من برامج الرصد المعنية التى تقوم بها الجهات البحثية والعلمية في سواحل البحر المتوسط  بتمويل من برنامج الرصد البيئي لمنطقة المتوسط ( ميدبول)

وتقدم رئيس جهاز شئون البيئة بالشكر والتقدير لسكرتارية خطة البحر المتوسط على جهودهم الكبيرة  الذي يتم بذلها لتطبيق مبادي اتفاقية برشلونة وإرساء قواعد العدالة والإستدامة من اجل الإرتقاء بمنطقة المتوسط لتظل تهبنا الحياة اللائقة لدولنا العريقة المطلة عليها، ولفريق عمل وزارة البيئة المصرية على الجهد الكبير المبذول.

مقالات مشابهة

  • ليبيا تضبط 300 مهاجر أثناء محاولتهم عبور الصحراء نحو البحر المتوسط
  • في طريقهم إلى البحر الأبيض المتوسط.. قوات ليبية تحتجز 300 مهاجر كانوا يعبرون الصحراء
  • يحمل العشرات.. غرق مركب مصري في البحر الأحمر
  • رائحة الموت تفوح من كل مكان شمال قطاع غزة
  • انتبهو يا شعب مصر للمخططات والمؤامرات
  • الأرصاد تحذر من اضطراب حركة الملاحة البحرية علي البحر المتوسط غدا
  • لمدة 48 ساعة.. توقف حركة الصيد في البحر المتوسط بسبب نوة المكنسة
  • عادل حمودة: شخصية الشيخ زايد الهادئة الرزينة توافقت مع طبيعة الصحراء
  • رئيس شئون البيئة يشارك فى اتفاقية حماية البحر المتوسط من التلوث
  • حالة الطقس اليوم السبت 23 نوفمبر 2024