صحف بريطانية: الحكومة البريطانية الجديدة.. طموح هائل وتحديات كبيرة

أشادت صحيفة (أوبرزفر) البريطانية بالطموح الهائل الذي بدأت به حكومة حزب العمال الجديدة في المملكة المتحدة لكنها لفتت إلى وجود تحديات كبيرة أمام هذه الحكومة يجب التغلب عليها.

 

وقالت الصحيفة - في مقال افتتاحي نشرته اليوم /الأحد/ - إنه بعد 14 عاما، أصبح لدى بريطانيا أخيرا حكومة يحفزها إعادة تنشيط الاقتصاد الراكد بدلا من توجيه العقود الحكومية المربحة إلى الأصدقاء الأثرياء، وهي حكومة حريصة على سد الفجوة بين الشباب من خلفيات مختلفة بدلا من إفقار الأطفال، كما أنها تستهدف إعادة هيئة الخدمات الصحية الوطنية إلى مكانتها الرائدة على مستوى العالم بدلا من إهمالها وترك المواطنين غير قادرين على الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها.

 

ورأت الصحيفة البريطانية أن فوز حزب العمال في الانتخابات الأخيرة كان نصرا حاسما ومستحقا، وشكل الأغلبية الأكبر التي حصلت عليها أي حكومة بريطانية منذ عام 1997، أقل بقليل من النصر الذي حققه توني بلير.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر تعهد بالتغيير..قائلا :"سوف يتم الحكم علينا على أساس الأفعال، وليس الأقوال"، وهو تغيير واضح في قراراته الأولية.

 

وأوضحت (أوبرزفر) أنه تم انتخاب حزب العمال على أساس برنامج أساسي لمتابعة خمس مهام : تعزيز النمو الاقتصادي إلى الأسرع في مجموعة السبع، وتحويل المملكة المتحدة إلى الطاقة النظيفة بحلول عام 2030، وتغيير هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وخفض الجرائم الخطيرة والعنيفة إلى النصف، وإزالة الحواجز أمام الفرص للأطفال والشباب .. كما أكد ستارمر أمس أنه سيترأس شخصيا "مجالس تسليم المهام" المسؤولة عن تنفيذ كل هذه الالتزامات.

 

ورأت الصحيفة أنه رغم طموح ستارمر، سيكون من الصعب للغاية تحقيق هذه المهام بعد أكثر من عقد من إهمال حزب المحافظين للبنية التحتية والخدمات العامة، والذي تفاقم بسبب الصدمات الخارجية الناجمة عن وباء كوفيد وارتفاع أسعار الطاقة.. مؤكدة أنه يتعين على حزب العمال أن يحقق أقصى استفادة من تفويضه الضخم، وأن يحول استراتيجيته الانتخابية إلى استراتيجية للحكم.

 

وقالت (أوبرزفر) : إلى جانب الاستقرار الاقتصادي ، يجب على الحزب أن يذهب إلى ما هو أبعد من التزاماته في بيانه الرسمي لوضع الأسس القادرة على معالجة أزمة الإنتاجية في بريطانيا كما أنه من شأن إصلاح التخطيط أن يساعد في توفير المزيد من المساكن، ولكن الأمر يتطلب أكثر من ذلك ، ويجب أن يلتزم حزب العمل ببرنامج للاستثمار العام في الإسكان ميسور التكلفة للإيجار للشباب والأسر الشابة .. ولن يؤدي هذا إلى تعزيز فرص العمل والنمو فحسب، بل سيساعد في معالجة أزمة الإسكان.

 

وأكدت الصحيفة أيضا أن حزب العمال لن يتمكن أبدا من جعل هيئة الخدمات الصحية الوطنية صالحة للمستقبل دون ضمان قدرة جميع كبار السن على الوصول إلى الرعاية الشخصية التي يحتاجون إليها ليعيشوا حياة كريمة.

 

واختتمت الصحيفة مقالها بالتأكيد على أن هذه التحديات ستكون صعبة، والحجم الهائل لطموح هذه الحكومة يضمن ذلك.. ولكن للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات يصبح لدى بريطانيا حكومة تهتم بتحسين حياة الجميع، وهو سبب يكفي بمفرده للشعور بـ"شمس الأمل" التي تحدث عنها ستارمر مع استيقاظ بريطانيا على فجر سياسي جديد.

المصدر: بوابة الوفد