أطلق المصور العُماني هيثم بن ناصر العزري مشروعًا يحمل اسم "عُمان الإرث التليد"، يهدف إلى توثيق وإبراز المواقع الأثرية والسياحية في سلطنة عُمان بطريقة مبتكرة ومتميزة. يعتمد المشروع على استخدام تقنية التصوير بالطائرات اللاسلكية (الدرون) لتقديم رؤية جديدة وشاملة للمعالم التاريخية والثقافية العُمانية، وحظي المشروع بموافقة ودعم رسمي بعد جهود حثيثة من قبل المصور "العزري"، الذي سعى لنقل صورة متعددة الأبعاد وتوثيق عدد كبير من المواقع الأثرية المنتشرة في أرجاء سلطنة عمان.

يأتي هذا الدعم في إطار الحرص على تنمية مواهب الشباب العُماني، وتشجيع المبادرات الإبداعية التي تخدم الوطن.

وعن المشروع يقول المصور هيثم العزري: إن مشروع "عُمان الإرث التليد" يتميز بشموليته، حيث يهدف إلى توثيق أكثر من 430 موقعًا سياحيًا وأثريًا في مختلف محافظات سلطنة عمان. وتكمن أهمية المشروع في كونه يدعم رؤية عُمان 2040، التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد، وترسيخ مكانة سلطنة عمان كوجهة سياحية رائدة على المستويين الإقليمي والدولي.

ويضيف العزري: يتضمن المشروع إصدار كتاب سياحي إعلامي متميز، يوثق المعالم الأثرية والحارات القديمة بأسلوب مبتكر. سيحتوي الكتاب على صور احترافية للمواقع الأثرية، بالإضافة إلى خريطة تفاعلية تعرض جميع المواقع السياحية على امتداد الموقع الجغرافي لسلطنة عمان، مما يسهل على السياح والمهتمين التنقل والوصول إلى مختلف الوجهات.

وحول الأهداف يقول المصور هيثم العزري: يهدف المشروع إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية تعزيز الترويج السياحي من خلال إبراز جمال المواقع الأثرية العُمانية، وتشجيع الاستثمار الخارجي والسياحي في سلطنة عمان، وتقديم صورة مستقبلية ومتطورة للمواقع السياحية الأثرية، وتوفير مرجع شامل ومفيد للسياح والمهتمين بالتراث العُماني، ودعم القطاع السياحي، وتحقيق أهداف رؤية عُمان 2040.

يستهدف المشروع شريحةً واسعةً من الجمهور المحلي والعربي والعالمي، سعيًا لزيادة الاهتمام بالسياحة في سلطنة عمان وإبراز مقوماتها الفريدة، كما يهدف إلى التعريف بالمواقع السياحية الأثرية العُمانية بطريقة جاذبة وحديثة، وإنتاج صور عالية الجودة تحقق الفائدة والجذب المطلوب.

وفي تحليل دقيق لمكونات الشعار، أوضح المصور المبدع هيثم العزري الرمزية العميقة الكامنة في كل عنصر. فعدسة الكاميرا، التي تشكل محور التصميم، تحتضن في قلبها خريطة سلطنة عُمان، مجسدة بذلك الرسالة الجوهرية للمشروع: توثيق شامل ودقيق للكنوز الأثرية المنتشرة في ربوع السلطنة. هذا التكامل بين العدسة والخريطة يرمز إلى الجهد الدؤوب في تسجيل وحفظ الإرث الحضاري العُماني بصريا، وأن إدراج مقدمة القلم في التصميم يأتي كإشارة رمزية إلى أهمية التوثيق المكتوب، مؤكدًا على التكامل بين الصورة والكلمة في حفظ التاريخ. أما فيما يتعلق باختيار الألوان والعناصر التصميمية الأخرى، فقد استُلهمت بعناية من شعار رؤية عُمان 2040، مما يربط المشروع بالتطلعات المستقبلية لسلطنة عمان ويؤكد على الالتزام طويل المدى بالحفاظ على الهوية الثقافية والتراثية للبلاد يعكس مشروع "عُمان الإرث التليد" التزام الشباب العُماني بخدمة وطنهم وإبراز تراثه العريق.

وفي ختام حديثه، وجه المصور هيثم العزري نداءً للمهتمين والجهات الراعية للإبداع، داعيًا إياهم إلى تبني هذا المشروع الطموح ودعمه. وشدد على أن هذا الدعم ضروري لتحقيق الأهداف المنشودة للمشروع، والتي تتجاوز مجرد التوثيق الفوتوغرافي لتصل إلى صون وإحياء الإرث الحضاري العُماني العريق. فهذا المشروع، في نظر العزري، ليس مجرد مبادرة فنية، بل هو استثمار في الهوية الوطنية ورافد مهم لحفظ ذاكرة الوطن لأجيال المستقبل.

تجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع يشكل خطوة مهمة في مسيرة تطوير القطاع السياحي العُماني، ويعد نموذجًا للمبادرات الإبداعية التي تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والتراث العريق، مساهمًا في رسم صورة متكاملة لعُمان كوجهةٍ سياحيةٍ فريدةٍ تجمع بين أصالة الماضي وتطلعات المستقبل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلطنة عمان الع مانی سلطنة ع

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان تختتم مشاركتها في بورصة برلين 2025 بتوقيع اتفاقيات سياحية

العُمانية: اختتمت سلطنة عُمان مشاركتها في معرض بورصة برلين الدولية للسياحة 2025 بتوقيع عدد من الاتفاقيات وإطلاق برامج الشراكة بين وزارة التراث والسياحة والهيئات والمؤسسات السياحية من مختلف الدول التي تهدف إلى تقديم حزم سياحية مشتركة وتنفيذ برامج تسهم في التدفق السياحي الدائم.

وشهد جناح سلطنة عُمان إقبالًا كبيرًا من الزوار والمشاركين لثراء منتجاته السياحية ومقوماته الأثرية والأنماط المستحدثة التي ركز عليها هذا العام، كما عكس الجناح التنوع السياحي والفرص الاستثمارية السياحية والخدمات والبرامج التي تقدمها الشركات العُمانية المشاركة بالمعرض.

وقام الشركاء السياحيون بعقد سلسلة من الاجتماعات واللقاءات الثنائية مع نظرائهم من الشركات الدولية لبحث آليات تنفيذ برامج مشتركة تسهم في استقطاب أسواق عالمية مختلفة إلى سلطنة عُمان وتمكين القطاع السياحي بمحفزات جاذبة تقدم المنتج السياحي العماني كخيار مثالي يلبي التطلعات.

واستعرضت المؤسسات المشاركة خططها وبرامجها الداعمة لرفع مستوى التدفق السياحي وتقديم ما توفره من خدمات وبرامج سياحية متنوعة وتسهيلات متاحة للزائر إلى جانب استعراض الخدمات والعروض التي تقوم بها الفنادق والمنتجعات والمجمعات السياحية المتكاملة.

وأكدت سعدة بنت عبدالله الحارثية مديرة دائرة تطوير الأسواق بوزارة التراث والسياحة أن التعاون الوثيق بين الوزارة والشركاء في القطاع السياحي يسهم في إيجاد بيئة جاذبة لتطوير الأعمال وتمكين الشركات السياحية والمؤسسات الفندقية المشاركة في المعرض والتي تتماشى مع التوجهات الاستراتيجية للوزارة والرؤية الوطنية لسلطنة عمان.

وذكرت أن وزارة التراث والسياحة تسعى من خلال المشاركة في هذه المعارض في الأسواق السياحية المستهدفة إلى تعزيز مكانة سلطنة عُمان على خارطة السياحة العالمية، وإيجاد منصة لشركاء القطاع السياحي المحلي والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة للالتقاء بنظرائهم في الأسواق السياحية المستهدفة من خلال اللقاءات والاجتماعات الترويجية التي تعقد خلال المشاركة والاتفاقيات والعقود التي يتم إبرامها مع الشركات السياحية العاملة في هذه الأسواق، الأمر الذي من شأنه تعزيز الحركة السياحية الدولية إلى سلطنة عُمان وتحقيق العوائد الاقتصادية المرجوة.

وأضافت مديرة تطوير الأسواق أن وجود مكتب للتمثيل السياحي تابع للوزارة في السوق الألماني يسهم في تنفيذ العديد من الأنشطة والحملات الترويجية في هذا السوق الحيوي والذي يعد من الأسواق المصدرة للحركة السياحية الدولية إلى سلطنة عُمان في مختلف المواسم للترويج عن مقومات سلطنة عُمان كحاضنة سياحية تغطي احتياجات السائح الألماني من التجارب والأنشطة السياحية وبالتحديد سياحة المغامرات والاسترخاء والاستجمام والاكتشاف.

وأكدت أن معرض بورصة برلين الدولية للسياحة يعد فرصة سانحة للالتقاء بالشركات السياحية من مختلف الأسواق السياحية العالمية والتي تسهم في تعزيز العلاقات بين شركاء القطاع السياحي، والتعرف على مستجدات وتوجهات السائح الدولي من هذه الأسواق، كما تتم مناقشة وتوقيع شراكات استراتيجية وحملات ترويجية تساهم في استقطاب وتدفق الحركة السياحية الدولية من هذه الأسواق إلى سلطنة عُمان.

تجدر الإشارة إلى أن الخطط القادمة لوزارة التراث والسياحة ستستهدف هذا العام الحضور في الأحداث والفعاليات العالمية لتعزيز حضورها في الأسواق العالمية ضمن استراتيجية الوزارة لتحقيق أهداف "رؤية عُمان 2040"، التي تركز على تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز قطاع السياحة كإحدى الركائز الاقتصادية المهمة.

كما تسعى الوزارة إلى فتح مكاتب تمثيل سياحية جديدة في أسواق استراتيجية مثل الصين، وروسيا، وإسبانيا، والدول اللاتينية، وسنغافورة، وماليزيا، وإندونيسيا، وتايلاند والتعاقد مع أكثر من 80 شركة سياحية عالمية لتنفيذ حملات ترويجية مشتركة تستهدف أسواقًا رئيسية وإطلاق حملات إعلانات ترويجية في وسائل النقل العامة والمراكز التجارية ولافتات الطرق وتنفيذ أكثر من 50 حملة إعلامية بالتعاون مع أكبر المؤسسات الإعلامية العالمية إلى جانب التعاون مع شركات الطيران العالمية، وعدد من شركات الطيران الخليجية، لتنظيم حملات ترويجية مشتركة وتنظيم أكثر من 100 رحلة تعريفية لممثلي الشركات السياحية ووسائل الإعلام .

مقالات مشابهة

  • بعد سنوات من الحظر.. سلطنة عمان تسمح مجددًا باستيراد الحيوانات الحية من اليمن
  • البرهان يعين سفراء جدد ويطالب بحل مشاكل الجاليات السودانية
  • البرهان يؤكد ضرورة ترقية علاقات السودان الخارجية
  • أقوى الدول العربية والعالمية من حيث «القوة الشرائية»!
  • سلطنة عمان ترفع حظر استيراد الحيوانات الحية من اليمن
  • حيث الانسان من حضرموت يوثق حضورا إنسانيا جديدا عبر تقديم مشروع مستدام لمرجان .. ويعيد له الأمل والحياة
  • سلطنة عمان تؤكد دعمها لتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة
  • الإحصاء والمعلومات يدشن مؤشرات خاصة بالمرأة في سلطنة عمان
  • سلطنة عمان تختتم مشاركتها في بورصة برلين 2025 بتوقيع اتفاقيات سياحية
  • سلطنة عمان تشارك في اجتماع وزراء مجلس التعاون ووزير الخارجية المصري