عُمان الإرث التليد... مشروع طموح يوثق كنوز سلطنة عمان الأثرية من السماء
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
أطلق المصور العُماني هيثم بن ناصر العزري مشروعًا يحمل اسم "عُمان الإرث التليد"، يهدف إلى توثيق وإبراز المواقع الأثرية والسياحية في سلطنة عُمان بطريقة مبتكرة ومتميزة. يعتمد المشروع على استخدام تقنية التصوير بالطائرات اللاسلكية (الدرون) لتقديم رؤية جديدة وشاملة للمعالم التاريخية والثقافية العُمانية، وحظي المشروع بموافقة ودعم رسمي بعد جهود حثيثة من قبل المصور "العزري"، الذي سعى لنقل صورة متعددة الأبعاد وتوثيق عدد كبير من المواقع الأثرية المنتشرة في أرجاء سلطنة عمان.
وعن المشروع يقول المصور هيثم العزري: إن مشروع "عُمان الإرث التليد" يتميز بشموليته، حيث يهدف إلى توثيق أكثر من 430 موقعًا سياحيًا وأثريًا في مختلف محافظات سلطنة عمان. وتكمن أهمية المشروع في كونه يدعم رؤية عُمان 2040، التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد، وترسيخ مكانة سلطنة عمان كوجهة سياحية رائدة على المستويين الإقليمي والدولي.
ويضيف العزري: يتضمن المشروع إصدار كتاب سياحي إعلامي متميز، يوثق المعالم الأثرية والحارات القديمة بأسلوب مبتكر. سيحتوي الكتاب على صور احترافية للمواقع الأثرية، بالإضافة إلى خريطة تفاعلية تعرض جميع المواقع السياحية على امتداد الموقع الجغرافي لسلطنة عمان، مما يسهل على السياح والمهتمين التنقل والوصول إلى مختلف الوجهات.
وحول الأهداف يقول المصور هيثم العزري: يهدف المشروع إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية تعزيز الترويج السياحي من خلال إبراز جمال المواقع الأثرية العُمانية، وتشجيع الاستثمار الخارجي والسياحي في سلطنة عمان، وتقديم صورة مستقبلية ومتطورة للمواقع السياحية الأثرية، وتوفير مرجع شامل ومفيد للسياح والمهتمين بالتراث العُماني، ودعم القطاع السياحي، وتحقيق أهداف رؤية عُمان 2040.
يستهدف المشروع شريحةً واسعةً من الجمهور المحلي والعربي والعالمي، سعيًا لزيادة الاهتمام بالسياحة في سلطنة عمان وإبراز مقوماتها الفريدة، كما يهدف إلى التعريف بالمواقع السياحية الأثرية العُمانية بطريقة جاذبة وحديثة، وإنتاج صور عالية الجودة تحقق الفائدة والجذب المطلوب.
وفي تحليل دقيق لمكونات الشعار، أوضح المصور المبدع هيثم العزري الرمزية العميقة الكامنة في كل عنصر. فعدسة الكاميرا، التي تشكل محور التصميم، تحتضن في قلبها خريطة سلطنة عُمان، مجسدة بذلك الرسالة الجوهرية للمشروع: توثيق شامل ودقيق للكنوز الأثرية المنتشرة في ربوع السلطنة. هذا التكامل بين العدسة والخريطة يرمز إلى الجهد الدؤوب في تسجيل وحفظ الإرث الحضاري العُماني بصريا، وأن إدراج مقدمة القلم في التصميم يأتي كإشارة رمزية إلى أهمية التوثيق المكتوب، مؤكدًا على التكامل بين الصورة والكلمة في حفظ التاريخ. أما فيما يتعلق باختيار الألوان والعناصر التصميمية الأخرى، فقد استُلهمت بعناية من شعار رؤية عُمان 2040، مما يربط المشروع بالتطلعات المستقبلية لسلطنة عمان ويؤكد على الالتزام طويل المدى بالحفاظ على الهوية الثقافية والتراثية للبلاد يعكس مشروع "عُمان الإرث التليد" التزام الشباب العُماني بخدمة وطنهم وإبراز تراثه العريق.
وفي ختام حديثه، وجه المصور هيثم العزري نداءً للمهتمين والجهات الراعية للإبداع، داعيًا إياهم إلى تبني هذا المشروع الطموح ودعمه. وشدد على أن هذا الدعم ضروري لتحقيق الأهداف المنشودة للمشروع، والتي تتجاوز مجرد التوثيق الفوتوغرافي لتصل إلى صون وإحياء الإرث الحضاري العُماني العريق. فهذا المشروع، في نظر العزري، ليس مجرد مبادرة فنية، بل هو استثمار في الهوية الوطنية ورافد مهم لحفظ ذاكرة الوطن لأجيال المستقبل.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع يشكل خطوة مهمة في مسيرة تطوير القطاع السياحي العُماني، ويعد نموذجًا للمبادرات الإبداعية التي تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والتراث العريق، مساهمًا في رسم صورة متكاملة لعُمان كوجهةٍ سياحيةٍ فريدةٍ تجمع بين أصالة الماضي وتطلعات المستقبل.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: سلطنة عمان الع مانی سلطنة ع
إقرأ أيضاً:
غدًا.. بدء التصويت لاختيار الهوية الوطنية الترويجية لسلطنة عُمان
تبدأ غدًا الخميس حملة التصويت لاختيار الهوية الوطنية الترويجية لسلطنة عُمان وحتى يوم الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤، حيث يُمكن للمواطنين العُمانيين والمقيمين في سلطنة عُمان زيارة الموقع الإلكتروني الرسمي للهوية الوطنية لسلطنة عُمان www.omanbrand.om والتصويت على الهوية البصرية المفضلة لهم من بين ثلاث هويات مطروحة ويعد هذا التصويت جزءًا من سلسلة من مراحل المشاركة المجتمعية التي تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية ضمن مشروع تطوير الهوية الوطنية الترويجية وتجسد كل هوية بصرية شعارًا مميزًا يجمع بين عناصر التصميم العُماني التقليدي والمعاصر، وذلك بعد أبحاث مكثفة أجرتها لجنة إبداعية تضم نخبة من خبراء عُمانيين في المجال الإبداعي.
تمثل هذه الحملة دعوة مفتوحة لجميع أبناء سلطنة عمان للمشاركة الفاعلة في صياغة هوية وطنهم، واختيار الشعار الذي سيُمثلُهم في المحافل الدولية. سيكون هذا الشعار جزءًا أساسيًا من استراتيجية الهوية الوطنية الترويجية طويلة المدى لسلطنة عُمان، والتي تمثل فصلًا جديدًا ومميزًا في قصة الوطن، يعتز بها أبناء سلطنة عمان ويشاركونها مع العالم.
وقد صُممت عملية التصويت لتكون سهلة وملائمة للجميع. كل ما يحتاجه المشاركون هو زيارة الموقع الإلكتروني عبر هواتفهم المحمولة أو حواسيبهم المكتبية؛ ثم تسجيل بياناتهم الشخصية؛ واختيار الشعار الذي يرونه الأنسب والأكثر تعبيراً عن القصة الأصيلة لسلطنة عمان. تم اختيار هذه الشعارات بعد سلسلة من مبادرات الشراكة المجتمعية التي أجريت في مختلف أنحاء سلطنة عمان ضمن مشروع تطوير الهوية الوطنية للسلطنة.
وفي حديثها عن الحملة، صرّحت المهندسة عائشة بنت محمد السيفية - مديرة مشروع الهوية الوطنية الترويجية لسلطنة عُمان، ونائبة رئيس البرنامج الوطني لتنمية القطاع الخاص والتجارة الخارجية (نزدهر): "أدعوكم جميعًا، وأُناشد كل عُمانيّ ومقيم، للمشاركة الفاعلة في صناعة هويتنا الوطنية. صوتكم هو صوت عُمان، وهو الذي سيُشكل ملامح هويتنا التي نفاخر بها أمام العالم، كل صوت يمثل لبنة أساسية في بناء مستقبلنا الزاهر، بهذه المشاركة المجتمعية، سنُظهر للعالم قصة عُمان الأصيلة ووحدة شعبها".
وبعد التصويت، سيتم الإعلان عن الشعار الفائز للجمهور في أوائل عام ٢٠٢٥؛ وسيتم استخدامه لاحقًا كهوية بصرية لاستراتيجية الهوية الوطنية الترويجية لسلطنة عُمان بأكملها.
وقد جاء تطوير خيارات الهوية البصرية الثلاثة المختارة للحملة نتيجة تعاون وثيق بين خبرات عُمانية ودولية، ومرحلة بحث وتطوير مكثفة استمرت ١٢ شهرًا، شملت ٥٠٠ استبيان و١٢٨ مقابلة، بالإضافة إلى العديد من المجموعات البؤرية والمقابلات العامة مع المواطنين والمقيمين في جميع أنحاء سلطنة عمان.
كما تم إجراء ٥,٥٠٠ استبيان دولي، وتم تحليل أكثر من ٣,٨ مليون كلمة مفتاحية في محركات البحث لفهم التصورات الذهنية الحالية عن سلطنة عُمان، وتحديد أفضل السبل لتنفيذ استراتيجية الهوية الوطنية لسلطنة عُمان.
وتُشكل حملة التصويت على الهوية الوطنية البصرية إحدى المبادرات الأولى ضمن سلسلة من مبادرات الشراكة المجتمعية المخطط لها ضمن استراتيجية الهوية الوطنية طويلة المدى لسلطنة عُمان، والتي تهدف إلى تعزيز مكانة سلطنة عمان على المستوى العالمي، والاستفادة من ذلك لصالح اقتصاد البلاد ومجتمعها، ونموها وتطورها على المدى الطويل.
كما ستُسهم الاستراتيجية في تمييز سلطنة عُمان عن الدول الأخرى، وإبراز صورتها الحقيقية للجمهور الدولي.