البابا تواضروس: «المحبة واحترام الآخر» من علامات نقاوة القلب
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
فتحت كنيسة الشهيد مار جرجس بمنطقة الشاطبى بالإسكندرية، أبوابها الأربعاء الماضى، لاستضافة العظة الروحية خلال اجتماع العام، لقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ذلك بمشاركة الآباء أساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعوية والأب القمص أبرآم إميل وكيل البطريركية بالإسكندرية، وكهنة الكنيسة، وعدد من مجمع كهنة المحافظة.
استهل قداسته اللقاء بأداء طقوس روحية وصلاة «رفع بخور عشية»، وقبل أن يلقى كلمته الروحية التى تلهفت قلوب الأقباط لسماعها بعد انقطاع طوال فترة الخمسين المقدسة، قدم القمص بيشوى عبدالمسيح كاهن الكنيسة الترحيب بزيارة البابا، مشيراً إلى أنها الزيارة الثالثة للكنيسة منذ تأسيسها عام 1991 ميلادية والتي تضم أول خدمة للمغتربين بالإسكندرية وخدمة حفظ المزامير الملحنة الملحقة بالموسيقى، ثم عرض فيديو لمجموعة من المزامير الملحنة بالموسيقى من تقديم فريق كورال أطفال الكنيسة «تى راشى».
تضمن الاجتماع عرضاً خاصاً قدمه أبناء المرحلة الثانوية العامة الذين حصلوا على المركز الثالث عالمياً فى مسابقة أجريت مؤخراً بالصين عن مشروع فى مجال الروبوت والذكاء الاصطناعى.
وحرص بعد ذلك أن يعبر القمص إبرام إميل وكيل البطريركية، عن سعادته بهذه الزيارة ووجود البابا فى خدمة مركزة بالإسكندرية خلال فترة الصيف متأملاً وواصفاً البابا ببعض الكلمات الرنانة ومستشهداً بملابس هارون رئيس الكهنة المذكورة بالإصحاح ٢٨ من سفر الخروج، وهى: «البابا المصلى، البابا المُدبر أولاده، البابا المعلم بالقدوة والتعليم» ومن جانبه، أعرب البابا عن سعادته بهذه الزيارة مادحاً لدور الآباء كهنة والجهود المبذولة فى الخدمات الكنسية وخاصة خدمة المزامير المُلحنة.
مؤهلات الخدمةثم بدأ قداسته فى تقديم سلسلة تعليمية جديدة بعنوان «مؤهلات الخدمة» والتى تأتى بمناسبة فترة صوم الآباء الرسل المقرر انتهاؤه الأسبوع الجارى، وتناول ثانى مؤهل من مؤهلات الخدمة وهو «تنقية القلب» متأملاً فيها آية (١ صم ١٦: ٧) «فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: لاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ لأَنِّى قَدْ رَفَضْتُهُ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الإِنْسَانُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ».
أثلجت هذه الكلمات التي ألقاها البابا تواضروس لأبناء الكنيسة الذين حرصوا على التواجد لسماع العظة الاسبوعية، ولاشك أن قداسته يلعب دوراً بارزاً فى تقويم النفس من خلال الدروس والعظات الروحية التى تقوى المبادئ وترسخ العقيدة، وتنقى القلب.
علامات نقاوة القلبوأشار فى هذا الاجتماع إلى أن نقاء القلب يحمل أهمية كبيرة وتنعكس على حالة الإنسان ومن خلال تعامله مع الآخرين، والقلب النقى هو هدية من الله للإنسان.
وتتمثل علامات نقاوة القلب في عدة مظاهر والتي تكمن فى التماس الأعذار للآخرين، وتقديم المحبة المتدفقة، والحرص على التوبة الدائمة، أن القلب النقى من يحترم الآخرين ويتضرع بصورة مستمرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كنيسة الشهيد مار جرجس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية مؤهلات الخدمة
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس يصلى العشية بكنيسة الشهيد مار مينا في بوخارست | صور
صلى قداسة البابا تواضروس الثاني، مساء اليوم، رفع بخور العشية بكنيسة الشهيد مار مينا بالعاصمة الرومانية بوخارست، بمشاركة نيافة الأنبا چيوڤاني أسقف وسط أوروبا، وعدد من الآباء الأساقفة من إيبارشيات أوروبا المختلفة، والوفد المرافق لقداسته.
القيامة قوة متجددةوألقى قداسة البابا كلمة روحية عقب صلوات العشية، أعرب فيها عن سعادته بالكنيسة وخدمتها، وتحدث عن أهمية القيامة في حياتنا، مؤكدًا أن القيامة ليست حدثًا ماضيًا فقط، بل قوة متجددة في حياة كل إنسان، وتقدم له ثلاث نعم أساسية:
١- النعمة الأولى: لا يوجد مستحيل مع الله
قال قداسة البابا: “القيامة تعلن أن ما هو مستحيل عند الناس مستطاع عند الله، كما قال الكتاب: "غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ" (لوقا ١٨: ٢٧). المسيح أقام نفسه من الموت، وانتصر على شوكة الموت، كما قال بولس الرسول: "أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟" (١ كورنثوس ١٥: ٥٥). الله قادر أن يصنع كل شيء. مثلما شفى المولود أعمى، عندما «تَفَلَ عَلَى الأَرْضِ وَصَنَعَ مِنَ التُّفْلِ طِينًا وَطَلَى بِالطِّينِ عَيْنَيِ الأَعْمَى. وَقَالَ لَهُ: "اذْهَبِ اغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ" الَّذِي تَفْسِيرُهُ: مُرْسَلٌ، فَمَضَى وَاغْتَسَلَ وَأَتَى بَصِيرًا.» (يوحنا ٩: ٦ - ٧). هذا يعلمنا أن في يد المسيح لا يوجد مستحيل”.
٢- النعمة الثانية: لا يوجد خوف مع المسيح
أضاف قداسته: “عندما كان التلاميذ خائفين مجتمعين في العلية بعد القيامة، "جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ:"سَلاَمٌ لَكُمْ!"، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ" (يوحنا ٢٠: ٢٠). المسيح أزال الخوف من قلوبهم وأبدله بالفرح. الله يمنحنا سلامه لأنه محب لكل البشر، وصانع خيرات، وضابط الكل، وهذه الثلاثية تطمئن القلب. القديسون عاشوا بلا خوف لأن أعينهم كانت على المسيح، ومن يعيش مع المسيح لا يخاف لأن قلبه ثابت فيه”. وأوضح قداسة البابا أن هذه النعمة تأتي بتدبير وعمل الله فينا.
- الله محب لكل البشر
- الله صانع خيرات
- الله ضابط الكل
٣- النعمة الثالثة: لا يوجد يأس مع المسيح القائم
تابع قداسة البابا: “القيامة تعلمنا الرجاء الدائم. المريمات ذهبن فجر الأحد إلى القبر "وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ:"مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟" (مرقس ١٦: ٣)، وعندما وصلن وجدن الحجر قد دُحرج. لا يوجد يأس مع المسيح، فالله دائمًا يصنع لنا مخرجًا. مشيرًا إلى أن المسيح القائم يقيم قلوبنا وأفكارنا معه”.
تدشين الكنيسةوختم قداسته كلمته بدعوة الشعب للتمسك بفرح القيامة وشهادة الإيمان، قائلاً: "القيامة عيد الأعياد وفرح الأفراح، تعلّمنا أن نعيش بالإيمان، وننظر إلى المسيح في كل ظروف الحياة وبها نعيش في النعمة".
وأعلن قداسة البابا أنه سيدشن الكنيسة صباح السبت المقبل، وفي الختام حرص قداسته على مصافحة جميع أبنائه الحاضرين.