كريم السقا يكتب.. «حياة كريمة» نبراس التنمية
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
في رحلة الحضارة الإنسانية، تسعى الشعوب جاهدة لتحقيق حياة كريمة لشعوبها، فالحياة الكريمة ليست مجرد حلم بعيد المنال، بل هي حق أصيل للإنسان، تضمن له العيش الكريم والتمتع بحقوقه الإنسانية كافة.
من رحم المعاناة، ومن قلب العذاب، تشرق شمس «حياة كريمة» لتُنير دروب مصر العظيمة. مبادرةٌ حملت بين طيّاتها بشارة الأمل، وبذرة التغيير، ونبض الحياة الجديدة.
في رحاب الوطن، حيث ينبض قلب الحضارة، تُسطرُ مبادرة «حياة كريمة» ملحمةً جديدةً تُجسّدُ إرادة شعبٍ أبيٍّ، وتُعبّرُ عن إيمانٍ عميقٍ بقدرة مصر على النهوض والتقدم.
ملحمةٌ تُجسّدُ صراع الإنسان المصري مع الفقر والجهل والتخلف، وصراعه من أجل حياة كريمة تليق بحضارته العريقة.
تُمثّلُ مبادرة «حياة كريمة» ثورةً بيضاء تُضيءُ عتمة الفقر، وتُبدّدُ ظلام اليأس، وتُنيرُ دروب الأمل في ربوع مصر.
ثورةٌ تُساهمُ في القضاء على الفقر المُدقع، وتحسين مستوى المعيشة للفئات الأكثر احتياجًا، وتوفير فرص العمل، ورفع مستوى الخدمات الصحية والتعليمية.
تُشكّلُ مبادرة "حياة كريمة" دعاماتٍ أساسيةً لبناء مصر الحديثة، مصرَ المستقبلِ المُزدهرِ، مصرَ التي تحتلُ مكانةً مرموقةً بين الأمم.
دعاماتٌ تُساهمُ في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وتُعزّزُ من قدراتِ مصرَ على مواجهةِ التحدياتِ، وتُؤسّسُ لمستقبلٍ أفضلٍ للأجيالِ القادمة.
تُمثّلُ مبادرة «حياة كريمة» رسالةً للعالم تُعبّرُ عن إنسانية مصر، وعن إيمانها بضرورةِ توفيرِ حياةٍ كريمةٍ لجميعِ البشرِ دون تمييزٍ أو استثناء. رسالةٌ تُؤكّدُ على أنّ مصرَ ستظلُّ دومًا منارةً للإنسانيةِ، ونبراسًا للتنميةِ والتقدمِ، ورمزًا للسلامِ والتعاونِ بين الشعوب.
في عام 2019، أطلقت جمهورية مصر العربية مبادرة «حياة كريمة» كإعلان عن ثورة حقيقية على الفقر والتهميش في المناطق الريفية. وبدأت المبادرة خطواتها بثبات، لتُصبح نموذجًا يُحتذى به في التنمية الشاملة.
لم تقتصر مبادرة حياة كريمة على توفير الخدمات الأساسية، بل اتخذت نهجًا شاملًا يمسّ كافة جوانب الحياة في المناطق الريفية. شملت المبادرة: * تحسين البنية التحتية: من خلال رصف الطرق وتوفير شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، * توفير الرعاية الصحية: من خلال إنشاء وتطوير المستشفيات والوحدات الصحية، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، * الارتقاء بالتعليم: من خلال بناء وتطوير المدارس، وتوفير المعلمين والمناهج الدراسية الحديثة، * تمكين المرأة والشباب اقتصاديًا: من خلال دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير فرص التدريب والتأهيل، * دعم المشروعات الثقافية والرياضية: من خلال إنشاء مراكز ثقافية ورياضية، وتنظيم الفعاليات والأنشطة المختلفة.
أدركت مبادرة حياة كريمة أهمية مشاركة المجتمع المحلي في تحديد احتياجاته وتصميم الحلول المناسبة لها. فكان للمجتمع دور فعال في مراحل المبادرة كافة، بدءًا من تحديد الأولويات وصولًا إلى تنفيذ المشروعات ومتابعة نتائجها. * اللجان المجتمعية: تم تشكيل لجان مجتمعية في كل قرية لتمثيل احتياجات الأهالي والمشاركة في التخطيط والتنفيذ. * الحوارات المجتمعية: تم تنظيم حوارات مجتمعية مفتوحة لمناقشة احتياجات الأهالي ومقترحاتهم. * المتابعة والتقييم: تم إنشاء آليات لمتابعة تنفيذ المشروعات وتقييم نتائجها، مع الأخذ بعين الاعتبار آراء الأهالي وملاحظاتهم.
اعتمدت مبادرة حياة كريمة على مزيج من التمويل الحكومي والخاص، مما ضمن استدامتها على المدى الطويل. فقد ساهم القطاع الخاص بدوره في تمويل العديد من المشروعات، إيمانًا منه بأهمية تحقيق التنمية الشاملة. * التمويل الحكومي: خصصت الحكومة المصرية ميزانية ضخمة لتمويل مبادرة حياة كريمة، * التمويل الخاص: ساهم القطاع الخاص في تمويل العديد من المشروعات، * الشراكات الدولية: تم عقد شراكات مع المنظمات الدولية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي للحصول على الدعم المالي والفني.
لم تقتصر مبادرة حياة كريمة على مصر، بل اتسع حلمها ليشمل الدول العربية والإفريقية. فقد أطلقت مصر مبادرة «حياة كريمة لإفريقيا» في عام 2022، بهدف نقل تجربة مبادرة حياة كريمة إلى الدول الإفريقية الشقيقة. * نقل الخبرات: تهدف مبادرة حياة كريمة لإفريقيا إلى نقل الخبرات المصرية في مجال التنمية الريفية إلى الدول الإفريقية. * دعم المشروعات: توفر المبادرة الدعم المالي والفني لتنفيذ المشروعات التنموية في الدول الأفريقية. * التعاون الدولي: تسعى المبادرة إلى تعزيز التعاون بين الدول العربية والإفريقية في مجال التنمية الشاملة.
لا شك أنّ نقل مبادرة حياة كريمة إلى الدول العربية والإفريقية يواجه بعض التحديات، مثل: * الظروف الاجتماعية والاقتصادية المختلفة: تختلف الدول العربية والإفريقية من حيث الظروف الاجتماعية والاقتصادية، ما قد يتطلب تعديلات في المبادرة لتناسب احتياجات كل دولة. * القدرات المؤسسية: قد لا تملك بعض الدول العربية والإفريقية القدرات المؤسسية اللازمة لتنفيذ المبادرة بفعالية. * الموارد المالية: تتطلب المبادرة استثمارات كبيرة، مما قد يشكل تحديًا لبعض الدول.، ولكن يمكن التغلب على هذه التحديات عن طريق: * التعاون الدولي: يمكن التغلب على هذه التحديات من خلال التعاون الدولي بين الدول العربية والإفريقية والمنظمات الدولية، * التبادل المعرفي: تبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مجال التنمية الريفية. * بناء القدرات: دعم الدول العربية والإفريقية لبناء قدراتها المؤسسية لتنفيذ المبادرة بفعالية. * الحشد المالي: حشد الموارد المالية اللازمة من خلال مزيج من التمويل الحكومي والخاص والدولي.
وفي النهاية، فإنّ مبادرة حياة كريمة كما كانت حلما مصريا في مواجهة شبح الفقر، أصبحت حلما عربيا إفريقيا مشتركا، يتجسد في سعي الشعوب لتحقيق حياة كريمة لشعوبها. فمن خلال التعاون والتضامن، يمكننا تحويل هذا الحلم إلى حقيقة، ونبني مستقبلًا أفضل لأجيالنا القادمة.
مبادرة «حياة كريمة» ملحمةٌ تُكتبُ بأحرفٍ من ذهبٍ على صفحاتِ التاريخ، ملحمةٌ تُلهمُ الأجيالَ القادمة وتُشعلُ فيهم روحَ العطاءِ والإيمانِ بالمستقبل. ملحمةٌ تُؤكّدُ على أنّ مصرَ قادرةٌ على تحقيقِ المستحيل، وأنّها ستظلُّ دومًا بلدًا عظيمًا يُساهمُ في صنعِ الحضارةِ الإنسانية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: كريم السقا حياة كريمة مصر الجمهورية الجديدة الدول العربیة والإفریقیة مبادرة حیاة کریمة التنمیة الشاملة من خلال
إقرأ أيضاً:
محافظ أسيوط يناقش معدلات تنفيذ مشروعات "حياة كريمة" بالمراكز والقرى
ناقش اللواء دكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط آخر المستجدات بشأن معدلات تنفيذ مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بالمراكز والقرى والمشروع القومي لتطوير قرى الريف المصري تنفيذاً لتوجهات الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لتشغيل المشروعات وتقديم الخدمات للمواطنين بالقطاعات المختلفة استكمالاً لخطط التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 .
جاء ذلك خلال ترأسه لاجتماع بحضور الدكتور مينا عماد نائب المحافظ، والمحاسب عدلي أبو عقيل سكرتير عام مساعد المحافظة، والمهندس أحمد حسن مسئول متابعة مشروعات وحدة حياة كريمة بمجلس الوزراء، واللواء مجدي أحمد مدير المكتب الإقليمي بدار الهندسة، والمهندس محمود شاهين دار الهندسة، وسوزان محمد راضي مدير وحدة تطوير الريف المصري بالمحافظة ورؤساء الشركات والمرافق ورؤساء الوحدات المحلية للمراكز والمدن ورؤساء ومسئولي عدد من المديريات وممثلي شركات المرافق ( مياة الشرب والصرف الصحي – الكهرباء – الإتصالات – الغاز الطبيعي) ومسئولي جهاز التعمير، وشركة مياة الشرب والصرف الصحي والشركة القابضة.
تناول اللقاء، نسب تنفيذ كل مشروع من المشروعات المختلفة ومناقشة بعض المعوقات التي تحول دون افتتاحه وتشغيله لتذليلها وتلافي الملاحظات ووضع حلول فورية وعاجلة لتشغيله فوراً فضلاً عن موقف كافة المشروعات التي تم الإنتهاء منها لدخولها الخدمة فوراً بعد تلافي الملاحظات وفرشها لتحقيق أقصى استفادة منها في تقديم الخدمات للمواطنين في القطاعات المختلفة، كما تم استعراض مشروعات المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية التي تم الإنتهاء منها وتسليمها في بعض القطاعات الخدمية والتي شملت تسليم عدداً من المجمعات الخدمية والزراعية والوحدات الصحية وتم تشغيلها تجريبياً.
وأكد محافظ أسيوط على تسخير كافة الإمكانات المتاحة بالمحافظة وتقديم سبل الدعم الممكنة لتدخل هذه المشروعات الخدمة بكامل طاقتها في أسرع وقت ممكن لتعود بالنفع على المواطنين مشيراً إلى ضرورة تضافر الجهود والعمل يداً بيد كفريق واحد لتلافي الملاحظات وتذليل كافة المعوقات التي تواجه عملية تسليم المشروعات ونهو الأعمال بعيداً عن البيروقراطية من أجل تقديم خدمة أفضل للمواطنين وتخفيف العبء عن كاهلهم وإحداث نقلة نوعية في حياتهم وتحقيق تنمية مستدامة على أرض المحافظة مشيراً إلى تشغيل المشروعات التي تم الإنتهاء منها وخاصة مجمعات الخدمات فوراً عقب فرشهم لتعظيم الإستفادة منها.
ووجه المحافظ بتسريع وتيرة العمل بالمشروعات المتبقية ورفع نسب التنفيذ ونهو الأعمال وفقاً للجدول الزمني المحدد على أن يتم مراعاة معايير الجودة والكفاءة لافتاً على أهمية العمل الجاد والتنسيق المستمر بين كافة الجهات المعنية ذات الصلة وقيام كل منها بدورها على الوجه الأكمل والأمثل لضمان إنتهاء المشروعات بجودة عالية.
وأشار إلى متابعته لكافة المشروعات الجاري تنفيذها عن طريق جولاته الميدانية واجتماعاته الدورية مع مسئولي القطاعات لتذليل أي عقبات لسرعة الإنتهاء منها وتسليمها لدخولها الخدمة لتحقيق المستهدف منها في تحسين وتطوير مستوى معيشة أهالينا في تلك القرى والارتقاء بمستوى الخدمات منوهاً عن ضرورة التجهيز والإعداد للمرحلة الثانية للمبادرة الرئاسية وفقاً لما هو مقرر لإقامة مشروعات تنموية تخدم أهالي المحافظة.
لمتابعة إجراءات التقنين والتصالح.. محافظ أسيوط يتفقد سير العمل بالمركز التكنولوجي بمنفلوط محافظ أسيوط يشهد تشغيل شبكات المياه المعالجة لري 255 فدانايذكر أن المشروع القومي لتطوير الريف المصري "حياة كريمة" بأسيوط يستهدف بمرحلته الأولى 7 مراكز بإجمالي 149 قرية و894 تابع ويجري تنفيذ مشروعات بإجمالي 2000 مشروع بتكلفة إجمالية 44 مليار جنيه حتى الآن ويتولى جهاز تعمير وسط وشمال الصعيد تنفيذ المشروعات الخدمية والتنموية بعدد 4 مراكز هي "ساحل سليم وأبوتيج وأبنوب والفتح" ويتولى جهاز تعمير الوادي الجديد تنفيذ المشروعات بمركزي "منفلوط وديروط"، ويتولى جهاز تعمير جنوب الصعيد تنفيذ المشروعات بمركز صدفا ويتضمن تطوير شامل للبنية الأساسية والخدمات الإجتماعية والأوضاع الإقتصادية فضلاً عن تحسين أوضاع الفئات الأولي بالرعاية بتلك القرى والنجوع.
IMG-20241119-WA0151 IMG-20241119-WA0150 IMG-20241119-WA0149 IMG-20241119-WA0141 IMG-20241119-WA0138 IMG-20241119-WA0139