فاينانشيال تايمز: روسيا تسعى لتحديد ثمن تدخل الناتو في أوكرانيا
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
افادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر صباح اليوم /الأحد/ أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يسعى إلى إيجاد سبل جديدة، قد تكون متهورة ، لوقف تدخلات حلف شمال الأطلسي "الناتو" في أوكرانيا وفرض تكاليف باهظة الثمن على الولايات المتحدة وحلفائها حيال ذلك .
وأوضحت الصحيفة - في مقال رأي للكاتب ألكسندر جابويف، وهو مدير مركز كارنيجي روسيا أوراسيا في برلين - أن الموضوع المحوري المنتظر عندما يجتمع زعماء حلف الناتو في واشنطن بعد يومين سيدور حول سبل دعم أوكرانيا وتعزيز الردع العسكري ضد روسيا ، خاصة مع تحول الوضع في ساحة المعركة تدريجياً لصالح الأخيرة، لذلك يُرجح أن ينصب التركيز على متطلبات كييف الأكثر إلحاحًا، إلى جانب حاجة أوروبا إلى زيادة إنفاقها الدفاعي .
وذكرت الصحيفة أن إلحاق الألم بمؤيدي كييف أصبح - في العام الثالث من العمليات العسكرية في أوكرانيا، والتي ينظر إليها الكرملين على أنها مجرد خيط واحد في مواجهته الأوسع مع الغرب - أولوية متزايدة بالنسبة لبوتين مع تزايد رغبة الكرملين في تحديد ثمن مشاركة الناتو في الحرب نيابة عن أوكرانيا، كوسيلة للردع والانتقام .
ورأت أن القرار الأخير للبيت الأبيض بالسماح لكييف باستخدام الأسلحة الغربية بعيدة المدى لشن ضربات داخل روسيا نفسها، خارج الأراضي الأوكرانية المحتلة، بالإضافة إلى الضربات الأخيرة بطائرات بدون طيار الأوكرانية على الرادارات التي تعد جزءًا من نظام الإنذار المبكر بالهجوم النووي الروسي، دفع بوتين إلى التصرف بجرأة أكثر من أي وقت مضى.
وأكدت الصحيفة - في المقال - أن الشغل الشاغل للغرب، منذ بداية الحرب، كان يدور حول احتمال استخدام الأسلحة النووية، وقالت إن الكرملين قد يقرع مرة أخرى طبول التصعيد النووي في خطوة متوقعة؛ خاصة بعدما بدأت موسكو تدريبات تتضمن أسلحة نووية تكتيكية وبدأ بوتين يتحدث علنًا عن جعل العقيدة النووية الروسية أكثر هجومًا .. ومع ذلك، فإن خطر الاستخدام الفعلي لايزال أقل مما كان عليه في خريف عام 2022 بعد أن حققت أوكرانيا مكاسب في ساحة المعركة. ومع أن التوقعات الآن أكثر ملاءمة لروسيا، فمن غير المرجح أن يستخدم بوتين أقوى أداة تحت تصرفه على الأقل وهي لاتزال الأفضل له كتأمين نهائي ضد الهزيمة.
وتابعت الصحيفة تحذر من أن بوتين لا يفتقر إلى الأدوات الأخرى، وقالت إن إداة موسكو الأساسية في الوقت الحالي تتمثل في تزايد الاعتماد على استخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار ضد البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا .. وأدت حملة الضربات الجوية التي تم تكثيفها في الربيع إلى تدمير أكثر من نصف قدرة توليد الطاقة في أوكرانيا بنحو قد يستغرق سنوات لإصلاح بعض محطات الطاقة .. ومع حلول فصل الشتاء، ستواجه المراكز السكانية الكبيرة احتمال التجمد وانقطاع التيار الكهربائي .. كما أن بوتين لا يهدف إلى إيقاف مصانع التصنيع العسكرية في أوكرانيا فحسب، بل يهدف أيضًا إلى دفع ملايين اللاجئين الجدد نحو الغرب، مما يفرض ضغوطًا على أوروبا ويساعد السياسيين الذين يريدون إنهاء التدخل الغربي في الحرب.
وأضافت "فاينانشيال تايمز" أن روسيا أبدت استعدادها لتقاسم تكنولوجياتها العسكرية الحساسة مع خصوم الغرب .. وبالإضافة إلى عمليات نقل تصميم الأسلحة السابقة إلى الصين وإيران، قام بوتين مؤخرًا بإبرام اتفاقية دفاعية مع كوريا الشمالية، وقد يساعد بيونج يانج على تعزيز برنامجها النووي والفضائي .. وفي وقت سابق، تحدث بوتين عن إمكانية نقل الأسلحة إلى أي قوى تعارض أمريكا، مثل الحوثيين في البحر الأحمر .. إن النهج الذي يتبناه الكرملين متهور بشكل متعمد، ويصفه بوتين بأنه سياسة انتقامية ردًا على إمدادات الأسلحة الغربية لكييف، والمشكلة - حسبما رأت الصحيفة - هي أن هذه التصرفات قد تخلق مواقف خارجة عن سيطرة الكرملين.
ودعت الصحيفة - في ختام المقال - الناتو إلى ضرورة أن تتجاوز استجابته الجهود الرامية إلى توفير المزيد من الدفاع الجوي لأوكرانيا، والتي ستكون مقيدة باختناقات الإنتاج واحتياجات الحلف الخاصة، مع ضرورة وضع الخطط لمساعدة أوكرانيا خلال فصل الشتاء والاستعداد لموجة محتملة من اللاجئين، وقالت إنه بالإضافة إلى إعادة ترسيخ الردع العسكري، يتعين على الغرب أن يعزز قدراته في مجال مكافحة الاستخبارات ومكافحة الإرهاب ومكافحة الجريمة المنظمة .. إن العلاقة بين هذه العوالم الثلاثة هي التي تميل روسيا إلى استخدامها كسلاح خاصة خلال الفترة المقبلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أفادت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية الرئيس الروسي سبل جديدة حلف شمال الأطلسي الناتو أوكرانيا الولايات المتحدة وحلفاءها فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
الاستخبارات الألمانية: روسيا تسعى إلى اختبار وحدة دول ناتو
قال رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني، برونو كال، إنه يعتقد أن روسيا تسعى إلى اختبار وحدة الغرب، ولاسيما التضامن بين دول حلف شمال الأطلسي، ناتو.
وفي تصريحات لقناة "دويتشه فيله"، قال كال إن هناك تفكيراً في روسيا لاختبار مدى موثوقية المادة 5 في النظام الأساسي للحلف، مضيفاً "نأمل بشدة ألا يكون الأمر صحيحاً، وألا نضطر لمواجهة هذا الاختبار. ولكن يجب أن نفترض أن روسيا تريد اختبارنا واختبار وحدة الغرب".WATCH: French and German leadership appear to begin saber-rattling for a European war against Russia in response to American peace efforts in the Ukraine War pic.twitter.com/9XASjBxemJ
— Florida’s Voice Radio (@FLVoiceRadio) March 6, 2025ويعتمد حلف ناتو، على مبدأ الردع، حيث تعد المادة 5 من معاهدة شمال الأطلسي عنصراً أساسياً فيه، وتنص هذه المادة على أن أي هجوم مسلح ضد دولة أو أكثر من الدول الأعضاء في الحلف، يعتبر هجوماً ضد جميع الأعضاء.
وحسب كال، فإن توقيت اختبار روسيا المادة 5 يعتمد أيضاً على تطورات الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أنه إذا توقفت الحرب قبل 2029 أو 2030، فسرعان ما ستكون روسيا في وضع يسمح لها بتهديد أوروبا مستخدمة مواردها التقنية والمادية والبشرية.
واستطرد كال حديثه قائلاً:" وهنا قد يحدث أيضاً أن يظهر تهديد ملموس أو محاولة ابتزاز من الجانب الروسي تجاه الأوروبيين في وقت أسبق مما كنا نحسبه"، وأضاف أن " إنهاء الحرب في أوكرانيا في وقت مبكر سيمكن الروس من توجيه طاقتهم إلى حيث يريدون حقاً، أي ضد أوروبا".
وقال كال إن روسيا تضع نصب عينيها نظاماً عالمياً شبيهاً بذلك الذي كان قائماً في أواخر تسعينيات القرن الماضي في أوروبا، حيث تقلص دور الحماية الذي يلعبه ناتو، وتوسيع نطاق نفوذ روسيا غرباً لافتا إلى أن الوضع سيكون في أفضل حالاته عند روسيا عندما تخلو أوروبا من الأمريكيين.