الاستدارة التركية على سوريا قراءة اخرى
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
بقلم : الخبير عباس الزيدي ..
الانعطافة التركية الاخيرة على سوريا التي وصلت الى مستوى استجداء التصالح لم تكن صدفة دون قراءة واقعية من قبل اوردغان ومهندسي السياسة التركية ولها اسباب عديدة منها ….
1_ذكرنا في بحوث ومقالات سابقة ان من اهم التحديات التي ستواجه المنطقة عام 2024 وسيكون في منطقة الاهتمام بالدرجة الاولى وسيحظى بالدعم من قبل الولايات المتحدة هو الملف الكردي ومن ثم داعش وبقية التنظيمات الارهابية وهذا الملف من اكبر التهديدات لتركيا
2_مع تقاطع المشاريع الاقتصادية العالمية المطروحة في المنطقة فان تركيا تعتبر الخاسر الاكبر من المشروع الاقتصادي الامريكي السعودي المشترك عبر اسرائيل والمشروط بالتطبيع اذا ما تم مقارنة ذلك بالمنافع الاخرى التي تحصل عليها انقرة من مشروع الشمال والجنوب او مشروع الحرير الصيني
3_ تغول وتمرد التنظيمات الارهابية التي تدعمها تركيا مثل جبهة النصرة وفقدانها للسيطرة عليها ومعرفتها بالمشغل الامريكي الذي يسعى لتوجيههاللتحالف مع تنظيمات قسد الكردية لاحقا مما يشكل خطرا كبيرا على الامن القومي التركي
4_سوريا احد اركان محور المقاومة وقطعا لن يقف محور المقاومة مكتوف الايدي بالدفاع عنها اوتحريرها من التمدد التركي والامر ينطبق على العراق وليس من الحكمة ان تغلق تركيا حدودها بالدخول في حروب ومهاترات مع كل من ايران وسوريا والعراق
5_مبدأ وحدة الساحات والقدرات المرعبةلمحور المقاومة وحتمية المواجهة حال اصرار انقرة الاستمرار في منهجها المعادي لابناء المحورسواء في العراق او سوريا
6_اختلال موازين القوى العالمي خصوصا بعد طوفان الاقصى والحرب في اوكرانيا والهزيمة الواضحة للمعسكر الصهيوامريكي
7_مستقبل الصين الواعد والدور العالمي الذي ستلعبة ومحاولة انقرة عدم الحرمان منه
8_فشل مشروع الشرق الاوسط الذي لعبت فيه انقرة دورا خطيرا فهي تحاول الان طلب الصفح عن جرائمها
9_عدم الانزلاق اكثر والتورط مع روسيا الاقرب الى حدودها والاي اشترك معها في اكثر من ملف والهروب من الاملاءات الامريكية
10_تاثير أيران الجارة لانقرةفي جميع المعادلات والاحداث في المنطقة والعالم
11_ الخوف من ردود الافعال الداخلية على النظام خصوصا بعد الدور المخزي الاخير لانقرة في دعم الكيان الصهيوني والموقف من الجرائم في غزة بلحاظ حجم التجارة النشط خلال العدوان مع الكيان او مشاركة اليهود من حاملي الجنسية التركية في الحرب الحالية مع جيش الكيان •
ان النظرة الواقعية ومافرزه مبدأ وحدة الساحات اثناء طوفان الاقصى يضاف اليهما مساعي كل من الصين وايران وروسيا سابقا للتاثير على تركيا وحضور اوردغان في مؤتمر شنغهاي الاخير هما من دفعها للاستدارة نحو سوريا واعادة سياستها مع عموم المنطقة خصوصا جيرانها علما ان ضمان مستقبل آمن ومستقر يدعو انقرة للتخلي عن السياسات الأمريكية والاوربية واشتراطات الناتو والدخول في تحالف عسكري وامني اقليمي يضم كل من تركيا والعراق وايران وسوريا هو الانفع والاقوى لها في ظل المتغيرات الكبيرة التي يشهدها العالم ومنها نظام عالمي متعدد الأقطاب.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
باحث إسرائيلي النفوذ التركي في سوريا خبر سيئ للاحتلال.. على حساب مصالحنا
يعترف الإسرائيليون أن سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وسيطرة الإسلاميين على زمام الحكم في سوريا، بمساعدة تركيا، شكل نقطة تحول في توازن القوى والنفوذ الإقليمي.
كما أن حالة عدم الاستقرار في سوريا يفتح الباب أمام تدخل أعمق من جانب الجهات الفاعلة، بل يزيد من تنافس تركيا والاحتلال لأخذ النصيب الأكبر في الأهمية والتأثير، مع أن الضربة التي وجهها الأخير لحزب الله هي أحد أسباب سقوط النظام، بعد أن فقد دعم الحزب وإيران، عقب تخلي روسيا عنها، بسبب تركيز جهودها على أوكرانيا.
البروفيسور الإسرائيلي كوبي مايكل الباحث بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أكد أن "انهيار النظام السوري أثار قلقا كبيرا لدى الاحتلال بسبب تواجد عناصر جهادية في جنوب سوريا، وقرب حدوده، وسارع للسيطرة على المنطقة العازلة حتى يستقر النظام، بزعم منع أي محاولة لتكرار هجوم السابع من أكتوبر من جنوب سوريا هذه المرة، ولكن لأن الاحتلال لا يستطيع أن يحدد بثقة إلى أين تتجه القيادة السورية الجديدة، وفي ضوء دروس السابع من أكتوبر، وانعدام الثقة الأساسي في العناصر الجهادية الإسلامية أينما كانت، عمل الاحتلال على تدمير البنية التحتية للجيش السوري لمنع وقوعها في أيديهم، واستخدامها ضده".
وأضاف في مقال نشره موقع "ويللا"، وترجمته "عربي21"، أن "المخاوف الإسرائيلية لا تقتصر على العناصر الجهادية التي باتت تحكم سوريا، بل تمتد أيضا إلى تركيا ونواياها بترسيخ وجودها فيها، لأن تواجدها العسكري التركي هناك يعني تضييق مساحة العمليات الإسرائيلية، وتهديد حرية العمل الجوي في المنطقة بشكل عام، وفيما يتعلق بالتحضيرات لهجوم أو عمل ضد إيران ردا على هجوميها الصاروخيين في أبريل وأكتوبر 2024، ومن أجل منع التواجد العسكري التركي في سوريا من خلال الاستيلاء على المطارات والبنية التحتية العسكرية السورية، يعمل الاحتلال بقوة على تدمير كل هذه البنية التحتية".
وأوضح أنه "لم يكن بوسع التنظيمات الجهادية أن تستكمل عملية السيطرة على سوريا لولا المساعدة النشطة من تركيا، التي أدركت الفرصة التاريخية لتعزيز قبضتها على سوريا كنوع من حجر الزاوية في توسيع نفوذها في الشرق الأوسط الأوسع، وتعتبره تاريخيا واستراتيجيا مجال نفوذ ضروري لترسيخ مكانتها كقوة إقليمية، في انسجام واضح مع شخصية الرئيس رجب طيب أردوغان الساعي لإحياء الإمبراطورية العثمانية، وبرزت سوريا كفرصة لمساعدته على تحقيق رؤيته".
وأشار إلى أن "تركيا ترى نفسها زعيمة للعالم السني، وتقود المحور المعاكس للمحاور التي تقودها إيران السعودية كمنافسين لها على اللقب والمكانة، أما قطر، حليفتها الوثيقة فتساعد جهودها كجزء من رؤية الإسلام السياسي، فيما تقف السعودية والإمارات على الجانب الآخر من السياج، تعارضان الجهود قطر وتركيا الرامية لترسيخ هيمنة الأخيرة في المنطقة، وتحاولان الوصول للقيادة السورية الجديدة، وسحبها إلى صفهم".
وأكد أن "للأمريكيين والروس والصينيين مصالح مهمة في سوريا، ليست بالضرورة متوافقة، وقد تؤدي لزيادة توتراتهم، وبذلك تتحول سوريا ساحة صراع بين اللاعبين الإقليميين والدوليين في واقع لا يزال من غير الواضح أين يتجه نظامها الجديد الذي يحاول ترسيخ نفسه، والحصول على دعم العالم، وتعاطفه من خلال الوعود والإيماءات غير المقنعة بما فيه الكفاية في الوقت الراهن، رغم أنه لم ينجح حتى الآن بترسيخ قبضته على السلطة والسيادة الفعلية على كامل الدولة، مما يعني أن عدم استقرارها يفتح الباب أمام تدخل أعمق من جانب الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، حيث تلعب تركيا وإسرائيل الدور الأكثر أهمية وتأثيرا".
ولفت إلى أن "إيران فقدت قبضتها على سوريا، وهي أهم أصولها في المنطقة، لكنها تحاول الحفاظ على بعض قبضتها بدعم الجهات الفاعلة السورية مثل العلويين، رغم أنه نفوذ ضئيل محدود، وفي هذه الحالة إذا نجحت تركيا بترسيخ نفوذها وهيمنتها في سوريا، فستتمكن من توسيعه خارجها، وقد تجد نفسها في صراع، حتى لو لم يكن عسكريا بشكل مباشر، مع لاعبين إقليميين آخرين، مع التركيز على إسرائيل والسعودية والإمارات، لكن التهديد الأبرز سيكون على استقرار الأردن".
وزعم أن "مفتاح استقرار سوريا يقع في أيدي تل أبيب وأنقرة، اللتين تدهورت علاقاتهما منذ السابع من أكتوبر لأسوأ مستوى عرفتاه منذ إقامة علاقاتهما قبل سبعة عقود، فتركيا أول دولة إسلامية تعترف بالاحتلال، وشهدت علاقاتهما في السنوات الأخيرة تقلّبات سلبية، بعد عصرها الذهبي في العقود الأخيرة من القرن الماضي وبداية القرن الحالي، وفي واقعها الحالي، يصعب افتراض قدرتهما على التوصل لاتفاقيات ثنائية دون مساعدة خارجية، وهنا يأتي دور الولايات المتحدة، ذات العلاقات الوثيقة للغاية معهما، بحيث تجد لهما طريقة لتقسيم نفوذهما على سوريا بطريقة تضمن مصالحهما الحيوية، وتساعد في استقرار وتشكيل الواقع المستقبلي في سوريا".