جريدة زمان التركية:
2024-10-05@18:42:49 GMT

الشهرة والاقتصاد

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

بقلم: ماهر المهدي

القاهرة (زمان التركية)ــ بعض الشخصيات الشهيرة -من الفنانين والرياضيين والكتاب والسياسيين والاعلاميين وغيرهم- الذين عملوا في المجالات المختلفة كسب الملايين من عمله على مدار سنوات طويلة وعلى مدار عقود وأنفق ماله كيفما شاء وله الحق.

حتى إذا لم تكن طريقته أفضل طريقة في الحياة ولا أحسن طريقة للانتفاع بما كسب المرء من نعمة، نعرف جميعًا أنه لكل اختياره.

ولكن، أفلا يستطيع المرء أن يترك قليلًا مما كسب -في صورة عمل مادي باق- كذكرى طيبة تحفظ اسمه من بعده وتنفع وطنه؟ القليل مثل متحف شخصي يضم المقتنيات الشخصية المحببة التي قد لا تدر عائدًا ماليًّا في ذاتها ولكن باستطاعتها أن تكون باب سعادة وبهجة وشغف للمحبين وللمعجبين والذين يرحبون بالتعرف على الشخصيات المرموقة.

ومن أجل حركة السياحة والسائحين الذين قد يأتون خصيصًا لزيارة بيروت أو متاحف المشاهير ورؤية مقتنياتهم وآثارهم وصورهم. فالعالم يتقدم في نواح كثيرة، ومن هذه النواحي إدراك وتقييم الشخصيات ذات الإسهام الرفيع في مسيرة المجتمع، ومحاولة الحفاظ على بعض آثارهم من المقتنيات الشخصية المختلفة والصور.

العالم يتقدم… نعم، ولكن الإنسان يموت بعد قليل ويرحل بلا عودة ولما نكتفى منه. ولكن الإنسان قد يجد في بعض مقتنيات الإنسان عزاء طيبًا وسلوى، وربما وجد أيضًا نفعًا وطنيًّا قيمًا في تلك المقتنيات الثمينة. وما هذا بجديد، فحول العالم توجد متاحف لشخصيات فنية وغير فنية يؤمها الناس والسائحون طوال الوقت، ليتعرفوا على تلك الشخصية العالية المكانة طوق الاهتمام ويزدادوا معرفة ومحبة تجاه هذا البلد أو ذاك حيث تظهر شخصيات ذات إسهامات عالمية ثرية وجديرة بالرؤية والمعرفة. مشاغل الحياة تتضاعف مع الوقت ومع تقدم العمر، وربما تغيرت نظرت المرء الى أشياء كثيرة عقب مروره بأزمات شخصية أو عائلية أو وطنية.

ولذلك، فوجود خطة للمستقبل قد تساعد كثيرًا في إرشاد الإنسان إلى ما يحب ويفضل وما قد يكون أفضل له في المستقبل، بحيث لا يترك المرء نفسه ليقع في بحار الاضطراب والتيه عقب الأزمات وفي ساعات الضعف النفسي، ويصنع لنفسه بإرادته اختيارًا طيبًا. فمن من الناس لا يحب أن يترك ذكرى طيبة؟  الذكرى الحلوة مكسب، خاصة حين يغيب المرء عن الوجود وتنقطع الصلات به.

وقد لا تكلفنا هذه الذكرى شيئًا أيضًا من المال، فقط بعض الاهتمام. قليل من الاهتمام من قبل بعض الجهات المؤسسية -مثل النقابات والروابط – أو من قبل الأهل والأسرة، أو من ناحية المعجبات والمعجبين والمحبين للشخصيات المحبوبة الراحلة. وقد يمكن للمرء أن يرتب مثل هذا المزار الشخصي أو المتحف الشخصي بنفسه وفي حياته، ولما لا؟ ففي الحقيقة، ليست ثروات البلاد من البترول والمعادن والمياه والبحار فقط، ولكن من الإنسان قبل كل شيء، وخاصة الإنسان الناجح .

 

Tags: الشخصيات الشهيرةمتاحف المشاهير

المصدر: جريدة زمان التركية

إقرأ أيضاً:

بعد قليل.. قضايا الدولة تنظم احتفالية نصر أكتوبر

تنظم هيئة قضايا الدولة، برئاسة المستشار عبد الرزاق شعيب رئيس قضايا الدولة، فعاليات احتفالية نصر أكتوبر المجيد، بعد قليل،  وذلك بنادي مستشاري قضايا الدولة.

يأتي ذلك بحضور العديد من  الوزراء والقيادات الدينية والتنفيذية.
 

مقالات مشابهة

  • «أريج» لياس تحصد الشهرة بقوس النصر الفرنسي
  • خالد حميده: مشروع رقمنة الشخصيات البارزة والفنانين هو مشروع وطني لمصر
  • تعميم لمديرية الأحوال الشخصية.. هذا ما جاء فيه
  • أكثر من يُحزن المرء أن استضافات قناة الجزيرة لأمثال طبيق ومجوك وعمران ونحوهم (..)
  • في عيد ميلاد شمس البارودي.. محطات الرحلة من الشهرة والمجد إلي الحجاب والاعتزال
  • المرءُ مع مَنْ أحَبَّ
  • خامنئي: ما قامت به القوات المسلحة اقل جزاء للكيان الصهيوني ولكن لن نتأخر ولن نتسرع
  • بعد قليل.. قضايا الدولة تنظم احتفالية نصر أكتوبر
  • "الاتحاد الأوروبي في خطر".. السيارات الكهربائية والاقتصاد في قلب المحادثات مع شولتس
  • التنمر الرقمي يعصف بالنجوم..العيب في الشهرة أم الجمهور؟