سودانايل:
2024-10-05@17:52:32 GMT

نظرة منفرجة

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

وجدي كامل
كنا في الصغر، ونحن نستيقظ للذهاب الى المدارس، نسمع ونشاهد الفرق العسكرية الحديثة التدريب (فرق اسلحة الجيش) وهى تركض بصفوف متراصة، ترتدي ملابس رياضية، واحذية جديدة على الشوارع الرئيسة للعاصمة المثلثة التي لم تكن قد اكتظت بعد بالسيارات وزحام البشر. كانت (دولة ٥٦) فتية وغضة وسكان عاصمتها محدودي العدد وربما لم يتجاوز مجموعهم الخمسمائة الف قاطن ( ما قبل الحرب وصل لقرابة العشرة ملايين او اكثر).

. الفرق العسكرية آلتي تميزت بترديد الجلالات الجميلة، الجاذبة كانت تعطينا شعورا عارما وكثيفا بالامن والامان والوحدة الوطنية، كما الاحساس بالفخر وانها حامي حمى الوطن قبل ان يأتي زمان سياسي آخر وتختفي كل تلك المشاهد، ويحل محلها التوحش والانقضاض على الحقوق الاقتصادية والمدنية، ومنها ادارة العملية السياسية بالبلاد وانشاء الميليشيات المساعدة على ابقاء سلطة الجيش على السياسة والاقتصاد. الآن يدفع المواطن بسبب ما فعله تنظيم الاخوان المسلمين من تشويه ببنية السلطة ثمن فتنة الاصل المريض والفرع المصاب وتخسر البلاد ما بنته لاكثر من مائة عام واكثر، مع تجريد المواطن من حق البقاء في مسكنه وارضه. ضبط الاشياء، وتحقيق ميزان العدالة ووضع السودان في الطريق الصحيح لن يتأتى مستقبلا الا بتوفر وتوفير مؤسسة رقابية مدنية عليا تقوم بالتحقيق ومحاكمة كل من شارك ودبر للحرب من كافة الاطراف، وان يتحول اليوم الذي يرى فيه الناس المتهمين تحت امرة وحكم القانون الى يوم قومي، وعيد سنوى، وبداية تدشين دستور دائم محمي بجيش وطني جديد، واحد ومتحد، جيش يؤمن بالديمقراطية والتعددية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ويقف جنبا الى جنب مع شعبه في صيانة الحقوق والمبادئ. حتى ذلك التاريخ المؤمل والمرجو علي السودانيين تضميد الجراح والمعافاة من الحرب واثارها، ونبذ كافة اسبابها المعنوية والاخلاقية والثقافية. ذاك عمل لن يحدث بالامنيات او الوصفات الجاهزة، ولكن بخلق الارادة السياسية اللازمة وكل ما يستدعي اعادة بناء هياكل السياسة والسياسيين انفسهم بالبلاد. قد نحتاج الى اجيال واجيال جديدة مختلفة في نواياها، وتراكيبها، ورؤاها، وهو ما يتطلب وقبل كل شيءٍ البناء على ثقافة اجتماعية واقتصادية وسياسية علمية تعيد صياغة العقل السوداني في علاقته بالعلم والتفكير العلمي بالواقع وحزم التصورات المتعلقة بالتنمية البشرية. وفوق كل هذا وذاك تصبح مهمة صناعة دولة المواطن والنظر للعمل السياسي كعمل لتقديم الخدمات العامة اولى واجبات مرحلة ما بعد الحرب. سينهض السودان متى تعدل وتم تعديل مفهوم السياسة الى الاستعداد والقدرة على تقديم الخدمات للمجموع والتضحية بكل غال لاجل المصلحة العامة، وليس التضحية بالمجموع لاجل مصلحة الفرد.

wagdik@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

“الشرق الأوسط: رقصة السياسة على حدود الرمال”

” #الشرق_الأوسط: #رقصة #السياسة على حدود الرمال”

دكتور #هشام_عوكل استاذ ادارة الازمات والعلاقات الدولية 

في زاوية المسرح السياسي للشرق الأوسط، حيث تجتمع التراجيديا بالسخرية في مشهد يبدو أقرب إلى فيلم هزلي منه إلى واقع معيش، ظهر نتنياهو على المنصة الأممية خالقاً خريطته الجديدة، كالساحر الذي يخرج أرنبًا من قبعته. انها خريطة “النظام الجديد”، والتي أثارت خلفها حزمة من التساؤلات والتحليلات.
ففي عرض لا تُدرك حدوده تماماً،  نسيا السيد نتنياهو  تواصل إسرائيل رفضها لترسيم الحدود، حتى مع عروض السلام الخجولة التي تقدمها بعض الدول العربية. يُخيل لك في بعض الأحيان أن الحدود هي مجرد خطوط في الرمال، تزول تحت أول هبّة ريح أو ربما تحت ثقل اللامبالاة السياسية.
النصوص الدينية تُستخدم كحجة للتوسع العسكري، وهنا يصير المشهد عبثياً، كما لو كانت تلك النصوص تقول “باركوا الصواريخ”. ولا يمكننا إغفال الدور الأمريكي المعتاد، الذي يظهر من خلال القواعد العسكرية المنتشرة في الشرق الأوسط مثل نقاط التفتيش في لعبة لا تنتهي حيث الدعم الاقوى  لمشروع الغربي  بالشرق الاوسط “اسرائيل وعند الحديث عن  “ممر ديفيد” الممتد من الجولان إلى العراق،  ذلك الحلم الاشرس  الجديد لتوسيع النفوذ.

  تظهر تصريحات ترامب، تلك الكلمات التي ممكن التي ترفع من نسبة انتخابات  القادمة و التي تلمح إلى توسيع الحدود وكأنها فطيرة يقتسمها الجميع. يبدو الواقع  الجيوسياسي وكأنه مزاد للأرض حيث اليمن وسوريا ولبنان وفلسطين تصبح عناصر الشطرنج في لعبة أكبر بكثير مما نحلم.

مقالات ذات صلة يوم المعلم.. نعتذر لاننا لم نجعلك ايقونتنا…! 2024/10/05

بعد مرور عام على حرب أكتوبر  2024، والتاريخ يزكرنا في  انهيارات الإمبراطوريات عالمية القديمة؟ كانت تلك الأسماء مثل الدولة العثمانية والاتحاد السوفيتي بالقرن العشرين والقرن الحالي قد تساقطت كأوراق الخريف، بينما ظل الحق لأصحاب الأرض بانتظار لحظة اكتمال موسمه. هل الأمل بالتحرير الوطني يضيف النور أم اليأس يزيد الظلمة؟ تلك هي الأسئلة التي تبقى معلقة في المجتمعات المتأرجحة بين المقاومة والاحتلال.

السلام الإبراهيمي بدا كحلم جميل يغنيه السياسيون عند الغسق. لكن طالما أن إسرائيل تواصل السير على حبل القانون المشدود دون توازن، يبقى هذا السلام في مأزق البحث عن مصداقية. فهل يمكن أن تنهار الروابط بين الغرب وأمريكا من جهة وإسرائيل  تحت ضغط معركة الحق والعدالة؟

هل اجتياح إسرائيل للبنان قادر على تغيير معادلة الصراع أو كبح فكرة المقاومة؟ أم أن هذا الاجتياح سيولد مجرد فصل جديد من فصول المقاومة؟ بناء “سلام عادل” يبدو أحياناً كالسهم الموجه إلى قلوب الأمم التي تبحث في كل صباح عن معجزة.

وفي النهاية، هل يمكن لاغتيال شخصيات مثل هنية ونصر الله أن يطمس فكرة التحرر أو يلغي الحقوق الوطنية؟ في السرديات التاريخية العظيمة، لطالما كان الأمل والإصرار هو الوقود الحقيقي للتغيير.وهل سيكون الصبر الاستراتيجي سلاح المعركة القادمة؟ تظل الأسئلة أكثر من الأجوبة، تمامًا كما هو الحال في كل فصلٍ جديد من هذه الملحمة غير المكتملة

مقالات مشابهة

  • أحاديث عن السياسة.. الكذب!
  • البريد ومؤسسة الاسمنت يدشنان السداد الاليكتروني عبر منصة ( (E-SADAD
  • “الشرق الأوسط: رقصة السياسة على حدود الرمال”
  • مستشفيات السودان.. تضاؤل مستمر وتراجع في الخدمات وسط الحرب
  • المستجدات ومنطق السياسة
  • من هم خبراء ترامب في السياسة الخارجية؟
  • «فلاتر مياه ومشروعات تنموية».. تعرف على أنشطة أسقفية الخدمات في الصعيد
  • تحليل: هل تعكس قائمة المنتخب المغربي "نظرة واقعية" لدى الركراكي؟
  • إطلاق الحملة الإعلانية “قدوه وقت” من قبل الهيئة العامة للبريد اليمني
  • يتحدثون في السياسة والعسكرة دون اختصاص