سودانايل:
2025-03-04@00:37:24 GMT

حكاوي الغرام (3)

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

الخبر المهول الثاني كان هو خبر وفاة والدها والذي نقلته لي عبر الهاتف من ألمانيا، أتاني صوتها متهدج والعبرات تخنقها. عزيتها وعزيت نفسي وطيبت خاطرها قليلا حتى هدأت وطلبت منها ان تنقل التعازي الحارة لأفراد الاسرة: أخواتها واخواتها... ومرة أخرى مر شريط الذكريات...
كان والدها العم (عثمان) رجلا ودودا، لم اره قط والا الابتسامة، تكسو وجهه، وكان يرد علينا السلام ببشاشة وترحاب كلما مررنا به في دخولنا او خروجنا من منزله العامر وهو جالس فوق كرسيه الوثير أمام البقالة ذات التاريخ المديد والمجد التليد التي كانت تحتل جزءا من أركان المنزل.

كان سكوتا ولكن في المرات القليلة التي يتحدث فيها كان يتحفنا ويطربنا.
وهكذا كان منزل اسرة مديحة بمثابة دار ثان لي. وحتى البنات كن يشاركننا جلسات الشاي والقهوة ولا يتكلفن ولا يتحرجن من الضحك بصوت عالٍ.
وفي المرات التي كنا نشرب فيها انا وعماد في الصالون إلى اوقات متأخرة من الليل، كنت لا أجد اي حرج في المبيت هناك رغم ان الصالون كان يطل على حوش البنات، وقد كان من المعتاد ان أراهن بملابس النوم عندما ينهضن من اسرتهن في الصباح، وكان لمديحة قوام ممشوق وانوثة طاغية وكانت تبين تحت جلباب النوم حتى ملابسها الداخلية والتي غالبا ما تكون بيضاء، وقد سألتها ذات يوم قبل مرحلة الصراحة التامة وانا اتوجس خيفة من رد فعلها:
- لسة بتلبسي ملابس داخلية بيضاء؟
جاءتني نبرتها مرحبة بالسؤال:
- عرفت من وين؟
فحكيت لها بعض ذكرياتي عن ايام الصالون وزدت قليلا بأن وصفت جسدها وتغزلت فيه حتى بدأ وكأنني أتحسسها... فقالت بأنفاسٍ مبهورة:
- آه يا عفريت!
ولم تزد، ولم أكرر السؤال او الح في طلب الإجابة، ولكن هذا السؤال بالذات فتح الباب للمزيد من الأسئلة التي ساهمت في رفع الكلفة التي ادت بدورها للمزيد من الصراحة والاندياح.
ففي ذات مرة سألتها عن فترة المراهقة واول حب وباغتها بقولي:
- كيف عرفتي انك قد صرتي امرأة ولم تعودي طفلة ... أو بتعبير اخر كيف عرفتي انك الآن شخص بالغ؟
ولم تمتعض، وردت علي بترحاب وسعة صدر، وتحدثت عن المرة الاولى التي داهمتها فيها الدورة الشهرية التي لم تكن متحسبة لها، فقالت:
- لقد كان حدثا مفاجئا ومزعجا... لقد داهمتني دورتي الشهرية وانا في الحصة الرابعة عندما كنت في الصف الثاني ثانوي، فأخبرت المعلمة وانا مضطربة وخجلة، ولكنها هدأت من روعي وأخذت بيدي إلى أم الفصل حيث قامت بدورها بتهدئتي وذهبت بي إلى مكتب المشرفة حيث يوجد هناك صندوق اسعافات أولية فساعدتني علي نظافة الدم وشرحت لي كيف اتعامل معها في الأيام المقبلة وكيف اتحسب لها مستقبلا. ومنذ ذلك اليوم لم تحدث لي مشكلة فقد تعبات بنصائح كافية. ولكني كنت أخجل عندما تظهر الحبة الدهنية الملازمة لها في وجهي كل شهر... والحمد لله لا اعاني معها كثيرا فالقليل من الراحة في أيامها مع البندول تكفيني.. بل أشعر بالفرح والراحة بعيد نزولها.
كانت اجابتها شافية وكافية.
ولكنها شجعتني على القاء المزيد من الأسئلة عليها؛ في محادثاتنا الليلية الطويلة، وذات يوم تجرأت، وانا أخشى ردة فعل غاضبة، فقلت لها كمن يلقي بسنارته في النهر:
- حدثيني عن تجربتك مع ليلة الدخلة الأولى ومشاعرك نحوها.. وهل كنت خائفة؟
وعلى عكس توقعي وتوجسي من غضبها ضحكت وقالت لي:
- اسئلتك غريبة وصعبة وفيها جرأة شديدة... من أين تأتيك هذه الافكار؟
ولكنها لم تنتظر اجابتي بل واصلت عطفا على قولها السابق. وقالت:
- كان الأمر عاديا رغم أنني لا أنكر الرهبة فيه لم أكن خائفة بقدر ما كان يتملكني الفضول فقد كنت على دراية بما سيحدث من حكاوي اخواتي وبعض صديقاتي المتزوجات... وساعد في عادية الأمر عدم استعجال طارق فقد كان كريما معي ومر الأمر كله بسلام. لدرجة أنني بعد فترة قصيرة كنت ابادر في طلبه، زي ما تقول (بقيت ستو).
فقلت لها:
- بختك والله... النساء عادة ما يكن خائفات... ولكن هل بكيتي في تلك الليلة؟
فردت وهي تنهي الحوار:
- نعم بكيت!
وكان هذا الحوار هو الاخير في مرحلة المراوغة وجس النبض... وصرنا نتحدث بعدها بالمكشوف ولا نتحرج من استخدام الألفاظ الدارجة حتى.
وقد ساعد ذلك في انطلاقها في الفضفضة وتفريغ مكنوناتها، وزاد من أريحية وروعة محادثاتنا التي صرنا، نحن الاثنان، ننتظر مواعيدها بفارغ الصبر ونتلهف لحلول مواقيتها.

amsidahmed@outlook.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟

تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.

 

وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.

في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik

— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025  تأثير العقوبات الأمريكية

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.


تقدم البرنامج النووي

وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.

هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR

— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025  إقالة دون تأثير

وعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.

مقالات مشابهة

  • الدبيبة: حكومتي عملت على إزالة العقبات التي واجهت قطاع النفط
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • ​ما هي الألوان التي ترمز إلى يوم المرأة العالمي؟
  • محامية توضح الإجراءات التي يجب أن يتخذها السائق إذا صعد معه متعاطي .. فيديو
  • إلهام شاهين تناجي الله: الناس بتقول كلام كتير وأنا بقول يارب سامحني
  • ميتروفيتش يصل إلى الرياض بعد الفحوصات التي أجراها في صربيا
  • الضربات التي أوجعت الولايات المتحدة!!
  • المطران عطالله حنا: نتمنى أن تزول المظالم التي يتعرض لها الفلسطينيون
  • عون مهنئاً بشهر رمضان: فليتشارك اللبنانيون معاني القيم الروحية التي يجسدها الصيام