يمن مونيتور/قسم الأخبار

يشعر الكثير من الآباء والأمهات بالقلق بشأن صحة أطفالهم، خاصة مع ارتفاع مستويات السمنة وكذلك السعال ونزلات البرد.

والآن، وجد فريق من الباحثين أن ما يأكله الطفل يمكن أن يكون له تأثير كبير على حياته في المستقبل. وأوضح أن اتباع نظام غذائي صحي في بداية الحياة يمكن أن يعني انخفاض خطر الإصابة بمرض ألزهايمر المرتبط بالعمر.

وفي حين أن معظم الأبحاث السابقة ركزت على عادات الأكل لدى الأشخاص في الستينيات والسبعينيات من العمر، فإن هذه الدراسة الجديدة تعد الأولى في مجال تتبع النظام الغذائي والقدرة المعرفية طوال العمر (من 4 إلى 70 عاما).

وحلل الباحثون بيانات 3059 شخصا بالغا في المملكة المتحدة، تم تسجيلهم كأطفال في دراسة تسمى المسح الوطني للصحة والتنمية. وقدم أعضاء المجموعة، التي تسمى مجموعة المواليد البريطانية عام 1946، بيانات عن المدخول الغذائي والنتائج المعرفية وعوامل أخرى عبر الاستبيانات والاختبارات على مدار 75 عاما تقريبا.

ووجدوا أن جودة النظام الغذائي ترتبط ارتباطا وثيقا بالاتجاهات العامة أو القدرة المعرفية الكلّية.

ويمكن أن يكون للقدرة الإدراكية تأثيرات مهمة على نوعية الحياة والاستقلالية مع تقدمنا ​​في السن.

وقالت الدكتورة كيلي كارا، المختصة في علوم التغذية بجامعة Tufts: “تدعم هذه النتائج الأولية إرشادات الصحة العامة الحالية التي تقول إنه من المهم إنشاء أنماط غذائية صحية في وقت مبكر من الحياة من أجل دعم والحفاظ على الصحة طوال العمر”.

وتضيف: “توفر النتائج أيضا أدلة جديدة تشير إلى أن التحسينات في الأنماط الغذائية حتى منتصف العمر قد تؤثر على الأداء المعرفي، وتساعد في تخفيف أو تقليل التدهور المعرفي في السنوات اللاحقة”.

ويقول الباحثون إن اتباع نظام غذائي صحي غني بالأطعمة النباتية، التي تحتوي على مستويات عالية من مضادات الأكسدة والدهون الأحادية وغير المشبعة، يمكن أن يدعم صحة الدماغ عن طريق تقليل الإجهاد التأكسدي وتحسين تدفق الدم إلى الدماغ.

وأضافت كارا: “الأنماط الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من مجموعات الأغذية النباتية الكاملة أو الأقل معالجة، بما في ذلك الخضار الورقية والفاصوليا والفواكه الكاملة والحبوب الكاملة، قد توفر حماية أكبر لصحتنا. ومن المرجح أن يؤدي تعديل المدخول الغذائي لأي شخص في أي عمر لدمج المزيد من هذه الأطعمة، إلى تحسين صحتنا بعدة طرق، بما في ذلك صحتنا المعرفية”.

وعُرضت النتائج في الاجتماع السنوي الرئيسي للجمعية الأمريكية للتغذية في شيكاغو.

 

المصدر: ميرور

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الصحة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

غزة تحت الحرب.. انهيار الإنتاج الغذائي والجوع سلاح الاحتلال لإخضاع السكان

الثورة  /وكالات

 

تعمل المزارعة أم محمد قديح في الأرض منذ 30 عامًا وقد أخذت أصول العمل الزراعي عن والدها التسعيني الذي نقل خبرته في العمل إلى جميع أبنائه العشرة من الذكور والإناث، وجميعهم يعملون في الزراعة.

قبيل الحرب المتواصلة على غزة، اعتادت السيدة الستينية على الانطلاق إلى الفلاحة من الدفيئات الزراعية، حيث تعلمت التعشيب والقطف والتقزيم، وهي عملية يقوم بها المزارع لتهوية الشجر والأشتال، ومن ثم تعلمت زراعة الخيار والبندورة.

وتمتلك قديح 13 دونماً، لم يعد بالإمكان الوصول إليها بعد عمليات الاجتياح الواسعة للمناطق الشرقية في مدينة خان يونس، والتي تعرضت للتجريف على طول السياج الأمني الفاصل شرقي قطاع غزة.

وتقول أم محمد، إن الأراضي التي تمتلكها اعتادت على زراعتها بثمار الكوسا، والسبانخ، والبندورة، والزيتون، مشيرة إلى أنها أنقذت بأعجوبة موسم الزيتون الفائت حيث لم يكن الاجتياح البري للمدينة الجنوبية قد بدأ، لكن ومع اجتياح المدينة مطلع ديسمبر 2023، لم يعد بإمكانها الوصول إلى تلك الأراضي التي سحقتها الآليات العسكرية، وباتت أي محاولة لتفقّدها “كمن يحفر قبره بيده”.

ومنذ اللحظات الأولى للحرب، انتهج جيش الاحتلال سياسة الأرض المحروقة، ولم تكن المنشآت العمرانية السكانية والخدماتية العامة هي الوحيدة التي طالها التدمير الممنهج، إذ سحق الاحتلال في حربه المروعة أكثر من 75% من مساحات قطاع غزة الزراعية.

أرقام تكشف الكارثة

وتفيد معطيات الجهاز المركز للإحصاء الفلسطيني بشأن تأثير الحرب على القطاع الزراعي في قطاع غزة لعام 2023، بأن خان يونس شهدت تدمير أكثر من 90% من أراضيها الزراعية، وهو ما يسلط الضوء على حجم الضرر الهائل الواقع على البنية التحتية الزراعية في القطاع، كون مناطق شمال قطاع غزة ووسطه من أكثر المناطق تضرراً خلال هذه الحرب.

ويقول الجهاز، إن مناطق وسط وشمال القطاع يشكلان العمود الفقري للزراعة في غزة، حيث تبلغ نسبة الأراضي الزراعية في هذه المناطق مجتمعة ما يزيد على 63% من المساحة الزراعية الإجمالية، موفرة الجزء الأكبر من الغذاء لأكثر من 2.3 مليون نسمة يقطنون القطاع.

وتقدر تقارير نشرها اتحاد لجان العمل الزراعي، أن مناطق شمال قطاع غزة من أشد المناطق تضرراً جراء الحرب، إذ تستحوذ على أكثر من ثلث الأراضي الزراعية في القطاع، بنسبة تزيد على 33% من المساحة المخصصة لزراعة الخضروات والمحاصيل الحقلية، وهي تساهم في توفير أكثر من 30% من الحاجات الغذائية للقطاع من الخضروات والمحاصيل الحقلية، كالقمح وباقي أنواع الحبوب.

وتشكل الزراعة في قطاع غزة شريان الحياة لمئات الآلاف من سكانها، الذين يعتمدون عليها كمصدر رئيسي للغذاء والدخل، حيث يقدَّر عدد العاملين في القطاع الزراعي بنحـو 55 ألف عامل، ويساهم بنحو 11% من الناتج المحلي الإجمالي، بقيمة صادرات سلعية من الخضراوات ومنتوجات البستنة تقدر بأكثر من 32.8 مليون دولار، ومثلت ثمار البندورة والخيار 66% من إجمالي هذه الصادرات عام 2022، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

ويقدر الجهاز قيمة الخسائر اليومية في الإنتاج الزراعي بما في ذلك قطاعي صيد الأسماك والإنتاج الحيواني بنحو مليوني دولار، ما يعني خسائر مباشرة بنحو مليار دولار بعد مضي عام على حرب الإبادة، مبيناً أن قيمة الخسائر الكلية تتضاعف عند احتساب الدمار في قيمة الأصول، والممتلكات الزراعية، وتجريف المساحات الزراعية.

الجوع كسلاح

ويوضح اتحاد لجان العمل الزراعي أن المساحات الزراعية المتضررة في قطاع غزة تقدر بـ117 ألف دونم، توفر 60 ألف طن من الخضروات والمحاصيل الحقلية، وحُرم المواطنون في غزة من هذه الكميات الغذائية عن طريق منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم لحصادها تطبيقاً لقرار وزير جيش الاحتلال بفرض حصار على القطاع ومنع سكانه من الوصول إلى مقومات الحياة والتي من أبرزها الطعام، وذلك بهدف تجويعهم وإخضاعهم باستخدام الطعام كسلاح.

وفي السياق، يقول المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن الاحتلال الإسرائيلي أخرج أكثر من 75% من مساحة الأراضي الزراعية عن الخدمة في قطاع غزة، إما بعزلها تمهيداً لضمها للمنطقة العازلة بما يخالف قواعد القانون الدولي أو بتدميرها وتجريفها بشكل منهجي، في إطار تكريسه للمجاعة في القطاع كسلاح حرب، على امتداد السياج الأمني الفاصل شرقي قطاع غزة وشماله بعمق يصل إلى قرابة كيلومترين، بمساحة إجمالية تقدر بنحو 96 كم2.

ويوضح المرصد أن ما تبقى من مساحات زراعية محدودة جداً، غالبيتها في منطقة “المواصي” غربي خان يونس، التي باتت هذه الأيام تؤوي مئات الآلاف من النازحين قسرا، وتحمل الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة آثاراً وخيمة على الصحة العامة والبيئة والأراضي الزراعية وجودة المياه والتربة والهواء، بينما تتفاعل تأثيرات ذلك بشكل تراكمي، ما يمهد لقفزات مرعبة في حالات الوفاة.

وبينما تدخل حرب الإبادة على غزة عامها الثاني، تقول وزارة الزراعة في غزة إن الاحتلال استهدف أشجار الزيتون (ينطلق موسم جني ثماره نهاية شهر أكتوبر من كل عام) التي تشكل حوالي 60% من أشجار البستنة في القطاع، حيث تبلغ نسبة الأراضي المزروعة بأشجار البستنة 30.9% من المساحة الزراعية الكلية في غزة، منها 31.3% في محافظة خان يونس و22.3% في محافظة شمال غزة، مؤكداً أن الأشجار المثمرة، وخصوصاً أشجار الزيتون لها دور كبير في الاقتصاد الزراعي.

الإنتاج الحيواني والأسماك

وعلى صعيد الإنتاج الحيواني، يقول فؤاد أبو سيف من اتحاد لجان العمل الزراعي، إن قطاع الثروة الحيوانية في غزة تعرض لأضرار جسيمة نتيجة الحرب، حيث تم تدمير قطاع الدواجن بالكامل، سواء بفعل القصف المباشر أو بسبب نقص الأعلاف والاستهلاك المرتفع الناجم عن الجوع، مشيرة إلى أن قطاع غزة كان استطاع تأمين الاكتفاء الذاتي من اللحوم البيضاء وبيض المائدة.

ويُظهر تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” في فبراير 2024 أن الاحتلال دمر نحو 626 بئر ماء، و47 بركة ماء، وميناء واحداً، و307 حظائر منزلية، و100 مستودع زراعي، و46 مخزناً زراعياً، و7 مراكز للتزويد الزراعي، و119 مأوى للحيوانات، و11 مزرعة للأرانب، و26 مزرعة للألبان، و235 مزرعة للدجاج اللاحم، و7 مزارع طير حبش، و203 مزارع أغنام، و5 مزارع أبقار، و42 مزرعة طيور وحمام، وكذلك 339 دفيئة زراعية من مجموع 1277 أي أن 26.6 في المئة من الدفيئات الزراعية تم تدميرها، وهو ما يعني أن قطاع الزراعة دخل مرحلة الانهيار مع استمرار الحرب.

كما لم ينجُ قطاع الصيد في غزة، الذي يُعيل أكثر من 4054 صياداً، من وطأة العدوان المتواصل؛ حيث يوضح أبو سيف القطاع ينتج سنوياً نحو 4600 طن من الأسماك، بحسب تقارير وزارة الزراعة في غزة، إلاّ أن هذا الإنتاج توقف بالكامل وتعرض قطاع الصيد للدمار الشامل، إذ أُدرج ضمن أهداف الاحتلال الرئيسية.

وتشير التقارير الميدانية الأولية إلى أن مدينة غزة وحدها شهدت تدمير 98% من قطاع الصيد، بما في ذلك ميناء غزة وأكثر من 900 قارب بمختلف الأحجام نتيجة القصف المباشر. أمّا في رفح ودير البلح، فقد تم تدمير أكثر من 70% من قطاع الصيد، بتدمير أكثر من 600 قارب.

مقالات مشابهة

  • اختراق طبي.. دواء مبتكر لعلاج ألزهايمر ينجح في حجب “نقاط ساخنة” رئيسية للمرض
  • هل ينافس الذكاء الاصطناعي الإنسان مستقبلا على جوائز نوبل؟
  • القصة الكاملة لإيقاف إيمان خليف مدى الحياة.. رد مفاجئ من اتحاد الملاكمة الجزائري
  • طفل صيني يتعرض لإعاقة مدى الحياة بسبب معلمه.. ماذا طلب منه؟
  • البرج المايل
  • غزة تحت الحرب.. انهيار الإنتاج الغذائي والجوع سلاح الاحتلال لإخضاع السكان
  • الزراعة المصرية في مواجهة التحديات.. خطط جديدة للأمن الغذائي
  • المعهد الديمقراطي: ندوب الحرب التي دامت عقد من الزمان لا تزال تلازم كل جوانب الحياة في اليمن
  • كيف يمكن لضربة واحدة على الرأس أن تحولك إلى مجرم مدى الحياة؟
  • في سن 44 و60 يمكن أن يكبر الشخص بين عشية وضحاها!