سودانايل:
2025-04-25@12:52:28 GMT

خطاب الكراهية والعنصرية لماذا؟!!

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

كلام الناس
نورالدين مدني
لم أكن أود الخوض في هذا الامر المؤسف الذي كتبت عنه أكثر من مرة بشكل عام لأنه بالفعل تكرر في أكثر من دولة لكنه مستغرب في ظل العلاقات السودانية المصرية التي كانت نموذجاً طيباً من نماذج الأخوة التي ربطت بين شعب وادي النيل عبر الأسر المتداخلة تأريخياً.
يعرف الشعب السوداني فضل الشعب المصري الذي فتح له أبواب مصر قبل الاستقلال وبعده واحتضن أبناؤه الذين كانوا يسافرون لمصر لتلقي العلم في الأزهر والجامعات المصرية كما فتح الأبواب للسياسيين الذين لجاوا لمصر لتوفر لهم الحماية والأمان.


صحيح إن حجم الهجرة التي حدثت للسودانيين بعد الحرب التي أشعلها أعداء ثورة ديسمبر الشعبية وما زالوا يؤججونها كان كبيراً وأن ذلك أثر بصورة واضحة على الحياة الاقتصادية والمجتمعية المصرية، لكن معروف أيضاً ان هذه الأعداد الكبيرة من الأسر السودانية كانت تحت ضغط طارد بلا رحمة.
كنا ننتظر من المنظمات الأممية خاصة المفوضية السامية لشئون اللاجئين تحركا فاعلاً لمعالجة اوضاع هؤلاء اللاجئين لكنها فشلت بشكل واضح، إضافة للموقف السالب من الدول التي كانت تحتضن اللاجئين من مختلف أنحاء العالم الأمر الذي فاقم الأوضاع غير الإنسانية للاجئين السودانيين الذين وجدوا أنفسهم مضهدين وملاحقين.
المؤسف أكثر ما حدث في مؤتمر عقد بالقاهرة بمناسبة مرور عشر سنوات على قيام أول حكومة برلمانية في مصر يوم3 مايو2013م نظمته منظمة بان أفريكان موفمنت العالمية والمجلس الاقتصادي الأفريقي وجمعية أسرة وادي النيل بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني وجمعية هن للتنمية وجمعية نهل للعلم حيث طغى خطاب الكراهية المحرض على وجود اللاجئين في مصر وجاء خطاب الدكتور و سيم السيسي أكثر حدة في الكراهية ضد الوجود السوداني في مصر حيث قال أنه اينما حل في القاهرة يجد الخرطوم .. في هجوم غير إنساني على السودانيين بالقاهرة الذين أضطرتهم الحرب للخروج من منازلهم وترك ممتلكاتهم عنوة.
يعلم القاصي والداني أن هؤلاء السودانيين لم يأتوا للقاهرة غزاة، جاءوا في ظروف لايتمنونها لغيرهم وأنهم لا يستحقون هذه المعاملة التي لا تشبههم ولا تشبه المصريين.
هذا مادفعني للكتابة عن هذا المؤتمر الذي بدلاً من أن يكون داعما للوجود السوداني المؤقت في مصر جاء بخطاب مفخخ بالكراهية والعنصرية والعداء للاخر القريب، ومنظمات الأمم المتحدة وخاصة المفوضية السامية لشئون اللاجئين تقف تتفرج على هذه المأساة الإنسانية بلا حراك يذكر.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی مصر

إقرأ أيضاً:

مسامرة «موضوعها مصطفى» مع الراحل خطاب حسن أحمد

مسامرة «موضوعها مصطفى» مع الراحل خطاب حسن أحمد

محمد كبسور

محمد كبسور

كنت قد دأبت على نوع من النشر الراتب لأغنيات الأستاذ الفنان الراحل مصطفى سيد أحمد على مواقع التواصل الاجتماعي مستفيدا من تقنيات تحويل الكاسيت إلى مواد رقمية وكان من ضمن الباقة المستهدفة بالنشر في تلك الأمسية تسجيل بالعود لأغنية “البت الحديقة” للشاعر الجميل الراحل الأستاذ خطّاب حسن أحمد.

ولاحظت وقتها اختلافاً طفيفاً في بعض مفردات نص الأغنية مقارنة بالتسجيلات الأخرى المعروفة، وجرفني التأمّل حول ذلك الاختلاف وإن كان بفعل مصطفى الموصوف بأنه المتدخّل بالتعديل على كثير من النصوص التي يغنيها..!

وكما جرت عادة النشر على تلك المواقع، عملت “تاق” لمجموعة من الأصدقاء وكان من بينهم الشاعر خطاب حسن احمد.

وكتب خطاب تعليقاً لطيفاً أسفل البوست اكد فيه أنها المرة الأولى التي يستمع فيها لهذا التسجيل ووصفه بـ”النادر فعلا”. وتمنيت وقتها لو أن خطاّب تطرق لمسألة الاختلاف في مفردات النص تلك وعبرت عن هذا في تعليق اسفل مداخلته، إلا ان خطاب لم يظهر مجددا.

وفي وقت متأخر من ليل ذات اليوم فاجأني خطاب باتصال عبر الماسنجر ابتدره بالسلام وبالتأكيد على انه متابع جيد لكل ما يُنشَر عن مصطفى سيد أحمد وتجربته.

وبدا واضحاً ان خطّاب قد قرر في تلك الليلة 4 يونيو 2020م أن يخصني بمسامرة لطيفة موضوعها مصطفى.

تحدث خطّاب عن تجربة مصطفى سيد احمد بشكل عام. وعن اثرها الاجتماعي والسياسي. وتحدث عن ثورة ديسمبر 2018 وعن اعتصام الثوار بمقر القيادة العامة للجيش السوداني كأحد أهم الأحداث في تاريخ السودان وكأحد اهم المعالم في مسيرة نضال شعبه.

وأكّد على أن مصطفى سيد أحمد كان هو الفنان الوحيد الذي خُصِّصَت له خيمة في ساحة هذا الحدث الاستثنائي. واوضح خطاب ان هذا ليس غريباً أبداً، بل اتساقاً مع واقع ان مصطفى وعبر فنه قد بشّر باكراً بالثورة، كما انحاز بمجمل غنائه لهموم الوطن وشعبه.

وربط خطّاب ألحان مصطفى بالدراما، وقال إن مصطفى اشتغل في مشاريعه اللحنية على نوع من التجسيد الدرامي للقصيدة المُغنّاة، فالنص عند مصطفى وعن طريق اللحن يتحوّل لمجموعة من المشاهد الدرامية المتتالية على امتداد الأغنية. وقال ان مصطفى استفاد من التجارب التي كانت له مع المسرح، فطوّع صوته بالامكانيات الضخمة التي فيه، وطوّع خياله بالجموح الذي شهدناه عبر ألحانه، مُحلّقاً نحو أُطر موسيقية درامية عالية الجمال من خلال أغنياته.

وتحدث خطاب عن ان مصطفى وأثناء فترة دراسته في معهد الموسيقى والمسرح قد صادق نفر مميز من طلاب المسرح من أمثال يحيى فضل الله وقاسم ابو زيد وغيرهم. فنشأت علاقات قوية بينه وبينهم وانتِجت اعمال غنائية ومسرحية ذات قيمة فنية عالية.

بداية التعاون مع مصطفى

ويتحدث خطاب عن ان بداية تعاونه مع مصطفى سيد احمد كان عبر أغنية “جلبت ليك من بلاد الله البعيدة”.

وحكى خطاب انه وبُعيد مطلع الثمانينات زاره زميله الشاعر والمسرحي يحيى فضل الله وتحدث معه عن ان مصطفى “فنان كويس ومجتهد وبغني غنا جميل.. اديو غُنا ياخ.. نحنا كلنا اديناو”. واسترسل خطاب أنه وبتشجيع وتحريض يحيى اخذ ورقة مكتوب عليها النص وذهب بها إلى مصطفى.

ويرصد خطاب تطاول الفترة الزمنية من ذلك الحدث من دون أن تظهر الأغنية للناس..!!

ويسترسل: ثم تصادف ان اشتركنا، انا وعدد من الزملاء المسرحيين في احد العروض في مدينة ود مدني في منتصف الثمانينات. وكان الراحل مصطفى من ضمن المشاركين في العرض حيث انه كان يفضل ان يكون موجودا بنفسه في الأجزاء الغنائية التي تتخلل العرض المسرحي.

ويواصل خطاب: “في الاستراحة وبعد واحدة من البروفات ناداني مصطفى وكان شايل عودو في يدو وقال لي:

انا عايز اقول ليك حاجه يا خطاب لكن خايفك تزعل مني.. عايزك توعدني انك ما تزعل”.

يقول خطاب “قلت ليو: قول.. ما بزعل. قال لي: الورقة الفيها النص الشلتو منك.. ضاعت.. وعايزك تكتب لي النص تاني”.

ويقول خطاب انه اعاد كتابة النص لمصطفى الذي ابتسم بعد استلم الورقة. وطبّقها على شكل رفيع عجيب ثم ادخلها في تجويف ما بين ثنايا العود..!

ويواصل خطاب: “تاني يوم ناداني وقال لي: اقعد.. اسمع. وبدأ يعزف على عوده مقدمة موسيقية قصيرة.. بعدها دخل في “جلبت ليك.. من بلاد الله البعيدة”.. الخ.

وهنا سكت خطاب طويلا وكأنه يسترجع تفاصيل تلك اللحظة. فانتهزت الفرصة لأسأله حول اغنية “البت الحديقة” وحول ذلك الاختلاف الذي ظهر في التسجيل في بعض مفردات النص..!!

وأوضح خطًاب أنه في الأصل لم يعط نص أغنية “البت الحديقة” لمصطفى..!!

واضاف سريعا وكأنه توقع دهشتي، انه كان من المفترض ان يكون الاستاذ يوسف الموصلي هو ملحّن ومؤدي الأغنية. ولكن ووفقاً لحديث الموصلي مع خطاب، فإن مصطفى قد اخذ القصيدة بمعيّة قصائد اخرى في الفترة التي تجاور فيها مصطفى والموصلي في السكن في مصر في بداية التسعينات.

وتحدث خطّاب عن ان مجموعة من الأصدقاء حوله كانت لهم تحفظات على ألحان وأداء مصطفى سيد احمد. وكان رأيهم ان نص “البت الحديقة” ما كان يجب ان يذهب لمصطفى أبداً..!

وهنا لم استطع ان امنع نفسي من مقاطعة خطاب وسؤاله عن رأيه وانطباعاته حول لحن أغنية “البت الحديقة” خصوصاً وأن مصطفى قد صمّم لحناً قصيراً من دون تطويل في المقطوعات الموسيقية واللزمات ومستصحبين أيضاً تحفظات أصدقاء خطاب حول مصطفى وألحانه..!

واجاب خطاب بأن مصطفى ومن خلال اللحن الذي اختاره قد حافظ على ثورية النص. واضاف بأنه لا مجال للشك في أن مصطفى قد نجح جداً في ايصال اغنية “البت الحديقة” للناس . فلم تعد “البت الحديقة” قصيدة للشاعر خطاب، بل اصبحت وبفضل مصطفى ملك لكل الشعب السوداني.

وقال إنه أينما ذهب وجد البت الحديقة وتحدث ان اسمه كشاعر في المنابر اصبح مرتبطا بها.

وضرب مثلاً بأن الشاعر هاشم صديق وعلى الرغم من الكم الهائل لقصائده إلا أن نص “حاجة فيك” الذي تغنى به مصطفى يظل معلماً بارزاّ بسبب اللحن الذي اختاره لها.

وحول الاختلاف في النص الموجود في التسجيل المذكور في بداية هذا المقال مقارنة بالتسجيلات الأخرى، تحديداً مفردتي “شديدة” و”شارحة” والتي استخدمها مصطفى في:

(آملة مزدهرة و”شديدة”)

و..

(“شارحة” للناس الطريقة وللعصافير الجهات)..!

تحدّث خطاب عن ان مصطفى تدخل بشكل محدود في النص واستبدل مفردتي “شديدة” و”شارحة” بمفردتي “جديدة” و”واصفة” على التوالي.

وتحدث خطّاب عن انحيازه للمفردة الشبابية الجديدة، وكيف أن مفردة “شديدة” تنتمي وبشدة لهذا الانحياز.

“ضاحكة منتصرة وعنيدة.. آملة مزدهرة وشديدة”.

وأضاف انه وعلى الرغم من هذا الانحياز إلا أن مفردة “جديدة” التي استخدمها مصطفى كانت أكثر انتماءً لمضمون النص. وهو ما شجع خطاب على عدم الاعتراض.

ويقول خطاب بأنه راضٍ تماما عن التغيير الذي احدثه مصطفى في النص.

وتحدث خطاب عن انه سبق ان تعاون مع فنانين آخرين مثل الأستاذ ابو عركي البخيت الذي تغنى بقصيدتي “خطوط التماس” و”صاحبة في الزمن الصعب”. والفنان الهادي الجبل الذي تغنى بأغنية “يا زهرة” وبأغنية “اسباب العسل”. والفنانة ياسمين ابراهيم في اغنية “وأنا لافي في شارع مافي” من ألحان يوسف الموصلي، وغيرهم من الفنانين والأغنيات.

وربما لاستشعار خطّاب بتقاصر العمر تمنّى عبر تلك المسامرة ان يكون هناك تسريع لاخراج تلك الأعمال التي لا تزال قيد التلحين.

تمنيت ألا تنتهي تلك المسامرة أبداً. كما تمنيت لو تكررت مرات ومرات تحت عناوين وموضوعات أخرى، خصوصاً وأن خطاب رجل مثقف ومبدع متعدد في مواهبه وله طريقة مميزة في السرد وله منظوره الخاص في التعاطي مع الموضوعات.

ولم يمهلنا القدر إذ رحل الشاعر خطاب حسن أحمد مساء السبت 16 أكتوبر 2021م مخلفاً وراءه سيرة عطرة وإرثاً نوعياّ من الأعمال الشعرية والمسرحية، فخطّاب من أبرز الشعراء الذين عرفتهم الساحة الأدبية والمسرحية والإذاعية في عقد الثمانينات والتسعينات، غرّد داخل الوطن وغرد في المنافي التي تفرضها المواقف.

لخطّاب الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.

الوسوماعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة البت الحديقة الثورة السودان خطاب حسن أحمد محمد كبسور هاشم صديق يحيى فضل الله يوسف الموصلي

مقالات مشابهة

  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • مسامرة «موضوعها مصطفى» مع الراحل خطاب حسن أحمد
  • أزمة التمويل تحرم آلاف اللاجئين بمصر من العلاج
  • نحو 3.7 ملايين.. هذا ما يمنع عودة اللاجئين السوريين في تركيا لوطنهم
  • دارفور التي سيحررها أبناء الشعب السوداني من الجيش والبراءون والدراعة ستكون (..)
  • مساعد المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة يلتقي ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لدى دول الخليج
  • إسطنبول: المدينة التي حملت أكثر من 135 اسمًا عبر التاريخ
  • الأطفال الذين يعانون من نقص الوزن عند الولادة أقل استعدادا لدخول المدرسة
  • خطاب النصر ‏واجتماع كان لا بد منه!؟؟
  • ???? اهالي النيجر.. يبحثون عن ابناءهم (المرتزقة) الذين انقطعت اخبارهم فى السودان