تبدلت بشكل واسع التحالفات السياسية في لبنان خلال السنة الماضية، ولعل مؤشرات التغيير بدأت بعد الانتخابات النيابية الاخيرة حيث وصلت الى البرلمان اللبناني كتلة واسعة من النواب تتموضع عمليا خارج الانقسام التقليدي وتختار موقعها السياسي على القطعة، وعليه فإن الاكثرية النيابية ضاعت بين الافرقاء وباتت متغيرة وفق الاستحقاق الموضوع على طاولة البحث، لكن كل ذلك لم يؤد من انفراط عقد التحالفات التقليدية بالكامل.


فـ"التيار الوطني الحر" مثلا، وبالرغم كل خلافاته مع "حزب الله" وتحديدا في الملف الرئاسي، اتخذ قرارا حاسماً بعدم دعم اي مرشح يستفز الحزب، كان ذلك في عز الكباش الرئاسي وفي لحظة التقاطع التاريخية بين قوى المعارضة والتيار، اذ حافظ الاخير على خيط رفيع لكن واضح، مع حليفه السابق في اكثر استحقاق خلافي بينهما وهذا ينطبق على طريقة تعامل الحزب مع التيار في اكثر من ملف داخلي وكذلك في التعاطي الاعلامي.
الامر نفسه ينطبق على الحزب التقدمي الاشتراكي الذي، وبالرغم من كل ملاحظاته ولطشاته لبعض الاحزاب المسيحية في "قوى الرابع عشر من اذار"، الا ان حافظ على عضويته في المعارضة وشارك في معاركها بالرغم عدم اعتراضه الضمني على وصول رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية الى قصر بعبدا خصوصا ان فرنجية هو مرشح حليف جنبلاط الدائم رئيس المجلس النيابي نبيه بري. لكن كل تلك الاصطفافات تبدلت وتغيرت بعد اندلاع الحرب في غزة.
انتقل الحزب الاشتراكي بشكل عملي الى صفوف مؤيدي الحراك العسكري الذي يقوم به "حزب الله" في الجنوب، لا بل انه اعلن وقوفه الكامل مع الحزب في حال توسعت الحرب لتصبح شاملة، وهذا الموقف الجنبلاطي الذي اعلن عنه النائب السابق وليد جنبلاط بعد تصدره المشهد، يترافق مع تغييب الرجل لاي نقاش داخلي، اذ يتجنب اعطاء اي رأي واضح بالاستحقاقات المطروحة ما يوحي بأنه قد يعلن تعديلا في موقفه في اكثر من ملف في المرحلة المقبلة.
الانتقال الجنبلاط الى الخندق الذي يضم خصومه السابقين سيؤدي الى فرط جبهة المعارضة وتلقيها ضربة قاسية خصوصا اذا فشلت هذه الجبهة في استقطاب واستيعاب واحتواء "التيار الوطني الحر" ورئيسه جبران باسيل، لانها عندها ستكون جبهة تضم حزبين مسيحيين اساسيين هما "القوات" و"الكتائب" اضافة الى بعض الشخصيات التي قد لن تفوز بالانتخابات النيابية مرة جديدة، وهذا يعني ان "حزب الله" سيتقدم بشكل استراتيجي في الداخل اللبناني للمرة الاولى منذ العام ٢٠٠٥.
كما ان الحزب الاشتراكي ومن خلال ديبلوماسيته المستخدمة حاليا، سيبقى حاجة للجميع، وستبقى القوى السياسية كافة، بالرغم من اعادة تموضعه الكاملة، محافظة على علاقة ايجابية معه، وهذا ما يتيح له الاستفادة من التسوية المقبلة والحصول على مكاسب سياسية كبيرة تحصن موقعه السياسي للسنوات المقبلة وتجعله قادرا، كما كان في السابق، على لعب دور اكبر مما تتيحه له كتلته النيابية او حجمه الشعبي والتمثيلي.   المصدر: خاص "لبنان24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مدحت العدل لـ البوابة نيوز: محمد رحيم الجميع يحبه وكان رائعا في كل شيء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

وجه الدكتور مدحت العدل الشكر لجميع النجوم المشاركين في حفل تكريم محمد رحيم، والمقام بدار الأوبرا المصرية تحت رعاية وزارة الثقافة.

وعلق الدكتور مدحت العدل أن الفنانين أثبتوا أنهم وسط يجمعهم الخير والدعم والتعاون ويحب كل منهم الاخر .

وأضاف العدل في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز" أن سيرة الراحل محمد رحيم رائعة والجميع يحبه وكان على المستوى المهني والشخصي رائعا في كل شيء.

مقالات مشابهة

  • فرنجية يعزز موقعه التفاوضي: لا انسحاب مجانياً
  • الداخلية تكشف عن تأسيس حزب "التجديد والتقدم" من بين أهدافه الدفاع عن مغاربة العالم
  • رئيس المصري الديمقراطي يلتقي قادة الحزب الاشتراكي اليمني
  • بلينكن: «الجولاني» قال أشياء إيجابية لكن السؤال «ما الذي سيفعله على الأرض»؟
  • محافظ أسوان: التعاون مع الجميع لتلبية المطالب الجماهيرية
  • دمشق تتحرك لاستعادة اكثر من الفي عسكري سوري في العراق - عاجل
  • مدحت العدل لـ البوابة نيوز: محمد رحيم الجميع يحبه وكان رائعا في كل شيء
  • الأمن والدفاع النيابية تكشف مصير قانون جهاز المخابرات العراقي
  • "فيتش": تعديل النظرة المستقبلية لسلطنة عُمان إلى "إيجابية"
  • الحد الأدنى للأجور على طاولة لجنة العمل النيابية الأربعاء