أعلن الحزب الشيوعي السوداني، اعتذاره عن المشاركة في الاجتماع التحضيري لاجتماع شامل بين السودانيين الذي دعا له الاتحاد الأفريقي خلال الاسبوع

الخرطوم: التغيير

أعلن الحزب الشيوعي السوداني، اعتذاره عن المشاركة في الاجتماع التحضيري لاجتماع شامل بين السودانيين الذي دعا له الاتحاد الأفريقي خلال الاسبوع الحالي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.



وكانت آلية الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى المعنية باستعادة الاستقرار في السودان قررت، يونيو الماضي، تيسير حوار شامل بين الفرقاء السودانيين لحل أزمة الحرب المندلعة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 ابريل 2023م وتبعاتها.

وقال الحزب الشيوعي في نص الخطاب الموجه للآلية الأفريقية بتاريخ الثالث من يوليو الحالي، إنه يرى أن حل الأزمة لا يتحقق عبر العودة لذات المسار الذي ساد ما قبل ثورة ديسمبر 2018م أو ما قبل حرب أبريل 2023، تحت دعاوى تحقيق وحدة وطنية بين السودانيين “لا تستثني أحدا” كما جاء في خطاب الاتحاد الأفريقي؛ بل يكمن في انتهاج نمط سياسي اجتماعي منحاز للشعب؛ وخط طريق جديد مفارق لما كان سائداً طوال سبعة عقود.

(التغيير) تنشر نص البيان أدناه:
الحزب الشيوعي السوداني المكتب السياسي

السيد/ د. محمد بن شمباس رئيس الآلية رفيعة المستوى المعنية بالسودان، الممثل السامي للاتحاد الأفريقي لإسكات البنادق..

المحترم.

تحايا طيبة؛

إشارة إلى خطابكم المعنون إلى _ محمد مختار الخطيب، السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني _ والخاص بدعوته للحضور والمشاركة في الاجتماع التحضيري لاجتماع شامل بين السودانيين.

يقدم الحزب الشكر لكم على الدعوة ويعتذر عن المشاركة مع إبداء رؤيته وملاحظاته عنما يجري في السودان من حرب؛ ومبادرات لإيقافها ومحاصرة تداعياتها على المواطنين.

– سيادتكم تعلم أن خيار الشعب في ديسمبر 2018 كان الثورة؛ لإدراكه انسداد الأفق أمام نهج الحكم والسياسات التي سادت في بلادنا السودان منذ استقلاله في العام 1956، وفشلها في تحقيق مشروع نهضوي يرتقي بحياة الشعب، مخلفة الفقر والتخلف والتبعية للخارج. ما كان يجري طوال سبعة عقود لم يكن مجرد تشوهات أو تحريفات في نطاق مشروع وطني يمكن استيعابها على ذات نمط الحكم وإدارة الوطن، بل الأمر أعمق ويستوجب تغيير تام للبنيان كله وتغييرات عميقة في بنية السلطة والثروة وإدارة التنوع في السودان. ذلك ما دعا له الشعب حين اختار الثورة طريقاً لحل الأزمة العامة في السودان رافضاً ما كان يجري من حوارات واجتماعات مشتركة بين بعض المعارضة وحكومة الإنقاذ المدحورة قبيل اندلاع ثورة الشعب في السودان، وبرعاية دولية وإقليمية تحت مظلة مشروع الهبوط الناعم، المشروع الأمريكي، لاحتواء ما طرأ من أزمات وتصدعات في بنية نظام الإنقاذ المدحور. قصد مشروع الهبوط الناعم وضع دعومات تسند النظام القائم حينها بتوسيع القاعدة الاجتماعية لحكومة الانقاذ بإشراك بعض المعارضة في السلطة وتحقيق تحول ديمقراطي شكلي بإجراء انتخابات عامة تكون الغلبة فيها لقوى الرأسمالية الطفيلية وحلفائها الجدد للاستمرار على ذات السياسات الاقتصادية الاجتماعية والسير على نهج الليبرالية الجديدة وآلياتها، السوق الحر، تكسرياً للتبعية ومحاصرة لحاضر ومستقبل الوطن، مما يهدد وحدة الوطن.

– يرى الحزب الشيوعي السوداني أن حل الأزمة في السودان وصيانة وحدته لا يتحقق عبر العودة لذات المسار الذي ساد ما قبل ثورة ديسمبر 2018 أو ما قبل حرب أبريل 2023، تحت دعاوى تحقيق وحدة وطنية بين السودانيين “لا تستثنى أحدا” كما جاء في خطابكم؛ بل الحل يكمن في انتهاج نمط سياسي اجتماعي منحاز للشعب؛ وخط طريق جديد مفارق لما كان سائداً طوال سبعة عقود، وقد ابتدرته ثورة ديسمبر 2018 وأكدته في مواثيقها لتحقيق تحول ديمقراطي مجتمعي، وتحرر وطني جذري، واستقلال اقتصادي وعلاقات خارجية قائمة على الندية في تبادل المنافع مع الشعوب والدول واحترام السيادة الوطنية لكل الأطراف، دعت الثورة لفترة انتقالية يؤسس فيها لتحول ديمقراطي مجتمعي يكون القرار للشعب في كل مستويات الحكم وإجراء إصلاحات عميقة في بنية الدولة والسلطة والثروة وتحقيق عدالة اجتماعية تقود لسلام مستدام، وتهيأ فيها البلاد لعقد مؤتمر دستوري قومي في نهاية الفترة الانتقالية يتوافق فيه أهل السودان على كيف يحكم السودان وتدار ثرواته لصالح جميع السودانيين وتحقيق الوحدة الوطنية. بتوافق المؤتمر الدستوري القومي على ملامح دستور السودان الذي يصاغ فنياً، ويطرح ويجاز عبر استفتاء شعبي عام، بذلك يكون الشعب قد تملك زمام أمره ونسج خيوط نهضة الوطن وارتقاء حياته وصان وحدة بلاده والتعامل بندية وكرامة مع شعوب ودول العالم وتبوأ السودان موقعه المستقل وسط المجتمع الدولي.

– بالطبع حزبنا وكل الشعب يتوقون لإحلال السلام واستتباب الأمن والعودة لاستقرار الحياة ويسعون لإيقاف الحرب وفتح الممرات الآمنة لإيصال الإغاثة والإعانات الإنسانية للمتضررين ورجوع الخدمات العامة الضرورية للمواطنين والكف عن استخدامها أدوات حرب ولقسر المواطنين على هجرة الديار والوطن للاستيلاء على الأرض والموارد، والعمل الجاد لعودة النازحين واللاجئين لمقراتهم لممارسة حياتهم العامة وتوفير لقمة العيش. يُثّمن الحزب كل الجهود الداخلية والخارجية المبذولة لإيقاف الحرب وعودة الحياة لطبيعتها في السودان ويمد يده لكافة المساعي وإقرانها بالعمل على استرداد الثورة. وحزبنا يعمل من أجل سلام شامل يعم البلاد ويرسم الطريق لحاضر ومستقبل الوطن، وليس سلام لمجرد التقاط الأنفاس كما كان يجري في السابق، ثم معاودة انفجار الأزمة مجددا؛ مهددة وحدة الوطن.

– ملاحظاتنا على المبادرات المطروحة والمساعي الجارية لحل أزمة الحرب أنها جميعاً تتسم بـ :

– إبداء النوايا الطيبة لإيقاف الحرب ومساعدة السودانيين في محنتهم جراء الحرب دون خطوات عملية فعالة على الأرض. والاكتفاء بالاستنكار وإطلاق الإدانات للممارسات غير الإنسانية ضد المواطنين العزّل من طرفي الحرب، وفرض عقوبات غير فعّالة على أفراد نافذين أو شركات تابعة لطرفي الحرب مع غياب خطوات حازمة لتنفيذ ما يتفق عليه من هدن حتى وصلت أوضاع السودانيين في الداخل وفي دول إيواء المهاجرين حداً مأساوياً ظهر في بيانات وإحصاءات الأمم المتحدة والهيئات والمؤسسات التابعة لها مع شح في الإغاثات والإعانات الإنسانية وعدم التزام من الدول المانحة بالإيفاء بما تعلنه من مساهمات.. ومن جانب آخر لا تفرض عقوبات على الدول التي تزود طرفي الحرب بالسلاح والعتاد والمعلومات اللوجستية والاستخباراتية.

– عدد من الدول الإقليمية والدولية النشطة في المسألة السودانية وتعتبر جزء أصيلاً في المبادرات المطروحة لإيقاف الحرب وتداعياتها تنساق وراء أطماعها في موارد السودان ولمد نفوذها في السودان والإقليم تسهم في استطالة الحرب في السودان وتمد طرفي الحرب بالسلاح. وهي ذات الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التي تدخلت في شأن السودان إبَّان اندلاع الثورة وفرضت شراكة العسكر “اللجنة الأمنية العليا لنظام الانقاذ المدحور” في الحكومة الانتقالية للثورة ولعبت دوراً في انحراف الثورة عن مسارها في تحقيق شعاراتها “حرية، سالم، وعدالة، والثورة خيار الشعب”. وما انقلاب 25 أكتوبر 2021 وحرب 15 أبريل 2023 بين طرفي الحرب إلا نتاج موضوعي لذلك الانحراف الذي أعاد الأزمة الثورية؛ معبرين عن تقاطع المصالح ودبيب الصراعات بين أطراف قوى الهبوط الناعم بالداخل والخارج وتكالبهم على السلطة والموارد والنفوذ. تم توظيف الحرب لإرهاب وترويع المواطنين وتشتيت قوى الثورة الحية للإجهاز على الثورة وأهدافها.

– ورد في خطابكم أن الحوار المزمع عقده بين السودانيين ” لا يستثنى أحدا” مما عنى إشراك القوى السياسية والمجتمعية المعادية للثورة في الحوار بما فيهم حزب المؤتمر الوطني وفلول النظام المدحور والقوى السياسية التي تعاونت وتحالفت مع النظام المدحور وبقيت في السلطة لحين إسقاطها في 11 أبريل 2019.

– ورد في خطابكم الإشارة للقائد العام للقوات المسلحة الفريق البرهان، أحد مشعلي حرب 15 أبريل 2023، بصفة رئيس مجلس السيادة مما يشرعن انقلابه؛ واعتباره قائداً للدولة وذاك ما يناقض حتى الوثيقة الدستورية المعيبة الموقعة في أغسطس 2019 ويتنافى مع قرار الاتحاد الأفريقي القاضي بعدم الاعتراف بأنظمة الحكم الناتجة عن انقلابات عسكرية وجمد بموجب القرار نفسه عضوية دولة السودان في الاتحاد الأفريقي حين وقوع الانقلاب في 25 اكتوبر 2021.

– حزبنا يعمل وسط الجماهير ومعها لإيقاف الحرب واسترداد الثورة والعودة لمواثيقها وتحقيق شعاراتها وأهدافها المعلنة من قبل الشعب.

وشكراً ..

محمد مختار الخطيب.. السكرتير السياسي/ الحزب الشيوعي السوداني.

التاريخ: 3 يوليو 2024م.

أنوه أن خطابكم وصل مركز الحزب متأخراً؛ في يوم 19 يونيو 2024، أي قبل يوم من انتهاء الفترة المحددةمن قبلكم لاستلام الرد واعتماد المشاركة..  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحزب الشیوعی السودانی الاتحاد الأفریقی بین السودانیین لإیقاف الحرب المشارکة فی عن المشارکة فی السودان طرفی الحرب شامل بین أبریل 2023 ما قبل ما کان

إقرأ أيضاً:

الاتحاد تعيد نشر حوار موسع كانت أجرته مع البابا فرنسيس

أعلن الفاتيكان، اليوم الاثنين، وفاة البابا فرنسيس، عن 88 عاما. وكانت صحيفة "الاتحاد" قد نشرت حوارا موسعا مع البابا فرنسيس أجراه سعادة الدكتور حمد الكعبي، الرئيس التنفيذي لمركز الأخبار في شبكة أبوظبي للإعلام.
وكانت المقابلة أول حوار صحفي شرق أوسطي لقداسته منذ توليه سدة الحبرية البابوية، والأول أيضاً عقب خروجه من المستشفى وإجرائه عملية جراحية ناجحة.
وأعرب قداسة البابا فرنسيس، في الحوار، عن تقديره العميق لدولة الإمارات العربية المتحدة، ودورها في نشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش بالمنطقة والعالم، معتبراً أن عظمة أي بلد في العالم لا تقاس بالثروة فحسب، بل بدوره الملموس في نشر قيم السلام والأخوة والتعايش والدفاع عنها.
كما أعرب قداسته عن تقديره الكبير لالتزام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بدعم الجهود الدولية من أجل السلام والتسامح، معلقاً على ذلك بقوله: «إن الاستثمار في الثقافة يعزّز انحسارَ الحقد ويسهم في نموَّ الحضارة والازدهار».

وقال قداسته: «أقدّر كثيراً التزام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمكافحة الأمراض في جميع أنحاء العالم، ونشر مبادئ (وثيقة الأخوة الإنسانية) من خلال مبادرات ملموسة تهدف إلى تحسين حياة المحرومين والمرضى. وإنني ممتن لسموه ولالتزام الإمارات بتحويل تعاليم الوثيقة إلى أعمال ملموسة... فالخير يجب أن يكون عالمياً، لأن الأخوة عالمية بطبيعتها».
ووصف قداسته، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأنه مثال رائع للقائد بعيد النظر الذي بنى وطنه على التسامح والتعايش والتعليم والشباب، مؤكداً أن أبناءه يسيرون على نهجه ذاته.
واستذكر قداسته زيارته التاريخية لأبوظبي حيث وقع مع فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وثيقة الأخوة الإنسانية، بالقول: «أتذكر بفرح وامتنان كبيرين رحلتي إلى الإمارات العربية المتحدة في عام 2019 والترحيب الحار الذي تلقيته.. لقد تأثرت بشدة بالكرم والود الذي منحني إياه بلدكم العزيز»، مضيفاً «قلت في خطابي بأبوظبي: (أرى في بلدكم أنه لا يتمّ الاستثمار في استخراج موارد الأرض وحسب، بل أيضاً موارد القلب، أي في تربية الشبيبة)».

أخبار ذات صلة سيف بن زايد يعزي في وفاة البابا فرنسيس هزاع بن زايد يعزي الكاثوليك في وفاة البابا فرنسيس

وردا على سؤال عن تقييم قداسته للجهود المبذولة لنشر قيم التسامح والأخوة الإنسانية، وما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحقيق ذلك؟، قال البابا فرنسيس:
** تبدأ الوثيقة بهذه الجملة الجوهرية، والتي هي أساس الوثيقة بأكملها: «يحملُ الإيمانُ المؤمنَ على أن يَرَى في الآخَر أخاً له، عليه أن يُؤازرَه ويُحبَّه.. وانطلاقاً من الإيمان بالله الذي خَلَقَ الناسَ جميعاً وخَلَقَ الكونَ والخلائقَ وساوَى بينَهم برحمتِه، فإنَّ المؤمنَ مَدعُوٌّ للتعبيرِ عن هذه الأُخوَّةِ الإنسانيَّةِ بالاعتناءِ بالخَلِيقةِ وبالكَوْنِ كُلِّه، وبتقديمِ العَوْنِ لكُلِّ إنسانٍ، لا سيَّما الضُّعفاءِ منهم والأشخاصِ الأكثرِ حاجَةً وعَوَزاً»..
بهذه الطريقة فقط يمكننا أن نكرم الله، أي باعتبار أنفسنا إخوة وأخوات ليس بالأقوال ولكن بالأفعال وبالأعمال الخيرية، خاصة تجاه إخواننا وأخواتنا المحتاجين والفقراء. 
من السهل التحدث عن الأخوة، ولكن المقياس الحقيقي للأخوة هو ما نفعله حقاً وبطريقة ملموسة لتقديم المساعدة والدعم والمؤازرة والعون والإطعام والترحيب بإخوتي وأخواتي في الإنسانية. 
إن كل خير بطبيعته يجب أن يوجه للجميع من دون تفرقة. إذا فعلتُ الخير فقط لأولئك الذين يفكرون أو يؤمنون مثلي، فإن خيري هو نفاق، فالخير لا يعرف التمييز والإقصاء. 
ويسعدني هنا أن أشجع الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي ولدت من الوثيقة والتي تقدم خدماتها للجميع دون أي تمييز أو إقصاء.
يمكن الاطلاع على النص الكامل للحوار مع قداسة البابا فرنسيس على الرابط التالي:
البابا فرنسيس لـ«الاتحاد»: قيادة الإمارات مهتمّة ببناء المستقبل وسلام العالم

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • دارفور التي سيحررها أبناء الشعب السوداني من الجيش والبراءون والدراعة ستكون (..)
  • مليشيتك المفضلة شنو؟ الشعب السوداني بعد الحرب
  • رئيس الاتحاد المصري للتايكوندو يطير إلى إثيوبيا لحضور عمومية الاتحاد الأفريقي
  • أبرز الأرقام المتعلقة بعودة السودانيين من مصر إلى السودان
  • أحزاب المعارضة الكردية ترفض المشاركة في حكومة الإقليم الجديدة
  • الاتحاد تعيد نشر حوار موسع كانت أجرته مع البابا فرنسيس
  • ده كان حزب المؤتمر السوداني قبل ما يختطفوه العملاء!
  • رشيد يدعو الى “تحفيز” الشعب على المشاركة في الانتخابات المقبلة
  • المفارقات في المشهد السوداني!
  • جنوب السودان يعتذر رسميا ويحشد جهوده لإصلاح العلاقات مع أميركا