نابلس مثالاً.. هكذا يعمل الاحتلال لجعل الضفة غير قابلة للحياة
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
نابلس - صفا
لم يعد خافيا على أي مراقب للأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، أن إجراءات الاحتلال بأذرعه المختلفة تعمل بشكل متكامل في اتجاه واحد، وهو تضييق سبل الحياة اليومية في وجه الفلسطينيين وجعل حياتهم مستحيلة، وبالتالي فتح الباب للهجرة الطوعية وتسهيل ضم الضفة.
وفي الوقت الذي تشن فيه "إسرائيل" حربا تدميرية وإبادة جماعية في قطاع غزة منذ 9 أشهر لجعل القطاع منطقة غير قابلة للحياة، فإنها تتبع في الضفة إجراءات متنوعة تصب في مجملها لتحقيق هذا الهدف، وإن كانت تتم بصورة أقل بشاعة.
وتتقاطع هذه الإجراءات مع رؤية بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية ووزير الاستيطان في وزارة جيش الاحتلال الذي يستغل موقعه في حكومة الاحتلال للمضي قدما في تنفيذ خطته لحسم العلاقة مع الفلسطينيين ومستقبل الضفة الغربية، والتي سبق أن أعلن عنها في العام 2017.
وتقوم خطة سموتريتش على ضع الفلسطينيين في الضفة أمام خيارات ثلاث؛ فإما القبول بالعيش في حكم بلدي تحت سيادة دولة الاحتلال، أو الهجرة إلى الخارج بتشجيع وتسهيلات من دولة الاحتلال، ومن يرفض هذا وذاك يتولى جيش الاحتلال تصفية الحساب معه.
وتعاني محافظة نابلس شمال الضفة الغربية، بشدة من إجراءات الاحتلال واعتداءات مستوطنيه التي لا تتوقف ساعة من نهار أو ليل، لتحيل حياة الفلسطينيين إلى جحيم لا يطاق.
ووفق تقرير لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن قوات الاحتلال والمستوطنين نفذوا 7681 اعتداءً في الضفة خلال النصف الأول من العام 2024 كان نصيب محافظة نابلس منها 1093 اعتداء.
وتراوحت الاعتداءات والإجراءات بين فرض وقائع على الأرض؛ كمصادرة الأراضي وتوسعة الاستيطان والتهجير القسري، والإعدامات الميدانية، وتخريب وتجريف الأراضي، واقتلاع الأشجار، والاستيلاء على ممتلكات، والإغلاقات، والحواجز التي تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية.
وكما في كافة أنحاء الضفة، تعاني الكثير من البلدات بنابلس من أزمة مياه سببها الأساس سياسات الاحتلال الذي قطع معظم نقاط المياه التي تغذي تلك البلدات، وسيطر على معظم الينابيع كنبع بلدة قريوت، وبات يتحكم بكميات المياه التي يزود بها معظم البلدات.
ومن بين سياسات التضييق على المواطنين بالضفة؛ هدم المباني والمنشآت الزراعية والصناعية بحجة عدم الترخيص، ونفذت سلطات الاحتلال في النصف الأول من العام الجاري 243 عملية هدم في الضفة بما فيها مدينة القدس المحتلة، هدمت خلالها 318 منشأة.
وفي نابلس، تشهد الكثير من البلدات وأهمها دوما، وفروش بيت دجن، وخربة طانا، وخربة الطوّيل، عمليات هدم بوتيرة متصاعدة، الأمر الذي يحد من التوسع العمراني والاستثمار الزراعي والصناعي فيها.
ولا تقتصر عمليات الهدم على الممتلكات الخاصة، بل تمتد إلى المرافق العامة من طرق وشبكات كهرباء وغيرها.
وتنتشر في محيط مدينة نابلس لوحدها 7 حواجز للاحتلال أحالت المدينة إلى سجن كبير، وجعلت الدخول إليها أو الخروج منها قطعة من العذاب، اذ تستنزف هذه الحواجز ساعات طويلة يوميا من المارين عبرها، فضلا عن عمليات التنكيل والاحتجاز لأعداد من المواطنين والاعتداء عليهم.
ومن يسلم من حواجز الاحتلال فإنه لا يضمن السلامة من اعتداءات المستوطنين المنتشرين في شوارع الضفة بحماية قوات الاحتلال، ويستهدفون المركبات الفلسطينية وركابها بالحجارة وبغاز الفلفل الحار، حتى أضحى التنقل في شوارع الضفة مغامرة غير مأمونة.
وتتواجد بشكل يومي بين بلدات عصيرة القبلية وعوريف ومادما عصابة مسلحة من المستوطنين يقودهم مستوطن يدعى "يعقوب"، وتقوم هذه العصابة بقطع الطريق ونهب أموال المواطنين الذين يسلكون طرقا فرعية لتجنب المرور عبر حواجز الاحتلال، ومن يحاول الإفلات من هذه العصابة يعرض نفسه لخطر الإصابة برصاصها أو الاعتداء بالضرب.
وباتت عصابات المستوطنين جيشا موازيا لجيش الاحتلال، وتلعب دورا لا يقل خطورة عما يرتكبه الجيش من جرائم يومية ضد الفلسطينيين.
وتعاني غالبية البلدات بمحافظة نابلس من هجمات يومية للمستوطنين هدفها بث الرعب في صفوف المواطنين وجعل تلك البلدات غير آمنة للسكن، فضلا عن تدمير الممتلكات وإلحاق خسائر كبيرة بالمنشآت الزراعية والصناعية لشل العجلة الاقتصادية.
ولا يقل الاستيطان الرعوي خطورة عما سبق، فقد أدى انتشار البؤر الاستيطانية الرعوية لإغلاق مساحات شاسعة من المراعي أمام مربي الثروة الحيوانية الفلسطينيين، ودفعهم للتخلص من أعداد كبيرة من رؤوس الماشية.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: نابلس الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي الاستيطان اعتداءات المستوطنين فی الضفة
إقرأ أيضاً:
وسط هتافات غاضبة.. مئات الفلسطينيين يشيعون ضحايا غارة إسرائيلية في طولكرم
شارك المئات من الفلسطينيين يوم الجمعة في تشييع جنازة أربعة مواطنين قتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت مخيم طولكرم للاجئين في الضفة الغربية المحتلة. حمل المشيعون الجثث الملفوفة بالأعلام الفلسطينية، وساروا في شوارع المخيم وهم يهتفون بشعارات تندد بالقصف الإسرائيلي.
اعلانوذكرت وزارة الصحة، أن الهجوم أسفر عن مقتل أربعة فلسطينيين وإصابة ثلاثة آخرين. في المقابل، تبنى الجيش الإسرائيلي مسؤولية الهجوم، دون أن يحدد هدفه من العملية.
وفي وقت سابق يوم الخميس، قتل فلسطينيان آخران بنيران إسرائيلية في مخيم بلاطة للاجئين قرب نابلس. وأوضحت المصادر الطبية أن أحد القتلى كان امرأة مسنّة تبلغ من العمر 80 عامًا، أصيبت بطلقات نارية في صدرها وساقها.
Relatedغانتس يدعو للتعامل مع جنوب لبنان كمناطق "أ" في الضفة الغربية.. ماذا يعني ذلك؟قتل الأطفال يبلغ معدلاً غير مسبوق.. الغارديان: إسرائيل تستخدم الذخيرة الحية لقتلهم في الضفة الغربيةفي أعقاب فوز ترامب: مستوطنون إسرائيليون يترقبون خطوات لضم الضفة الغربية.. فهل سيتحقق ذلك؟منذ السابع من أكتوبر 2023، والذي أدى إلى تصاعد الحرب على قطاع غزة، قُتل أكثر من 800 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة بنيران قوات الجيش.
وتواصل إسرائيل تنفيذ عمليات عسكرية شبه يومية في الضفة الغربية المحتلة، زاعمة أنها تهدف إلى التصدي للهجمات المتزايدة على الإسرائيليين في الآونة الأخيرة.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية غارة جوية إسرائيلية على وسط غزة تُسفر عن مقتل خمسة وإصابة سبعة آخرين "جثث تُترك للكلاب ونتسابق على القتل".. شهادات جنود إسرائيليين تكشف عن ممارسات مروعة في غزة حصيلة القتلى تتصاعد في غزة.. وحماس تتحدث عن "تطهير عرقي" وإسرائيل تعلن قصف أهداف للحوثيين بـ60 قنبلة ضحاياقصفالضفة الغربيةمخيمات اللاجئيناعتداء إسرائيلاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next إسرائيل تتوغل جنوبا في العمق السوري.. فما هو "حوض اليرموك" ولماذا يمثل هدفًا استراتيجيًا لتل أبيب؟ يعرض الآن Next استدعاء للسفراء وإصدار مذكرات اعتقال.. ما الذي يحدث بين بولندا والمجر؟ يعرض الآن Next مستوطنون يضرمون النار في مسجد بالضفة الغربية ويكتبون شعارات تهديدية: "المسجد سيحترق والكنيس سيبنى" يعرض الآن Next بعد محادثات إيجابية.. أمريكا تلغي مكافأة الـ10 ملايين دولار لاعتقال الجولاني يعرض الآن Next واشنطن تتهم عنصرا في الحرس الثوري الإيراني بقتل مواطن أمريكي في العراق اعلانالاكثر قراءة القيادة المركزية الأمريكية تعلن عن تصفية "أبو يوسف" زعيم داعش في سوريا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل عاجل. ألمانيا: قتيلان على الأقل وعشرات الجرحى في عملية دهس بسوق عيد الميلاد واعتقال مشتبه به سعودي الجنسية إصابة شاب بنيران الجيش الإسرائيلي خلال مظاهرة في ريف درعا السورية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.. هل تعلم أن للأسد 348 اسمًا؟ اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومهيئة تحرير الشام ضحاياسوريابشار الأسدأبو محمد الجولاني عيد الميلادألمانياروسياالحرب في سوريااعتداء إسرائيلبرلمانالشتاءالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024