صناعة “الخمير” في اليمن تقاوم الأزمات
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
يمن مونيتور/العربي الجديد
يحرص عبده عثمان على الإشراف الكلي والمرور في الصباح الباكر بعمّاله وهم يضعون اللمسات الأخيرة على “العجينة” قبل البدء بتقطيعها إلى دوائر صغيرة في محل صغير مكتظ بالعمال يتوسط شارعي جمال والتحرير وسط عاصمة اليمن صنعاء. بعد ذلك يشغل “المقلى” الممتلئ بالزيت والموضوع على النار لصناعة فطائر “الخمير” التي تحظى برواج واسع في مختلف مدن ومناطق اليمن بمسميات وأشكال مختلفة ومتعددة.
يقول عثمان لـ”العربي الجديد” إنّ هذه الوجبة اليمنية الشهيرة تواجه تحديات واسعة، بسبب ارتفاع أسعار الدقيق والقمح والحبوب، إذ ثمة صعوبة بالغة في الاستمرار بإنتاجها اليومي بالسعر المحدد والمناسب لكل الفئات، خصوصاً محدودي الدخل، بينما يتحدث العامل الآخر سليم العماري لـ”العربي الجديد” عن أن مواد إعدادها كثيرة ومكلفة، إذ تحتاج إلى الدقيق والزيت والخميرة وغيرها من المكونات لإنتاج “الخمير” التي تُتناول مع الشاي اليمني بالحليب، المعروف باسم الشاي العدني.
وتحافظ فطائر “الخمير” على سعرها المعتاد المتداول في المقاهي والمحلات التي تقدمها مع أطعمة أخرى، خصوصاً في وجبة الإفطار، إذ يتراوح سعرها بين 50 و100 ريال للفطيرة الواحدة، بحسب الحجم، في حين تزيد عن 150 ريالاً في مدن مثل عدن وتعز جنوب غربي اليمن. يعتبر “الخمير” أو “العُشر” كما يطلق عليه في بعض مناطق اليمن مثل تعز، أو “الزلابيا”، بحسب التسمية الشهيرة له في عدن؛ وجبة الإفطار الرئيسية الأهم للمواطنين البسطاء والفقراء ومحدودي الدخل في مختلف المدن اليمنية، خصوصاً عمال الأجر اليومي الذين يدشّنون يومهم في الصباح الباكر بفطائر “الخمير”.
يؤكد الخياط في شارع “هائل” بصنعاء وليد السالمي، لـ”العربي الجديد”، أن وجبة “الخمير” والشاي العدني مهمة جداً للعاملين في مجال الخياطة بسبب قربها منهم، وأسعارها المناسبة لدخلهم، إذ يلاحظ انتشار محال ومشاغل الخياطة حول المواقع العاملة في هذه الصناعة.
تكتظ العاصمة اليمنية صنعاء، خصوصاً وسطها وجنوبها وغربها، مثل مناطق التحرير وشارع جمال والصافية وشارع هائل، والأهم في شارع المطاعم الشهير في قلب منطقة التحرير بالعاصمة اليمن، بالمقاهي والمحال التي تقدم وجبات “الخمير” مع الشاي العدني، وخبز الطاوة مع اختلاف تقديم هاتين الوجبتين الشهيرتين، إذ يهيمن “الخمير” على وجبة الإفطار، بينما يناسب خبز الطاوة وجبة العشاء.
سلسلة مهن مرتبطة بـ”الخمير” في اليمن
يشرح المحلل الاقتصادي أحمد الرماح، لـ”العربي الجديد”، كيف أصبح في مثل هذه الأماكن اقتصاد متعدد يرتبط بسلسلة من المهن والأعمال، مثل صناعة “الخمير” أو “المقصقص”، كما كان يطلق عليه قديماً أو “العُشر”، إذ يعمل في هذا الجانب عدد كبير من العمال يتوزعون على إعداد “العجينة” وتقطيعها وغمرها بالزيت لإنضاجها، وفي إخراجها وتجهيزها وتقديمها للزبائن لتناولها.
تتضمن السلسلة أيضاً عملية إنتاج الشاي العدني أو الشاي الأحمر بدون حليب، إذ إن هناك عدداً من العمال في المقاهي يعملون على إنتاجه بتوازن دقيق بين مقادير الشاي والحليب والسكر، ومن ثم الهيل؛ وهو نوع من التوابل يضاف إلى الشاي بعد وضعه في الكوب. بحسب الرماح، فإن رواج منتجات هذه المهن والأعمال يخلق حركة تجارية متوسطة، إذ تتعدّد السلع الداخلة في صناعة وإنتاج مثل هذه المأكولات والوجبات والمشروبات، في ظل وضع معيشي متردٍّ يطاول جميع سكان اليمن.
ويحاول اليمنيون التشبث بقدر الإمكان بأعمالهم ومهنهم وحرفهم، للمحافظة عليها والبقاء والصمود، ولو بأقل القليل، في وجه مشقة الحياة.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: التحرير الخمير اليمن باب اليمن صنعاء لـ العربی الجدید
إقرأ أيضاً:
صدور العدد (64) الجديد من مجلة “المسرح”
تضمن العدد (64) من مجلة المسرح الشهرية التي تصدرها دائرة الثقافة في الشارقة، مجموعة متنوعة من القراءات والحوارات والتقارير والرسائل حول ظواهر وتظاهرات المسرح خلال الشهر الماضي.
نشرت المجلة في “مدخل” إفادات لعدد من الفنانين العمانيين، ثمنوا عبرها دعم وجهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لإثراء حركة المسرح العربي، وفي الباب ذاته أفردت المجلة مساحة واسعة لمواكبة فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي الذي نظم في الفترة (13-17) ديسمبر الماضي، مع تسليط الضوء على جماليات عرض الافتتاح «الرداء المخضب بالدماء» تأليف الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي قدمته فرقة مسرح الشارقة الوطني.
كما حوى الباب استطلاعاً لعدد من الفنانين المحليين حول تجربة «مهرجان خورفكان المسرحي» لمناسبة دورته العاشرة التي تنظم يوم 25 يناير.
واشتمل «قراءات» على مراجعات حول أحدث وأبرز العروض المسرحية التي شهدتها العواصم العربية، حيث كتب الحبيب سوالمي عن عرض «حلاق إشبيليا» للمخرج الجزائري حبال البوخاري، وسعيدة شريف عن «الحافة» للمخرج المغربي عبدالمجيد الهواس، وشريف الشافعي عن «حاجة تخوف» للمخرج المصري خالد جلال، وكمال الشيحاوي عن «روضة العشاق» للمخرج التونسي معز العاشوري، وحاتم التليلي عن «لعبة النهاية» للمخرج المصري السعيد قابيل، والحسام محيي الدين عن «أنا لما أكبر» للمخرج اللبناني أدون خوري.
وفي «رؤى» كتبت ريم الشمالي تحت عنوان «الأزياء والسينوغرافيا في مسرح اليوم»، ومحمد بوعيطة «الفضاء الذهني بين اللوحة والخشبة».
وروى خليل نصيرات في «أسفار» رحلته إلى العاصمة اللبنانية بيروت للمشاركة في مهرجان المسرح العربي (يناير 2011)، وفي «مطالعات» قرأ موسى إبراهيم مسرحية “اعترافات زوجية” لإريك إيمانويل شميت التي صدرت ترجمتها العربية أخيراً.
ونقرأ في «متابعات» حول مهرجانات المسرح المستقلة في مصر، والنهضة الجديدة للمسرح الغنائي. وفي «رسائل» كتب رابح هوادف عن متحف مقتنيات المسرح الجزائري، ورصدت عواطف السويدي أجواء دورة اليوبيل الفضي لأيام قرطاج المسرحية.