يمن مونيتور:
2024-10-05@17:29:50 GMT

صناعة “الخمير” في اليمن تقاوم الأزمات

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

صناعة “الخمير” في اليمن تقاوم الأزمات

يمن مونيتور/العربي الجديد

يحرص عبده عثمان على الإشراف الكلي والمرور في الصباح الباكر بعمّاله وهم يضعون اللمسات الأخيرة على “العجينة” قبل البدء بتقطيعها إلى دوائر صغيرة في محل صغير مكتظ بالعمال يتوسط شارعي جمال والتحرير وسط عاصمة اليمن صنعاء. بعد ذلك يشغل “المقلى” الممتلئ بالزيت والموضوع على النار لصناعة فطائر “الخمير” التي تحظى برواج واسع في مختلف مدن ومناطق اليمن بمسميات وأشكال مختلفة ومتعددة.

يقول عثمان لـ”العربي الجديد” إنّ هذه الوجبة اليمنية الشهيرة تواجه تحديات واسعة، بسبب ارتفاع أسعار الدقيق والقمح والحبوب، إذ ثمة صعوبة بالغة في الاستمرار بإنتاجها اليومي بالسعر المحدد والمناسب لكل الفئات، خصوصاً محدودي الدخل، بينما يتحدث العامل الآخر سليم العماري لـ”العربي الجديد” عن أن مواد إعدادها كثيرة ومكلفة، إذ تحتاج إلى الدقيق والزيت والخميرة وغيرها من المكونات لإنتاج “الخمير” التي تُتناول مع الشاي اليمني بالحليب، المعروف باسم الشاي العدني.

وتحافظ فطائر “الخمير” على سعرها المعتاد المتداول في المقاهي والمحلات التي تقدمها مع أطعمة أخرى، خصوصاً في وجبة الإفطار، إذ يتراوح سعرها بين 50 و100 ريال للفطيرة الواحدة، بحسب الحجم، في حين تزيد عن 150 ريالاً في مدن مثل عدن وتعز جنوب غربي اليمن. يعتبر “الخمير” أو “العُشر” كما يطلق عليه في بعض مناطق اليمن مثل تعز، أو “الزلابيا”، بحسب التسمية الشهيرة له في عدن؛ وجبة الإفطار الرئيسية الأهم للمواطنين البسطاء والفقراء ومحدودي الدخل في مختلف المدن اليمنية، خصوصاً عمال الأجر اليومي الذين يدشّنون يومهم في الصباح الباكر بفطائر “الخمير”.

يؤكد الخياط في شارع “هائل” بصنعاء وليد السالمي، لـ”العربي الجديد”، أن وجبة “الخمير” والشاي العدني مهمة جداً للعاملين في مجال الخياطة بسبب قربها منهم، وأسعارها المناسبة لدخلهم، إذ يلاحظ انتشار محال ومشاغل الخياطة حول المواقع العاملة في هذه الصناعة.

تكتظ العاصمة اليمنية صنعاء، خصوصاً وسطها وجنوبها وغربها، مثل مناطق التحرير وشارع جمال والصافية وشارع هائل، والأهم في شارع المطاعم الشهير في قلب منطقة التحرير بالعاصمة اليمن، بالمقاهي والمحال التي تقدم وجبات “الخمير” مع الشاي العدني، وخبز الطاوة مع اختلاف تقديم هاتين الوجبتين الشهيرتين، إذ يهيمن “الخمير” على وجبة الإفطار، بينما يناسب خبز الطاوة وجبة العشاء.

سلسلة مهن مرتبطة بـ”الخمير” في اليمن

يشرح المحلل الاقتصادي أحمد الرماح، لـ”العربي الجديد”، كيف أصبح في مثل هذه الأماكن اقتصاد متعدد يرتبط بسلسلة من المهن والأعمال، مثل صناعة “الخمير” أو “المقصقص”، كما كان يطلق عليه قديماً أو “العُشر”، إذ يعمل في هذا الجانب عدد كبير من العمال يتوزعون على إعداد “العجينة” وتقطيعها وغمرها بالزيت لإنضاجها، وفي إخراجها وتجهيزها وتقديمها للزبائن لتناولها.

تتضمن السلسلة أيضاً عملية إنتاج الشاي العدني أو الشاي الأحمر بدون حليب، إذ إن هناك عدداً من العمال في المقاهي يعملون على إنتاجه بتوازن دقيق بين مقادير الشاي والحليب والسكر، ومن ثم الهيل؛ وهو نوع من التوابل يضاف إلى الشاي بعد وضعه في الكوب. بحسب الرماح، فإن رواج منتجات هذه المهن والأعمال يخلق حركة تجارية متوسطة، إذ تتعدّد السلع الداخلة في صناعة وإنتاج مثل هذه المأكولات والوجبات والمشروبات، في ظل وضع معيشي متردٍّ يطاول جميع سكان اليمن.

ويحاول اليمنيون التشبث بقدر الإمكان بأعمالهم ومهنهم وحرفهم، للمحافظة عليها والبقاء والصمود، ولو بأقل القليل، في وجه مشقة الحياة.

 

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: التحرير الخمير اليمن باب اليمن صنعاء لـ العربی الجدید

إقرأ أيضاً:

عبدالله آل حامد يبحث توظيف الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى الإعلامي والترفيهي مع “دي إن إي جي” العالمية

بحث معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، خلال زيارته لجمهورية الهند، مع «دي إن إي جي» الشركة العالمية الرائدة في مجالات التكنولوجيا الحديثة وقطاع الترفيه، التعاون في مجال الترفيه البصري وتوظيف التقنيات المتقدمة وعلى رأسها تطبيقات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى الإعلامي والسينمائي والترفيهي.
واجتمع معاليه أثناء زيارته مواقع تصوير الفيلم الملحمي “رامايانا” مع مخرجه ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ«دي إن إي جي» ناميت مالهوترا، في مومباي، ورئيس مجلس إدارة شركة براهما، برابهو نارسيمهان، الذي سينتقل إلى أبوظبي لتأسيس المقر الرئيسي لشركة براهما للذكاء الاصطناعي، حيث ناقش معاليه سبل توسيع أفق الاستثمارات المشتركة، وتبادل الخبرات وتدريب كفاءات إماراتية في مجال صناعة الترفيه البصري وإنتاج الأفلام الطويلة والأعمال التلفزيونية والمحتوى التفاعلي متعدد المنصات، من أجل تمكينهم من ترجمة أفكارهم وتحويلها إلى محتوى بصري مبتكر.
وتأتي الزيارة في إطار رؤية دولة الإمارات لزيادة الاستثمارات في قطاع تكنولوجيا الترفيه المرئي والأفلام السينمائية والتليفزيونية والمحتوى متعدد المنصات، وبما يعزز من مكانتها مركزاً إقليمياً ودولياً للابتكار والإبداع في قطاع الإعلام والترفيه.

وقال معالي عبد الله آل حامد: “ منفتحون على إبرام المزيد من الشراكات والتعاون مع مختلف الدول الرائدة في قطاع الترفيه البصري، بهدف ترسيخ أسس منظومة إعلامية وترفيهية متكاملة، حيث يجسد هذا التعاون الطموح والشامل بين الإمارات والهند في مجالي الإعلام والثقافة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الفائقة، التزام دولة الإمارات بتسريع وتيرة التطور التكنولوجي في القطاعات الإعلامية والترفيهية، بما يساهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات مركزاً عالمياً رائداً في مجالات الابتكار والتكنولوجيا والإبداع”.
وأوضح معاليه أن الإمارات أخذت في تعزيز استثماراتها في قطاع الذكاء الاصطناعي التي من المتوقع أن ترتفع في العام الجاري إلى 5.22 مليار دولار من 3.47 مليار دولار في العام الماضي، الأمر الذي ساهم في تبوئها المرتبة الثالثة عالمياً، في استقطاب الكوادر والخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي، بهدف ضمان مستقبل مشرق يتوافق مع رؤيتها التنموية التي تضع الاستثمار في تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة على رأس أولوياتها.
وأكد معاليه أهمية تبادل التجارب والخبرات بين الإمارات والهند في ظل تسارع تطور الذكاء الاصطناعي واستخداماته في مجالات متعددة، في مقدمتها الإعلام والثقافة والفن والسينما، مشيراً إلى أن صناعة الإعلام تعتبر واحدة من الصناعات المستفيدة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، التي تسهم على سبيل المثال في تحسين جودة المحتوى وأتمتة العمليات كتحليل البيانات وفهم تفضيلات الجمهور، الأمر الذي يساعد على تقديم محتوى يتناسب مع احتياجات الجمهور المستهدف.
وقال رئيس المكتب الوطني للإعلام: “نسعى إلى استثمار خبرة وطموحات وقدرات الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وخبرة وتاريخ الجانب الهندي في المجال الفني وخصوصاً السينمائي، في تطوير قطاع الإبداع بصفة عامة بهدف زيادة مساهمة قطاع الصناعات الإبداعية في الناتج المحلي الكلي للدولة”.

وتترجم الزيارة، الإستراتيجية الإماراتية الطموحة الرامية إلى زيادة الاستثمارات في قطاع الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في المجالات المختلفة بهدف ترسيخ مكانة الإمارات وجهة مبتكرة في عالم التكنولوجيات المتقدمة، من خلال دعم المشروعات الابتكارية والبحثية وتبني التقنيات الناشئة إلى جانب تعزيز مكانة الدولة التنافسية على المستوى الإقليمي والعالمي، وتطوير منظومة خصبة للذكاء الاصطناعي، بما يسهم في خلق فرص لتأسيس شراكات جديدة قادرة على تطوير منتجات وخدمات رائدة عالمياً.
يذكر أن شركة «دي إن إي جي» تعتبر واحدة من كبريات الشركات العالمية العاملة في قطاع الترفيه البصري، حيث حازت أعمالها على جوائز أوسكار وتكريمات دولية وتمتلك الشركة مكاتب واستوديوهات في أمريكا الشمالية، وأوروبا، وآسيا، وأستراليا.

وعززت الشركة قدراتها التكنولوجية من خلال منصة “براهما” للذكاء الاصطناعي والبيانات المنظمة من خلال النماذج التوليدية والرقمية والمحاكاة، حيث تعمل المنصة على تطوير نظام قائم على الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور واقعية باستخدام الحاسوب (CGI) هو الأكثر شمولاً على مستوى القطاع.وام


مقالات مشابهة

  • صحيفة: صناعة السيارات في الاتحاد الأوروبي تواجه “سقوطا مرعبا”
  • "الفركة".. حرفة تقاوم الزمن وتفتح بيوت سيدات بالصعيد
  • “الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث ” تستضيف تمرين “ميتافيرس الأزمات” الوطني
  • صناعة الطيران.. مجموعة “Aciturri” تفتتح موقع إنتاج في الدار البيضاء
  • “أرحومة” يبحث احتياجات بلديات الجنوب الغربي ويؤكد دعم لجنة الطوارئ لمواجهة الأزمات
  • بعد انفصالها.. من هي “أم خالد” التي قلّدها المشاهير؟
  • معتصم النهار برسالة أمل وسط الأزمات: “الله خير حافظ”
  • عبدالله آل حامد يبحث توظيف الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى الإعلامي والترفيهي مع “دي إن إي جي” العالمية
  • مجلّة “مجمع اللّغة العربيّة” في ملف خاص: سلطان القاسمي يخطّ أفقًا جديدًا للعربيّة
  • “ناشئة خورفكان” يؤهل منتسبيه في صناعة المحتوى الصوتي