الهجرة … والتمكين
د. نبيل الكوفحي
…
كثيرة هي الاحداث العظيمة التي حدثت في صدر الدعوة الاسلامية، فهناك ميلاده و بعثته صلى الله عليه وسلم. كما ان هناك الكثير من المعارك الفاصلة كبدر وفتح مكة، لكن اختيار المسلمين لحدث الهجرة ليكون اساسا للتقويم الاسلامي لم يكن حدثا عابرا، بل كان ادراكا عميقا منهم لمفصلية هدا الامر في التاريخ الاسلامي.
الحقيقة الكبرى ان الهجرة نقلت المسلمين من كونهم افرادا في مجتمع ليس لديهم تأثير فيه او سيطرة عليه، الى مجتمع أسس دولة لهم اليد العليا فيها، ونقلهم من حالة استهداف و استضعاف، الى حملة مشروع وتمكين لدين الاسلام.
ان الدولة التي نشأت في المدينة المنورة شكلت مركز اشعاع حضاري للعالم كله، وسجلت تسارعا في النمو والتوسع مالم يشهده دين سابق ولا دولة، لقد وصل الاسلام الى كل جزيرة العرب والى شمال أفريقيا وغرب اسيا في اقل من عشرين سنة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وتغلب على أقوى إمبراطوريتين فارس والروم.
حال الامة اليوم ليس بحاجة الى توصيف او ندب، وما يجرى من استباحة لها لم يتوقف منذ ما يزيد على مائة واربعين عاما، ولن يتوقف ما دامت بعيدة عن شرع ربها وتنتشر فيها عوامل الفرقة والانقسام، ولن يتغير الحال ما دامت شعوبها ليست مرجعية الشرعية وليست صاحبة السيادة على قراراتها ومواردها.
ان قوة الدولة الاسلامية التي تأسست انها قامت على الشورى والعدل والوحدة وسيادة الحق والقانون والتكافل والتعاون والجهاد، ولكل قيمة من تلك القيم شواهد و قصص عظيمة في سيرته صلى الله عليه وسلم وسلوك الصحابة رضوان الله عليهم.
نقف اليوم في بداية العام ١٤٤٦ للهجرة وجراحاتنا في غزة وفلسطين والسودان وغيرها من الدول أكثر من تحتمل. وبلغ تعداد الشعوب المسلمة ( ولا اقول الامة الاسلامية) ما يزيد على مليار واربعمائة مليون نسمة، ولكننا غثاء كغثاء السيل. ما احوجنا في هذه الذكرى ان تستلهم الدروس والعبر وما اكثرها، وكم نحن معنيون بالتغلب على عوامل التخلف والفرقة وان نعظم المشتركات وان لا نستصغرن عملا في هذا المجال، فتراكم النتائج سيفضي الى خير ان شاء الله (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون
مقالات ذات صلة شذرات عجلونية (54) 2024/07/07المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
ميقاتي الى القمة العربية الاسلامية في الرياض: المرحلة تتطلب تعاون الجميع في مواجهة تداعيات العدوان
يستعد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للتوجه يوم الاحد المقبل الى الرياض للمشاركة في القمة العربية الإسلامية" المقررة التي تستضيفها المملمة العربية السعودية في 11 تشرين الثاني الحالي.
وكان رئيس الحكومة شدد امس خلال استقباله مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في السرايا على" أن المرحلة الراهنة تتطلب تعاون جميع القيادات اللبنانية وتعاضدها من أجل مواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي على لبنان وحماية اللبنانيين من الشرور والفتن التي يسعى اليها العدو الاسرائيلي".
واكد المفتي دريان" ان دار الفتوى وما تمثل، وطنيا وإسلاميا، تدعم وتؤيد جهود الرئيس ميقاتي في كل ما ينقذ لبنان من العدوان الصهيوني بالإضافة الى الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشية لتنعكس إيجابا على مصالح وحاجات الناس اليومية وإيقاف عذاباتهم، وهذا يستدعي من الجميع التلاحم والتكاتف، وضرورة تحصين الوضع اللبناني الداخلي لمواجهتها".
وقال:"وطننا له حق علينا في أن نقوم بما يمليه علينا الحسّ الديني والوطني في سبيل ان يتخطى هذا البلد أزماته، فالبلد يمر بمخاطر كبيرة وهذا ما يقتضي تعزيز وحدة الصف الإسلامي والوطني".
أضاف: "لمست من دولة الرئيس ميقاتي حرصه الشديد على معالجة كل القضايا بحكمة وروية وتعاون مع كل الأطياف السياسية في لبنان، فالرئيس ميقاتي هو رجل دولة ومؤسسات بامتياز وينبغي مساعدته والوقوف الى جانبه".
وقال:"آن الأوان لجميع القوى السياسية ان يحسموا إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولا يمكن ان يبقى لبنان من دون رئيس للجمهورية، على الجميع ان يتعاونوا من اجل انتخاب رئيس بالسرعة الممكنة وإلا سيبقى البلد مشرعا على الاحتمالات كافة، ونحن يهمنا جدا ان يكون هذا البلد مستقرا وآمنا ومطمئنا، وأولى خطوات الاستقرار والأمان وقف إطلاق النار وانجاز انتخاب رئيس جامع".
وقال:لدينا ملء الثقة بان دولته سيحمل امال وتطلعات اللبنانين في القمة العربية المزمع عقدها في المملكة العربية السعودية بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز".