مَن يُنزل حزب الله عن شجرة الجنوب؟
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
المعلومات المتوافرة عن المفاوضات الجارية بالنسبة إلى الوضع القائم في قطاع غزة لا توحي بكثير من التفاؤل، وإن كان البعض يعتقد أن الحرب بمعناها العسكري قد انتهت فعليًا من دون أن تتضح معالم المرحلة التي ستلي، مع تأكيد تل أبيب أن عمليتها الأمنية لن تتوقف. وهذا يعني أن ملاحقة إسرائيل لقادة حركة "حماس" ستتواصل، سواء أكانوا داخل القطاع أو خارجه.
ولكن يبقى السؤال عن وضع الجبهة الجنوبية بعد وقف الحرب الهمجية في غزة من دون جواب واضح، خصوصًا أن "حزب الله" لن يعود لديه الحجّة الكافية للإبقاء على سخونة الجبهة بعد زوال السبب الأساسي، الذي جعله يفتح هذه الجبهة، وهو مساندة الغزاويين في مواجهتهم للآلة الإسرائيلية، وإن كان خصوم "الحزب" يُتهمونه بأنه ورّط لبنان بحرب لغير الأسباب المعلنة، والتي يعتبرونها غير مقنعة وغير مجدية من حيث النتائج. وعلى رغم هذه الأجواء الضبابية فإن اللقاءات التي يعقدها نائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم مع نائب مدير المخابرات الألمانية أولي ديال قد توصل إلى نتيجة محتملة، وإن لم يكن لمفاعيلها مواقيت محدّدة وقريبة، لأن التفاوض مع "الحزب" له شروطه وقواعده ومقتضياته ومفاعيله الآنية والمستقبلية، وإن كانت تجربة المخابرات الألمانية في مفاوضاتها السابقة مع "حارة حريك" أدّت إلى انفراجات نسبية في وقت لم تؤدِّ أي مفاوضات غربية أخرى إلى أي نتيجة، بل زادت الأمور تعقيدًا. وفي اعتقاد الذين يتابعون التحرّك الألماني في اتجاه "حزب الله"، وإن من بعيد، أن الأمور متجهة نحو انفراجات لم تكن متوقعة من قبل، ولكن الأهمّ من كل هذا ما يدور في خلد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وما الذي يسعى إليه بالنسبة إلى الجبهة الجنوبية بعد هدوء جبهة غزة، وهل سيتجاوب مع المسعيين الأميركي والفرنسي عبر آموس هوكشتاين وجان ايف لودريان، وهل سينجح الألماني في السياسة كما نجح في العامين 2004 و2008 بالأمن عندما كان التفاوض محصورًا برئيس وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا، وحينما كان الجانب الألماني وسيطاً بين "الحزب" وتل أبيب لتنفيذ صفقتي تبادل الأسرى الشهيرتين؟ ما يهمّ الجانب الألماني في الوقت الحاضر هو معرفة خطة "حزب الله" بعد انطلاق المرحلة الثالثة من الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، والتعرّف إلى موقفه، تمامًا كما كان همّ هوكشتاين عندما طرح على الرئيس نبيه بري الخطة الأميركية القاضية بسحب مقاتلي "المقاومة الإسلامية" إلى العمق الجنوبي بما يوازي العشرة كيلومترات. وهذا ما رفضته "حارة حريك" في حينه، متمسكة بخيار مواصلة عملياتها انطلاقًا من مواقعها الحدودية المتقدمة ما دامت الحرب مستعرة في غزة. فهل ينجح الألماني في المساهمة بمساعدة "حزب الله" على النزول من شجرة الجنوب حيث فشل الآخرون، وهل يمكن أن تشهد المرحلة المقبلة مفاوضات من نوع آخر بين برلين و"حارة حريك" على خلفية ما سينتج عن المرحلة الثالثة من الحرب الإسرائيلية على غزة؟ أسئلة كثيرة، ولكن الأجوبة عنها تبقى رهن التطورات الميدانية في غزة، خصوصًا أن تل أبيب لا تزال تناور في ما خصّ المرحلة الثالثة من حربها، التي لا حدود لها ولا أفق سياسي، أو بمعنى آخر أنها لا تسعى إلى المساهمة في التجاوب مع المساعي الدولية في محاولة لـ "ترتيب" البيت الفلسطيني الداخلي. فما هو أكيد بالنسبة إلى المجتمع الدولي، وبالأخص بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية أن من كان الأداة الفعلية لنشوب "حرب العصر" لن يستطيع بالتأكيد أن تكون له مساهمات في صنع السلام، أي رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو من جهة، وقادة "حماس" من جهة ثانية، على أن يبقى موضوع "حزب الله" موضوعًا على رفّ التسويات المؤجلة في انتظار اكتمال حلقاتها مع وصول مسعود بزشكيان إلى رئاسة الجمهورية الإيرانية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بالنسبة إلى الألمانی فی حزب الله
إقرأ أيضاً:
حكايات المؤسسين (3): استراتيجية الكلب ينبح والجمل ماشي
وسائل إعلام الكيزان، التي أُنفقت عليها تسعة مليارات دولار، ملأت الدنيا جعجعةً بلا طحن! لم تحصد سمبلة ذرة واحدة، ولم تُقنع أحدًا، لكنها تواصل التضليل. وإليكم إحدى المشاهد:
نشرت أبواق الكيزان:
"اتفاق سلام بين الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال/الجيش الشعبي لتحرير السودان وقوات الدعم السريع."
لكنها تعمدت إخفاء محتوى الاتفاق وهدفه الأساسي، وهو "ميثاق السودان التأسيسي". ثم واصلت الأكاذيب:
"لاحظ أن الحركات المسلحة ذابت في الدعم السريع، إذ لم يرد لها ذكر أو حصة في الاتفاق، مما يعني أنها في الأصل كانت مجرد دعامة!"
وكان ردي:
"بجدك؟ هل أنت كوز؟ كتاباتك تُشبه دعايات الكيزان. إذا أردت، سأرسل لك تسجيل احتفالية التوقيع التاريخية للميثاق."
عكس ما كتبت، كانت كل قيادات الجبهة الثورية حاضرة، ومنهم:
- د. المبروك سليم، رئيس حزب الأسود الحرة، وقد ألقى خطاب الترحيب و الافتتاح.
- د. سليمان صندل، قائد حركة العدل والمساواة، الذي قرأ الميثاق على الحضور وأسمعه إسفيرياً للعالم بأسره.
- د. الهادي إدريس يحيى، رئيس الجبهة الثورية ورئيس حركة تحرير السودان - المجلس الانتقالي.
- القائد السياسي البارز الطاهر أبو بكر حجر، رئيس حركة تحرير السودان - المجلس الانتقالي.
- الأستاذ القانوني أسامة سعيد، رئيس مؤتمر البجا المعارض.
ثم جلس جميع قادة الجبهة الثورية على منصة التوقيع ووقّعوا فردًا فردًا.
استراتيجية "تحالف السودان التأسيسي - تأسيس" في مواجهة إعلام الكيزان
طوال فترة التأسيس، اتبع التحالف استراتيجية "الكلب ينبح والجمل ماشي".أرفع القبعة للسياسي البارع رئيس لجنة الإعلام بالتحالف، الذي قاد هذا النهج بامتياز:
- تجاهلنا أطنانًا من دعايات الكيزان، الجقلابة، والانصرافيين، والهراشين، والبراطيش.
- ما في زول انشغل بيهم.
- نجحنا في منعهم من معرفة الحاصل، وفشلوا في التأويل والتخمين.
وكما أراد التحالف، فوجئتم يا ايها الكيزانً برؤية القاعة ممتلئة بحوالي ألف مناضل ومناضلة، جاؤوا من كل بقاع السودان:
-* من الأصقاع والبقاع، من البوطة والخور، من البحر والنهر.
- *من مثلث حمدي، الذي انهالت عليه رياح الوحدة والمحبة.
-* من دنقلا،وادي حلفا، حلفا الجديدة ، بورسودان، بربر، عطبرة، البطانة، ديار الشكرية، ديار رفاعة الهوى، أبو حجار، جبال التاكا، جبل مويه، أم درمان، الديوم، الخرطوم، الجزيرة، سنجة، الأنقسنا، البرون، خور يابوس، جبال النوبة، وكل ولايات دارفور وكردفان والنيل الأبيض.
غايتو… السودان كله أتى لتأسيس السودان الجديد!
-السودان الذي لا كيزان فيه، السودان الذي يجمع تحالف الأحزاب والقوى المدنية والجبهة الثورية وقيادة الدعم السريع وحركة تحرير السودان - شمال بقيادة عبد العزيز الحلو.
ما زال أمامنا الكثير من العمل لحماية المواطنين، إعادة المهجرين، واستقطاب الأصدقاء من دول و منظمات العالم و الاقليمً.
وبعلمكم، الحكومة، عندما يكتمل إعدادها، سيتم إعلانها من قلب السودان.
نواصل...
د. أحمد التيجاني سيد أحمد
٢٧ فبراير ٢٠٢٥ هلسنكي - فنلندا
ahmedsidahmed.contacts@gmail.com