على الرغم من شكلها الساحر وألوانها المضيئة التي زيّنت السماء، فإنّ الشفق القطبي النابض بالحياة الذي ظهر في وقت سابق من هذا العام نتيجة الإشعاعات المُنبعثة من العواصف الشمسية له جانب مظلم لا يزال العلماء يكتشفونه، إذ تقوم الشمس في بعض الأحيان بأشياء أكثر تدميرًا من خلال الانفجارات التي تنطلق مثل كشاف ضوئي إلى الفضاء.

انفجارات شمسية نادرة وغامضة

وبحسب مجلة «live science» العلمية، تظهر السجلات أن الأرض تتعرض كل ألف عام تقريبًا لحدث جسيم شمسي متطرف، قد يسبب أضرارًا جسيمة لطبقة الأوزون ويزيد من مستويات الأشعة فوق البنفسجية على السطح، فقد أظهرت ورقة بحثية أنّه في الأوقات التي يكون فيها المجال المغناطيسي للأرض ضعيفًا، يمكن أن يكون لهذه الأحداث تأثير كبير على الحياة في جميع أنحاء الكوكب.

ويوفر المجال المغناطيسي للأرض شرنقة حماية حيوية للحياة، إذ يعمل على انحراف الإشعاعات المشحونة كهربائيًا من الشمس، وفي الحالة الطبيعية؛ يعمل المجال المغناطيسي كقضيب مغناطيسي عملاق ترتفع خطوط المجال من أحد قطبيه، ثم تلتف حوله، ثم تهبط إلى أسفل عند القطب الآخر، في نمط يوصف أحياناً بأنه «جريب فروت مقلوب» ويسمح الاتجاه الرأسي عند القطبين لبعض الإشعاع الكوني المؤين بالتغلغل إلى أسفل حتى الغلاف الجوي العلوي، حيث يتفاعل مع جزيئات الغاز لخلق التوهج الذي نعرفه باسم الشفق القطبي.

ومع ذلك، يتغيّر المجال المغناطيسي الأرضي بشكل كبير بمرور الوقت، ففي القرن الماضي، تحرك القطب المغناطيسي الشمالي عبر شمال كندا بسرعة نحو 40 كيلومترًا في السنة، ما تسبب في ضعف المجال المغناطيسي الأرضي بنسبة  تزيد على 6%، وتُظهِر السجلات الجيولوجية أنّه كانت هناك فترات من القرون أو آلاف السنين كان فيها المجال المغناطيسي الأرضي ضعيفًا للغاية أو حتى غائبًا تمامًا.

ويمكننا أن نرى ما سيحدث دون المجال المغناطيسي للأرض من خلال النظر إلى المريخ، الذي فقد مجاله المغناطيسي العالمي في الماضي القديم، ومعظم غلافه الجوي نتيجة لذلك، ففي شهر مايو، بعد فترة وجيزة من الشفق القطبي، ضرب المريخ حدث جسيم شمسي قوي أدى ذلك إلى تعطيل تشغيل مركبة الفضاء مارس أوديسي، وتسبب في مستويات إشعاع على سطح المريخ أعلى بنحو 30 مرة، ما قد تتلقاه أثناء تصوير الصدر بالأشعة السينية.

ويصدر الغلاف الجوي الخارجي للشمس تيارًا متقلبًا مستمرًا من الإلكترونات والبروتونات المعروفة باسم الرياح الشمسية، ويصدر سطح الشمس أيضًا بشكل متقطع دفعات من الطاقة، معظمها بروتونات، في أحداث الجسيمات الشمسية - والتي غالبًا ما ترتبط بالانفجارات الشمسية، إذ تعتبر البروتونات أثقل بكثير من الإلكترونات وتحمل طاقة أكبر، لذا تصل إلى ارتفاعات منخفضة في الغلاف الجوي للأرض، ما يثير جزيئات الغاز في الهواء.

استنزاف مستويات الأوزون

وتحدث هذه الأحداث الجسيمية الشمسية المتطرفة  كل بضعة آلاف من السنين تقريبًا، وقد حدث آخرها حوالي عام 993 م، إضافة إلى تأثيرها الفوري، فإن الأحداث التي تحدثها الجسيمات الشمسية قد تؤدي أيضًا إلى سلسلة من التفاعلات الكيميائية في الغلاف الجوي العلوي، والتي قد تؤدي إلى استنزاف الأوزون، ويمتص الأوزون الأشعة فوق البنفسجية الضارة من الشمس، والتي قد تلحق الضرر بالبصر والحمض النووي (ما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد)، فضلاً عن التأثير على المناخ.

وتقول الدراسات إنّ مثل هذا الحدث قد يؤدي إلى استنزاف مستويات الأوزون لمدة عام أو نحو ذلك، مما يرفع مستويات الأشعة فوق البنفسجية على السطح ويزيد من تلف الحمض النووي، ولكن إذا حدث بروتون شمسي خلال فترة يكون فيها المجال المغناطيسي للأرض ضعيفًا جدًا، فإنّ تلف الأوزون سيستمر لمدة 6 سنوات، مما يزيد مستويات الأشعة فوق البنفسجية بنسبة 25% وويعزز معدل تلف الحمض النووي الناجم عن الشمس بنسبة تصل إلى 50%.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: انفجار شمسي انفجارات شمسية الشفق القطبي الغلاف الجوي الأوزون طبقة الأوزون المجال المغناطیسی للأرض الأشعة فوق البنفسجیة الغلاف الجوی

إقرأ أيضاً:

مهمة فضائية أوروبية تهدف لإحداث كسوف كلي للشمس كل شهر!

إنجلترا – يعمل فريق من العلماء على إطلاق مهمة مركبة فضائية ستسمح لهم برؤية الغلاف الجوي للشمس بمزيد من التفصيل أكثر من أي وقت مضى.

وستمكن مهمة MESOM المقترحة العلماء من دراسة الظروف التي تسبب العواصف الشمسية، ما يؤدي إلى تحسينات في توقعات الطقس الفضائي على الأرض.

وستطير مركبة MESOM الفضائية على مسار غريب يتم تمكينه من خلال الجاذبية الأرضية والشمس والقمر، وستستخدم ظل القمر لإعادة إنشاء كسوف كلي للشمس في الفضاء مرة واحدة كل شهر قمري يستمر لمدة 50 دقيقة تقريبا.

وعادة ما يكون كسوف الشمس الكلي الذي يُرى من الأرض أقصر بكثير ولا يستمر سوى ما بين 10 ثوان و7.5 دقيقة، ومن المتوقع أن يستمر كسوف الشمس الحلقي في نصف الكرة الجنوبي يوم الأربعاء 2 أكتوبر نحو 7 دقائق.

ويمكن لإنشاء كسوف أطول في الفضاء أن يتيح لفريق MESOM إمكانية التقاط صور وقياسات عالية الجودة لإكليل الشمس، وملء الفجوات في الفهم الحالي للعمليات الفيزيائية التي تجري في الغلاف الجوي الشمسي والتي تؤدي إلى الطقس الفضائي.

ولا يعد الطقس الفضائي خطرا على الناس أو الحيوانات على الأرض فقط، ولكن التوهجات الشمسية والانفجارات من الشمس المعروفة باسم الانبعاث الكتلي الإكليلي يمكن أن تسبب اضطرابات شديدة في شبكات الطاقة والأقمار الصناعية وتقنيات الاتصالات الأخرى التي يعتمد عليها المجتمع الحديث.

وقالت الأستاذة لوسي غرين، من مختبر مولارد لعلوم الفضاء في جامعة لندن، وهي عضو في فريق المملكة المتحدة الأساسي الذي يقود المهمة إلى جانب جامعة أبيريستويث ومركز الفضاء في جامعة ساري: “ستقدم مهمة MESOM للعلماء فرصة فريدة لدراسة وفهم كيف تخلق الشمس وتتحكم في الطقس في الفضاء. لكن MESOM يقدم أيضا للجمهور العام فرصة للتفاعل مع جمال مشهد الكسوف الكلي للشمس حيث ستكون جميع صورنا متاحة بسهولة. ونهدف إلى الكشف عن أسرار الشمس مع إلهام جيل جديد من علماء ومهندسي الفضاء”.

وأوضح البروفيسور هيو مورغان من جامعة أبيريستويث: “مع اعتمادنا العالمي المتزايد على التقنيات اللاسلكية، هناك خطر متزايد من حدوث اضطراب كبير في الحياة اليومية على الأرض نتيجة للطقس الفضائي. MESOM هي مهمة مثيرة بشكل لا يصدق والتي ستعزز فهمنا العلمي للغلاف الجوي الشمسي والطقس الفضائي إلى مستويات جديدة، ما يمكننا من تقديم توقعات أكثر دقة واتخاذ إجراءات تخفيفية”.

المصدر: phys.org

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث عندما تتلف الألواح الشمسية؟
  • انفجارات تهز مدينة تدمر وسط سوريا.. أحدها وقع قرب مطار عسكري
  • انفجارات في محيط مطار تدمر العسكري
  • عاجل| مصادر محلية للجزيرة: دوي انفجارات في محيط مطار تدمر العسكري بريف حمص الشرقي وسط سوريا
  • المرصد السوري: سماع دوي انفجارات بمحيط مطار تدمر العسكري وأحد أحياء المدينة بريف حمص الشرقي
  • ظهور نجم أكبر من الشمس بـ10أضعاف.. ماذا يحدث في السماء ليلة 7 أكتوبر؟
  • أعطال وتأخيرات.. ماذا حدث في المجال الجوي الألماني؟
  • مهمة فضائية أوروبية تهدف لإحداث كسوف كلي للشمس كل شهر!
  • اكتشاف يحل لغز جليد المجموعة الشمسية
  • الاتحاد الأوروبي يوصي شركات الطيران بتجنب المجال الجوي الإيراني