لبنان ٢٤:
2024-11-23@13:56:07 GMT

الأوضاع الحربيّة والتفاوض بين الشروط

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

الأوضاع الحربيّة والتفاوض بين الشروط

كتب مجد بو مجاهد في" النهار": يمكن اختصار المرونة التي أعربت عنها "حماس" في اتصالات حديثة حصلت مع الوسطاء في قطر ومصر فإذا بها تتمحور حول الأفكار التي تتداولها "حماس" بهدف التوصل لاتفاق، إضافة إلى مشاورات حصلت مع مسؤولين في تركيا للتباحث في التطورات الحالية. وأشارت "حماس" إلى تعاملها بـ"روح إيجابية مع فحوى المداولات الجارية".

وتطرح استفهامات حول إن كانت هناك قدرة على بدء تقليص الاحتدام الحربيّ الناشب، فيما كان صرّح نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم من ناحيته قبل أيام أنّ "مشاركة "حزب الله" في الحرب بين إسرائيل و"حماس" كانت بمثابة "جبهة دعم" لحليفتها "حماس"، وإذا توقّفت الحرب فإنّ هذا الدعم العسكري لن يكون موجوداً". لكنّه أضاف أنّه "إذا قلّصت إسرائيل من عملياتها العسكرية دون اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار والانسحاب الكامل من غزة، فإنّ الآثار المترتبة على الصراع الحدودي بين لبنان وإسرائيل ستكون أقلّ وضوحاً".   لم يغفل مراقبون لبنانيون معارضون لمحور "الممانعة" هذا التحريك في الرمال السياسية الخاصّة بانطباعات حركة "حماس" و"حزب الله" التي بدأت تتحدث عن أفكار للتهدئة، رغم أنّ الأخير يرجّح أن تذهب إسرائيل إلى مفاوضات تقبل فيها بشروط "حماس" وأنّ احتمال هو الأقوى، وهذا ما قاله الشيخ نعيم قاسم في تصريح آخر، لكنّ ذلك سيكون بحسب اعتقاده انطلاقاً ممّا سمّاه "اهتزاز الداخل الإسرائيلي إضافة إلى المعارضة الإسرائيلية وقدرتها الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو". لكنّ ثمة على مستوى من يعارض "حزب الله" وانخراطه في المناوشات الحربية جنوب لبنان، من يلفت إلى أنّ بداية تنازل حركة "حماس" حربيّاً يؤشر إلى أنّ إيران تضغط على حلفائها شمولاً في "حزب الله" الذي لن يتّخذ خطوات تعطّل الترتيبات الإقليمية القائمة أو تقوم بإعادة النظر فيها خصوصاً في هذه المرحلة التي تلت ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل. 

لكنّ القنابل الحربية لن يخفت احتدامها بهذه السهولة وفق من يتابع الأوضاع الحربية لبنانيّاً ويعارض مشاركة "حزب الله" فيها، وذلك انطلاقاً من تعريجه على الحسابات الخاصة بالداخل الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية التي تبحث قبل أيّ شيء عن التأكيد على قوّتها العسكرية لعدم تكرار ما حصل في 7 تشرين الأول الماضي، حتى وإن قدّمت حركة "حماس" بعض التنازلات التي لن تسهم في توقّف العمليات الحربية الإسرائيلية بهذه السهولة، إضافةً إلى الحسابات الشخصية الخاصّة برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. في الموازاة، لا ترجيحات في الانتقال إلى تأجّج حربيّ شامل في المنطقة، إنما بقاء الأوضاع على حالها حتى مرحلة ما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية. إلى ذلك، ثمة من لا يبعد الاستحقاق الرئاسيّ الأميركيّ عن الأسباب التي يمكن أن تحفّز محور "الممانعة" على بعض التنازلات في الأشهر الحالية، خشية أن تأتي نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية لمصلحة دونالد ترامب. هذا الوضع لا يلغي إمكان موافقة طهران على ترتيبات مسبقة في المنطقة قبل الاستحقاق الرئاسيّ العالميّ الذي يشغل اللاعبين الإقليميين.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

بالأرقام.. هكذا حوّل العدو الإسرائيلي أطفال غزة ولبنان إلى وقود لآلته الحربية

يمانيون/ تقارير

يُعدّ قطاع غزة أخطر مكان على وجه الأرض بالنسبة لحياة الأطفال، لذا، ومنذ بدء الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023، قتلت “إسرائيل” أكثر من 17 ألف طفل في تلك البقعة الجغرافية المكتظة بالسكان.

عند الاطلاع على اتفاقية “حقوق الطفل” الصادرة عن الأمم المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر 1989، مع غيرها من عشرات المعاهدات والمواثيق والصكوك والقواعد والأعراف الأميركية والأوروبية المماثلة، ثم نشاهد صوراً ومقاطع فيديو لأطفال من غزة ولبنان عبر البث المباشر، بعضها مقطوع الرأس، أو لأجساد صغيرة تنهش لحومها الطرية القطط والكلاب، أو تناثرت أشلاء أصحابها على الجدران وفي العراء، ندرك تناقض الغرب وتواطؤه مع الجرائم الإسرائيلية، ونفاقه حين يطالب بتطبيق هذه الاتفاقيات في دول ويسكت عنها ويتناساها عندما يتعلق الأمر بـ “إسرائيل”.

نصوص هذه الاتفاقات والمعاهدات جميعاً، وما تحتويه من مواد قانونية ملزمة للدول، كالحق بالحياة وتوفير الرعاية والحماية والطعام والشراب والانتقال الآمن خلال الحروب، تتحوّل عندما يتعلق الأمر بأطفال غزة ولبنان إلى حقوق نظرية فقط، وإلى عبارات جوفاء مجردة من أي قوة أو تأثير، فلا تمنع المذابح والمجازر عن هؤلاء الأطفال الذين تُرِكوا لمصيرهم، كوقودٍ لآلة القتل الإسرائيلية الفتّاكة، بدعمٍ وشراكةٍ أميركية كاملة.

من هنا، فلا عجب أن نرى الولايات المتحدة – التي نصّبت نفسها محامياً ومدافعاً عن حقوق الإنسان، ولا تتورّع عن معاقبة بعض الدول بذريعة انتهاك حقوق الإنسان والطفولة – تستمر في مدّ “تل أبيب” بأحدث القنابل والصواريخ، التي حوّلت جمعاً كبيراً من أطفال فلسطين ولبنان وفي ثوانٍ قليلة، إلى أرقام تتناقلها وسائل الإعلام العالمية على هامش أخبارها، فيما الناجون منهم يصبحون إما جرحى أو جياعاً مشرّدين، يبحثون عن قطرة ماء، أو كسرة خبز، كما هو الحال في غزة هذه الأيام، بعدما منع “جيش” الاحتلال إدخال المساعدات الغذائية إلى القطاع، بل وإنه يمعن في حصاره وتجويع أهله، خصوصاً في الشمال.

الحروب ومعاناة الطفولة

في الواقع، يعيش نحو 468 مليون طفل – أي واحد من كل ستة أطفال على هذا الكوكب – في مناطق متأثرة بالصراعات المسلحة، وفقاً لمنظمة إنقاذ الطفولة. ولهذه الغاية، حدّدت الأمم المتحدة في عام 2005، وأدانت، ستة انتهاكات جسيمة ضد الأطفال في أوقات الحرب، وهي: القتل أو التشويه، التجنيد في القوات المسلحة، الهجمات على المدارس أو المستشفيات، الاغتصاب أو غيره من الأعمال المتعلقة بالعنف الجنسي، الخطف، والحرمان من الوصول إلى المساعدات الإنسانية.

هذه الانتهاكات والفظائع يرتكبها “جيش” الاحتلال الإسرائيلي في غزة ولبنان، ومع ذلك، يحظى قادته بحصانة غربية مطلقة، مما مكّنهم حتى الآن من الإفلات من العقاب والمحاسبة.

ليس هذا فحسب، بين عامي 2005 و2023، تمّ التحقّق من أكثر من 347 ألف انتهاك جسيم ضد الأطفال، في أكثر من 30 منطقة نزاع في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، استناداً لمنظمة “يونيسف”، ووكالة الأمم المتحدة للأطفال. ومع أنه من المؤكد أن العدد الفعلي أعلى بكثير، لكن بحلول العام 2010 تضاعفت الهجمات على الأطفال (والتي تمّ التحقّق منها)، ثلاث مرات، مقارنةً بالعقود الماضية.

أكثر من ذلك، أدت الصراعات العالمية في العام الماضي وحده، إلى مقتل ثلاثة أضعاف عدد الأطفال مقارنةً بالعام 2022. وتعليقاً على ذلك، قال مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في حزيران/يونيو، عندما أعلن أرقام عام 2023 بشأن الوفيات والانتهاكات الحاصلة في غزة: “أصبحت عمليات قتل وإصابة المدنيين حدثاً يومياً”. وأضاف: “أطلقوا النار على الأطفال. قصفوا المستشفيات. وأطلقت المدفعية الثقيلة على مجتمعات بأكملها”، في إشارة مباشرة إلى فظائع “إسرائيل” بقطاع غزة.

“إسرائيل” والمحرقة بحقّ أطفال غزة

يُعدّ قطاع غزة أخطر مكان على وجه الأرض بالنسبة لحياة الأطفال، والكلام هنا على ذمة منظمة “يونيسيف”. لذا، ومنذ بدء الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023، قتلت “إسرائيل”، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، نحو أكثر من 17 ألف طفل في تلك البقعة الجغرافية المكتظة بالسكان.

الكارثة الأخرى، هي أن هناك ما يزيد على نحو 26 ألف طفل، إما فقدوا أحد والديهم أو كليهما، فضلاً عن وجود ما لا يقل عن 19 ألفاً منهم باتوا الآن أيتاماً أو لا يجدون من يقدّم لهم الرعاية الضرورية. كما تمّ تهجير مليون طفل في غزة من منازلهم، استناداً للبيانات الرسمية.

لم تكتفِ “إسرائيل” بمذابحها هذه، بل إنها أقدمت على تدمير نظام التعليم بشكل مُتعمّد وممنهج وصولاً إلى إبادته عن بكرة أبيه، وفقاً لتقرير حديث صادر عن مركز الميزان لحقوق الإنسان، (وهو مجموعة مناصرة فلسطينية). ونتيجة لذلك، أدت هذه الأعمال الوحشية الإسرائيلية إلى حرمان 659 ألف طفل من التعلّم.

إلى جانب ذلك، تسبّبت هذه الحرب، بواقع حصول تأخّر أكاديمي للأطفال لعدة سنوات إلى الوراء، وهذا بدوره سيخلق جيلاً من الفلسطينيين المصابين بصدمات دائمة، بحسب دراسة جديدة أجرتها جامعة “كامبريدج” ومركز الدراسات اللبنانية، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى”الأونروا”.

إشارة إلى أنه حتى ما قبل الحرب الحالية، كان ما يُقدَّر بنحو 800 ألف طفل في غزة – أي ما نسبته 75% من الأطفال هناك – بحاجة إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي. وحاليّاً، تقدّر اليونيسف أن أكثر من مليون منهم – في الواقع، كل طفل في قطاع غزة – باتوا يحتاجون إلى مثل هذه الخدمات.

حال أطفال لبنان في ظلّ العدوان الإسرائيلي

في الحقيقة، لم تكن أوضاع أطفال لبنان أحسن حالاً من نظرائهم في قطاع غزة. إذ اقترب عدد الذين استشهدوا منهم نتيجة الغارات والقصف الإسرائيلي اليومي على مختلف المناطق اللبنانية، من نحو 200 طفل شهيد حتى كتابة هذه السطور (والعدد إلى ارتفاع نتيجة الوحشية الإسرائيلية)، فيما تجاوز عدد الجرحى ألف طفل، استناداً لإحصاءات وزارة الصحة اللبنانية.

وعلى مدى 4 أيام في أواخر أيلول/سبتمبر، عندما كثّفت “إسرائيل” هجماتها الإرهابية على لبنان، تمّ تهجير نحو 140 ألف طفل، “وصل الكثيرون منهم إلى الملاجئ، وآثار الصدمات وعلامات الضيق العميق والتعب والخوف ظاهرة على وجوههم”، والكلام لموظفي منظمة إنقاذ الطفولة.

وفي الأسابيع الثلاثة الأولى للحرب، قدّرت الأمم المتحدة عدد الأطفال اللبنانيين النازحين، بنحو 400 ألف طفل.

وتعقيباً على ذلك، قالت جينيفر مورهيد، مديرة منظمة “إنقاذ الطفولة”: “يخبرنا الأطفال أن الخطر موجود في كل مكان، وأنهم لا يمكن أن يكونوا آمنين أبداً”. وأضافت: “كل صوت عالٍ يجعلهم يقفزون الآن… لقد انقلبت حياة العديد من الأطفال وحقوقهم ومستقبلهم رأساً على عقب، كذلك تأكّلت قدرتهم على التعامل مع هذه الأزمة المتصاعدة”.

إلى جانب ذلك، أثّر إغلاق قسم كبير من المدارس في لبنان سلباً على 1.5 مليون طفل في البلاد. وكان قد أُصيب أكثر من 890 طفلاً من جراء الضربات الإسرائيلية التي استهدفت العديد من المناطق اللبنانية خلال العام الماضي، فيما الغالبية العظمى منهم، أي أكثر من 690 طفلاً، أُصيبوا منذ 20 آب/أغسطس 2024، بحسب وزارة الصحة العامة اللبنانية.

في المحصّلة، من لم تقتله أو تصبه الصواريخ الإسرائيلية (الأميركية الصنع) المتفجّرة بأجساد الأطفال الصغيرة في غزة ولبنان، سيعيش وهو يحمل آثاراً وندوباً جسدية وعقلية مدى الحياة. وهو ما أكّدته دراسة حديثة أجراها باحثون إيطاليون، وجدت أن الصدمة المعقّدة للحرب تشكّل تهديداً خطيراً للنمو العاطفي والمعرفي للأطفال، مما يرفع من نسب خطر الإصابة بالأمراض الجسدية والعقلية، والإعاقات، والمشكلات الاجتماعية، والعواقب بين الأجيال المستقبلية.

 

نقلا عن الميادين نت

مقالات مشابهة

  • حركة حماس: مجازر الاحتلال في غزة استخفاف مهين بالإنسانية والأعراف والقوانين الدولية
  • بايدن وماكرون يبحثان الأوضاع في الشرق الأوسط وسبل وقف إطلاق النار في لبنان
  • بالأرقام.. هكذا حوّل العدو الإسرائيلي أطفال غزة ولبنان إلى وقود لآلته الحربية
  • الفلسطينيون يرحبون بأوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق مسؤولين إسرائيليين  
  • لماذا تركز إسرائيل جهدها الحربي على قضاء صور بجنوب لبنان؟
  • الجنائية الدولية تصدر قرارا باعتقال القيادي في حركة حماس محمد الضيف
  • حماس: المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في بيت لاهيا نتيجة للفيتو الأمريكي
  • “نبي الغضب” يستلهم قصة “كائن فضائي” ويؤكد فشل إسرائيل في حربها ضد حماس وحزب الله
  • حركة حماس: لا تبادل للأسرى مع الاحتلال دون وقف الحرب
  • منظمتان دوليتان تسجلان ارتفاعاً بعدد ضحايا الألغام والمخلفات الحربية في العالم