عربي21:
2025-04-06@22:10:41 GMT

خارطة الطريق اليمنية إلى جحيم الحرب الحقيقية

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

فاجأ وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اليمنيين قبل يومين؛ بأن خارطة الطريق اليمنية جاهزة وبـ"أننا جاهزون للعمل وفقا لها"، في تصريح لا يتسق مع ما يفترض أنها تعقيدات قد وُضِعتْ أمام المضي في طريق إنهاء الحرب الدائرة في اليمن منذ عشر سنوات.

بدا الأمر وكأنه يُحيلُ إلى القضايا الجوهرية وذات الطابع السياسي والأمني والعسكري ضمن خارطة الطريق اليمنية، التي ربما تحتل أولويات من نسقوا لعقد مفاوضات مسقط، في حين يجري التأكيد على أن هذه المفاوضات التي انطلقت في الثلاثين من شهر حزيران/ يونيو المنصرم، إنما تدور حول قضية المعتقلين والأسرى، والتي أحرزت تقدما واحدا حاسما بشأن مصير السياسي المعتقل لدى جماعة الحوثي الأستاذ محمد قحطان، وهو قيادي بارز في التجمع اليمني للإصلاح، وأحد زعماء تكتل اللقاء المشترك الذي تزعم معارضة نظام الرئيس علي عبد الله صالح حتى 2011.



حسم قضية قحطان جرى للأسف بطريقة غير مهذبة ولا إنسانية؛ فالإعلان عن إمكانية إنهاء جريمة إخفائه القسري من قبل الحوثيين، جاء ضمن صيغتين: الأولى تفترض أنه لا يزال على قيد الحياة والثانية تحتمل وفاته، على نحو يكشف حالة انعدام الشعور بالمسؤولية وموت الضمير لدى القائمين على هذا الملف من كل الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، والذين يتشاركون الموقف اللئيم ذات من هذا السياسي المحسوب على التيار الإسلامي.

بكل بساطة لا تقدم وصفة جدية لإنهاء الحرب، بقدر ما تشكل إقرارا بنتائج هذه الحرب بصفتها مؤامرة واضحة على اليمن ووحدته السياسية والترابية واستقراره المستدام بما تقدمه من هدايا مجزية للانقلابيين، وللتشكيلات المسلحة التي نشأت بفعل التأثير الواضح للتدخل الخارجي الإقليمي والدولي
ولكن ما هي بنود خارطة الطريق؟ إنها بكل بساطة لا تقدم وصفة جدية لإنهاء الحرب، بقدر ما تشكل إقرارا بنتائج هذه الحرب بصفتها مؤامرة واضحة على اليمن ووحدته السياسية والترابية واستقراره المستدام بما تقدمه من هدايا مجزية للانقلابيين، وللتشكيلات المسلحة التي نشأت بفعل التأثير الواضح للتدخل الخارجي الإقليمي والدولي.

فهي تقترح وقفا لإطلاق النار، تليه سلسلة من الإجراءات من بينها دفع جميع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة. كل ذلك سيتم تأمينه فيما يبقى اليمن تحت هيمنة قوى تتقاسم بشكل مؤذي مظاهر السيادة، في توجه أقل ما يقال فيه أنه تدمير ممنهج للشرعية المعترف بها دوليا يفضي إلى اضمحلالها في نهاية المطاف، ومن ثم فتح أبواب عديدة على جحيم الحرب الحقيقية.

على مدى الأشهر الماضية برزت الولايات المتحدة كطرف لا يُبدي رغبة في إنهاء الحرب في اليمن؛ وفقا لصيغة المكافأة غير العادلة التي كانت واشنطن نفسها قد أملتها على الجميع بمن فيهم الرياض؛ لإنهاء ما تسميها الحرب السعودية في اليمن، وحماية لأحد الاستثمارات الجيوسياسية الإيرانية الأمريكية المربحة في المنطقة والمتمثلة في جماعات العنف الشيعية، ومن بين أخطر هذه الجماعات الحوثيون.

الموقف الأمريكي انعكس على الفور في المواقف المؤثرة للحكومة الشرعية التي أعلنت موت خارطة الطريق، وأتبعته لاحقا بقرارات مالية قوضت المكاسب الثمينة للحوثيين، بعد أن كانوا قد حصلوا عليها ضمن حزمة سعودية سخية من إجراءات بناء الثقة؛ نيابة عن السلطة الشرعية أو رغما عنها، ليتبين فيما بعد أن هذه المكاسب هي جزء لا يتجزأ من خارطة الطريق المبهمة التي احتكرت السعودية التداول بشأن فحواها؛ إلى حد أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء والمجلس ورئيس الحكومة اقتصرت معرفتهم بصيغة اتفاق خارطة الطريق على ما سمعوه من وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان؛ الذي طوى الوثيقة في جيبه قبل أن ينفض الاجتماع.

لقد أثر العدوان الإجرامي الصهيوني على غزة بقوة على ترتيبات إنهاء الحرب في اليمن، وهي ترتيبات لم تكن عادلة من الأساس، فقد نجحت واشنطن في الزج بالحوثيين منذ التاسع عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، في اشتباك لا يزال مستمرا فوق مياه البحر الأحمر الجنوبي، تبرعت واشنطن بوصفه بالاشتباك البحري الأعنف لقواتها منذ الحرب العالمية الثانية.

أثر العدوان الإجرامي الصهيوني على غزة بقوة على ترتيبات إنهاء الحرب في اليمن، وهي ترتيبات لم تكن عادلة من الأساس، فقد نجحت واشنطن في الزج بالحوثيين منذ التاسع عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، في اشتباك لا يزال مستمرا فوق مياه البحر الأحمر الجنوبي
هذا الاشتباك المبالغ في طبيعته وأثره، والمصمم خصيصا لتوزيع كلف جرائم الحرب على أطراف أخرى في المنطقة، وتنفيس الاحتقان الذي تسبب به العدوان المنفلت من كل قيود الحروب على قطاع غزة؛ لم ينعكس للأسف على قدرة الكيان الصهيوني في مواصلة جرائم الإبادة، ولم يوقف ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة الحوثيين عن استقبال الأسلحة والبضائع التجارية التي تزود الحوثيين بالمال وبشحنات المشتقات النفطية الإيرانية التي تعزز اقتصاد الحرب لديهم.

وثمة دلائل عديدة على عبثية وعدم جدية الحرب الأنجلوسكسونية مع حليف إيران في اليمن، فعلى سبيل المثال لم يتأثر جدول أعمال القيادات الحوثية ولم تضطر لتغيير مواقعها أو مغادرة منازلها، بل إنها طورت من إجراءات التضييق على اليمنيين الواقعين تحت سيطرتها؛ بحملات الاعتقالات الشاملة للناشطين المدنيين والعاملين السابقين في السفارات الغربية المغلقة بصنعاء بما فيها السفارة الأمريكية، وأخيرا قيام الجماعة باحتجاز 4 طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية في صنعاء ومطالبتها السعودية بإعادة الحجاج جوا؛ رغم احتجازهم للطائرات.

x.com/yaseentamimi68

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اليمنيين خارطة الطريق الحوثيين السعودية امريكا السعودية اليمن خارطة الطريق الحوثيين مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة خارطة الطریق إنهاء الحرب فی الیمن

إقرأ أيضاً:

مراحل الحرب التدريجية:-جارية في اليمن .. وستنتقل للعراق. ثم تنزلق نحو إيران!

بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:
قلناها مراراً ونكررها اليوم ماأن تُقرَّرْ حرب عالمية إلا ويتم اسقاط مشاريع وثقافات وافكار وانظمة وحكومات ،وتحل محلها مشاريع وثقافات وانظمة وحكومات جديدة ونظام عالمي جديد له عناوين جديده وملفات جديدة وقناعات جديدة .. ويتم تغيير واجهات جغرافية في العالم وتُرسم غيرها .بحيث هناك دول تضمحل ،وأخرى تُقسَّمْ ،وغيرها تتوسع وهكذا .ناهيك سيولد نظام عالمي جديد بعد كل حرب عالمية يتم من خلاله توزيع النفوذ العالمي ( ادارة العالم ). وما شاهدناها ونشاهدها من حروب وستليها حروب اخرى جميعها متعلقة بترتيب ولادة العالم الجديد ( وهي سلسلة حلقات الحرب العالمية الثالثة )!
ثانيا :-
والحرب العالمية التدريجية الجديدة هي بالأخرى ( الحرب العالمية الثالثة) والتي حدثت بالفعل ولكن على شكل فصول ومراحل هذه المرة . وكانت بدايتها من خلال الحرب الناعمة اي ما يسمى بالربيع العربي أي سلسلة التغييرات السياسية والاقتصادية التي ضربت عدداً من الدول العربية فغيرت انظمتها وحكوماتها وطباعها . ثم جاء فصل جائحة كورونا ” كوفيد ١٩” والذي شلَّ العالم واقتصاديات الدول وغير نظام العمل والحياة في العالم . ثم جاء فصل الحرب الروسية الاوكرانية والتي لازالت مستمرة ومباشرة والتي ماهي إلا حرب عالمية ثالثة مصغرة ( امريكا + حلف الأطلسي /الناتو ) ضد روسيا وبالعكس . ثم جاءت حلقة الانقلابات العسكرية المتتالية في الدول الأفريقية التي غيرت المشهد . ثم جاء فصل الحرب الكونية بقيادة إسرائيل ضد غزة اي ضد الشعب الفلسطيني في غزة رداً على احداث ٧ اكتوبر ” التي لازالت غامضة بأسرارها ” ضد إسرائيل( اي ١١ سبتمبر إسرائيلي ) والتي لازالت مستمرة وطابعها ابادة وتهجير ألشعب الفلسطيني بالقوة وتفرعن إسرائيل التي اصبحت تعربد في المنطقة كلها بدعم أميركي بهدف ولادة شرق اوسط جديد ” إسرائيل الكبرى ” .ثم جاء فصل حروب مابعد السابع من اكتوبر وتقليم اطراف الأخطبوط الايراني في ( لبنان، وسوريا ، واليمن ، والعراق ) والآن وصل التصعيد إلى مراحل متقدمة ومخيفة بحجة توجيه ضربات إلى ايران نفسها (وان عملية تطويقها بالسلاح والعتاد والبارجات والصواريخ وأسراب الطائرات الحديثة والجيوش وصنوفها وصلت لمراحل مرعبة ) وجاءت بحجة التحشيد ضد الحوثيين في اليمن ومن هناك الفوضى السورية التي بدأت. وتركيا التي تورطت في المستنقع السوري مباشرة ومن هناك دخلت تركيا في الفوضى الداخلية والانهيارات الاقتصادية . وكل هذا من يراقبه ويهندس فيه وهم مصمموا ولادة العالم الجديد !
ثالثا:-
فما يحدث في اليمن ضد الحوثيين هي حرب أميركية بريطانية اسرائلية ضد إيران في اليمن.وسوف يضمحل التأثير الإيراني في اليمن قريبا ومثلما حصل في سوريا ولبنان .وسوف يولد نظام جديد في اليمن .وسوف تنتقل الحرب الاميركية البريطانية ضد ايران في العراق هذه المرة ( ولكن المختلف هنا ان المجتمع الدولي هو الذي يقود عملية طرد ايران من العراق ويقود التغيير السياسي في العراق بلا خسائر وبلا دمار لان العراق يهم المجتمع الدولي جدا. ولن يسمح بالفوضى فيه ) .وسوف تخرج إيران من العراق بالقوة .وحينها يبقى المجتمع الدولي يساعد العراقيين بترتيب اوضاعهم ودعمهم بنظام سياسي وطني جديد !
رابعا:-
ولكن الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل سيلاحقون الإيرانيين نحو الداخل الإيراني .وهذه المرة سنرى ولادة تحالف دولي ضد النظام الإيراني ومثلما حصل ضد العراق عام ٢٠٠٣ عندما اسقطوا نظام صدام حسين واحتلوا العراق وأسسوا نظام سياسي جديد ( ولكن وللأسف تدخلت المجاميع والجهات الدينية الراديكالية والظلامية العراقية والتي تأخذ اوامرها من الخارج فشوهت النظام الجديد في العراق بدعم ايران والكويت وتركيا ودول اخرى فانحدر النظام في العراق نحو الطائفية والانعزالية والفساد والدمار والتبعية للخارج ومحاربة المشاريع الوطنية والانقاذية في الداخل ولازال فاشلا فاسدا متخبطا ومكروها من الشعب .. الخ ) .. ونعتقد ان الشعب الايراني لن ينتظر تدخل امريكا وبريطانيا والتحالف الجديد نحو العمق الايراني وهو من يقوم بمهمة تغيير النظام الايراني القائم وحتى ظهور بوادر انفصال القوميات الكبرى في ايران ( وللتأكيد فان في عام ٢٠٢٥ لن يبقى النظامين الايراني والتركي .. وسوف تتقسم ايران وتركيا على حد سواء ..وتماشيا مع ولادة العالم الجديد الذي تكلمنا عنه أعلاه ) (( ولكن كل هذا لا يهمنا إطلاقاً وانه شأن ايراني داخلي .. فقط الذي يهمنا هو خروج ايران من العراق وبأي طريقة .لان ايران شاركت في تدمير بلدنا ومجتمعنا واقتصادنا واجيالنا ومعتقداتنا الوسطية … الخ ) )
خامسا:-
ونطمن العراقيين ان كثير من الدول سوف تتقسم وقريبة من العراق ولكن العراق سوف يبقى عراقاً واحداً بأمر المجتمع الدولي لان العراق ينتظره مستقبل واعد وموقع واعد !
الخلاصة :
قلتها في القنوات التلفزيونية من قبل ” وربما أنا على خطأ” قلت :- لقد عجزت حلول الأرض في موضوع العراق المقدس ،وسوف تبدأ حلول السماء ،وستشاهدون اعداء العراق ومن كانوا سببا في دمار العراق هم من يناصر العراقيين بالتحرير واعادة العراق إلى وضعه التاريخي والاستراتيجي والاقتصادي بلفتة ربانية !. وان جميع الملامح تشير لذلك بإذن الله. فالعراق بلد مقدس وموعود بشعاع التنوير والعدل على المنطقة والعالم خصوصا بعد ازالة المنافقين والدجالين والمشعوذين والعملاء !
سمير عبيد
٦ نيسان ٢٠٢٥

سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • مراحل الحرب التدريجية:-جارية في اليمن .. وستنتقل للعراق. ثم تنزلق نحو إيران!
  • الذهب والفضة ينخفضان مع تصاعد الحرب التجارية التي أعلنها ترامب
  • منظمة دولية تتحدث عن أبرز تحدي يواجه محافظة مأرب التي تضم أكبر تجمع للنازحين في اليمن
  • إليكم القصة الحقيقية.. تعرفة ترامب التبادلية ليست كما تبدو
  • باحث: أطراف كثيرة تعرقل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن
  • إسرائيل: العمليات في غزة ستتوسع تدريجياً وهذا هو الطريق الوحيد لوقف الحرب
  • عاجل| مسؤول روسي: هناك تقدم كبير في جهود إنهاء الحرب
  • حصيلة طائرات MQ-9  التي اسقطتها الدفاعات اليمنية (إنفو جرافيك)