صحيفة التغيير السودانية:
2024-10-05@12:38:18 GMT

البرهان وساعتا التوهان!

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

البرهان وساعتا التوهان!

البرهان وساعتا التوهان!

بثينة تروس

طوال سنوات حكومة المؤتمر الوطني عولت الحكومة في الكذب على الشعب باستخدام وزراء يجيدون الكذب، وإعلاميين خنوعين، ورجال دين دجالين.. وكل ما زاد حجم الرشاوي تضخم لديهم حجم الكذب وتنوعت أساليبه.. والبرهان صنيعة ذلك المشروع.. فبعد أن فرغ إعلام الفلول من تزييف حقيقة جماعة كتيبة البراء، والمستنفرين، وحرب الكرامة، وفقد فعاليته بعد تمدد قوات الدعم السريع، وخابت اماله في النصر، اصبح مهدداً إعلامياً للجنرال، حينها التفت إلى اعلام البلاط القديم، لعلمه انهم يجيدون صناعة تغبيش الوعي للرأي العام، فاستدعاهم استدعاء فرعون للسحرة، ان اجمعوا كيدكم، وأرموه أمام الشعب ليكذب ما يلاقي في محنته من موت، واستباحة ارض وعرض، وذل وهوان، وإخراج من البيوت والمدن، وهو يهيم بلا وجهة آمنة هربا من الجنجويد.

وبالفعل تسارع الصحفي ضياء الدين بلال وصحبه ملبين النداء في سباق الولاء، فحدثنا عن أن البرهان (مد يده الى الأمام وابتسم ابتسامته تلك وقال: “ما تشوفوا سنجة وجبل موية والزوبعة دي، أنا شايف النصر أمامي كما اراكم جلوساً الآن وبيننا الأيام”) انتهى.

وبالطبع (ابتسامته تلك)! هي من لغة التمسح ببلاط الحكام، اذ أن الشعب لم تفرغ عيونه من سحائب الدمع منذ مجزرة القيادة العامة وحتى قيام هذه الحرب، لكي يشهد تلك الابتسامة! وبالمقابل شهد السودانيون قائداً عسكرياً فاشلاً، منذ ان قام بانقلابه في 25 أكتوبر 2021م وعجز عن إقامة حكومة لمدة عام، ثم وقف مكتوف اليدين عن حفظ أمن وسلامة المواطنين، من إرهاب 9 طويلة، والخلايا الإرهابية، والعصابات التي روعت الناس في الشوارع! فصاحب تلك الابتسامة، لعله حالماً، في غيبوبته يسمي نزوح آلاف الأسر الهاربة من جحيم الحرب والقصف العشوائي، صوب القضارف والنيل الأزرق، (بالزوبعة)!.

وبالمقابل أعلنت حكومة القضارف ان اعدادهم (بلغت 120 ألف نازح، تم حصر 90 الفاً منهم بواسطة وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، وأكثر من 20 منظمة وطنية دولية) وبحسب (اوتشا) الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ان 55 الف مواطن فروا قبلا من الخرطوم والجزيرة بإضافة الفارين من سكان سنجة وحدها! هذا بخلاف تعريف برهان (البلابسة)! لذلك لن يجنح الرجل للسلام فهو لا يرى الواقع بحسابات عسكرية وناتج معارك على الأرض، او احتياجات مواطنين نازحين من ويلاتها.

و(ساعتان مع البرهان) وفي حضرة اعلاميي السقوط الإسلاموي هي بحساب العمر كله، للفارين واللاجئين الذين يرجون وقف الحرب، بل اكدت تصريحاته ان عناءهم لا يعني قائد الجيش في شيء! فهو ليس مشغول بفتح ممرات الإعانات الإنسانية، وتوفير المساكن والعلاج والأمان لهم.. وكما ورد في تصريحات تلك الساعتين قوله (قايلني مكنكش في السلطة وعاوز الحكم!؟ والله لو بمرادي ورغبتي اخلع حذائي واغادر اليوم قبل الغد، ولكنها مسؤولية بلد وواجب وطن لن نسلمه لهم) انتهى.

اما كنكشة الجنرال، فالشعب شاهدا عليها، الم يقل قبلاً انه الوصي على الشعب؟ حين كانت معركته مع المدنيين وليس مع غوله الذي رباه! (نحن أوصياء على البلد وتحقيق أحلام شبابه، لن تتمكن أي جهة من إبعاد القوات المسلحة عن المشهد).. وحين خرجت الجماهير الهادرة، تطالب بإسقاط البرهان وحكومته، وإبعادهم عن السلطة، مؤكدين في هتافاتهم ان (الجيش جيش السودان الجيش ما جيش برهان) ومطالبين (العسكر للثكنات)، لم يستطع ترك مقعده ويغادر بل انقلب على من يفترض أن يستلموا منه رئاسة مجلس السيادة بعد انتهاء فترة رئاسته واعتقل طاقم السلطة التنفيذية وزج بهم في السجون، ضاربا بعرض الحائط الوثيقة الدستورية التي نصبته رئيسا لمجلس السيادة لمدة 21 شهرا..

كما ان الشعب يعلم ان الجنرال حالم ولن يستطيع فعل ذلك، لأنه ببساطة لا يرتدي حذاءه الأصلي كقائد عسكري، مسؤول عن وحدة الوطن وحماية اهله، إذ هو يرتدي حذاء أسياده من الفلول، ويضيق هذا الحذاء عقب كل تقهقر للجيش من اللايفاتية في مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يضعون الخطط العسكرية، ويسمحون لأنفسهم بتوجيه سير المعارك، كما يأمرون قيادة الجيش بتنفيذ خططها الواهمة، فتجدهم تارة يمجدون البرهان، واخرى ينزعون هيبته العسكرية، يهددونه ويحطون من قدره، فالجنرال لا يملك زمام امره لكي يخلع نعليه. لذلك رجع للحيل المجربة باستدعاء البدائل من الإعلاميين المأجورين.

tina.terwis@gmail.com

الوسومالبرهان السودان القضارف الكيزان بثينة تروس جبل موية سنار سنجة ضياء الدين بلال مجلس السيادة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البرهان السودان القضارف الكيزان جبل موية سنار سنجة ضياء الدين بلال مجلس السيادة

إقرأ أيضاً:

الفنان سيف الجامعة: أنا ضد الحرب ومع المتضررين من الانتهاكات والمجاعة

أكد الفنان السوداني سيف الدين محمد المعروف بـ”سيف الجامعة”، موقفه الرافض للحرب بكل مكوناتها، وأعلن انخراطه في مبادرات من شأنها إيقاف الحرب ورفع معاناة الشعب السوداني وإيقاف المجاعة التي باتت تهدده.

وتحدث سيف في حوار مكاشفة رصدته (التغيير) على الأسافير، عن مشروعه الفني، وقال إنه لم يتبن خيار مقاطعة الإسلاميين وغنى في منابر محسوبة عليهم إيماناً منه بإيصال صوته الداعي للحرية والمدنية.

التغيير- رصد: عبد الله برير

* هنالك اتهامات طالتك بأنك تغنيت للكيزان، ما تعليقك؟

اذكروا لي نموذجاً واحداً يثبت بأنني تغنيت للكيزان، أنا ليست لدي ارتباطات حزبية سواء بالمؤتمر الوطني أو غيره وكل الهجوم علي من أشخاص من قوى اليسار اعتقدوا أن حركة الجماهير حصرية عليهم بمعنى أنني إما أن أكون منظماً لصالح اليسار وتحديداً الحزب الشيوعي أو هذا يعني أنني كوز.

* علام ارتكزت فلسفتك في الغناء على كل المنابر بغض النظر عن توجهها؟

لم يكن لدي أدنى تحفظ في أنني اغني في أي مكان، أنا شخص مستقل في كل مواقفي التزمت جانب الشعب السوداني واعتبر نفسي فناناً قومياً لكل الناس، لم أقاطع اي منبر حتى تلك المحسوبة على الإسلاميين والتي كانت تحتاج شخصا جريئاً ليقول لهم إنكم أخطاتم في كذا وكذا، نضالي كله من 1989 حتى 2006 كان إصراراً على أن أوصل صوتي للناس وأغني للحرية والديمقراطية، لم أرفض هذه الفرصة لأن رؤيتي تختلف عن الآخرين الذين يعتمدون على المقاطعة والغياب.

* البعض يقول إن مواقفك رمادية فيما يختص بمناهضة الإنقاذ تحديداً، كيف ترد؟

لا يزايد أحد على وطنيتي ولا أكره أحداً بل أحب جميع الناس، أنا من مؤيدي الثورة وتغنيت لها وكنت واعتبر نفسي أحد المساهمين في الوعي الذي أنتج ثورة ديسمبر التي قام بها شباب يفع ونحن تجاوزنا العمر الذي نجري فيه من الشرطة، عمري الآن 65 عاماً ولا أسمح لأي جهة أن تحدد مشاركتي من عدمها ولا أسمح بالمزايدة على مواقفي، أتحدى أي شخص أن يحفظ لي موقفاً مخزياً.

* هل صنفت الثورة الفنانين بناءً على مواقفهم منها ودعمهم لها؟

السودان يسع الجميع ومحاولات البعض لإبعاد زيد أو عبيد هي ما أودت البلد إلى ما نحن فيه الآن، من مشاكل ثورة ديسمبر هذه التصنيفات ومحاولة إبعاد فلان لأنه غنى للكيزان مثلاً، كله كلام مرسل وليس عليه إثبات واحد، من يعرف لي موقفاً مخزياً فليقله، أنا واحد من مشاعل الوعي والفهم والحركة الفنية السودانية وشخص مناضل وكنت أكثر من تعرض للضغوط المستمرة في فترة الإنقاذ تصدياً لمحاولاتي في قياده مجموعة الفنانين من داخل اتحاد المهن الموسيقية، كلما حاولت الاقتراب من الإدارة إجد مقاومة شديدة من الكيزان، الشيوعيون نصحوني دائماً بأن ابتعد وهذا موقف اعتبره سلبياً ورفضته.

* ما هو الانتماء السياسي للفنان سيف الجامعة؟

كل ذنبي الذي اقترفته في الحياة أنني مستقل، أنا واحد ممن أسسوا مؤتمر الطلاب المستقلين الذي أحدث انتفاضة ابريل والذي تمخض عنه حزب المؤتمر السوداني الحالي بقيادة الدقير، وعندما تحول إلى حزب خرجت منه فوراً.

* ما هو موقفك من الحرب الدائرة في البلاد؟

ليس هنالك فنان عاقل واعي أو أي إنسان يكون مع الحرب، أنا ضد الحرب قلباً وقالباً وضد آثارها وما ترتب عليها من انتهاكات، ومع كل ما هو داعم لوقف الحرب وماشي في هذا الخط، بلادنا تحتاج إلى جهودنا جميعاً أنا عضو في مبادرات كثيرة هدفها إيقاف هذه الحرب ورفع المعاناة عن الشعب وإقالة عثرات الأسر المتضررة ومكافحة شبح المجاعة.

الفنان سيف الجامعة * ما هي كواليس استنكار بعض الجهات لإحدى حفلاتك بجامعة الخرطوم؟

في العام 2004 و2005 غنيت في جامعة الخرطوم بكلية الآداب في حفل استقبال الطلاب الجدد، منظمو الحفل لم يقابلوني بصورة شخصية بل اتفقوا عبر اتحاد الفنانين، جئت يوم الحفل ووجدت الجمهور موجوداً وكان هذا عقب عودتي السودان، كنت متحمساً وغنيت الغناء الخاص بي من أعمال الراحل محبوب شريف والموصلي والنخلي وجاءني بعض الطلاب المنتمين للجبهة الديمقراطية وتساءلوا: كيف أغني غناء الراحل محجوب شريف للكيزان، الامر لا يفرق معي أنهم كيزان أو غيرهم لأن الفنان لا يختار الجمهور، ومكتب الارتباطات لا يسأل طالب الحفل هل أنت شيوعي أم حزب أمة مثلاً، غنيت في جميع الكليات والجامعات داخل وخارج الخرطوم سواء كان اتحاد الطلاب إسلامي أو لا، وأعتقد “دا ما شغلي”.

* هل طلب منك محجوب شريف عدم التغني بأشعاره نهائياً؟

ناس الجبهة الديمقراطية ذهبوا إلى محجوب شريف وأخبروه بأنني أغني للكيزان وأرسل لي محامياً ينتمي للحزب الشيوعي وأوصل لي رسالة بأن الأستاذ طلب مني عدم أداء أغنياته مجدداً ووافقت احتراماً للعلاقة وأوقفت غناء مريم ومي ومريم محمود، وبعد ذلك ظل بعض الشيوعيين يرددون بأن سيف الجامعة تراجع وباع القضية وأنا أردد في المنابر واتساءل لمن بعت هذه القضية وبكم؟ الحرية والديمقراطية ليست قابلة للشراء.

* ما هو موقفك من الجيش السوداني وكواليس تغنيك له في الأوبريت الشهير؟

ليس لدي موقف ضد الجيش وحينما غنينا في أوبريت القوات المسلحة كان الجيش السوداني قد استعاد الفشقة وشارك في هذا العمل 18 مطرباً في  أغنية لحنها عمر الشاعر وتتكلم عن القوات المسلحة التي حققت انتصاراً على عدو خارجي لأول مرة لأن كل الحروبات كانت داخلية، ننظر للجيش كمؤسسة قومية ولا تعجبنا المعركة الدائرة حالياً لكنني ساعٍ وبشدة كما ذكرت لإيقاف الحرب ولست بصدد الحديث عن تاريخي، حينما قامت الثورة انخرطت في عدد من المبادرات القومية السودانية وشاركت في المفاوضات على الوثيقة الدستورية المعروفة واحتفل بنا الوسيط الأفريقي وذكر ذلك في كتابه، شاركت مع الشعب في مليونية 30 يونيو مما ساهم في انصياع العساكر ونجح ضغط الشارع حتى وقعوا على الوثيقة.

* هل انت راضٍ عن مشروعك الفني ومواقفك الوطنية؟

ضميري مرتاح جداً ولن أعتذر عن شئ عملته بقناعة، لم أقم بشئ ضد الشعب السوداني الذي يحفظ لي طبل العز ضرب وغنيتها للانتفاضة عام 1985م وقدمت أعمالاً عظيمة لشعراء كبار مثل القدال وحميد وأزهري وغيرهم، وهي أعمال ذات صبغة وطنية وقومية، على من ينتقدني أن يفعل ذلك بذكر الحقائق وليس بالافتراءات، وأكرر مجدداً لم أؤلف أو أغن أو ألحن للكيزان ولا لمن له علاقة مباشرة بهم ولست عضواً في المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية.

الوسومالانتفاضة الجبهة الديمقراطية الجيش السوداني الحرب الدقير السودان الفنان سيف الجامعة الكيزان المؤتمر الوطني جامعة الخرطوم حزب المؤتمر السوداني محجوب شريف

مقالات مشابهة

  • استعراضان لكتاب “مصر والصراع على السلطة منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الناصرية”
  • سياحة في مذكرات أغبش
  • مفتي راشيا: لنزول النواب فوراً الى البرلمان
  • الفنان سيف الجامعة: أنا ضد الحرب ومع المتضررين من الانتهاكات والمجاعة
  • شاهد بالصورة والفيديو.. الفنانة ندى القلعة تتصدر قائمة المشاهير الذين احتفلوا بانتصارات الجيش على طريقة “زردية” البرهان
  • حزب صوت الشعب يُدين تدخل رئيس النوّاب في شؤون القضاء
  • العرب المُستبَاحَة
  • أحداث رواندا وطلاب الجامعات السودانية
  • هجوم الجيش السوداني المفاجئ يثير الشكوك والاستفهامات
  • شاهد بالفيديو.. “زردية” البرهان تواصل تصدر الترند لأكثر من ثلاثة أيام.. طفلة سودانية تقلد قائد الجيش وتثير ضحكات الجمهور