صعود الإصلاحيين لرئاسة إيران وتأثيره على مستقبل العلاقات مع المغرب
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
تتجه الأنظار في العالم، نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي شهدت انتخابات رئاسية أفضت إلى كسر التيار الإصلاحي لهيمنة المحافظين والمتشددين على منصب الرئاسة، وهو ما لم يكن منتظرا، وشكل مفاجأة كبيرة.
وفاز الإصلاحي مسعود بزشكيان في الاستحقاقات الرئاسية الإيرانية بنسبة 55% من أصوات الناخبين، حيث ظفر بأزيد من 17 مليون صوت، فيما منافسه المحافظ سعيد جليلي حصل على 13 مليون صوت فقط.
وتعهد الرئيس الإيراني الجديد في أول تصريح له، بتبني سياسة خارجية تعمل على تخفيف التوتر، دون أن يتطرق للعلاقات التي تربط بلاده بمجموعة من الدول وخصوصا التي على خلاف معها، ومنها المغرب الذي اشتكى مرارا من تدخل إيران في شؤون وحدته الترابية.
وفي هذا الصّدد، أبرز محمد العمراني بوخبزة، الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، تعليقا على الانتخابات الرئاسية الإيرانية في تصريح لموقع « اليوم24″، أن الأخيرة لها خصوصيتها نظرا للنظام السياسي في إيران، ويظهر من خلال التوجه للدور الثاني أنه ثمة تقاطبات بين الإصلاحيين والمحافظين، وهو ما يعكس حدة التقاطب والتقارب في نوايا التصويت، وانقسام المجتمع الإيراني داخليا ».
وأشار إلى أن التقاطب الذي حصل في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، ميز الاستحقاقات التي تابعها العالم وخاصة أنها تأتي بعد وفاة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، إذ لم يحدث هذا منذ الثورة الإيرانية الإسلامية، متوقعا استمرارية التقاطب الداخلي بين الإصلاحيين والمحافظين.
وحول تأثر العلاقات الإيرانية المغربية بنتائج الانتخابات الرئاسية، قال بوخبزة: « لا أظن أن لذلك تأثير، فنتائج الانتخابات الرئاسية ليس لها تأثير كبير على السياسة الخارجية، وذلك على اعتبار أن ما يتعلق بالمواقف الخارجية، يبقى من اختصاص المرشد العام للثورة الإيرانية ».
وأوضح أن « محدودية دور رئيس الدولة الإيرانية فيما يتعلق بالاختيارات والمواقف الكبرى المتعلقة بالسياسة الخارجية، واضح وجلي »، ومن ثمة يضيف « تأثير هاته النتائج على موقف إيران من المغرب غير وارد، بل نعتقد بأنه ستكون هناك استمرارية في نفس النهج، إذ طالما تناوب الإصلاحيون والمحافظون على السلطة، وكانت نفس المواقف التي تطبع العلاقات الإيرانية المغربية ».
وتابع: « إيران تعمل على مشروع استراتيجي كبير، ولا يتأثر بتقلب نوايا التصويت، أو بوصول أي تكتل للسلطة، بل هي عملية مسترسلة، ومستمرة، ويشرف عليها النظام، وتستهدف حتى المغرب من خلال محاولة الهيمنة على مجموعة من المناطق ومنها شمال إفريقيا، وبالتالي لا نجد أن هناك مؤشرات تدل على تغير الموقف الإيراني من المغرب، طالما أن الأمر يندرج ضمن الخيارات الاستراتيجية التي تشتغل عليها الدولة، وهي من اختصاصات مرشد الثورة، وليست لها علاقة بنتائج الانتخابات »، بحسب تعبيره.
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب أعلن ماي 2018 عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، على خلفية تورط حزب الله اللبناني في دعم جبهة البوليساريو الانفصالية، وصرح آنذاك وزير الخارجية بأن المغرب طلب رسميا من السفير الإيراني مغادرة البلاد بعد التأكد من تورط سفارة إيران في الجزائر في محاولات المس بالوحدة الترابية للبلاد.
كلمات دلالية إيران بوخبزةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: إيران بوخبزة الانتخابات الرئاسیة
إقرأ أيضاً:
الخارجية الإيرانية : الأحداث الأخيرة في سوريا اختبار مهم جدًا للحكام الجدد
الثورة نت |
أعربت وزارة الخارجية الإيرانية عن قلقها العميق إزاء تصاعد العنف في سوريا، خاصة في الساحل الغربي، مؤكدةً أن التطورات الجديدة تضع حكام سوريا الجدد أمام اختبار حقيقي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” اليوم الاثنين “شهدت الأيام الأخيرة أحداثاً مؤسفة ومحزنة في مناطق مختلفة من سوريا، وخاصة في الساحل الغربي. نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير الواردة حول انعدام الأمن والعنف واحتجاز الرهائن في هذه المناطق.”
وأكد بقائي أن إيران “تدين بشدة جميع أشكال العنف والقتل والاعتداء، ولا يوجد أي مبرر لمثل هذه التصرفات”، مضيفاً أن “الهجوم على العلويين والمسيحيين والدروز وغيرهم من الأقليات قد أحزن المشاعر الإنسانية والضمير الدولي.”
كما أشار إلى أن هذه التطورات تضع “حكام سوريا الجدد أمام اختبار حقيقي للوفاء بمسؤولياتهم في حماية أرواح وممتلكات جميع السوريين”، معتبراً أن المسؤولية تمتد إلى جميع الأطراف التي لها نفوذ وتأثير في التطورات داخل سوريا.
وأضاف: “لقد عبرنا عن مخاوفنا بالطرق المناسبة للدول التي لها نفوذ ووجود في سوريا، ونأمل حقاً أن تتوقف عمليات القتل والعنف ضد مختلف فئات الشعب السوري”.
كما حذر من أن استمرار هذه المواجهات “سيزيد الوضع الأمني والسياسي في المجتمع السوري تعقيداً، مما يتيح الفرصة للأطراف التي لا تريد الخير للشعب السوري والمنطقة لاستغلال هذا الوضع بما يخدم مصالحها”.