العالم على بعد خطوة من حرب مدمرة..!
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
رغم كل الإنجازات التقنية التي وصلتها البشرية، ورغم التقدم المذهل الذي حققه علم الإنسان يبقى القول الفصل في قوله تعالى (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) وقوله سبحانه (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ).. لكنا نقف اليوم أمام قوله تعالى (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) صدق الله العظيم.
بين ما يجري في فلسطين من غطرسة وزهو وتعالٍ في ارتكاب الجرائم وزهق أرواح الأبرياء والقتل، بل الإبادة الجماعية التي تمارس بحق شعب اعزل ذنبه انه يبحث عن حقه المستلب من قبل قوات احتلال استعمارية، حرب إجرامية ليس لها مبررات لا عسكرية ولا أمنية ولا أخلاقية ولا إنسانية ولا قانونية، حرب لا يجيزها تشريع ولا قانون، تشن ضد شعب اعزل لا وجه للمقارنة بينه وبين عدوه الذي يحتل وطنه ويهين مقدساته، حرب إجرامية تجري أمام أنظار العالم الذي يباركها ويعتبرها حقا للمجرم المحتل (في الدفاع عن نفسه) ويدان فيها أصحاب الأرض والحق الذين يدافعون عن وطنهم وأرضهم وحقهم في الحرية والاستقلال من نير الاستعمار الصهيوني الاستيطاني، هذا الاستعمار الذي زرع في فلسطين ليكون حارسا للمصالح الاستعمارية وقاعدة عسكرية متقدمة للعواصم الاستعمارية الغربية التي أجبرت على مغادرة الوطن العربي بجيوشها و (مناديبها الساميين) الذين كانوا يحكمون الأمة ويتحكمون بقرارها ومصيرها، وحين أخذت الشعوب العربية تتطلع نحو الحرية والاستقلال، لم تجد القوى الاستعمارية بد من الرحيل من الوطن العربي وسحب جيوشها ولكنها ولكي تضمن بقاء مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية وبقاء هيمنتها على الوطن العربي عملت على زراعة الكيان الصهيوني في قلب الجغرافية العربية.
وعلى مدى أكثر من قرن ظلت فلسطين خاضعة للقوى الاستعمارية، وظلت وشعبها يدفعون ثمن الاحتلال وثمن التواطؤ الدولي، وثمن الخيانة الرسمية العربية -الإسلامية، ويبدو أن تداعيات المشهد الدولي الراهن تحمل في طياتها ثمن الاحتلال الصهيوني لفلسطين من خلال هذا الإجرام الصهيوني -الكوني المسكوت عنه عربيا وإسلاميا والمبارك دوليا، إجرام لله فيه حكاية وشجون، ولله فيه حكمة، والمفترض أن يدرك كل ذي بصيرة أن ما يحدث في فلسطين من جرائم وعربدة وحرب إبادة غير متكافئة وحصار وتجويع، ومآس وفي ظل صمت عربي وإسلامي ودولي، وعجز تام للمجتمع الدولي بكل مؤسساته ومنظماته وانحياز دولي إلى جانب الجلاد ضد الضحية ونفاق جعل المترفين بالقوة والقدرة يصلون لمرحلة الفسق البواح، الفسق غير المنظم وغير المحكوم بالقيم الإنسانية وان بحدودها الدنيا، فسق وجور وتجبر وغطرسة تمارس من قبل العصابات الصهيونية التي لا تمثل نفسها بل هي مجرد أداة بيد قوى كونية تتمثل بتلك القوى التي هرولت تعبر عن تضامنها مع الكيان المحتل وتقف إلى جانبه ضد أصحاب الحق من الشعب المحتل، تلك التي ترى وتتمسك برؤيتها وتعتبر أن إجرام الصهاينة يندرج في سياق (حق الدفاع عن النفس)..؟
هذا المجون والفجور في الإجرام ضد الشعب الفلسطيني الذي تباركه أنظمة العالم بما فيهم العرب والمسلمون وهذا الظلم غير المسبوق في التاريخ الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، لا أعتقد أن الله غافلا عنه بل جعله آية تنذر بنهاية غطرسة المتغطرسين، لأن الظلم الذي يتعرض له الشعب العربي في فلسطين والظلم الذي يحيق بشعوب العالم جراء غطرسة المتغطرسين وتكبر المتكبرين وتجبرهم الذين افشوا قيم ومظاهر الظلم وكرسوا ثقافة الغطرسة والاستعلاء واحرموا الإنسان على وجه الأرض من حقه في الحرية والكرامة والحياة الآمنة، كل هذه المظاهر السلبية التي تفشت وتكرست من قبل الأقوياء على الضعفاء ومن قبل المتقدمين على المتخلفين، والأغنياء على الفقراء، كل هذا الذي جعل الظلم ظاهرة عامة يدفع ثمنه سكان المعمورة حروبا وأمراضا وفقرا وجوعا وغطرسة يتعرضون لها من قبل لصوص العالم الذين ينهبون ثروات الفقراء ويجعلوهم أكثر فقرا، ثم يحاولون تجميل صورهم البشعة بفتات المساعدات وينفقون للدعاية عنها أكثر من قيمتها..!
بعد أن وصلت البشرية إلى مرحلة تتباكى فيها على وفاة أحدهم بحادث سير هنا أو هناك ويتجاهلون إبادة شعب على يد قوات تحتل وطنه وأرضه..!
كم ذهب ضحية طوفان الأقصى من الصهاينة؟ وكم قتل ودمر الصهاينة على مدى تسعة أشهر؟ وكيف؟ تعامل العالم (المتحضر) مع الواقعة، بل كيف تعامل هذا العالم مع جرائم الاحتلال على مدى عقود طويلة من الإجرام والقتل، وكيف تعامل هذا العالم المنافق مع جرائم الاحتلال طيلة سنوات وعقود احتلاله لفلسطين.
كل هذا يجعل جرائم الصهاينة سببا لنهاية غطرسة كونية، وأن ما يجري في (أوكرانيا) بين روسيا الاتحادية من جهة وأمريكا والغرب من جهة أخرى، وما يجري بين أمريكا والغرب من ناحية وبين (الصين) من ناحية أخرى تداعيات توحي وكأن الله (أمر مترفي العالم) ليهلك عالم الظلم وقرى الظالمين بعد أن أصبح التدخل الإلهي فعلاً حتمياً لإعادة ميزان العدل ورفع المظالم عن عباده وإهلاك الظالمين من عباده وفق حسابات ربانية دقيقة، لأن الله يمهل ولا يهمل وحين يكثر الظلم دائما ما تمتد يد العدالة الإلهية لتصحيح الاختلالات البشرية تلبية لدعوات المظلومين والمقهورين من عباده فالله ليس غافلا عما يعمل الظالمون..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أحمد عمر هاشم: الظلم محرم بين العباد.. والعدل من أعظم القيم
أكد الدكتور أحمد عمر هاشم أن العدل من أعظم القيم التي رسّخها الإسلام، مستدلًا بالحديث القدسي الذي رواه أبو ذر الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال الله عز وجل: "يا عبادي، إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرّمًا، فلا تظالموا".
وأوضح أحمد عمر هاشم خلال تقديم برنامج «كأنك تراه»، على قناة صدى البلد، أن هذه الصيغة اللغوية "تظالموا" تشير إلى تبادل الظلم بين الناس، مما يؤكد ضرورة عدم الاعتداء على حقوق الآخرين. وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى، رغم كونه الخالق المدبّر الذي لا يُفرض عليه شيء، إلا أنه حرّم الظلم على نفسه تأكيدًا على خطورته وأثره المدمر في المجتمعات.
كما تطرق أحمد عمر هاشم إلى حاجة الإنسان المستمرة لهداية الله، مستشهدًا بقول الله تعالى: "يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم"، مشددًا على أن طلب الهداية من الله أمر ضروري لكل فرد، وأن الإنسان لا غنى له عن العون الإلهي في كل مراحل حياته.
وفي ختام حديثه، دعا أحمد عمر هاشم إلى التأمل في معاني الحديث القدسي والعمل بمقتضاه، عبر تجنب الظلم والسعي الدائم للهداية والاستغفار، لأن كل إنسان مسؤول عن أعماله وسيحاسب عليها يوم القيامة.