تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تبدأ محافظة الإسكندرية عهد جديد وفترة يضع بها الأهالي أمال وطموحات كثيرة لتحقيق مطالبهم على أرض الواقع، فعروس البحر الأبيض المتوسط المدينة التي تمتلك أحد أطول الشواطئ في العالم، لا تكاد تلمح فيه اليوم الرمال الصفراء، أصبح المشهد بشكل الأسمنت وكثرة الحواجز التي تمنع رؤية البحر.

فتعاني الإسكندرية العديد من الأزمات أبرزها وأهمها هو قلة الشواطئ بها وكثرة المصطافين إليها، فالمقاهي والأسوار الخرسانة هي من منعت الأهالي من الاستمتاع بكورنيش الإسكندرية والذي كان يُعد من أهم الخروجات البسيطة للمواطن العادي، المشي على كورنيش الإسكندرية يخفف من عبء المواطن والتنفيس عن الضغوطات التي يمر بها.

وكشف مصطفى نبيل عن كثرة انتشار المقاهي والكافيهات على كورنيش البحر تمنع المواطن من الاستمتاع والمشي على كورنيش الإسكندرية، فلم يصل كورنيش الإسكندرية الحالي إلى هذا الوضع بين ليلة وضحاها، بل كان هناك تاريخ طويل من التعديات والإنشاءات وتحويله من كورنيش عام إلى خاص ملك لبعض الأشخاص.

وهو ما يأمل فيه المواطن أحمد محمود التغير في الفترة القادمة، فلم يعد سور البحر متسع للجالسين عليه، فقط مطاعم فارهة، وشواطئ خاصة محاطة بأسوار عالية، أو مقاهي للاستمتاع بالبحر فقط لمرتديها، وبأسعار لا تناسب غالبية الأسر الإسكندرانية.

ومن أهم المشاكل التي تواجه المواطنين في الإسكندرية هو الظلام الدامس في العديد من الشوارع الهامة والتي تربط الأحياء والمناطق ببعضها البعض، فمستوى الإنارة في الشوارع والطرق الرئيسية والداخلية ضعيف، فهناك مفهوم خاطئ عن توفير الكهرباء بالمدينة، فمع إطفاء الأعمدة، أدى إلى زيادة الجرائم والحوادث على الطرق العامة بالمحافظة.

ولم ننس الطرق التي مازالت إلى الآن يعاني منها الأهالي  من عدم رصف وتكسير وحفرات في العديد من المناطق المختلفة وخصوصًا في الشوارع الجانبية، فأعمال الحفر وتكسير الأسفلت الخاصة بتركيب الصرف الصحي والغاز الطبيعي، ينتج عنها تهالك في الطرق وعدم رصفها بعد الانتهاء منها، مما يسبب معاناة كبيرة على المواطنين.

وطالبت إيمان عبد الحميد تحقيق نتائج ملموسة في قطاع النظافة العامة بالمحافظة، فقلة توافر صناديق القمامة، في العديد من المناطق الرئيسية، هو ما تسبب في تجمع أكياس القمامة بشكل غير إنساني وحضاري، في الطرق، وانتشار الرائحة الكريهة والحشرات، وخصوصا في فصل الصيف.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البحر الأبيض المتوسط الحوادث على الطرق الطرق الرئيسية والداخلية الطرق العامة النظافة العامة توفير الكهرباء رصف الطرق كورنيش الإسكندرية محافظة الاسكندرية الظلام الدامس الطرق الرئيسية کورنیش الإسکندریة العدید من

إقرأ أيضاً:

البحر الأحمر..الخليج الجديد في لعبة النفوذ

منذ أن انطلقت عمليات "عاصفة الحزم" في مارس 2015، كان يُفترض أن تكون عدن هي نقطة التحول الإستراتيجي التي تُعيد رسم خرائط الأمن القومي العربي على ضفاف البحر الأحمر، ذلك البحر الذي ظل طويلا مجرد ممر تجاري في حسابات الدول الكبرى، قبل أن يتحول تدريجياً إلى مسرح مفتوح لتصادم الإرادات، وتنافس المشاريع، واختبار التحالفات.

تحرير عدن في يوليو 2015 لم يكن مجرد انتصار عسكري موضعي، بل كان لحظة نادرة في التاريخ العربي الحديث: لحظة يمكن فيها للعرب، وبقيادة خليجية فاعلة، أن يصنعوا توازنا جديدا في الإقليم، يمنع تمدد إيران، ويغلق الباب أمام مغامرات الإسلام السياسي، ويُعيد للبحر الأحمر موقعه الطبيعي كحزام أمني عربي لا يُسمح باختراقه.

لكن بدلا من تحويل هذا الانتصار إلى نقطة انطلاق نحو إعادة بناء منظومة أمنية عربية فاعلة، دخل الملف في دوامة التشويش، وخضعت الأولويات لمساومات جانبية، وتداخلت الحسابات الإقليمية مع المزايدات الأيديولوجية، وأُفرغت عدن من مدلولها الرمزي والسيادي، ودُفع بالملف اليمني من مساره العربي إلى منطقة التدويل، حيث فقدت العواصم العربية زمام المبادرة، وبدأت القوى الدولية ترسم حدود النفوذ، وتوزّع الأدوار وفق مصالحها لا وفق الضرورات الأمنية للمنطقة.

هنا، ضاعت فرصة تاريخية كان يمكن فيها للعرب أن يفرضوا سرديتهم الخاصة، ويعيدوا تعريف البحر الأحمر بوصفه شأناً عربيا خالصا لا يُخترق إلا بإرادتهم، فلحظة عدن كانت قابلة للتحوّل إلى رافعة لإعادة تشكيل مفهوم الأمن القومي العربي، لكنها أُهملت، بل وأُحبطت بفعل التردد من جهة، والحسابات السياسية الضيقة من جهة أخرى، والمناكفة غير الموضوعية والمراهنة على جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، واعتبارهم امتداداً قبلياً دون النظر إلى توجهاتهم الأيديولوجية أوقع طرفاً عربياً في تقديرات خاطئة ها هو ومعه المنطقة والعالم كاملا يدفع أثمانا باهظة لم يكن أحد في حاجة إلى دفعها لو أنه استحكم العقل والمنطق وقدم أولوية الأمن القومي العربي على المزايدة والرهانات المحكومة بالفشل سلفا.

ومع ذلك، يُحسب للإمارات، وهي أحد أبرز الفاعلين في التحالف العربي، أنها لم تتورط في الفوضى، بل تصرّفت كفاعل عقلاني يُوازن بين ضرورات الأمن والاستقرار وبين تعقيدات الداخل اليمني، فحافظت على مكتسبات تحرير عدن، ولم تفرّط في التوازنات الدقيقة التي تحكم المشهد، ولم تتعامل مع اليمن كحديقة خلفية، بل كفضاء إستراتيجي يرتبط بأمن الخليج والبحر الأحمر معا، بل يمكن القول إنها، حتى اللحظة، هي الطرف الوحيد الذي يتصرف بهدوء، ويعمل على تثبيت معادلات الحضور من دون ضجيج، وبمنطق إستراتيجي يراعي الجغرافيا والتاريخ معا.

فالبحر الأحمر، ببساطة، يتحول اليوم إلى "خليجٍ جديد". خليج لا تُطلق فيه الحروب بالصواريخ فقط، بل بالموانئ، وبالقواعد العسكرية، وبالتحالفات التجارية. من قناة السويس في الشمال إلى مضيق باب المندب في الجنوب، يتشكل خط جيوبوليتيكي أشبه بحزام النار، تمر عبره أكثر من  10 في المئة من تجارة العالم، ويتحكم في رئات الاقتصاد العالمي من الصين حتى أوروبا، هذا البحر، الذي ظل لعقود في الظل، بات الآن في قلب الصراع الدولي على النفوذ، وربما في طليعة الحروب القادمة.

تركيا أعادت التموضع في الصومال، وتسعى إلى موطئ قدم دائم في السودان، إيران وجدت في الحوثيين ذراعا إستراتيجية لتهديد الممرات البحرية، بل وتحويل البحر الأحمر إلى ورقة ضغط دائمة على خصومها، إسرائيل فتحت قنواتها مع السودان وإريتريا ضمن هندسة أمنية قديمة–جديدة، الصين تمتلك قاعدة عسكرية في جيبوتي، وتُراكم استثماراتها في الموانئ الأفريقية ضمن مشروع "الحزام والطريق"، وواشنطن، التي كانت غائبة عن مسرح البحر الأحمر لعقود واقتصر دورها على مكافحة القراصنة الصوماليين منذ تسعينات القرن العشرين، ها هي تحاول الآن بناء تحالف بحري موجه ضد هجمات الحوثيين التي أربكت شريان التجارة العالمية، وفضحت هشاشة المعادلات الراهنة.

كل من هذه القوى يتصرف وفق منطق مصالحه، ويعيد رسم خرائط نفوذه، ويُراكم حضوره العسكري والسياسي والاقتصادي، فيما العرب يراوحون مكانهم، أو يتنافسون على المساحات الصغيرة، ويفرّطون بالمشهد الكبير،  فلا يزال العقل العربي أسير البرّ، وكأن الجغرافيا البحرية ليست امتدادا لأمنه، ولا معبرا حيويا لسيادته.

تاريخيا، ظل العرب ينظرون إلى البحار بوصفها حدوداً لا فضاءات. لم تكن لدينا إستراتيجية بحرية إلا حين استشعرنا الخطر، ولم يكن هناك تعريف للأمن القومي العربي في العصر الحديث إلا بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. عند تلك الحرب، اتخذ الزعيم جمال عبدالناصر قراره بدعم الثوار في عدن، ليتحقق الاستقلال الأول في 30 نوفمبر 1967، وبعدها، شرعت بريطانيا في الجلاء عن مستعمراتها في شرق قناة السويس، ما أسهم في تحقيق معظم البلاد العربية لاستقلالها الوطني.

ما نعيشه بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 هو مأزقٌ في البحر الأحمر. حين وصل التهديد إلى السفن والناقلات، تذكرنا أن لدينا ساحلاً طويلاً، لكنه بلا مظلة أمنية عربية مشتركة، ولا مشروعاً جيوسياسياً قادراً على مقاومة التدويل. ما يحدث في البحر الأحمر اليوم لا يمكن فصله عن مأزق العقل الإستراتيجي العربي، الذي لم يُحسن استثمار لحظات القوة، ولم يُدرك أن السيطرة على البر لا تكتمل إلا بالهيمنة على البحر. هذا ما صنعه المصريون عندما كانوا يقودون العالم العربي، حيث ربطوا أمن باب المندب بقناة السويس، فتحقق أمن واحد من أطول البحار في العالم، وفرض العرب سيادتهم عليه لعقود.

لولا ذلك التشويش الذي صاحب تحرير عدن، لربما كان المشهد اليوم مختلفا: ربما كان هناك تحالف عربي صلب، يمنع تدويل باب المندب، ويضع قواعد اشتباك واضحة ضد أي تمدد إيراني أو تركي أو غيره.

ومع ذلك، فإن الوقت لم يفُت بعد، ما زال ممكنا استعادة زمام المبادرة، لا عبر المغامرات، بل ببناء مشروع عربي واضح في البحر الأحمر، يستند إلى ثوابت الأمن القومي، ويضع خطوطاً حمراء لأيّ تمدد معادٍ، ويُعيد تعريف دور الدول العربية في هذه المنطقة التي تُعاد هندستها على نار هادئة.

البحر الأحمر ليس مجرد ممر ملاحي،  إنه مرآة لمستقبل الإقليم، ومن لا يملك وزناً فيه، لن يملك صوتاً في تحديد مستقبل المنطقة، فليتحدث العرب مع أنفسهم بصراحة ويعيدوا تصويب المسار، فلا يمكن استمرار الرهان على جماعة الإخوان ولا يمكن أن يترك البحر الأحمر ليقرر مصيره الأتراك أو الإيرانيون أو حتى العم سام، فالقرار يجب أن يكون عربياً خالصاً ولا أخلص من الجنوبيين الذين كانوا وسيبقون في عدن لهم أرضهم وبحرهم.

مقالات مشابهة

  • احذر مخالفة مرورية.. تعرف على عقوبة عدم ربط حزام الأمان طبقا للقانون
  • الإسكندرية تنهى استعدادات استقبال عيد الفطر.. وتعامل فوري مع الطوارئ
  • تعرف على القنابل الخمسة التي تستخدمها إسرائيل في إبادة غزة
  • البحر الأحمر..الخليج الجديد في لعبة النفوذ
  • بدء تطبيق قانون السير والمرور الجديد في الإمارات غداً.. وهذه أبرز التعديلات
  • تعرف على أفضل وأيسر الطرق لتجفيف الفراولة
  • تعرف على قائمة المنتخبات التي ضمنت تأهلها مبكرا إلى كأس العالم 2026
  • تعرف إلى أبرز المعلومات عن مؤسسة زايد للتعليم
  • ما أبرز دلالات الاتفاق الدفاعي الجديد في جنوب شرق أوروبا بالنسبة للمنطقة؟
  • محافظ بني سويف يفتتح عددا من مشروعات رصف وتبليط الشوارع ضمن احتفالات العيد القومي