إطعام الرضيع بالملعقة قد يضر بنموه.. تفاصيل
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
وجدت دراسة جديدة أن الفطام الذي يقوده الطفل، وهو أسلوب شائع لتقديم الأطعمة الصلبة للرضع وتجاوز الأنواع المهروسة، يوفر سعرات حرارية وافرة للنمو والتطور.
تؤكد هذه الطريقة على أهمية تقديم أغذية غير مهروسة للرضع والسماح لهم بإطعام أنفسهم "يدويا"، مقابل الأساليب التقليدية المتمثلة في تغذية الرضع بالأغذية الصلبة المهروسة باستخدام الملعقة.
ويقول المناصرون لهذا النهج إنه يشجع عادات الأكل الصحية، حيث يتغذى الأطفال ذاتيا ويمكنهم استكشاف مجموعة متنوعة من الأطعمة.
ودرس فريق البحث من جامعة كولورادو، أسلوب الفطام هذا لدى 70 طفلا يتمتعون بصحة جيدة بعمر 5 أشهر.
وخلال الدراسة، سجل مقدمو الرعاية تناول الأطفال لجميع الأطعمة لمدة 3 أيام
كشف التحليل أن الفطام، الذي يقوده الطفل، ارتبط بزيادة أكبر في درجات "الوزن بالنسبة للعمر" و"الوزن بالنسبة للطول"، مقارنة بالرضع المفطومين تقليديا.
وقال الفريق إن الفواكه الطرية والخضروات المطبوخة على البخار والجبن وقطع صغيرة من اللحم، كلها أطعمة جيدة يمكن تجربتها أثناء فطام الطفل، لأنه يسهل على الأطفال الإمساك بها ومضغها.
وأوضحت الدراسة أنه يجب تقديم الأطعمة على شكل عصي بحجم قبضة الطفل لمنع الاختناق، مضيفين أنه من المهم توفير نظام غذائي متنوع عند تقديم الأطعمة الصلبة للرضع.
وقالت معدة الدراسة كينزي ماتزيلر، وهي اختصاصية تغذية مسجلة: "من الجيد معرفة أن الفطام الذي يقوده الطفل يوفر سعرات حرارية كافية للنمو. ويمكن أن يكون طريقة رائعة لدمج المزيد من الخيارات وأنواع مختلفة من الأطعمة التي قد لا يحصل عليها طفلك الصغير بطريقة أخرى".
عُرضت النتائج في مؤتمر الجمعية الأمريكية للتغذية في شيكاغو.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الطفل الفطام الأطعمة الصلبة الاطفال الأطعمة
إقرأ أيضاً:
أطعمة الخلفاء.. مآدب العصر العباسي الذهبي
لطالما كان الطعام جزءًا مهمًّا من التراث الثقافي والحضاري لأي أمة، فهو يعكس تطورها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي عبر العصور. فمن البساطة والتقشف إلى الترف والتعقيد، شهدت الدولة العباسية تحولًا كبيرًا في عاداتها الغذائية، من بداية الإسلام وصولا إلى الحكم العباسي.
وبنظرة على تطور الطعام والعادات الغذائية في العصر العباسي، يمكننا رؤية تأثير الثقافات المختلفة فيه، وإعداد أشهر الأطباق والحلويات، وإقامة طقوس الطعام الخاصة بالخلفاء، فضلًا عن الإنفاق الكبير الذي كان يُخصص للطعام والولائم الضخمة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حسام أبو صفية.. الفصل الأخير في سيرة مشافي الشمالlist 2 of 2السماح بتركيب ألواح شمسية فوق المباني الأثرية يثير جدلا واسعا في أمستردامend of listوقد لعب الطعام دورًا مهمًّا في الحياة الاجتماعية والسياسية للدولة العباسية، إذ استُخدمت الولائم الفاخرة في المناسبات الدبلوماسية كوسيلة لإظهار الثراء والنفوذ.
كل تلك الفنون الخاصة بالطعام والطهو تجعلنا نتأكد من مدى تأثير الطعام في حياة العباسيين اليومية ودوره في مناسباتهم الاجتماعية والسياسية.
تطور العادات الغذائيةكانت أطعمة العرب قليلة وبسيطة في أول الأمر، فقد كان الصحابة يتحاشون التكلف في الأكل اقتداء بخلفائهم الراشدين. ولما حكم الأمويون سنة (41هـ/662م) واختلط العرب بالفرس والروم، بدأ التأثر بثقافاتهم المختلفة يظهر في عادات الطعام، مما أدى إلى تنوع الأطعمة وتطور طرق إعدادها وصناعتها.
من أكثر الأكلات شهرة في زمن العباسيين أكلة السكباج وهي طعام يُعمل من اللحم والخل والتوابل ويطلق عليها مخ الأطعمة (مواقع التواصل)وغالى الخلفاء العباسيون في إعداد الأطعمة، لا سيّما في عصرهم الذهبي فقد استحضروا أصنافًا مختلفة من الطعام وألوانًا مختلفة من الطيور، وكانوا يستشيرون الأطباء ويستعينون بهم في معرفة فوائد الطعام ومضارّه، وعادة ما كان يُفصل بين أوقات الطعام وأوقات اللهو، رغم أن موائدهم شملت في بعض الأحيان العبث والتهتك.
إعلان أطباق العباسيين وولائمهمتطورت أدوات الطهو وتقنياته في العصر العباسي، فاتخذ الطهاة التنانير (نوع من الكوانين) والمطابخ للطهو، وتفننوا في صناعة الأطعمة التي تتسم بالمواصفات الصحية الجيدة، كما تفننوا في إعداد الولائم التي تتسع للعديد من الأشخاص، لا سيّما في الحفلات والأعراس، كالوليمة الضخمة التي أعدّت في عرس هارون الرشيد على زبيدة سنة (165هـ/782م)، والولائم التي استمرت طوال 17 يوما بمناسبة زواج المأمون (ت 218هـ/833م) بابنة الحسن بن سهل.
وكان من أكثر الأكلات شهرة في زمن العباسيين أكلة السكباج "وهي طعام يُعمل من اللحم والخل والتوابل"، ويطلق عليها مخ الأطعمة، وأكلة الرغفان، والطباهجة "وهي ضرب من اللحم المقلي"، واسفيذباجة "وهي لحم مع الحمص والبصل والكسفرة والكمون ومستحلب اللوز"، والشواء، والجدي، والرؤوس.
وقد فاضل بعض الخلفاء في حبهم للأطعمة فعُرف المهدي (ت169هـ/785م) بحبه لأكلة البقل والكراث، في حين عرف الرشيد باستطابته لأكلة الخاميز "وهي حساء اللحم"، والأمين بأكلة المصلية وأكلة البزمارد وهي "طعام يسمى لقمة القاضي وفخذ الست ولقمة الخليفة مصنوع من اللحم المقلي بالزبدة والبيض"، والمأمون بحبه للأرز والخبز والدجاج، أما الواثق (ت232هـ/847م) فقد كان معروفًا باهتمامه بالأطعمة التي يُعتقد أنها تقوّي البنية الجسدية، وعرف بنهمه الشديد على الباذنجان، حتى إنه اهتم بتناول بعض اللحوم النادرة كلحوم السباع.
طقوس الطعام ونفقاتهأنفق الخلفاء المبالغ الباهظة لتغطية تكاليف إعداد الطعام لتنوع الأصناف وارتفاع ثمنها، ولا أدلّ على ذلك مما فعله إبراهيم ابن المهدي في زيارة زاره فيها الرشيد، فأعدّ له أطعمة كان من بينها وعاء سمك فاستصغر الرشيد قطعه، فسأله عن ذلك فقال "يا أمير المؤمنين هذه ألسنه السمك"، وقد قدرت نفقة ما في ذلك الوعاء بأكثر من ألف درهم.
مائدة عليها أطباق تقليدية منها أطباق ذهبية فيها لحوم مشوية وأوعية لليخنة والأرز مع المكسرات والزبيب وفواكه طازجة وخبز مسطح (فايرفلاي-الجزيرة)أما مقدار المطبوخ من كل صنف من الطعام فلا قياس له، فكانت الأطعمة تفيض بمقادير كبيرة، إذ كانوا يعدّون أضعاف ما يحتاجون إليه من الطعام مخافة أن يأتيهم زوار، لذلك أمر المنصور بضرب الطباخ لمجرد أن قلَّ الطعام قبل أن يشبع الناس.
إعلانوكان لكل من الخلفاء طقوس خاصة في طعامه، فكان الرشيد يتناول طعامه بصحبة ندمائه قبل أن يستمع لغناء الجواري، ويقوم بترتيب طعامه مبتدئا بالطعام الحار قبل البارد، أما الخليفة المأمون فكان يضع على مائدته أكثر من 300 لون من الطعام، ثم يقوم بشرح فوائده ومضارّه لضيوفه وجلسائه، وكانت بعض الأطعمة قد خصصت لفصل الصيف لبرودتها وبعض الأطعمة الأخرى لفصل الشتاء لحرارتها العالية.
الحلويات والفواكهضمت موائد الخلفاء أصنافًا متعددة من الفواكه، وأبرزها البطيخ، والرطب، والتفاح الشامي الذي أكثر الخليفة المأمون من التغزل به.
وتفنن العباسيون في اصطناع الحلويات كالهريسة، وحلوى اللوزينج بالفستق (نوع من الحلوى يحشى بالفستق واللوز وماء الورد والسكر وهي تشبه القطائف)، والفالوذج (يُصنع من لب الحنطة إضافة إلى الدقيق والماء والعسل)، وكان الرشيد قد اختلف مع زوجته أم جعفر (زبيدة) في أيهما أطيب الفالوذج أم اللوزينج، وانتهى الخلاف بينهما بعد الاحتكام إلى القاضي، كما عرف العباسيون بصناعة المخ المعقود بالسكر، الذي وصفه الثعالبي (ت٤٢٩هـ/١٠٣٧م) بأنه طعام الملوك.
ونتيجة لتعدد ألوان الأطعمة والتوسع في النفقة عليها، اتسعت مطابخ الخلفاء والأمراء، حتى صار يشرف على كل صنف من الأطعمة مجموعة من الخدم عليهم رئيس.