غسيل متسخ وقص الجوارب.. العمل غير الممتع لرجل غرفة الملابس في يورو 2024
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
ربما يكون مسؤول معدات منتخب سويسرا أحد الأبطال المجهولين في بطولة أوروبا لكرة القدم 2024، بالنظر إلى ما يضطر للتعامل معه من شاحنات محملة بالمعدات والأكوام الهائلة من الغسيل وأكثر من 200 حذاء للعناية بها، بالنظر إلى أن الخطأ الذي يرتكبه يمكن أن يكلف فريقه تماما مثل أي خطأ على أرض الملعب.
يحب روجر كاسبار وظيفته، على الرغم من بساطتها واضطراره كل يوم إلى معالجة بعض أكبر المشاكل التنظيمية في البطولة.
يعتني بمعدات التدريب والقمصان والسراويل والأحذية وسترات المطر وينظم الغسيل يوميا لجميع اللاعبين، بالإضافة إلى المدربين وجميع العاملين في الفريق.
كما يقوم أيضا بترتيب طباعة قمصان المباريات المصنوعة خصيصا، ونقل كل ما يحتاجه الفريق بين المدن التي يتوجه إليها فريقه في ألمانيا. وهي وظيفة يأخذها على محمل الجد.
وقال كاسبار إن "الأمر يتعلق بالتخطيط الجيد والتنسيق والتواصل. نحن بحاجة إلى أن يكون كل شيء في المكان المناسب في اللحظة المناسبة. هناك كثير من الأشياء المختلفة التي عليك التفكير فيها، وهناك دائما خطر نسيان شيء ما".
ويستخدم كاسبار جداول البيانات ليتتبع المخزون للتأكد من عدم فقدان أي شيء، ويحصل كل لاعب على مجموعتين من الملابس في كل مباراة، بالإضافة إلى ملابس الإحماء وأطقم التدريب التي تختلف حسب الطقس.
ويحب بعض اللاعبين تبادل قمصان المباريات مع اللاعبين المنافسين، والبعض الآخر يحتفظ بها لتكون تذكارات. ثم هناك بعض الطلبات الخاصة قبل المباريات.
وقال كاسبار "قبل كل شيء، الأمر يتعلق بالجوارب. بعض اللاعبين يحبون قص جواربهم والبعض الآخر لا".
ويؤدي قطع الجزء الخلفي من الجوارب إلى تقليل الضغط على عضلات الساق.
وبدأت عملية تنظيم الملابس المعقدة قبل أشهر من بداية بطولة أوروبا 2024، إذ زار كاسبر ألمانيا في ديسمبر/كانون الأول الماضي لمساعدة الفريق في العثور على مكان أساسي للمعسكر بعد أسابيع قليلة من تأهل سويسرا. وكان على اتصال منتظم مع إدارة الفندق لعدة أشهر لضمان تلبية جميع احتياجات الفريق.
وعندما حان وقت التوجه أخيرا إلى ألمانيا، احتاج إلى 3 شاحنات لنقل أطقم الملابس والمعدات من سويسرا المجاورة.
وفي أيام المباريات، يصل كاسبار إلى الملعب بشكل منفصل عن الفريق، قبل المباراة بنحو 4 ساعات، لتجهيز غرفة تبديل الملابس.
لكنه لا يتمكن من مشاهدة سوى أجزاء من كل مباراة، ويدخل ويخرج من غرفة تبديل الملابس استعدادا لنهاية الشوط الأول وصفارة النهاية، والتي قال إنها تكون الفترة الأكثر تحديا له.
وقال: "أشاهد الشوط الأول من مقاعد البدلاء أو من المقاعد الفنية بجانب مقاعد البدلاء أو خلفها. بالطبع لا أستطيع الاسترخاء. أكون متأهبا في حال احتاج أي لاعب إلى أي شيء".
وقدمت سويسرا واحدا من أفضل مستوياتها في البطولات الكبرى خلال بطولة أوروبا 2024، إذ كانت على بعد ثوان من الفوز على ألمانيا المضيفة في دور المجموعات، وأقصت إيطاليا حاملة اللقب من الدور ثمن النهائي. وهي لحظات قال كاسبار إنه سيعتز بها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
أسواق الأغراض القديمة.. حينما يتحول الفقر إلى ترند
لطالما كانت أسواق الأغراض المستعملة ملاذا للفئات الأقل حظا ما بين وكالة البلح وسوق ديانا في القاهرة وأسواق "الفريب" في تونس وسوق الأحد في لبنان وغيرها من الأسواق حيث يمكنك إيجاد كافة احتياجاتك من الملابس والأثاث والكتب والأنتيكات، وحتى الأجهزة الكهربائية.
لكن السنوات الأخيرة شهدت تحولا في علاقة المستهلكين بهذه الأسواق، ووفقا للتقديرات ارتفعت قيمة سوق الملابس المستعملة عالميا خلال السنوات من 2021 إلى 2023 من 138 مليار دولار إلى 211 مليارا، ومن المتوقع وصولها إلى نحو 351 مليار دولار بحلول عام 2027.
كما شهد سوق إعادة بيع المستعمل عبر الإنترنت نموا متصاعدا، لتتحول الأغراض القديمة -خاصة الملابس- إلى موضة جديدة وترند.
يعد الوعي المتنامي بقضايا البيئة والمجتمع من بين سمات جيل زد المميزة، وقد نشأ أبناؤه في عالم مزدحم بالأزمات البيئية والاقتصادية، كما أن لديهم شعورا قويا بالهوية الفردية، وربما تفسر هذه الأسباب وغيرها انجذابهم للتسوق في أسواق المستعمل أو ما يعرف بـ"التوفير"، وهو اتجاه عززه التأثير الاقتصادي لجائحة "كوفيد-19" حين فقد الكثيرون وظائفهم، فوجدوا في أسواق الأغراض المستعملة وسيلة لإطفاء نهمهم للاستهلاك بميزانية أقل.
كما نشأ نوع من الاقتصاد الموازي القائم على إعادة بيع الأغراض المستعملة عبر الإنترنت بأسعار أعلى، سواء بحالتها الأصلية أو بعد إعادة تدويرها لصنع قطع جديدة، وهو ما شكّل مصدر دخل للعديد من الأفراد وساهم في ازدياد نمو المحتوى المعتمد على شراء القطع القديمة واستعراضها.
ويساعد شراء الأغراض المستعملة -خاصة من الملابس وقطع الديكور أو الإكسسوارات- على تعزيز الشعور بالتفرد عبر شراء قطع مميزة ومختلفة عن القطع السائدة والتنميط الذي تكرسه الموضة السريعة.
إعلانكما أن العديد من المنتجات القديمة عادة ما تكون مصنوعة بحرفية أعلى مقارنة بتلك الحديثة.
ومن ناحية أخرى، أصبح البعض يعتبرون استكشاف وإعادة تنسيق القطع واكتشافها بمثابة هواية في حد ذاتها تمنحهم شعورا بالإبداع والإثارة.
كما أن الاستهلاك الواعي يوفر نوعا من بناء الهوية والاختيار الواعي، كما يعزز الشعور باحترام الذات عبر الاختيار الواعي للاستدامة، ويمنح شعورا إيجابيا للفرد بالقدرة على لعب دور في مساعدة المجتمع ومقاومة التأثيرات السلبية للموضة السريعة.
وقد لعبت منصات التواصل الاجتماعي دورا أساسيا في هذا التحول، فبإمكانك مشاهدة آلاف المقاطع التي تحمل وسم "ثريفت توك"، و"فينتدج فايندز" وغيرهما.
وقد أصبح استكشاف الملابس المستعملة بمثابة ترند أو توجه عالمي مصحوب بتفاعل رقمي واسع، مما خلق لدى الأفراد نوعا من الشعور بالانتماء إلى مجتمع رقمي يقدّر تفردهم واختلافهم، وقد أصبح شراء المستعمل دلالة على الوعي البيئي والتفرد بدلا من ارتباطه التقليدي بانخفاض المكانة الاجتماعية.
الوجه الآخر للوعيتمثل صناعة الموضة السريعة نحو أكثر من خُمس مصادر التلوث في العالم، كما ترتبط ببيئة عمل غير إنسانية، وتعتمد على العمالة الرخيصة وعمالة الأطفال في دول العالم الثالث لتقديم قطع ملابس سرعان ما تبلى، مما يخلق شعورا دائما لدى المستهلكين بحاجتهم لشراء المزيد من الملابس لمواكبة أحدث خطوط الموضة والتي تتغير بشكل شبه شهري.
وبينما يعتبر شراء الملابس المستعملة خطوة مهمة في تقليل الأثر البيئي للموضة فإن المفارقة أن الجانب الآخر منه هو تشجيع المشترين على استهلاك المزيد من الملابس، إذ يشجع أحيانا رخص سعر القطع المستعملة مقارنة بالجديدة على زيادة الاستهلاك والاكتناز وإدمان التسوق.
ومن ناحية أخرى، فقد أدت زيادة الطلب على السلع المستعملة إلى زيادة أسعارها بدرجة كبيرة، مما حرم قاعدة كبيرة من المستهلكين الأقل حظا والذين كان اعتمادهم الأساسي قائما على متاجر المستعمل، لتصبح ساحة للطبقات الاجتماعية الأعلى بدلا من كونها مصدرا أساسيا لاحتياجات الطبقات الأقل حظا، مما يؤدي إلى تكريس التفاوت الطبقي، وكأن الاستهلاك الواعي يتحول من بديل أخلاقي للموضة السريعة إلى شكل آخر من أشكال الاستهلاك يحمل تحديات اقتصادية واجتماعية يجب عدم إغفالها.
إعلان