الحوجلة ھنا المقصود بھا تحویل حیاة الطالب الجدید في بدایة حیاتھ الجامعیة!!
الـصورة الـنمطیة لـكثیر مـنا أن صـاحـب الـشھادات الـعلیا ھـو الـناجـح، وأن صـاحـب الـمال ھـو الـسعید بـحیاتـھ، وأن صـاحـب الـجاه ھـو مـالـك تـم وأبشـر لـكل مـطالـبھ، وأن مـن تـمتلك الجـمال بـشكلھا فـي نـصف الـقمر عـلى الأرض وان الـقوي الشـدیـد ھـو من یملك المال والقوة الجسدیة والجاه …… الخ.
من تلك الصورة النمطیة ھي الأساس الذي نقوم على فعلھ او عملھ أو ما نملكھ بمعرفة الواقع والیقین بھ. ُبحر بین السطور، یتطلب علینا معرفة السباحة والیقین بقدراتنا. قبل أن مـعرفـة السـباحـة فـي عـلم الـمعرفـة والـتثقیف والـتوعـیة والـفھم، ویـتحقق ذلـك بـمداومـتنا وإصـرارانـا بـالاطـلاع والـقراءة الـتخصصیة ومـجالـسة أھـل الاخـتصاص والـخبرة والـمشورة والـممارسـة، ویـقیننا بـالـوصـول الـى شـاطـئ الأمـان مـن خـلال النتائج المثمرة للمعرفة، ویكون ذلك من غیر تحویل یؤثر على إنسانیتنا، ولو تأثرنا فسنكون حوسلة تتبع لا تنتج ولا تبدع.
لنكمل لابد ان نعرف معنى الحوسلة.
تسـتخدم الـلفظة الـمنحوتـة “حـوسـل” اخـتصارا لـعبارة “تـحویـل الشـيء إلـى وسـیلة”، والـنحت یـعني اشـتقاق كـلمة مـن كـلمتین أو
أكـثر عـلى أن یـكون ھـناك تـناسـب فـي الـلفظ والـمعنى بـین الـمنحوت لـھ والـمنحوت مـنھ. وقـد أجـازت الـمجامـع الـلغویـة فـي
الـوطـن الـعربـي نـحت كـلمة “حـوسـلة” لـدواعـي الإیـجاز الـلغوي، لأن عـبارة “تـحویـل كـذا إلـى وسـیلة” عـبارة طـویـلة ولا یـمكن
تـولـید مـصطلحات مـنھا. و”حـوسـل” فـعل مـتعد بـمعنى حـول الشـيء أو الإنـسان إلـى وسـیلة، ومـنھا “الـحوسـلة” عـلى غـرار
“بسمل” من “بسم الله الرحمن الرحیم”، و”حوقل” من “لا حول ولا قوة إلا با`.
نـعود إلـى شـاطـئ الـمقصود ھـنا، بـعد مخـرجـات الـتعلیم، الـبعض مـمن سـلك الـحیاة الـمھنیة وھـو جـدیـد العھـد، رأیـت بـأن لـدیـھم
الـثقة الـعمیاء عـند بـدایـة مـزاولـة حـیاتـھم الـمھنیة، فتجـد مـنھ الـمسارعـة والاسـتعجال فـي مـواكـبة أصـحاب الـخبرة ومـعرفـي
القرارً لـلتطبیق، ولـي ھـنا والسـبب أنـھ كـان حـوجـلة، یـعیش نـشوة الـتعلیم الـنظري، ویـتوقـع بـأن مـا كـان بـین كـتبھ الـتي درسـھا مـناسـبة وقفھ؟!
مـن الـمنظریـن فـي الـتعلیم الـعالـي، یـحولـون الـطالـب والـطالـبة الـجامـعي إلـى آلـة مـن الـذكـاء الاصـطناعـي للمسـتقبل وبـحوجـلتھ
ً لـیس لـھ وجـود، بـأنـھ سـیكون الـمؤثـر والـقائـد وأن أبـواب الـتوظـیف مـفتوحـة بـعد حـصولـھم عـلى الـشھادات بـدون أي
إلـى واقـعا إضافات في حیاتھم التعلیمیة.
والواقع ھو بأن التعلیم أول الطریق الآمن والمضمون للحصول على التوظیف، ولكن لابد من:
.1 السعي للمعرفة والیقین بقدراتك وتحدید مسارك.
.2 إجراء البحوث والدراسات وإن صغرت حول تخصصك، وكثرة القراءة خلال مرحلة التعلیم.
.3المشاركة العملیة سواء بعمل تطوعي او عمل جزئي خلال فترة التعلیم لكسب الخبرة.
.4الاختلاط بأصحاب الخبرات والمھارات واكتسابھا منھم.
الـخلاصـة: لا تـكن حـوجـلھ یـا عـزیـزي الـطالـب والـطالـبة الـجامـعي ووسـیلة تـتلقى الـتعلیمات والـتوجـیھات مـن بـدایـة مـرحـلتك التعلیمیة، من غیر تدخل منك بإختیار رغباتك ومیولك وطموحاتك، وفي نھایة مرحلتك التعلیمیة ستكون حافظ مش فاھم.
فكن طالب معرفة ومتیقن بقدراتك لتحقیق غایاتك ولا تكن حوجلھ.
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
كاتب صحفي: الرئيس السيسى يتابع العملية التعليمية في الأكاديميات العسكرية|فيديو
قال الكاتب الصحفي، جمال رائف، إنه منذ 2014 والرئيس السيسي يتابع العملية التعليمية في الأكاديميات العسكرية من الاختبارات.
وأضاف خلال مداخلة عبر "إكسترا نيوز"، أن الرئيس السيسي انطلاقا من حرصه على متابعة بناء الإنسان، يحرص على تواجده لمتابعته الدورية لكل العملية التعليمية في الأكاديميات العسكرية، إذ لم يعد الأمر مقتصرًا فقط على حفلات التخرج كما كان في العصور السابقة.
عمل دءوب للقيادة النصرية لصناعة وبناء الإنسان
وتابع: “نرى الرئيس السيسي حاضرا في اختبارات القبول الخاصة بالطلاب، ومتابعة للعملية التعليمية وخلال حفلات التخرج، فنحن نتحدث عن عمل دءوب للقيادة المصرية لصناعة وبناء إنسان مصري قادر على مواجهة التحديات الخطيرة”، لافتًا إلى أن الرئيس السيسي حرص على إطلاع الطلاب على المستجدات على الصعيدين الداخلي والإقليمي، والنصيب الأكبر كان عن الوضع الإقليمي الراهن الآن، خاصة فيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة وتأكيد ثوابت العمل المصري تجاه القضية الفلسطينية.