وصل فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إلى تايلاند في زيارة رسمية بدعوة من رئيس وزراء تايلاند "سريتا تافيسن"، حيث استقبلته والوفد المرافق لفضيلته هالة يوسف، سفير مصر لدى تايلاند، ووزير العدل التايلاندي وعدد من كبار مسئولي وزارة الخارجية.

وقد تم استقبال فضيلته من قبل ملك وملكة تايلاند في نفس يوم الوصول في لقاء مطول، أشار فضيلته خلاله إلى تمسك الأزهر بالمنهج الوسطي، والدعوة للتعايش السلمي بين أبناء المجتمعات متعددة الثقافات، مشيراً إلى التعايش القائم بين عنصري الأمة في مصر على مدى قرون.

من جانبه، أعرب الملك عن سعادته بما عرضه فضيلة الإمام عن دعوة الإسلام للتعايش السلمي ودور الأزهر في نشر هذا المنهج، مؤكداً علي أنه يتابع بشكل مقرب أحوال المسلمين من أبناء تايلاند في ظل حرصه على تمتعهم بحرية العقيدة، مشيرا كذلك إلى حرصه الشخصي على مشاركة أبناء تايلاند المسلمين الاحتفال بالمناسبات الدينية، ومن بينها المولد النبوي الشريف.

كما أشاد فضيلة الإمام الأكبر خلال الاستقبال الملكى بحرص الطلاب التايلانديين الدارسين في الأزهر الشريف في مصر على التعليم، فضلاً عن التزامهم الأخلاقي، موضحاً أن الأزهر يقدم ١٦٠ منحة سنويا للطلاب التايلانديين للدراسة في العلوم الشرعية والمجالات العلمية، وقد أعرب ملك تايلاند عن سعادته لحسن رعاية الطلاب التايلانديين الدارسين في مصر.

وأدى فضيلة الإمام صلاة الجمعة في المسجد الرئيسي في العاصمة بانجكوك وسط ترحيب وتجمع كبير من المسلمين، علما بأن زيارة فضيلته خلال الأيام المقبلة تشمل كذلك عدد من الفعاليات، من بينها لقاء رئيس وزراء تايلاند ورئيس البرلمان التايلاندي وشيخ الإسلام بتايلاند، فضلا عن لقاء خريجي جامعة الأزهر من التايلانديين ومبعوثي الأزهر الشريف إلى تايلاند.

يذكر أن آخر زيارة للامام الاكبر شيخ الازهر لمملكة تايلاند كانت في عام ٢٠٠٧، وتأتى تلك الزيارة الهامة لفضيلته في هذا العام الذى يشهد مناسبة مرور سبعين عاما علي تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإمام الأكبر الشيخ احمد الطيب شيخ الأزهر الشريف تايلاند هالة يوسف وزارة الخارجية فضیلة الإمام

إقرأ أيضاً:

مظاهر تحريف الأديان

من المظاهر التي اعترت الأديان الكتابية التي سبقت ظهور الإسلام أنها تعرضت للتحريف والتزييف والتلاعب بنصوصها وبتأويلها بحسب رغبة ومصلحة أحبارها وقساوستها؛ فجاء الإسلام لنسخها وتصحيح المُحرّف من أحكام شرعية أنزلها الله تعالى على أنبيائه عليهم السلام جميعًا، وأتباعهم عبثوا بها وحرّفوها عن موضعها ليشتروا بها عرض من الدنيا بأثمان قليلة؛ فجاء وصفهم في القرآن الكريم في قوله تعالى: {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا}، فالذين هادوا هم الذين أوتوا نصيبا من الكتاب، ويقصد بهم الكتابيون دون غيرهم من الديانات غير الكتابية، التي هي خارج نطاق التناول هنا، وليس مقام الحديث عنها.

ومظاهر التحريف التي قام بها أتباع هذه الكتب تمثلت في تحريف نصوص الكتب، وما جاء فيها من أحكام من خلال تحريف معاني الكلم أو تغييرها عن مواضعها؛ لتتغير أو تنقلب معانيها ودلالتها، التي تتناسب مع أهوائهم ورغباتهم وتحقق مصالحهم. قال تعالى: {يحرفون الكلم عن مواضعه} قال الإمام ابن كثير رحمه الله: قوله: “يحرفون الكلم عن مواضعه” أي: يتناولونه على غير تأويله، ويفسرونه بغير مراد الله عز وجل قصدا منهم وافتراء.

وقال الإمام الرازي، رحمه الله، في كيفية التحريف وجوه:

أحدها: أنهم كانوا يبدلون اللفظ بلفظ آخر.

والثاني: أن المراد بالتحريف إلقاء الشبه الباطلة والتأويلات الفاسدة، وصرف اللفظ من معناه الحق إلى معنى باطل بوجوه الحيل اللفظية، كما يفعله أهل البدعة في زماننا هذا، بالآيات المخالفة لمذاهبهم، وهذا هو الأصح.

والثالث: أنهم كانوا يدخلون على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويسألونه عن أمر فيخبرهم ليأخذوا به، فإذا خرجوا من عنده حرفوا كلامه. وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في “إغاثة اللهفان”: قد اختلف في التوراة التي بأيديهم، هل هي مبدلة أم التبديل وقع في التأويل دون التنزيل؟ على ثلاثة أقوال:

قالت طائفة: كلها أو أكثرها مبدل، وقالت طائفة من أئمة الحديث والفقه والكلام: إنما وقع التبديل في التأويل.

قال البخاري، رحمه الله، في صحيحه: يحرفون: يزيلون، وليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله، ولكنهم يتأولونه على غير تأويله، وهو ما اختاره الرازي أيضا.
وجاء في الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿من الذين هادوا﴾ أَيْ: قومٌ ﴿يحرِّفون الكلم عن مواضعه﴾ أَيْ: يُغيِّرون صفة محمَّد صلى الله عليه وسلم وزمانه ونبوَّته في كتابهم ﴿ويقولون سمعنا﴾ قولك ﴿وعصينا﴾ أمرك ﴿وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ ﴾ كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم: أسمع ويقولون في أنفسهم: لا سمعت ﴿وراعنا ليًّا بألسنتهم﴾ أَيْ: ويقولون راعنا ويوجِّهونها إلى شتم محمَّد عليه السَّلام بالرُّعونة وذكرنا أنَّ هذا كان سبًّا بلُغتهم ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾ مكان قولهم: سمعنا وعصينا وقالوا ﴿واسمع وانظرنا﴾ أَيْ: انظر إلينا بدل قولهم: راعنا ﴿لكان خيرًا لهم﴾ عند الله ﴿ولكن لَعَنَهُمُ الله بكفرهم﴾ فلذلك لا يقولون ما هو خيرٌ لهم ﴿فلا يؤمنون إلاَّ قليلًا﴾ أَيْ: إيمانًا قليلًا وهو قولهم: اللَّهُ ربُّنا والجنَّةُ حقٌّ والنَّارُ حقٌّ، وهذا القليل ليس بشيءٍ مع كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وليس بمدحٍ لهم.

إن تحريف الكلم عن مواضعه آفة يقوم بها الأدعياء والجهلة وأصحاب المنافع الدنيوية منذ وجودها إلى يومنا هذا، ويتخذ التحريف ثلاثة مظاهر:

التدخل في الوحي الإلهي بالحذف والزيادة، اتباعا للهوي أو غلوًا في الدين بالتأويلات الفاسدة والتفاسير الباطلة لما ورد من نصوص الشرعية بدون برهان ولا دليل، بل هو تحريف للكلم عن المعاني لأجل التحريف لأغراض متعمدة ذكرناها في بداية الحديث عن التحريف.

تعطيل العمل بطائفة من الأوامر والنواهي، تعطيل العمل ببعض الكتاب، وتوارث هذا العطل من جيل إلى جيل حتى تنشأ خلوف قاصرة تظن ما أهمل قد نسخ وباد! كما حدث مع علماء قوم نوح – قبل أن يبعث – الذين جعلوا لهم تماثيل ومع مرور الزمن جاءت أجيال فعبدتهم من دون الله.

يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: ومن حسن حظنا –نحن المسلمين– إنّ كتابنا محفوظ بعناية الله، فالأصل الذي نحتكم إليه قائم دائم، ومن حسن حظنا أن الإجماع منعقد على أركان الإسلام والأجهزة الرئيسية، التي تتفرع عنها شعبة وقوانينه هنا وهناك.

وهذا في أصل الدين، ولكن وجدت وتوجد نوابت وإن لم تحرف النصوص لحفظ الله لها {إنا نزلنا الذكر وإنا له حافظون}، ولكن حرفت معانيها وتوسعت في تأويلها وإخراجها عن دلالتها ووظفتها لنيل عرض الدنيا أو رضا سلطان، وهذه الصورة من التحريف والتزييف يجب معرفتها وفضحها والتحذير منها حتى لا تسقط الأمة في هذا المستنقع الذي كفره الله وحذر منه، ولعنه قال تعالى: {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا}

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر يعزي الرئيس إلهام علييف في ضحايا تحطم الطائرة الأذربيجانية
  • شيخ الأزهر يُعزي الرئيس إلهام علييف في ضحايا تحطم الطائرة الأذربيجانية
  • شيخ الأزهر يُعزِّي أسرة الطالبة رحيق السيد ويوجه برحلة عمرة لوالديها
  • "جبر بخاطره".. حكاية إنسانية خلف صورة شيخ الأزهر وتلميذ معهد الأقصر
  • حصاد شئون القرآن 2024.. جهود متواصلة من الأزهر الشريف في خدمة كتاب الله
  • شيخ الأزهر يتفقَّد المقر الرئيس لبيت الزكاة والصدقات
  • شيخ الأزهر يتفقد بيت الزكاة والصدقات ويوجه بتقديم أفضل الخدمات للمستفيدين.. صور
  • مظاهر تحريف الأديان
  • رئيس جامعة الأزهر ومستشارة الإمام الأكبر يكرمان المشاركين في دورة تصحيح الفكر
  • رئيس جامعة الأزهر ومستشار الإمام الأكبر يفتتحان الدورة التثقيفية لمواجهة الشبهات الإلحادية