صناديق التحوط تزيد رهاناتها على صعود النفط بعد ارتفاعه 14 % منذ أوائل يونيو
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
مالت صناديق التحوط إلى التوقعات الصعودية لأسعار النفط الخام، واستحوذت على أكبر مركز طويل الأمد على خام برنت في 7 أسابيع، حسب بيانات "إنتركونتيننتال إكستشينج" صادرة اليوم، وهي شركة أمريكية تقوم بتشغيل بورصات عالمية وغرف مقاصات.
وسجلت أسعار النفط ارتفاعها الأسبوعي الرابع على التوالي، مع انخفاض المخزونات الأمريكية وإعصار بيريل الذي يهدد بتوقف الإنتاج البحري في الولايات المتحدة الأمريكية.
في سياق متصل، ذكر تقرير "ريج زون" الدولي، اليوم، أن استعادة العاصفة الاستوائية بيريل وضع الإعصار وضرب شمال المكسيك أو جنوب تكساس في وقت مبكر من يوم الإثنين، قد يهدد بعض إنتاج النفط، لافتا إلى أن العاصفة دفعت المتداولين إلى تقييم مخاطر موسم الأعاصير المشحون للغاية، بوصفه أول إعصار من الفئة الخامسة يضرب المحيط الأطلسي على الإطلاق.
وبحسب التقرير، أرجع الاتجاه الصعودي إلى صدور بيانات عن أكبر انخفاض في المخزونات الأمريكية منذ عام تقريبا، ما يشير إلى تشديد الإمدادات، لافتا إلى ارتفاع استهلاك البنزين على أساس 4 أسابيع للمرة الأولى منذ عام.
ويرغب المستثمرون في مراقبة بيانات المخزونات لمعرفة ما إذا كان الانخفاض الأخير مجرد حالة شاذة أو ما إذا كان سيتم سحب مزيد من النفط من المخزونات، حيث إن مزيد من التخفيضات من المفترض أن يدعم تعافي أسعار النفط بشكل أكبر.
ونوه التقرير بارتفاع سعر النفط الخام بنسبة 14 % تقريبا منذ أوائل يونيو، ويرجع ذلك جزئيا إلى التوقعات الإيجابية للطلب خلال فصل الصيف، حيث تشير الفترات الزمنية الصعودية إلى استهلاك صحي على المدى القريب.
وأفاد بأنه تم دعم الارتفاع الأخير من خلال المعنويات الإيجابية في جميع أنحاء الأسواق، كما أن التراجع في التوظيف ونمو الأجور في الولايات المتحدة الشهر الماضي، يعزز التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة، لكن بعض التجار يدرسون ما إذا كان التباطؤ الاقتصادي سيضر المستهلكين الأمريكيين ويقلص الطلب على النفط. وعد التقرير أن ضعف الطلب في آسيا أدى إلى تقليص بعض التفاؤل الأخير، كما تظهر المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط أيضا علامات الانحسار.
من جانبه، ذكر تقرير "أويل برايس" النفطي، أنه لا يمكن إنكار أن المعنويات في أسواق النفط صعودية، حيث سجل خام غرب تكساس الوسيط وبرنت مكاسب أسبوعية أخرى.
وأضاف التقرير، أن المزيج الثلاثي من انخفاض مخزونات النفط الخام والبنزين والديزل في الولايات المتحدة، غرس الأمل في السوق بأن الطلب في الصيف لن يكون سيئا على الإطلاق وسط تزايد التفاؤل في الولايات المتحدة مع تخفيض أسعار الفائدة في سبتمبر.
وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، حققت أسعار النفط الخام الأمريكي مكسبا أسبوعيا للمرة الرابعة على التوالي، إذ أظهر انخفاض المخزونات زيادة في الطلب، لتبلغ 83.16 دولار للبرميل عند التسوية.
كما سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعا أسبوعيا طفيفا بنسبة 0.15 %، لتبلغ 86.54 دولار للبرميل عند التسوية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الاقتصاد النفط الخام تراجع التخفيضات أسعار النفط الخام تكساس اسعار النفط مخزونات المخزونات الأمريكية الفئة الخامسة إستعادة فصل الصيف البنزين اسعار النفط ا الأسبوع تخفيضات الخام توقف الإنتاج المخزون إنتاج النفط على التوالي وقت مبكر طويل الأمد فی الولایات المتحدة أسعار النفط النفط الخام
إقرأ أيضاً:
من النفط إلى التكنولوجيا.. صناديق الثروة الخليجية في سباق للتنويع
تشهد صناديق الثروة السيادية في منطقة الخليج العربي تغيرات كبيرة في القيادة والإستراتيجيات الاستثمارية، وهو ما يبرز دورها المتنامي في تشكيل الأسواق العالمية.
ووفقا لتقرير نشرته بلومبيرغ، فإن هذه التغييرات تشير إلى تحولات إستراتيجية عميقة تتجاوز قيمتها الإجمالية 2.5 تريليون دولار، مما يجعلها من بين اللاعبين الأكثر تأثيرا على مستوى العالم.
إعادة تشكيل المؤسساتوكانت دولة قطر قد أعلنت عن تعيين محمد السويدي رئيسا تنفيذيا جديدا لجهاز قطر للاستثمار الذي يدير أصولا بقيمة 510 مليارات دولار.
وجاء تعيين السويدي بعد فترة طويلة قضاها منصور المحمود في المنصب منذ 2018.
السويدي -الذي انضم إلى الجهاز في عام 2010- شغل منصب الرئيس التنفيذي للاستثمارات في الأميركتين، وساهم في تأسيس مكتب للجهاز بالولايات المتحدة.
وتوقعت بلومبيرغ أن تعيين السويدي يعكس استعداد قطر لمواجهة التغيرات العالمية، خاصة مع عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وصرح سالار قهرماني خبير صناديق الثروة السيادية في جامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية بأن "اختيار قائد يمتلك خبرة عميقة في السوق الأميركية يشير إلى استعداد قطر لمواءمة إستراتيجياتها مع الديناميكيات السياسية والاقتصادية المتوقعة".
جهاز قطر للاستثمار في السوق الأميركيةوتلاحظ بلومبيرغ أن جهاز قطر للاستثمار بدأ في السنوات الأخيرة في إعادة توجيه استثماراته نحو السوق الأميركية، وذلك لتقليل الاعتماد على الأصول الأوروبية.
وشمل ذلك توجيه الاستثمارات إلى قطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية والبنية التحتية، ومع التوسع الكبير في صادرات الغاز الطبيعي القطري يُتوقع أن تتضاعف أصول الجهاز في السنوات المقبلة، مما يمنحه مرونة أكبر لتعزيز وجوده الدولي.
وأشار التقرير إلى أن الجهاز بدأ يتحول بعيدا عن الاستثمارات التقليدية مثل العقارات الفاخرة نحو استثمارات تكنولوجية أكثر تطورا.
ومن المتوقع أن يسهم هذا التحول في إعادة التوازن إلى محفظة الجهاز الاستثمارية، خاصة مع التغيرات الاقتصادية العالمية.
تعيين السويدي يعكس استعداد قطر لمواجهة التغيرات العالمية خاصة مع عودة ترامب للبيت الأبيض (الجزيرة)
وفي الكويت، شهدت الهيئة العامة للاستثمار تغييرا مشابها مع تعيين الشيخ سعود سالم الصباح البالغ من العمر 35 عاما خلفا لغانم الغنيمان الذي تقاعد بعد سنوات طويلة في المنصب.
ووصفت بلومبيرغ الشيخ سعود بالرجل الذي يتمتع بخبرة تمتد لأكثر من عقد في إدارة الاستثمارات، بما في ذلك العمل مع شركة بلاك روك الأميركية المتخصصة في إدارة الاستثمارات، مما يشير إلى تحول في توجهات الهيئة نحو جذب استثمارات جديدة وقيادة أكثر شبابا.
تحول إستراتيجي في الاستثماراتوتشير بلومبيرغ إلى أن صناديق الثروة السيادية الخليجية تتبنى نهجا أكثر تقدما يعتمد على البيانات والتحليل الكمي، فعلى سبيل المثال يعمل جهاز أبو ظبي للاستثمار -الذي يدير أصولا بقيمة تريليون دولار- على تعزيز فريقه للتحليل الكمي لتسريع اتخاذ القرارات وتحسين العوائد، ويشمل ذلك زيادة الاستثمارات في الائتمان الخاص والأسهم الخاصة، إضافة إلى توسيع شراكاته مع صناديق التحوط.
وصرح قهرماني بأن "صناديق الثروة السيادية اليوم أصبحت أكثر استقلالية وإستراتيجية، إذ تتخذ قرارات استثمارية تتماشى مع أهدافها بعيدة المدى، سواء عبر تحسين شروطها مع مديري الصناديق الخارجية أو عبر إدارة الاستثمارات داخليا لتحقيق أفضل النتائج".
وحققت الأسواق المالية في الإمارات إنجازا تاريخيا بتجاوز القيمة السوقية للأسهم المدرجة حاجز التريليون دولار لأول مرة.
ويشمل ذلك أسواق دبي وأبو ظبي، مما يجعلها تتفوق على أسواق أوروبية كبرى مثل ميلانو ومدريد، وذكرت بلومبيرغ أن هذا النمو كان مدفوعا بارتفاع تقييمات الشركات الإماراتية.
ووفقا للتقرير "أصبحت صناديق الثروة السيادية أكثر وعيا بأهمية السياسة والجغرافيا السياسية في إستراتيجياتها، مما يعكس توجها جديدا يعزز دورها باعتبارها أحد المحركات الرئيسية للاقتصاد العالمي".
صناديق الثروة السيادية صارت أكثر وعيا بأهمية السياسة والجغرافيا السياسية في إستراتيجياتها (رويترز)السعودية.. سباق لجمع السيولة
ويعد صندوق الاستثمارات العامة السعودي اللاعب الرئيسي في تنفيذ رؤية 2030 السعودية، إذ يدير أصولا بقيمة تتجاوز 700 مليار دولار.
ومع انخفاض أسعار النفط وتزايد عجز الميزانية كثف الصندوق جهوده لجمع السيولة من خلال بيع حصص في الشركات المملوكة للدولة.
وفي هذا السياق، باع الصندوق حصصا من أرامكو بقيمة 12.4 مليار دولار هذا العام، بالإضافة إلى تخفيض حصته في شركات أخرى مثل شركة الاتصالات السعودية بقيمة مليار دولار.
وصرح غوكول ماني المدير الإداري لأسواق رأس المال في "جيه بي مورغان" بأن "الطروحات الثانوية للأسهم تتطور بوتيرة متسارعة في الشرق الأوسط، مما يوفر مرونة أكبر للصناديق في تحقيق أهدافها التمويلية".