نظرية جديدة حول سبب وجودنا وحدنا في الكون
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
هل نحن وحدنا، وإذا كان الأمر كذلك، لماذا؟ حتى الآن، لم يسفر البحث عن حياة خارج كوكب الأرض إلا عن الصمت، ويعتقد فريق من علماء الجيولوجيا الآن أنهم يعرفون السبب.
إن وجود المحيطات والقارات والصفائح التكتونية على الأرض هو على الأرجح السبب وراء عدم وجود دليل على وجود حضارات متقدمة خارج كوكب الأرض، وفقًا لبحث جديد أجرته جامعة تكساس في دالاس والمعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ.
معادلة دريك
تستكشف دراسة جديدة نُشرت في مجلة Nature's Scientific Reports الافتقار إلى "حضارات نشطة ومتواصلة" وتقترح تغييرًا في معادلة دريك، وهي صيغة ابتكرها عالم الفلك الدكتور فرانك دريك في عام 1961، والتي يستخدمها علماء الفلك لتقدير عدد الحضارات الذكية. في مجرتنا قادرة على التواصل مع البشر. معادلة دريك تدور حول صياغة سؤال، لكنها لا تقدم إجابة.
يشير أحد أجزاء معادلة دريك إلى نسبة الكواكب الحاملة للحياة التي تظهر فيها الحياة الذكية. ويشير البحث الجديد إلى أنه ينبغي أيضًا أن تؤخذ في الاعتبار ضرورة وجود المحيطات والقارات والصفائح التكتونية الكبيرة، والتي تدوم الأخيرة لأكثر من 500 مليون سنة.
خريطة للكلمة مع خطوط تحدد حدود الصفائح التكتونيةالصفائح التكتونية
تكتونية الصفائح هي نظرية تشرح كيف ينقسم الغلاف الصخري للأرض - وشاحها العلوي وقشرتها - إلى أقسام تسمى الصفائح، والتي تتحرك. هذه الحركات تخلق الجبال والبراكين والمحيطات.
وقال الدكتور روبرت ستيرن، وهو عالم في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: "لقد كانت الحياة موجودة على الأرض منذ حوالي أربعة مليارات سنة، ولكن الكائنات المعقدة مثل الحيوانات لم تظهر إلا قبل حوالي 600 مليون سنة، وهو وقت قصير بعد بدء المرحلة الحديثة من تكتونية الصفائح". أستاذ علوم أنظمة الأرض المستدامة في كلية العلوم الطبيعية والرياضيات، جامعة تكساس في دالاس. "إن الصفائح التكتونية هي التي تحفز آلة التطور، ونعتقد أننا نفهم السبب".
عندما تتحرك الصفائح، فإنها تخلق أشكالًا أرضية جديدة، والتي تولد أنظمة الطقس ومناخات جديدة. تؤدي العوامل الجوية إلى وصول العناصر الغذائية إلى المحيطات، بينما يجبر ولادة الموائل وموتها الأنواع على التطور والتكيف.
مفارقة فيرمي
هذا المؤهل المقترح لمعادلة دريك فيما يتعلق بالمحيطات والقارات والصفائح التكتونية يجعل الحضارات النشطة والتواصلية أقل احتمالا بكثير. وهذا أمر مهم لأن معادلة دريك تقوم بضرب عدة عوامل - مثل أجزاء النجوم مع الكواكب، والكواكب التي تظهر عليها الحياة - لتقدير عدد الحضارات الذكية في مجرتنا. ومع ذلك، لم يكن هناك أي دليل على وجود أي حياة خارج الأرض. ويشار إلى هذا باسم مفارقة فيرمي، كما اقترحها الفيزيائي الحائز على جائزة نوبل إنريكو فيرمي عام 1950.
ويقول الباحثون إن معادلة دريك تفترض أن الحضارة الذكية ستتطور منطقيا على جميع الكواكب الحاملة للحياة. ويشير هذا البحث إلى شيء آخر. الأرض هي الكوكب الوحيد في النظام الشمسي الذي لديه الصفائح التكتونية. وقال ستيرن: "من الشائع جدًا أن تمتلك الكواكب غلافًا خارجيًا صلبًا غير مجزأ، وهو ما يُعرف باسم تكتونية الغطاء الواحد". "لكن تكتونية الصفائح أكثر فعالية بكثير من تكتونية الغطاء الواحد في تحفيز ظهور أشكال الحياة المتقدمة."
موجات الراديو والصواريخ
ويجادل ستيرن أيضًا بأن تطور الحياة متعددة الخلايا البسيطة إلى المعقدة يجب أن يحدث في الماء، بينما يتطلب الباقي الأرض. وقال: "إن التساؤل عن سماء الليل، وتسخير النار واستخدام المعادن لإنشاء تقنيات جديدة، وأخيراً ظهور حضارات نشطة وتواصلية قادرة على إرسال موجات الراديو والسفن الصاروخية إلى الفضاء، يجب أن يحدث على الأرض".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصفائح التکتونیة
إقرأ أيضاً:
التوكُّلُ على الله في مواجهة أعداء الله وصعاب الحياة
شاهـر أحمد عميـر
في عالم مليء بالأزمـات والتحديات المتعددة، يجد المـؤمن نفسَه في مواجهـة مُستمرّة مع أعداء الله وأعداء الحق وأصحاب الظلم والعدوان، أُولئك الذين يحاولون تقويض القيم الإيمانية وإضعاف إرادَة الشعوب المستضعفة.
يقف الإنسان أمام هذا الواقع محاصرًا بأحمال ثقيلة، وقد يشعر ضعفه وعجزه عن مواجهة هذه التحديات وحده.
وهنا يأتي السبيل الأوحد والأسلم لكل مؤمن، وهو اللجوء إلى الله والتوكل عليه، مستعينًا بقوته، واثقًا بحكمته، متوكلًا على تدبيره في السراء والضراء.
قال الله تعالى: {قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إذَا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإنسان قَتُورًا}، مبينًا محدودية الإنسان مهما بلغت قوته ومكانته، وأن خزائن الله وحده تحتوي على الرزق والرحمة، وأنه جل جلاله المتكفل بتدبير أمور عباده. فالإنسان مهما حاول التحكم بمصيره يبقى عاجزًا عن درء الخطر أَو جلب النفع لنفسه إلا بما شاء الله.
وهنا يظهر دور القيادة الصالحة التي تهدي الأُمَّــة إلى ضرورة التمسك بحبل الله والاعتماد عليه في مواجهة الأعداء والتحديات. إن علم الهدى، السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، حفظه الله وأطال في عمره، يمثل نموذجًا للقائد الذي يحمل في قلبه صدق التوكل على الله، ويبث في نفوس المؤمنين قوة الإيمان ويعزز فيهم العزيمة والثبات.
في كُـلّ خطبه وتوجيهاته، يذكّر السيد القائد بضرورة الإيمان العميق والاعتماد الكلي على الله، ويحث أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية على التوكل الصادق الذي يمنحهم الثبات والقوة لمواجهة أعداء الله ومواجهة خطرهم على الأُمَّــة الإسلامية ومقدساتها. فهو، حفظه الله، يؤمن بأن النصر والتمكين لا يأتيان إلا لمن ارتبط قلبه بالله وحدَه واستعان به في كُـلّ شأنه، مشدّدًا على أن العزةَ والكرامةَ تُنال بفضل الله وحدَه.
ودائمًا يعلّمنا السيد القائد أن التوكل لا يعني التخاذل أَو انتظار النصر بلا عمل، بل هو مزيج من السعي والتوكل، إذ يقول الله في الحديث القدسي: “يا عبدي، اعقل وتوكل”. فالتوكل الحقيقي هو ذاك الذي يرافقه العمل، فالمؤمن يتخذ بالأسباب ويجتهد، ولكنه يدرك أن الفضل يعود لله في النهاية. وهذا التوكل القوي هو السلاح الروحي الذي يُمدّ به الإنسان قلبه، فيجعل له قوةً لا تضاهيها قوة، وصبرًا لا يهزه شيء، وطمأنينةً تغمر قلبه حتى في أشد اللحظات.
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا”، فالطير تخرج كُـلّ صباح تسعى في طلب الرزق، لكنها تخرج بقلوب مملوءة بالثقة برزق الله لها. وهكذا يجب أن يكون حال المؤمن في سعيه، يعتمد على الله ويدعوه أن يوفقه، ويطلب منه القوة والعون في مواجهة أعداء الله.
وفي ظل ما تمر به الأُمَّــة العربية والإسلامية اليوم، من تحديات كبرى وصراعات قد تنهك القلوب، تظل الحاجة ماسة إلى استحضار معاني التوكل والثقة بالله، والاستلهام من القادة الذين يرشدون الأُمَّــة إلى الطريق السوي. فالتوكل على الله في مواجهة أعداء الله وصعاب الحياة هو السبيل الذي يمنح النفس الثبات ويثبت الأقدام في مواجهة المخاطر.