يقول الكاتب البريطاني ديفيد هيرست إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استدرجت إسرائيل إلى حرب إقليمية حقيقية -على جميع الجبهات- لن يكون من السهل وضع حد لها.

وأوضح هيرست -في تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" أن أحد أهم الأسئلة حول هجوم طوفان الأقصى الذي نفذته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي -ويظل دون إجابة حتى يومنا هذا- هو: ما الذي كانت حماس تعتقد أنه سيحدث جراء تنفيذ هجومها على إسرائيل بذلك الشكل؟

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تضم أكبر عدد من النساء في التاريخ.

. من هم أعضاء حكومة ستارمر؟list 2 of 2تونسيون مزدوجو الجنسية: سنعود لتونس إن حكم اليمين المتطرف فرنساend of list

وقال أيضا إن البعض أجاب عن هذا السؤال -الفترة الأولى عقب الهجوم- بنظرية الفوضى، وقد صدقت تلك الإجابة في البداية لأن الأمر سار على النحو التالي: كانت العملية محدودة لضرب أهداف عسكرية إسرائيلية واحتجاز رهائن ذوي قيمة عالية لكنها خرجت عن السيطرة، وذلك بسبب الانهيار غير المتوقع للواء غزة الإسرائيلي، وقد توقعت حماس مقتل معظم عناصرها البالغ عددهم 1400 الذين أرسلتهم عبر السياج في ذلك اليوم، لكن معظمهم عادوا أحياء. لكن مع توالي شهور هذه الحرب، قلت الثقة في صحة "نظرية الفوضى" شيئا فشيئا.

موقع عسكري شمال إسرائيل بعد هجوم سابق لحزب الله (رويترز) لم يواكبوها في البداية

ولفت هيرست الانتباه إلى أن حلفاء حماس لم يواكبوا خطواتها على الفور. فلم يكن الحلفاء في لبنان (حزب الله) وفي العراق وسوريا واليمن وإيران متحمسين للاستجابة لنداء القائد العسكري لكتائب القسام الذراع العسكرية لحماس محمد الضيف للانضمام لحماس في قتال إسرائيل. وأورد الكاتب تصريحات لقادة حزب الله ومرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي يقولون فيها إن هذه الحرب "فلسطينية مائة في المائة من حيث القرار والتنفيذ".

وبحلول منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، يقول هيرست: بدا أن إستراتيجية حماس في إطلاق ما كانت تنوي بوضوح أن يكون حربا إقليمية قد بدأت تتداعى، لكن بقيام إسرائيل بضرب المزيد والمزيد من أهداف حزب الله بشكل استباقي، ردت الجماعة اللبنانية بالمثل، ودخلت جماعة الحوثي اليمنية على خط المواجهة بشن هجمات على السفن في البحر الأحمر.

وكانت نقطة التحول في أبريل/نيسان عندما ضربت إسرائيل مجمّع السفارة الإيرانية في دمشق التي ردت عليها إيران بهجوم هائل مباشرة على أهداف إسرائيلية أصاب قواعد عسكرية.

وقال هيرست إن "الخط الأحمر" لحرب إقليمية قد تم تجاوزه، ومنذ ذلك الحين أصبحت هذه الحرب مسألة وقت لا أكثر.

وأكد أن ما اتضح الآن أن كل ما كان على حماس فعله، بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، هو الانتظار ومواصلة القتال وترك إسرائيل بعدوانيتها وغطرستها الطبيعية تجاه جيرانها تقوم بالعمل نيابة عنها.

مخطط لها

وقال الكاتب البريطاني إن إستراتيجية حماس نجحت، وتساءل: لكن هل كانت هذه هي الإستراتيجية التي وضعتها الحركة بالفعل؟ ليجيب بنعم، معتمدا على تصريحات لقائد حماس في غزة يحي السنوار أدلى بها عام 2022، قال فيها "إن تصعيد المقاومة بكل أشكالها وجعل الاحتلال يدفع فاتورة احتلاله واستيطانه هو الوسيلة الوحيدة لخلاص شعبنا وتحقيق أهدافه في التحرير والعودة، ومن لا يبادر اليوم سيندم غدا، والفضل لمن يبادر ويثبت أنه صادق. لا تسمحوا لأحد أن يعيدكم إلى ساحات الخلافات الداخلية والتناحر والاقتتال، ليس لدينا وقت لذلك بينما يلوح خطر الفاشية فوق رؤوسنا".

وأورد هيرست أن السنوار ألقى أيضا خطابا بعد أشهر تنبأ فيه بالمستقبل بدقة بقوله "خلال عدة شهور، وفي تقديري الخاص لن تتجاوز السنة، سنضع الاحتلال أمام أحد خيارين: إما أن نجبره على تطبيق القانون الدولي واحترام القرارات الدولية، أي الانسحاب من الضفة الغربية والقدس، وتفكيك المستوطنات، وإطلاق سراح الأسرى والسماح بعودة اللاجئين…أو أن نجعل هذا الاحتلال في حالة تناقض مع الإرادة الدولية كلها، مما يعزله بشكل قوي وهائل، وينهي حالة اندماجه في المنطقة وفي العالم كله".

هذا ما حدث بالضبط

وأكد هيرست أن هذا ما حدث بالضبط، إذ باتت إسرائيل معزولة دوليا كما لم يحدث من قبل، وهي الآن في قفص الاتهام في اثنتين من أعلى المحاكم الدولية، ويخوض داعموها الرئيسيون (الولايات المتحدة وبريطانيا) معركة دفاعية في محاولة لوقف تصاعد العقوبات الدولية.

وذكر الكاتب أن إصلاحا جزئيا للخلاف الطائفي بين الشيعة والسُنّة قد تم بعد طوفان الأقصى، وأحدث تحولا كبيرا في المشهد الإقليمي، لافتا الانتباه إلى أن إسرائيل ازدهرت دائما من خلال سياسة "فرّق تسد" وكانت تعلم أنه إذا تقاربت القوى السنية والشيعية، فإن قدرة إسرائيل على المناورة ستكون محدودة. وهذا ما يحدث الآن، وله عواقب حقيقية.

وقال إنه لو أن إسرائيل خضعت لضغوط الرئيس الأميركي جو بايدن والأمم المتحدة لإنهاء الحرب في غزة دون تفكيك حماس، لكانت قد تعرضت لهزيمة تكتيكية من شأنها أن تؤدي إلى تفكيك التحالف اليميني. ولكن إذا استمرت حماس في الحرب في غزة بصرف النظر عن التكلفة البشرية فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى حرب إقليمية سوف تكون الولايات المتحدة عاجزة عن احتوائها أو وقفها.

هيرست: ما حدث حتى اليوم هو ما خطط له السنوار (الأناضول) تغيير كامل لحسابات إسرائيل

وأضاف الكاتب أن هذا هو المسار الذي حددته إسرائيل لنفسها حاليا. وحتى لو تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، فقد أصبح من المفهوم تماما في إسرائيل الآن أن هذا سوف يشكل فترة راحة مؤقتة، وفرصة لجنود الاحتياط في الجيش للتعافي قبل الهجوم الحتمي على لبنان.

واستمر الكاتب يقول إن الفلسطينيين في غزة تحملوا معاناة كبيرة خلال الأشهر التسعة الماضية. إن التجويع أكثر قسوة من القصف العشوائي. وتكلفة هذه الإستراتيجية مرتفعة. ولكن في ظل احتلال وحشي متزايد هدفه الوحيد إجبار أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين على الرحيل، أصبحت المقاومة المسلحة بقيادة مسلحة ترفض الاستسلام أو الهروب إلى المنفى الجماعي للفلسطينيين أينما كانوا. وهذا يمثل تغييرا دائما في الحسابات التي أجرتها إسرائيل على مدى عقود لإخضاع السكان الفلسطينيين والمنطقة.

وختم هيرست مقاله بالقول إنه مهما حدث الآن فإن الإستراتيجية التي تتبناها حماس كانت أكثر فعالية مما كنا نتصوره قبل 9 أشهر. والآن تواجه إسرائيل حربا حقيقية على جميع الجبهات، وهي حرب لن يكون من السهل إيقافها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات حماس فی ما حدث فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تنتظر رد حماس على قائمة الرهائن

ذكرت مصادر إسرائيلية أن السلطات في تل أبيب لم تتلق قائمة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن تل أبيب تنتظر من حماس قائمة بالرهائن الأحياء والأموات، الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من صفقة وقف إطلاق النار المحتملة. وأضافت الهيئة أن حماس تقاوم ضغوط الوسطاء بهذا الشأن.

Israel still hasn’t received list of living hostages from Hamas, official tells ToI: ‘We are waiting’ https://t.co/xRyYndboNl

— ToI ALERTS (@TOIAlerts) December 23, 2024

وفي الوقت نفسه، قالت مصادر صحفية إسرائيلية إن حماس تتراجع، بعد أن بدت في البداية وكأنها تخفف من موقفها.

وقال مسؤول كبير: "حماس تتراجع فعلياً عن التخفيف الذي أدى إلى تجديد المحادثات، وتطالب مرة أخرى بالتزام إسرائيل بإنهاء الحرب في نهاية الصفقة الشاملة، كشرط لتنفيذ مرحلتها الأولى".

وتأتي التقارير في الوقت الذي عاد فيه فريق تفاوض متوسط ​​المستوى إلى إسرائيل، بعد زيارة إلى قطر استمرت عدة أيام، للعمل على صفقة محتملة لوقف إطلاق النار مع حماس، لإجراء "مداولات داخلية بشأن استمرار المفاوضات".

وتشير التقارير إلى أن وقف إطلاق النار المقترح يتضمن تنفيذه على 3 مراحل، عل أن تفرج حماس عن الأسرى "الإنسانيين"، ويشمل ذلك النساء والأطفال والأسرى المسنين والمرضى.

مقالات مشابهة

  • عبدالملك الحوثي: لن نتوقف عن مهاجمة إسرائيل مهما كانت الضغوط والإغراءات
  • الدكتور الهندي: مفاوضات الصفقة كانت جدية ونحن في مرحلة عض الأصابع
  • انتبه.. التعرق الليلي قد ينذرك بإصابتك بمرض مميت في هذه الحالة
  • إسرائيل ترد على اتهامات حماس بعرقلة الهدنة
  • إسرائيل تنتظر رد حماس على قائمة الرهائن
  • معارضون في تل أبيب: يجب على إسرائيل أن تضرب إيران بشكل مباشر إذا كانت تريد وقف الحوثيين
  • وزير المخابرات الأشهر في جنوب أفريقيا: حماس كانت مهتمة بتجربتنا في الكفاح
  • زعيم إسرائيلي معارض: يجب على إسرائيل أن تضرب إيران بشكل مباشر إذا كانت تريد وقف الحوثيين
  • مفاوضات غزة.. عقبات ونقاط خلافية بين إسرائيل وحماس
  • محمد صلاح يحقق رقمًا قياسيًا جديدًا ويعادل رقم ديفيد بيكهام