ديفيد هيرست: هكذا استدرجت حماس إسرائيل إلى فخ مميت
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
يقول الكاتب البريطاني ديفيد هيرست إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استدرجت إسرائيل إلى حرب إقليمية حقيقية -على جميع الجبهات- لن يكون من السهل وضع حد لها.
وأوضح هيرست -في تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" أن أحد أهم الأسئلة حول هجوم طوفان الأقصى الذي نفذته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي -ويظل دون إجابة حتى يومنا هذا- هو: ما الذي كانت حماس تعتقد أنه سيحدث جراء تنفيذ هجومها على إسرائيل بذلك الشكل؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تضم أكبر عدد من النساء في التاريخ.. من هم أعضاء حكومة ستارمر؟list 2 of 2تونسيون مزدوجو الجنسية: سنعود لتونس إن حكم اليمين المتطرف فرنساend of list
وقال أيضا إن البعض أجاب عن هذا السؤال -الفترة الأولى عقب الهجوم- بنظرية الفوضى، وقد صدقت تلك الإجابة في البداية لأن الأمر سار على النحو التالي: كانت العملية محدودة لضرب أهداف عسكرية إسرائيلية واحتجاز رهائن ذوي قيمة عالية لكنها خرجت عن السيطرة، وذلك بسبب الانهيار غير المتوقع للواء غزة الإسرائيلي، وقد توقعت حماس مقتل معظم عناصرها البالغ عددهم 1400 الذين أرسلتهم عبر السياج في ذلك اليوم، لكن معظمهم عادوا أحياء. لكن مع توالي شهور هذه الحرب، قلت الثقة في صحة "نظرية الفوضى" شيئا فشيئا.
موقع عسكري شمال إسرائيل بعد هجوم سابق لحزب الله (رويترز) لم يواكبوها في البدايةولفت هيرست الانتباه إلى أن حلفاء حماس لم يواكبوا خطواتها على الفور. فلم يكن الحلفاء في لبنان (حزب الله) وفي العراق وسوريا واليمن وإيران متحمسين للاستجابة لنداء القائد العسكري لكتائب القسام الذراع العسكرية لحماس محمد الضيف للانضمام لحماس في قتال إسرائيل. وأورد الكاتب تصريحات لقادة حزب الله ومرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي يقولون فيها إن هذه الحرب "فلسطينية مائة في المائة من حيث القرار والتنفيذ".
وبحلول منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، يقول هيرست: بدا أن إستراتيجية حماس في إطلاق ما كانت تنوي بوضوح أن يكون حربا إقليمية قد بدأت تتداعى، لكن بقيام إسرائيل بضرب المزيد والمزيد من أهداف حزب الله بشكل استباقي، ردت الجماعة اللبنانية بالمثل، ودخلت جماعة الحوثي اليمنية على خط المواجهة بشن هجمات على السفن في البحر الأحمر.
وكانت نقطة التحول في أبريل/نيسان عندما ضربت إسرائيل مجمّع السفارة الإيرانية في دمشق التي ردت عليها إيران بهجوم هائل مباشرة على أهداف إسرائيلية أصاب قواعد عسكرية.
وقال هيرست إن "الخط الأحمر" لحرب إقليمية قد تم تجاوزه، ومنذ ذلك الحين أصبحت هذه الحرب مسألة وقت لا أكثر.
وأكد أن ما اتضح الآن أن كل ما كان على حماس فعله، بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، هو الانتظار ومواصلة القتال وترك إسرائيل بعدوانيتها وغطرستها الطبيعية تجاه جيرانها تقوم بالعمل نيابة عنها.
مخطط لهاوقال الكاتب البريطاني إن إستراتيجية حماس نجحت، وتساءل: لكن هل كانت هذه هي الإستراتيجية التي وضعتها الحركة بالفعل؟ ليجيب بنعم، معتمدا على تصريحات لقائد حماس في غزة يحي السنوار أدلى بها عام 2022، قال فيها "إن تصعيد المقاومة بكل أشكالها وجعل الاحتلال يدفع فاتورة احتلاله واستيطانه هو الوسيلة الوحيدة لخلاص شعبنا وتحقيق أهدافه في التحرير والعودة، ومن لا يبادر اليوم سيندم غدا، والفضل لمن يبادر ويثبت أنه صادق. لا تسمحوا لأحد أن يعيدكم إلى ساحات الخلافات الداخلية والتناحر والاقتتال، ليس لدينا وقت لذلك بينما يلوح خطر الفاشية فوق رؤوسنا".
وأورد هيرست أن السنوار ألقى أيضا خطابا بعد أشهر تنبأ فيه بالمستقبل بدقة بقوله "خلال عدة شهور، وفي تقديري الخاص لن تتجاوز السنة، سنضع الاحتلال أمام أحد خيارين: إما أن نجبره على تطبيق القانون الدولي واحترام القرارات الدولية، أي الانسحاب من الضفة الغربية والقدس، وتفكيك المستوطنات، وإطلاق سراح الأسرى والسماح بعودة اللاجئين…أو أن نجعل هذا الاحتلال في حالة تناقض مع الإرادة الدولية كلها، مما يعزله بشكل قوي وهائل، وينهي حالة اندماجه في المنطقة وفي العالم كله".
هذا ما حدث بالضبطوأكد هيرست أن هذا ما حدث بالضبط، إذ باتت إسرائيل معزولة دوليا كما لم يحدث من قبل، وهي الآن في قفص الاتهام في اثنتين من أعلى المحاكم الدولية، ويخوض داعموها الرئيسيون (الولايات المتحدة وبريطانيا) معركة دفاعية في محاولة لوقف تصاعد العقوبات الدولية.
وذكر الكاتب أن إصلاحا جزئيا للخلاف الطائفي بين الشيعة والسُنّة قد تم بعد طوفان الأقصى، وأحدث تحولا كبيرا في المشهد الإقليمي، لافتا الانتباه إلى أن إسرائيل ازدهرت دائما من خلال سياسة "فرّق تسد" وكانت تعلم أنه إذا تقاربت القوى السنية والشيعية، فإن قدرة إسرائيل على المناورة ستكون محدودة. وهذا ما يحدث الآن، وله عواقب حقيقية.
وقال إنه لو أن إسرائيل خضعت لضغوط الرئيس الأميركي جو بايدن والأمم المتحدة لإنهاء الحرب في غزة دون تفكيك حماس، لكانت قد تعرضت لهزيمة تكتيكية من شأنها أن تؤدي إلى تفكيك التحالف اليميني. ولكن إذا استمرت حماس في الحرب في غزة بصرف النظر عن التكلفة البشرية فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى حرب إقليمية سوف تكون الولايات المتحدة عاجزة عن احتوائها أو وقفها.
هيرست: ما حدث حتى اليوم هو ما خطط له السنوار (الأناضول) تغيير كامل لحسابات إسرائيلوأضاف الكاتب أن هذا هو المسار الذي حددته إسرائيل لنفسها حاليا. وحتى لو تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، فقد أصبح من المفهوم تماما في إسرائيل الآن أن هذا سوف يشكل فترة راحة مؤقتة، وفرصة لجنود الاحتياط في الجيش للتعافي قبل الهجوم الحتمي على لبنان.
واستمر الكاتب يقول إن الفلسطينيين في غزة تحملوا معاناة كبيرة خلال الأشهر التسعة الماضية. إن التجويع أكثر قسوة من القصف العشوائي. وتكلفة هذه الإستراتيجية مرتفعة. ولكن في ظل احتلال وحشي متزايد هدفه الوحيد إجبار أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين على الرحيل، أصبحت المقاومة المسلحة بقيادة مسلحة ترفض الاستسلام أو الهروب إلى المنفى الجماعي للفلسطينيين أينما كانوا. وهذا يمثل تغييرا دائما في الحسابات التي أجرتها إسرائيل على مدى عقود لإخضاع السكان الفلسطينيين والمنطقة.
وختم هيرست مقاله بالقول إنه مهما حدث الآن فإن الإستراتيجية التي تتبناها حماس كانت أكثر فعالية مما كنا نتصوره قبل 9 أشهر. والآن تواجه إسرائيل حربا حقيقية على جميع الجبهات، وهي حرب لن يكون من السهل إيقافها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات حماس فی ما حدث فی غزة
إقرأ أيضاً:
“نبي الغضب” يستلهم قصة “كائن فضائي” ويؤكد فشل إسرائيل في حربها ضد حماس وحزب الله
#سواليف
وجه الجنرال الإسرائيلي المتقاعد #إسحاق_بريك انتقادات لاذعة للجيش و #الحكومة في #إسرائيل، قائلا إن #الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، لا نهاية لها في الأفق، ولم تحقق أيا من أهدافها.
وأشار بريك الملقب بنبي الغضب الإسرائيلي، في مقالة بصحيفة هآرتس، إلى أن الحرب فشلت في إطلاق سراح #المختطفين، أو إعادة #النازحين في الشمال إلى ديارهم، كما لم تقض على حركة #حماس أو #حزب_الله، ولم تخرج قوات إيران من سوريا، لكن في المقابل اقتصاد إسرائيل ينهار، والاستقرار الاجتماعي في حالة من التفكك وعلى شفا #حرب_أهلية.
وقال بريك في مقالته: “إذا جاء #كائن من #الفضاء_الخارجي وشاهدنا من منظور عين الطير، فماذا سيرى؟ سيرى حربا مستمرة منذ أكثر من عام، ولا نهاية لها في الأفق، وسيرى أنها لم تحقق أيا من أهدافها.. وسيرى العالم المتنور ينفصل عن إسرائيل، والقوات البرية تآكلت إلى اقصى درجة”.
مقالات ذات صلة الدويري يتحدث عن خطة إسرائيلية لفتح ثغرة بمنطقة بنت جبيل 2024/11/21وشدد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد على أنه “لا يمكن تدمير حزب الله وإنهاء الحرب بقوة الذراع، وبناء على ذلك فإن الحكومة توجهت الآن إلى مسار التسوية السياسية بوساطة أمريكية”.
وأضاف أن الجيش لا يقول الحقيقة للمستوى السياسي عن الأزمة الشديدة في صفوفه، منوها بأن 40% من جنود الاحتياط أصبحوا غير مستعدين للخدمة مرة أخرى، كما أن الجنود النظاميين يتم تسريحهم بسبب سوء حالتهم النفسية والجسدية وعدم قدرتهم على مواصلة القتال.
وأشار بريك إلى تصريحات الصحفي ايتي انغل التي قال فيها إن حزب الله لا يبدو كمنظمة مهزومة وتريد التوصل إلى اتفاق سياسي، وإن “الصورة التي يتم عرضها لنا، بأن حزب الله ضعيف وأن الجيش الإسرائيلي هو المنتصر في الحرب في لبنان، هي مختلفة كليا عن الحقيقة”.
وأضاف أن الصورة التي يعرضها المراسلون والمحللون العسكريون عن الواقع في لبنان لا تتفق مع الواقع الحقيقي، وأن المنازل التي يتم تدميرها في جنوب لبنان، هي مسألة وقت فقط حتى يُعاد بناؤها مرة أخرى.
وواصل: “هذا الكائن من الفضاء كان سيرى أيضا كيف أن رئيس الأركان هرتسي هليفي يحاول أن يعرض على المستوى السياسي وعلى الجمهور صورة تقول بأن الجيش قوي جدا وقادر على تنفيذ أي مهمة تلقى عليه إلى أن يتم تحقيق أهداف الحرب”.
وهاجم كذلك وزير الدفاع الجديد يسرائيل كاتس، وقال إنه منفصل تماما عن الواقع، لذلك يعلن بأنه يجب مواصلة القتال ضد حزب الله حتى هزيمته بشكل كامل، مضيفا أن “هليفي يفعل ما يؤمر به دون أن يشرح له بأن وضع الجيش الإسرائيلي متدن، ولا يمكنه سواء الدخول في عملية برية عميقة أو البقاء في المناطق التي احتلها بسبب النقص الكبير في جنود الاحتياط”.
وأكد بريك أن الجيش الإسرائيلي لا يمكنه وقف مئات الصواريخ والقذائف والمسيرات التي يتم إطلاقها كل يوم وتشل الحياة وتدمر الشمال، معتبرا أن “رئيس الأركان يساهم في إخفاء الحقائق بشكل كبير إلى جانب المستوى السياسي، وفي تفكك القوات البرية والتسبب بعدد كبير من القتلى والمصابين”.
وانتقل بالهجوم إلى المستوى السياسي، قائلا إن “هذا الكائن الفضائي سيرى سلوك المستوى السياسي المنحرف، الذي تتغلب لديه الاعتبارات السياسية للبقاء على اعتبارات الأمن القومي”، ووصف مؤيدي الحكومة، بأنهم “يتصرفون مثل قطيع هائم، لا يعرف ما يحدث من حوله”.
واختتم مقاله، بالقول إن “هذا الكائن الفضائي سيعود إلى أصدقائه في العالم الخارجي ويقول لهم: لن تصدقوا ما رأيت، لكن يمكنكم الهدوء. يوجد في الكون أشخاص أكثر جنونا منا”.