فى سن الثانية عشرة، توجهت «شيماء النجار»، مع صديقة لها لشراء بعض الأشياء من السوق، ووجدتها تشترى إبرة وخيطاً من نوع خاص،

حيث تقول: «بحب التطريز والشغل اليدوى جداً، وفى يوم روحت مع صاحبتى تجيب خيوط وإبر من نوع خاص، وعرفت إنها بتشتغل حرفة اسمها التلى وأثارت فضولى»، وكانت هناك سيدة عجوز بالمحل الذى توجهت صديقة شيماء لشراء الإبر والخيوط منه، ووجدت السيدة ملامح التساؤل والإعجاب على وجهها، فطلبت منها أن تجلس إلى جوارها، وبدأت فى تعليمها خطوات «التلى» على قطعة من القماش، ومنحتها الفرصة لتجرب بنفسها، وطلبت منها أن تجرب فى المنزل وتعود لها فى اليوم التالى بالمنتج النهائى الذى توصلت له.

تقول ابنة قرية شندويل بمحافظة سوهاج لـ«الوطن»، إن السيدة العجوز انبهرت بمهارتها، حيث عادت لها فى اليوم التالى بقطعة القماش وقد تمكنت من إنهاء تطريزها بالتلى، وتعلمت الحرفة بسرعة، بالرغم من صعوبة تعلمها، أحبتها وقررت أن تحترفها واستمرت فى التعلم وتطوير مهارتها بالحرفة، إلى أن أصبح لديها مشروعها الخاص. تقول السيدة الأربعينية، إنه بعد احترافها لـ«التلى»، قررت أن تعلم سيدات القرية، فى البداية كانت الأعداد قليلة إلى أن وصلت إلى 20 سيدة، واستمرت فى تطوير ذاتها والمشروع إلى أن بدأ فى التوسع، ووصل عدد السيدات اللاتى يعملن معها إلى قرابة الـ2000 سيدة، وتمكنت من المشاركة فى العديد من المعارض الدولية والمحلية، ورفضت تلقى أى دعم مادى من الأسرة وقررت أن تقيم مشروعها بنفسها دون أى مساعدات خارجية، ونجحت فى الأمر.

«التلى» هو حرفة تراثية نشأت فى قرية جزيرة شندويل، ولكنها اندثرت لفترة طويلة، وبعدها عادت للنور مرة أخرى، فتسعى إلى أن تكون عنصراً مساعداً فى عودة الحرفة التراثية إلى النور مرة أخرى.

وعن اندثار «التلى» وعودته مرة أخرى قالت «شيماء»: «فى عهد محمد على باشا، اهتم بالتلى وأمر بتطويره، وشهدت هذه الفترة انتشاراً واسعاً وازدهاراً للحرفة، وأهدى ملكة إنجلترا آنذاك قطعة من التلى، فاحتفظت بها وأهدتها للمتحف فى إنجلترا وكُتب تحتها (قطعة مصرية مصنوعة بأيادى سيدات الصعيد)، بالتالى التلى كان فى هذا الوقت منتشراً على الصعيد الداخلى لمصر وكذلك الخارجى». مثله مثل كل الأشياء، تأثرت حرفة «التلى»، بمرور الزمن، حيث قالت: «فى الماضى كان يتم استعمال خيوط من الذهب والفضة، أما الآن فيتم استعمال خيوط نحاسية مطلية بماء الذهب أو الفضة، وطريقة استعماله أيضاً تطورت واختلفت، فى الماضى كانت السيدات يستعملنه فقط على خامة واحدة وهى (التول الخفيف والثقيل)، اليوم أصبح هناك تنوع فى الخامات التى يستعمل عليها التلى، منها الحرير على سبيل المثال».

«شيماء» ليست الوحيدة، هناك العديد من السيدات اللاتى عملن على نشر الحرفة فى شندويل وغيرها من قرى ومحافظات الصعيد، فبدأن فى تعليمها للسيدات، وبذلك أصبح اليوم هناك آلاف من السيدات فى الصعيد ينتجن قطع التلى المختلفة، حيث تقول «شيماء» إن «محافظتى سوهاج وأسيوط هما أكثر المحافظات التى تمارس فيها السيدات تلك الحرفة، ولكن العدد الأكبر لممارسات تلك الحرفة هو فى قرية جزيرة شندويل، التى تعتبر المنبع الأساسى للحرفة منذ فجر التاريخ».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الت ل ى حرفة صعيدية سوهاج إلى أن

إقرأ أيضاً:

التصريح بدفن جثة طفل لقى مصرعه بمركز جزيرة شندويل فى سوهاج

أستقبل مستشفى جزيرة شندويل بسوهاج، طفل يبلغ من العمر عامين ونصف جثة هامدة، وذلك على إثر أصطدام سيارة به أثناء قيامه باللهو في الشارع، تم التحفظ على الجثة بمشرحة المستشفى تحت تصرف جهة التحقيق المختصة.

ترجع الواقعة عقب تلقى اللواء صبرى صالح عزب، مساعد الوزير مدير امن سوهاج قد تلقى بلاغا من مأمور مركز شرطة جزيرة شندويل، يفيد بوصول طفل جثة هامدة على إثر تعرضه لحادث سيارة وتم نقله للمستشفى.

وبالإنتقال والقحص تبين من خلال التحريات التي أشرف عليها اللواء مدير إدارة المباحث الجنائية، وقادها العميد رئيس مباحث المديرية وضباط وحدة مباحث مركز جزيرة شندويل  بوصول الطفل ممدوح ع خ ه عامين ونصف إلى مستشفى جزيرة شندويل المركزي جثة هامدة " إدعاء حادث سير ومقيم بمركز جزيرة شندويل.

وبسؤال والده المدعو عادل خ ه ح 58 سنة عامل زراعي أنه أثناء لهو نجله المذكور أمام المنزل إصطدمت بـــه سيارة " نقل " قيادة المدعو طارق ع ف ا 31 سنة تاجرومقيم

بذات الناحية مما أدي لوفاته ونفي الشبهة الجنائية تم ضبط السيارة وقائدها افاد بمضمون ما سبق وأضاف بأنه فوجئ بالمذكور أمامه ولم يتمكن من مفاداته فإصطدم به بطريق الخطأ.

وبتوقيع الكشف الطبي علي الجثة بمعرفة مفتش الصحة أفاد بأن سبب الوفاة " هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية " نتيجة الإصطدام بجسم صلب تم تحرير محضرا بالواقعة وتم العرض على النيابة العامة التي تولت التحقيق.

 







مقالات مشابهة

  • الأهلي يفوز على بيراميدز برباعية في دوري السيدات 2009
  • لو مسافر الصعيد.. مواعيد القطارات اليوم الإثنين 18 نوفمبر 2024 من القاهرة إلى أسوان
  • حظك اليوم وتوقعات الأبراج الإثنين 18 نوفمبر على الصعيد الصحي والمهني والعاطفي
  • وائل القباني: منتخب الشباب بلا هوية والمواهب تأتي بالصدفة
  • النائبة شيماء نبيه: عودة شركة النصر للإنتاج يسهم في تقليل فاتورة الاستيراد
  • سيارة نقل تنهي حياة طفل بجزيرة شندويل
  • بالصدفة.. "قطعة نيزك" تكشف وجود مياه على المريخ قبل ملايين السنين
  • الشخصية تشبه الكثير من السيدات.. دياموند بو عبود تتحدث عن تجربتها في " أرزة" (فيديو)
  • التصريح بدفن جثة طفل لقى مصرعه بمركز جزيرة شندويل فى سوهاج
  • حظك اليوم السبت وتوقعات الأبراج على الصعيد المهني والعاطفي والصحي