كتب - محمود مصطفى أبوطالب:
تصوير- محمود بكار:

أكد الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، أن الإنسان إذا قرأ السيرة النبوية عليه استكمالُ أدواتِ الفَهمِ والِاستيعاب و إدراكُ أنَّ هذه سيرةُ النبيِّ المعصومِ الخاتَم.

وأوضح خلال كلمته في احتفالية وزارة الأوقاف بالعام الهجري الجديد، السبت، بمسجد السيدة زينب رضي الله عنها، أنَّ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم التي شاءَ الله تعالى أنْ تبْقَى إلى يومِ الناسِ هذا يتناقلُها العلماء وغيرُهم وترتاحُ الأفئدةُ إلى سَماعِها حتى معَ معرفتِها بكثيرٍ مِن أَحداثِها، وهي هيَ مصدرُ تشريعٍ وإلهامٍ إلى آخرِ الدهرِ، فعلى المسلمِ أنْ يقرَأَها بعنايةٍ حتى يَستلهِمَ منها كيفَ يَسيرُ في الحياة.

وأشار عامر إلى أنه لا يصحُّ أنْ تُقرأَ السيرةُ النبوية على أنها تاريخٌ كسائرِ التواريخِ، بل لا بدَّ أنْ نقرَأَها على أنها مصدرُ تشريعٍ وإلهامٍ لا ينقطعُ عطاؤُه، مشيرا إلى أنه مِن أحداثِ هذه السيرةِ المباركةِ هذا الحَدَثُ العظيمُ الذي نحتفلُ بذكراهُ اليومَ، إنه حدَثُ الهجرةِ المشرَّفَةِ المليئَةِ بالدروسِ.

وتابع، إذا نظرنا إلى في قولِ اللهِ تعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَللِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، نقفُ أمامَ عبارةِ «لا تحزن»، والحُزْنُ في الواقعِ لا يَحصلُ باختيارِ الإنسانِ، فكيفَ يُنْهَى الإنسانُ عن شيءٍ لا يحصلُ باختيارِهِ؟! النهيُ لا يكونُ عن شيءٍ خارجٍ عن حَيِّزِ الِاختيار.

ولفت إلى أن المرادَ ليس النهيُ عن الحزن، ولكنَّ النهيُ عن شيءٍ يدخلُ في حيِّزِ الِاختيار، وهو الأمورُ التي يَتسبَّبُ عنها الحزن، منوها إلى حينما نظر سيدُنا أبو بكر ووجدَ المشركين أمامَهُ واقفينَ أمامَ الغار وقال " لو نظَرَ واحدٌ منهم لِأَسفَلَ لَرَآهُما داخلَ الغار"، إنها لحظاتٌ عصيبةٌ، التفاتةٌ بسيطةٌ يَنتهي على أثَرِهَا مصيرُ الدعوة، ولا يُوجدُ جنودٌ يُدافعون، ولا حواجزَ صَمَّاء، و انقطتِ الأسباب.

وأوضح أنه بالوقوفُ بالنظرِ في حدودِ الدنيا وأسبابِها المحدودةِ، أمرٌ يَضيقُ به الصدر، وتَحزنُ به النفس، فجاءَ قولُ سيدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُوسّعًا لمداركِنا حتى لا نَقِفَ عندَ حدودِ المادّياتِ... (لا تحزنْ إنَّ اللهَ معَنَا)... «ما ظَنُّكَ بِاثنيْنِ اللهُ ثَالثُهُما؟!»، فالمجال مجال البصر الإيماني وليس مجال النظر الإنساني، وينبغي أن يوجد البصر الذي هو أوسع من مجرد الوقوف عند ظروف الحياة والأسباب المحيطة، وأن يعيش الإنسان في معية الله تعالى الذي يقول عن نفسه سبحانه: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، فليسَ عطاؤُهُ مُتوقِّفًا على سبَب.. وليسَ مددُهُ مُحتاجًا لظروفٍ مُلائمة.

وأشار ألى أنه تجَلَّى هذا المعنى عندما حاصرَ أربعون شابًّا قويًّا دارَ سيدِنا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يحملونَ السيوفَ ليقتلوه فخرجَ دونَ أن يرَوْه، عندما مرَّ سيدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بخيمةِ أمِّ مَعْبَدٍ فرأى عندَهَا شاةً ضعيفةً ليس بها لبَن فدعا ومسَحَ على ظهرِهَا فحلبْتَ مرتيْنِ وملأَ حليبُها إناءً يُشبعُ جماعةً، وتجلى في قصةِ سُراقَةَ حينما أرادَ أنْ يفوزَ بجائزةِ قريش فيسقطَ عن الفَرَس، وتغوصُ أَرجُلُ الفرَسِ في الرمالِ.

وأكد أنه من معَاني (لا تحزن)، أنه لا تقِفْ ببصرِكَ عندَ حدودِ الحياةِ الماديَّة، بل عليْكَ أنْ ترَى اللهَ سبحانه قبْلَ كلِّ شَيْء.. وبعدَ كلِّ شيْء ومعَ كلِّ شَيء، و أنْ تعيشَ المعيَّة، فاللهُ معَك، ومن كانَ الله معه فلا يحزن.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: حكومة مدبولي أحمد رفعت الطقس أسعار الذهب سعر الدولار التصالح في مخالفات البناء معبر رفح سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان العام الهجري الجديد رأس السنة الهجرية مسجد السيدة زينب يوسف عامر وزارة الأوقاف السيرة النبوية صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

رئيس الشيوخ لـ السيسي : سر على بركة الله وتوفيقه.. وكلنا خلفكم نؤيدكم ونؤازركم

القي المستشار عبد الوهاب عبد الرازق  رئيس مجلس الشيوخ كلمة بمناسبة افتتاح دور الانعقاد العادي الخامس من الفصل التشريعي الخامس والتي جاء فيها السيدات والسادة أعضاء مجلس الشيوخ الموقرين؛ بمناسبة صدور قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ رئيس الجمهورية، بدعوة المجلس للانعقاد اليوم؛ نفتتح دور الانعقاد العادي الخامس من الفصل التشريعي الأول للمجلس وأنتهز هذه الفرصة لأرفع إليه  باسمكم جميعًا أسمى آيات الشكر والعرفان والتقدير  على كل ما شهدته مصرنا الحبيبة تحت قيادته  من إنجازات ونجاحات عديدة في المجالات المختلفة  رغم التحديات الداخلية والإقليمية والدولية التي نعلمها ونعيها جميعًا  وندرك أخطارها وآثارها وأضرارها ونقول لفخامته سر على بركة الله وتوفيقه وكلنا خلفكم نؤيدكم ونؤازركم.

الشيوخ يفتتح جلساته العامة في دور الانعقاد الخامس الشيوخ يعلن اختيار طارق عبدالعزيز رئيسًا لبرلمانية الوفد بالمجلس

السيدات والسادة أعضاء المجلس المحترمين؛

مضت السنون بنا سريعًا  وها قد وصلنا إلى دور الانعقاد الخامس من فصلنا التشريعي الأول أربع أدوار انعقاد أنجز المجلس خلالها ما اختصه الدستور والقانون من مهام ... سواء كانت مشروعات قوانين أحيلت إليه من مجلس النواب  أو دراسات برلمانية بما في ذلك دراسات قياس آثار بعض التشريعات  التي قدمتموها وأعددتم عنها تقارير أقرها المجلس أو اللجنة العامة، وأرسل بعضها إلى فخامة السيد رئيس الجمهورية فوجه سيادته مجلس الوزراء باتخاذ اللازم نحوها وأرسل بعضها الآخر إلى السيد الدكتور رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين  فتدارسوها وأرسلوا ردودًا على معظمها بما يكشف عن أن أداءكم كان محل تقدير من الدولة ... لما لَمَسَتْه من تعاونٍ وعمقٍ في الدراسة والتحليل ورغبة في خدمة الصالح العام  كما أن رأيكم في مشروعات القوانين التي ناقشتموها كان محل تقدير من مجلس النواب الموقر أعلنه رئيسه المحترم الأخ والصديق معالي المستشار الدكتور حنفي جبالي الأمر الذي يؤكد كما قلت مرارًا  على عمق التعاون والتكامل في الأداء مع مجلس النواب لصالح الوطن.

 

ولذلك نجدد العهد الذي أخذناه على أنفسنا طوال أدوار الانعقاد المنقضية بأن نبذل ما في وسعنا مخلصين  لمعاونة مؤسساتنا في استكمال طريق مسيرتنا التنموية على النحو الذي رسمه لنا الدستور والقانون ونرجوا من الله العلى القدير  التوفيق والسداد لما فيه خير بلادنا وشعبنا فهو نعم المولى ونعم النصير.

 

السادة الأعضاء المحترمون؛

ونحن نفتتح دور الانعقاد العادي الخامس لدينا أمل في الله عز وجل وثقة في قيادتنا السياسية المتمثلة في فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يتجاوز بمصر هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها العالم الذي لا يكاد يخرج من أزمة   ليدخل في كارثة أشد وطأة   وأكثر وبالاً على دوله كافة   وعلى وجه الخصوص دول منطقتنا   ومن تلك الأزمات   ذلك العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة   ويعلم الجميع   أن مصر تسعى منذ البداية   لتحقيق التهدئة   وسرعة الوصول إلى الحل السلمي عبر المفاوضات   بالإضافة إلى إرسالها المساعدات الإنسانية   إلى أهالي غزة خلال فترات التصعيد ... وهذه المواقف   دليل دامغ ... على اهتمام مصر الخاص بالقضية الفلسطينية ... وحرصها على الوقوف ضد كل محاولات تصفية هذه القضية   فهي ليست قضية الفلسطينيين وحدهم   بل هي قضية العرب جميعهم   ومجلس الشيوخ يشيد على الدوام   بالموقف المصري تجاه الحرب في غزة.

 

كما نشيد بالموقف المصري   تجاه العدوان الإسرائيلي على لبنان  والذي يتسم بالرفض والإدانة الواضحة لأي تصعيد عسكري   يؤثر على استقرار المنطقة   مع حث المجتمع الدولي على التدخل الفوري   لوقف هذا العدوان   الذي طال المدنيين العزل بالقتل والتهجير القسري   والذي يتنافى مع كل قواعد القانون الدولي   بل يتنافى مع الإنسانية في الأساس.

 

وبالأمس   تابعنا الرد الإيراني على إسرائيل   الذي يرشح لمرحلة جديدة من الصراع   الذي قد يؤدي لاتساع نطاق الحرب في المنطقة   نتيجة لذلك العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان.

 

وتأتي أزمة الشقيقة ليبيا في الغرب من حدودنا والتي استمرت لسنوات عديدة وعلى الرغم من ذلك لم تفتر عزيمة القيادة السياسية عن دعم الشعب الليبي من خلال دعم الاستقرار والوحدة الوطنية الليبية واستعادة الدولة الليبية لسيادتها الكاملة ورفض أي تدخل خارجي في الشأن الليبي.

 

وفي الجنوب من حدود مصر تأتي أزمة السودان ذلك البلد الشقيق صاحب المكانة الخاصة في قلوب كل المصريين مما دعا مصر منذ بداية الأزمة إلى دعم وحدة واستقرار السودان مع الدعوة إلى الحوار بين جميع الأطراف لحل النزاعات سلميًا وقبل ذلك كله فتحت أبوابها الجنوبية لاستقبال الأشقاء من السودان ضيوفًا أعزاءعلى بلدهم الثاني مصر.

وفى ذات السياق يأتي الموقف المصري النبيل تجاه أزمة الصومال الشقيقة والتي عانت وما زالت تعاني من ويلات عدم الاستقرارمن خلال تقديم كافة أوجه الدعم الاقتصادي والأمني سيَّما في مكافحة الإرهاب.

السادة الأعضاء المحترمون؛

لقد استمرت مصر في التفاوض فيما يخص سد النهضة الإثيوبي ... سنوات عديدة إيمانًا منها بأهمية الحلول الدبلوماسية في إدارة مثل هذا الملف وطالما أكدت مصر أن الإضرار بالأمن المائي المصري ... سيؤثر سلبًا على استقرار الإقليم ويضع المنطقة بأكملها أمام تحد كبير ومجلس الشيوخ يدعم ويؤيد القيادة السياسية في اتخاذ كافة الإجراءات التي تكفلها المواثيق والاتفاقات الدولية في حالة تعرض أمن مصر المائي للضرر.

 كما نجدد تأييدينا ودعمنا لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في كل ما يتخذه من إجراءات لحماية الأمن القومي المصري ... وتأمين سيادة مصر.

السادة الأعضاء؛

إن افتتاح دور الانعقاد العادي الخامس لمجلسنا الموقر... يتزامن مع احتفالنا بذكرى غالية علينا جميعاً وهي ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة الذكرى الحادية والخمسون لهذا النصر المبين... فانتهز هذه الفرصة ... لأتقدم باسمنا جميعًا بخالص التهنئة إلى فخامة السيد رئيس الجمهورية بهذه المناسبة كما نتقدم بخالص التهنئة والإعزاز لجيش مصر الباسلالذي نصفه دومًا بأنه مدرسة الوطنية المصرية ومَجْمَعُ الأبطال العظام الذين نفخر بهم ... وبدورهم الداعم والمساند دومًا للإرادة الشعبية إن ما خاضه الجيش المصري   من معارك تاريخية طويلة   حقق فيها البطولات والانتصارات   جعلته واحدًا من أقوى الجيوش   وأقدرها   في مواجهة التنظيمات الإرهابية   التي نجح في دحرها والقضاء عليها... بالتعاون والتكاتف مع رجال الشرطة الوطنية   المؤمنين برسالتهم   المخلصين لوطنهم   إلى أن ساد الأمن والأمان   في ربوع البلاد.

فتحية احترام وتقدير   لكل جندي مصري   ودعوة صادقة   لكل شهيد   افتدى وطنه وأمنه واستقراره   بأغلى ما يملك... وطوبى لهم في جنات الفردوس بإذن الله.

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات مشابهة

  • جوامع الدعاء.. تعرف على أفضل صيغة للتقرب إلى الله من السنة النبوية
  • ذكرى أكتوبر.. الجيش المصري في السنة النبوية
  • قيادي بحركة فتح: نتنياهو يحضر لحرب دينية كبرى في المنطقة (فيديو)
  • قيادي بحركة فتح: نتنياهو يسعى لحرب دينية كبرى وشعبيته تزداد بسفك الدماء
  • رئيس الشيوخ يُهنئ "السيسي" بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين لنصر أكتوبر
  • رئيس مجلس الشيوخ يهنئ الرئيس السيسي بذكرى نصر أكتوبر
  • رئيس الشيوخ يهنئ الرئيس السيسي بذكرى نصر أكتوبر
  • رئيس مجلس الشيوخ يهنئ السيسي بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر
  • رئيس الشيوخ لـ السيسي : سر على بركة الله وتوفيقه.. وكلنا خلفكم نؤيدكم ونؤازركم
  • رئيس «الشيوخ»: نقول للرئيس السيسي «سر على بركة الله ونحن خلفك»