«التُلًى» حرفة صعيدية عريقة تزين عالم الموضة
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
منذ فجر الحضارة المصرية القديمة، برزت حرفة التلى كعنصر أساسى فى زينة الملابس والأزياء، حكاية من حكايات الإبداع والجمال، فكل رمز فى قطعة الملابس غُزل بعناية شديدة ليحمل فى طياته معنى معيناً ويعبر عن شىء ما، ففى نهاية الأمر تخرج لوحة فنية تمكنت السيدات من صنع قطع مميزة ناتجة من امتزاج عناصر البيئة مع خيوط من الذهب والفضة، لتصبح هذه الحرفة معروفة باسم «التلى».
على أقمشة قطنية أو حريرية أو شبكية، تحيك سيدات سوهاج وتحديداً قرية «شندويل»، التى تعتبر مركزاً رئيسياً لصناعة التلى منذ آلاف السنين، أشرطة معدنية من الفضة أو الذهب بدقة وعناية فائقة لخلق تصاميم هندسية ونقوش بديعة مستوحاة من الطبيعة لتُضفى على أى قطعة سحراً خاصاً.
وتعود أصول التلى إلى مصر القديمة، واستخدمها الفراعنة فى زخرفة الملابس، وعلى الرغم من تحديات النسيان والاندثار، إلا أن الحرفة تمكنت من المحافظة على وجودها وشقت طريقها نحو الحضارة و«الموضة» لمواكبة العصر الحالى ونجحت فى فرض ذاتها فى عالم الأزياء، بفضل فنانيها المبدعين، ليشهد الجميع اليوم تسجيل أول حرفة تراثية تحمل علامة تجارية جماعية فى مصر «التلِّى السوهاجى» أو ما يعرف بـ«تلِّى شندويل».
«الوطن» سلطت الضوء على الحرفة الأثرية التى تحوّلت إلى باب رزق، تمكنت من خلاله العديد من السيدات فى الجزيرة الصعيدية من الوصول إلى الاستقرار المادى، وتحدثت إلى العاملات فى المهنة اليدوية لحماية هذا التراث من الاندثار من خلال تنظيم ورش لتعليم حرفة التلى والمشاركة فى المعارض المختلفة محلياً ودولياً.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
جمعة: اللغة العربية هى جسر الحضارة ووعاء المقدس
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق في اليوم العالمي للغة العربية، نتأمل معاني هذه اللغة الساحرة، التي لا تقتصر على كونها وسيلة للتواصل، بل تتجاوز ذلك لتصبح وعاءً يحمل بين طياته معاني عميقة ومعجزة إلهية ورافدًا للإبداع الإنساني.
كما أشار الدكتور علي جمعة في حديثه عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك أن اللغة العربية تجمع بين التعبير الدقيق والتفكير المستقيم، ما يجعلها أداة لفهم النصوص المقدسة وتعظيم إعجاز القرآن الكريم، إلى جانب دورها في بناء الإبداع وتهذيب النفس.
بين اللغة المقدسة وقدسية اللغةتناول الدكتور علي جمعة الفارق الدقيق بين "اللغة المقدسة" و"قدسية اللغة"، مبينًا أن:
اللغة المقدسة هي اللغة التي نزلت بها النصوص الدينية، مثل التوراة بالعبرية أو الأناجيل بالسريانية. أما القرآن الكريم، فقد نزل باللغة العربية، مما أكسبها مكانة رفيعة في التاريخ والحضارة.
قدسية اللغة ليست في اللغة ذاتها، بل تنبع من علاقتها بالنصوص المقدسة، لذلك، فإن دراسة خصائص اللغة العربية وقوانينها تُعد ضرورة لفهم النصوص الدينية فهمًا صحيحًا.
اللغة ككائن حي
من الجوانب المدهشة التي أشار إليها علماء اللغة، مثل الجاحظ، أن اللغة كائن حي يتطور مع الزمن.
أسلوب الحديث يختلف بين العصور، لكن جوهر اللغة يبقى ثابتًا. فاللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم تحمل ذات القداسة، على الرغم من تطور أساليب الكلام مع تغير المجتمعات.
التوازن بين التطور والحفاظتطور اللغة العربية لم يخلّ بجوهرها، بل أضاف إليها ثراءً يعكس تطور الحضارات.
هذا التوازن بين تطورها التاريخي ودورها في الحفاظ على النصوص المقدسة يبرز أهمية العناية بها ودراستها باعتبارها جسرًا يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل.
اللغة العربية: أكثر من كلماتاللغة العربية ليست مجرد أداة للنطق أو الكتابة، بل هي بوابة للهوية، وعاء للتفكير، وحافز على الإبداع. هي لغة التراث الديني والثقافي، وجسر حضاري يربط الأجيال بماضيهم المجيد وحاضرهم المشرق.
فلنحتفِ بها، ولنُحافظ عليها، فهي ليست ملكًا للناطقين بها فقط، بل إرث إنساني يعبر عن أسمى معاني التواصل والفهم.