متلازمة بهجت.. كل ما تريد معرفته عن المرض وأعراضه وطرق علاجه
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
نشرت هيئة الرعاية الصحية ، منشوراً تعريفياً عن متلازمة بهجت هو مرض نادر يسبب التهاب الأوعية الدموية في كل الجسم.
وأوضحت هيئة الرعاية الصحية ، أن متلازمة بهجت تسبب العديد من الأعراض الغير مترابطة في البداية. لأنها تأثر على الغشاء المخاطي الموجود في بطانة كل من أعضاء الجهاز الهضمي، الجهازالتناسلي، الجهازالبولي والجلد.
وقالت هيئة الرعاية الصحية ، تختلف أعراض مرض بهجت من شخص إلى شخص ،وتتمثل الأعراض الرئيسية له في وجود قرحات فموية وتناسلية متكررة وإصابات في الأعين والمفاصل والجلد والأوعية الدموية .
عند ظهور أي اعراض مشابه لأعراض مرض بهجت يمكنك التوجه إلى مستشفيات الهيئة العامة للرعاية الصحية بعيادات قسم الروماتيزم والمناعة للكشف على يد أمهر الاستشاريين.
للحجز أو الاستفسار اتصل على 15344 لمنتفعي التأمين الصحي الشامل. و لغير المنتفعين يمكنك الحجز مباشرةً من المستشفى.
سبب الإصابة بمرض بهجت ليس معروفاً تماماً، ويعتقد الأطباء أنه توجد عوامل بيئية وجينية تزيد من احتمال الإصابة، كما أن المرض قد يكون وراثياً.
لكن يوجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض بهجت، أهمها:
⁃ الإصابة بمرض مناعي ذاتي آخر، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، أو الذئبة.
⁃ المرض يصيب الرجال في متوسط العمر أكثر من النساء في تركيا، ويصيب النساء أكثر في الولايات المتحدة.
⁃ الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية تحفز جهاز المناعة.
من أهم اعضاء الجسم التي تتأثر بمرض بهجت :
العين:
قد يتسبب مرض بهجت بإصابة الجزء الأمامي من العين بالالتهاب، أو الجزء الخلفي، وفي بعض الأحيان يلتهب الجزآن في نفس الوقت ، وهي من أخطر أعراض المرض وتعتبر نسبة الانتشار العامة لها هي 50%، إلا أنها ترتفع لدى الأولاد لتصبح 70%. وتعتبر البنات أقل تأثرًا بها. وغالباً ما يصيب هذا المرض كلتا العينين لدى معظم المرضى.
الفم:
عند الإصابة بمرض بهجت تكثر الإصابة بالقروح الفموية، وهي شبيهة إلى حدٍ كبير بالقروح الفموية العادي التي تصيب أي شخص بسبب التعرض لإصابة خفيفة في أغشية الفم، لكن القروح الناتجة عن مرض بهجت تكون أكبر، وتتكرر أكثر، ومؤلمة أكثر.
الجلد:
قد تظهر قروح جلدية شبيهة بحب الشباب لكن في أي مكان في الجسم عند المريض المصاب بمرض بهجت ، وتتنوع إصابات الجلد ،حيث قد تظهر في صورة آفات تشبه حب الشباب، وذلك فقط بعد سن البلوغ. ويظهر الالتهاب الجلدي العقدي (الحمامي العقدية) عادةً في أسفل الساقين، وهو عبارة عن تكون بقع حمراء مؤلمة عقدية. وتظهر هذه الحبوب لدى الأطفال قبل البلوغ في أغلب الحالات ، كما قد تظهر قروح عقدية حمراء مؤلمة على الجلد، غالباً على القدمين والكاحلين، لكنها قد تظهر في أي مكان آخر أيضاً من الجسم، مثل الوجه والعنق والذراعين.
الرئتين:
يتسبب مرض بهجت بإصابة الأوعية الدموية الرئوية بأم الدم وقد يؤدي انفجارها إلى نزيف شديد في الرئتين.
إصابة المفاصل:
تُصاب المفاصل في نسبة تتراوح من 30% إلى 35% من الأطفال المصابين بمرض بهجت ، وعادةً ما تُصاب مفاصل الكاحل والركبة والمعصم والمرفق، وتظهر الإصابة نمطيًا في أقل من أربعة مفاصل. وقد يسبب هذا الالتهاب تورم وألم وتيبس في المفاصل وتقيد لحركتها.
الدماغ
تعتبر الأعراض التي تصيب الجهاز العصبي المركزي من أخطر الأعراض المتعلقة بمرض بهجت، ويؤثر المرض على المادة البيضاء في الدماغ، وجذع الدماغ.
إصابة الجهاز العصبي
نادراً ما تحدث مشاكل بالجهاز العصبي لدى الأطفال الذين يعانون من مرض بهجت. ولكن قد تحدث بعض النوبات، وارتفاع في الضغط داخل القحف (الضغط داخل الجمجمة) مصحوبًا بصداع، وأعراض دماغية (في الاتزان أو المشي). وتكون الأعراض أكثر حدةً لدى الذكور وفي بعض المرضى قد تظهر في صورة اضطرابات نفسية.
إصابة الأوعية الدموية
تحدث إصابة الأوعية الدموية في نسبة 12% إلى 30% تقريبًا من الأشخاص اليافعين المصابين بمرض بهجت وقد تكون مؤشراً لوجود نتيجة سلبية. كما قد تتأثر الأوردة والشرايين بهذا المرض. وقد تتأثر سعة أي وعاء دموي بالجسم؛ لذلك يكون تصنيف المرض هو "التهاب وعائي مسبب لتغير سعة الأوعية الدموية". ولعل أشهر الأوعية الدموية التي تُصاب هي الأوعية الدموية للساقين والتي قد تؤدى إلى تورم وألم بهماإصابة الجهاز الهضمي
تشيع إصابة الجهاز الهضمي بشكل خاص لدى المرضى الذين ترجع أصولهم إلى دول الشرق الأقصى. ويظهر فحص الأمعاء وجود قرح بها
صداع.
تشوش ذهني.
جلطات دماغية.
تغيرات في الشخصية.
نادراً قد يسبب الخرف.
قد يصيب أغشية السحايا أيضاً ويسبب التهابها.
يجب أن يرتاح المريض عندما تظهر القرحات الفموية والآلام المفصلية التي ترافق هجمات المرض، ويمكن تنظيم الواجبات والأعمال والبرنامج اليومي بحيث لا يجهد المريض نفسه ويأخذ الوقت الكافي ليتعافى.
قد يعمل التزام التمارين الرياضية المعتدلة مثل المشي أو السباحة على تحسين حالة المريض بين الهجمات، إضافة إلى دورها في تقوية الجسم وتحسين المزاج والتواصل مع الآخرين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بهجة التامين الصحي الشامل المنتفعين الاستشاريين
إقرأ أيضاً:
متلازمة «الإعلام هو السبب».. لماذا نبحث دائما عن شماعة؟
•• فـي كل مرة أناقش فـيها مسؤولا فـي قضية من قضايا الوطن السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافـية أو حتى الرياضية يخلص نقاشنا إلى عبارة متكررة دائما: «هذا دور الإعلام» أو «الإعلام هو السبب» فـيما وصلنا إليه، بل إن الأمر تجاوز المسؤولين إلى اعتقاد شبه جمعي أن «الإعلام هو السبب»، إلى حد اعتقدت معه أن الجميع مصاب بـ«متلازمة الإعلام هو السبب»!
•دائما عندما يكون الإعلام فـي قلب العاصفة، فهو العمل الوحيد، تقريبا، الذي يتابع الناس تفاصيله أولا بأول وأي خطأ فـيه يشاهده الناس على الهواء مباشرة، دون أي تجميل؛ ولذلك فإن الجميع يشتركون فـي الحكم على ما ينتجه الإعلام، كما يشتركون فـي توجيه أصابع الاتهام نحوه كلما حصل إخفاق مجتمعي أو أزمة قيمية أو برزت ظاهرة غريبة.. وتتكرر نفس السردية التي نسمعها فـي كل مكان: الإعلام هو المحرك، الإعلام هو المدمر، «الإعلام هو السبب»!. وهذا فـي الحقيقة تبسيط مخل جدا يعاد فـيه إنتاج وهم مريح بأن المجتمع، بكل مؤسساته، ضحية بريئة، والإعلام هو الجاني الوحيد.
•لكن، ماذا لو كان هذا الطرح مجرد إسقاط جماعي يخفـي الفاعلين الحقيقيين خلف ستار شاشة التلفزيون وعناوين أخبار الصحف اليومية؟!
•لا بد من القول إنني أكون سعيدا فـي ربط الإعلام بكل التفاصيل التي نعيشها ومرد ذلك أن الجميع يدرك أهمية عملنا الإعلامي فـي كل تفاصيل بناء وتشكيل المجتمعات، وفـي دوره باعتباره الوسيلة التي تعبر عن المجتمعات وعن آمالها وطموحاتها وفـي قدرته على صياغة الرأي العام، لكن سرعان ما يتبدد الأمر عندما تكال التهم، جزافا للإعلام، دون وعي حقيقي بالتفاصيل ودون رغبة فـي النقاش الحقيقي؛ فالإعلام فـي نهاية المطاف، لا يعمل فـي فراغ، بل يتفاعل مع بيئات سياسية واجتماعية تحدد له المساحة التي يتحرك فـيها؛ لذلك، فإن تحميله مسؤولية كل الإخفاقات المجتمعية هو اختزال مخل للأسباب الحقيقية التي تشترك فـيها السياسات العامة، والتعليم، والقيم الاجتماعية، وقدرة المؤسسات على احتواء التغيرات الثقافـية التي تحدث فـي المجتمعات، بل وفـي قدرة المجتمع على تحمل أدواره الحقيقية التي تشكلت عبر التاريخ.
•لا يمكن أن يتراجع المجتمع عن دوره فـي بناء القيم والأخلاق، أو تقصر المؤسسات الأخرى فـي عملها ثم يُتهم الإعلام أنه هو السبب.. ولا يمكن فهم توجيه أصابع الاتهام للإعلام فـي اللحظة التي تتصاعد فـيها الكثير من النزعات أو تسود أطروحات سطحية حتى فـي بعض المؤسسات الأكاديمية! وهنا علينا أن نطرح السؤال الأهم: هل هذه المشكلات من صنع الإعلام، أم أنه يعكس واقعا اجتماعيا أكثر تعقيدا مما يبدو لنا فـي الوهلة الأولى؟
•يوضح المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي والصحفـي إدوارد هيرمان فـي كتابهما الشهير «تصنيع القبول» كيف تعمل الأنظمة الإعلامية على إعادة تشكيل الوعي الجماعي بحيث يصبح من السهل قبول الكثير من القرارات دون مقاومة.. ما يحدث اليوم لا يختلف كثيرا، لكن هذه المرة، الإعلام نفسه هو الضحية، حيث يتم تصويره كقوة مسؤولة عن كل التحولات الأخلاقية والاجتماعية التي تحدث فـي المجتمعات ويبنى وعي جمعي وفق هذا الطرح، متجاهلين أن هذا الإعلام، فـي أغلب الأحيان، لا يعمل فـي معزل عن جميع مؤسسات الدولة، ولا يعمل بعيدا عن سياسة الدولة التي لها فلسفة واضحة ومسار على الإعلام أن يسير فـيه.
•وما أسهل أن يبحث الجميع عن كبش فداء أو مشجب تعلق عليه الأخطاء، ويبدو أن الإعلام هو الخيار الأمثل فهو مرئي للجميع ويمتلك قدرة على نشر الأفكار وبناء الرأي العام وحتى توجيهه ما يجعله «عدوا» مثاليا يمكن «شيطنته» بسهولة. لكن هذه التهم، التي يتحملها الإعلام والعاملون فـيه ويصبرون عليها، تخلق وهما زائفا يمكن شرحه عبر هذا التساؤل: لو كان الإعلام كما يتمناه كل واحد فـينا هل ستُحل مشاكل الجميع، أفرادا ومؤسسات؟! الإجابة العميقة سهلة جدا: لا، لن تحل!
•ويبدو أن هذا اللوم المستمر له وظيفة نفسية واجتماعية تتمثل فـي أنه يبعد المسؤولية عن الأفراد وعن الأسر وعن المؤسسات التعليمية وعن المساجد وعن الأندية ويلقي بها فـي وجه الإعلام. يحدث هذا فـي ظل غياب قدرة الأفراد على النقد والتفكير النقدي، وفـي ظل تحديات حقيقية تواجهها الروابط الأسرية وإعلاء مكانة الحوار فـي المجتمعات، فـيكال السخط على الإعلام باعتباره النموذج الذي يَعتقدُ الجميع أن عليه حمل المثالية والتمسك بها حتى النفس الأخير. وهذا فـي حد ذاته يُشعر العاملين فـي الإعلام بالفرحة.. ولكن أيضا بالمسؤولية الكبيرة التي تحتاج إلى دعم كبير من كيان الدولة ومن جميع مؤسساتها.
•وهذا الطرح ليس طرحا محليا، فقط، ولكنه طرح عالمي. وتشير الدراسات فـي أمريكا إلى أن الإعلام كان متهما على الدوام بدوره فـي تفكيك الشكل التقليدي للعائلة، وفـي أوروبا، يتهم الإعلام بأنه وراء النزعة الفردية، أما فـي العالم العربي فإن أكبر وأخطر تهمة توجه له بأنه وراء انحلال القيم العربية الأصيلة!
•هل الإعلام هو السبب فعلا؟ أم أنه مجرد مرآة تعكس تحولات مجتمعية أعمق؟ شأن الإعلام مثل شأن كل مؤسسات الدول، فهي لا تعمل فـي معزل عن سياسة الدولة وعن اقتصادها وعن حركة المجتمع فـيها وعن خططها الاستراتيجية، وكلما مُكّن من أداء دوره استطاع أن يكون مُرضيا أكثر واستطاع أن ينجح فـي بناء الوعي الحقيقي المناط به فـي المجتمعات وتمكينها من فهم الحقائق التي تشكل المجتمع وتشكل وعيه وتحدد حركته فـي السياق التاريخي، وفـي غياب تمكين الإعلام، وتمكينه من أدواته يكون أكثر عرضة للهجوم والإشارة له بأصابع الاتهام.
•صحيح أن الإعلام أداة من أدوات التعليم لكنه لا يمكن، ولا يراد له أيضا، أن يكون بديلا عن المؤسسات التعليمية والسياسية والاجتماعية التي عليها القيام بأدوارها فـي بناء وتوجيه الناس. وعندما لا تقوم المؤسسات بأدوارها فإن الإعلام لن يستطيع، قطعا، سد هذه الفجوة، بل سيكون مجرد ساحة لمحاولات قد لا يكتب لها النجاح هذا إذا كانت إمكانيات الإعلام تسمح له بذلك من حيث الموارد المالية ومن حيث التمكين.
•وإذا أردنا تجاوز هذه «المتلازمة» التي تحاصر الإعلام فعلينا التوقف عن استخدامه كذريعة، والبدء فـي مساءلة جميع مؤسسات المجتمع عن أدوارها لفهم أين يكمن الخلل. مساءلة التعليم ومساءلة العائلة والأسرة عن دورها فـي بناء القيم.. إلخ.
•إن معركة أي مجتمع قوي لا يجب أن تكون ضد الإعلام بل ضد الجهل والتجهيل. رغم ذلك فإن الإعلام ليس كامل البراءة، ومن كان يوما كامل البراءة؟!، لكنه، أيضا، ليس العدو ولن يكون كذلك، فهو جزء من بيئة اجتماعية واقتصادية وسياسية. والتغيير الحقيقي الذي نريده لا يأتي من لوم الإعلام فقط، بل من خلق بيئة واعية قادرة على قراءة وتحليل ما يُعرض عليها، ومساءلة مؤسسات المجتمع. •
عاصم الشيدي رئيس تحرير جريدة عمان