لماذا اختار الرئيس الإيراني الجديد ضريح الخميني لإلقاء خطاب النصر؟ وما هي أبرز رسائله؟
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
بدأ الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان عهدته الرئاسية بكلمة ألقاها من أمام ضريح المرشد الأعلى السابق روح الله الخميني؛ في خطوة يقول محللون إنها تهدف للحصول على دعم المرشد الحالي علي خامنئي من أجل المضي قدما في تحقيق وعوده الانتخابية التي ربما تواجه رفضا كبيرا من جانب البرلمان.
وفاز بزشكيان -وهو من الإصلاحيين- على منافسه المحافظ سعيد جليلي في جولة الإعادة التي أجريت أمس الجمعة، وقد تعهد خلال حملته الانتخابية بالعمل على إحياء الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة وإعادة النظر في مسائل مهمة من بينها مراقبة الإنترنت وطريقة ارتداء السيدات للحجاب، فضلا عن معالجة أزمات الاقتصاد الإيراني المتفاقمة.
وقال جليلي -الذي كان يتحدث وإلى جانبه وزير الخارجية السابق الذي أدار حملته الانتخابية محمد جواد ظريف وحسن الخميني (حفيد الخميني)- إنه "يعوّل على دعم القيادة العليا الحكيمة من أجل الخروج بإيران من أزماتها"، وذلك في إشارة إلى المرشد الأعلى.
عمل صعبووفقا لأستاذ الدراسات السياسية بجامعة طهران حامد موسوي، فإن حديث بزشكيان يعكس معرفته الجيدة بما ينتظره من عمل صعب، خصوصا في الوضع الاقتصادي السيئ والعقوبات القاسية التي تفرضها الولايات المتحدة على طهران.
وخلال مشاركته في النافذة الإخبارية التي تبثها الجزيرة من طهران، قال موسوي إن الرئيس الإصلاحي الجديد وعد بإعادة النظر في الرقابة على الإنترنت وطريقة ارتداء الحجاب، وهي أمور لن يوافق عليها البرلمان، برأيه.
كذلك وعد بزشكيان بالعودة للاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، وهو أمر أيضا لن يكون سهلا في حال عاد الرئيس السابق دونالد ترامب للحكم، ومن ثم فإن حصول الرئيس الجديد على دعم المرشد الأعلى سيكون حاسما من أجل المضي قدما في تحقيق هذه الوعود، كما يقول موسوي.
وفضلا عن ذلك، فإن أغلب أعضاء المجلس التشريعي (البرلمان)، وعلى رأسهم رئيس المجلس محمد باقر قاليباف، كانوا يدعمون المرشح الخاسر سعيد جليلي في مواجهة بزشكيان، ولذا سيمثلون عقبة أمامه في كثير من الأمور التي يحاول المضي قدما فيها وخصوصا الأسماء التي ستتولى الحقائب الوزارية، كما يقول موسوي.
ومن هذا المنطلق، فإن ذكر الرئيس الجديد لاسم المرشد الأعلى أكثر من مرة في كلمته الأولى بعد وصوله إلى الحكم يعني أنه يحاول بناء علاقة جيدة معه منذ اللحظة الأولى، برأي موسوي.
الرأي نفسه ذهب إليه مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز بقوله إن كلمة بزشكيان حملت كثيرا من الدلالات سواء من حيث تركيزها على ذكر المرشد الأعلى ووصفه بالقيادة الحكيمة، ومرورا بإلقائها من أمام ضريح مؤسس الجمهورية الإيرانية الحالية، ووصولا إلى حرصه على وجود حفيد هذا المؤسس إلى جواره في أول ظهور له بصفته رئيسا للبلاد.
ويرى فايز أن بزشكيان "حاول بهذه الأمور القول للإيرانيين إنه رئيس إصلاحي لكنه ينتمي إلى النظام الإيراني ككل"، مضيفا أن "وجود حفيد الخميني إلى جانبه يمنحه مظلة دينية ما، حتى لو كان هذا الحفيد معروفا بأنه من الإصلاحيين".
إلى جانب ذلك، فإن ظهور بزشكيان بهندام متواضع واستخدامه لغة بسيطة يعني أن الرجل يريد إيصال رسالة مفادها أنه واحد من الإيرانيين العاديين لكنه وصل إلى الرئاسة، كما يقول فايز الذي أشار أيضا إلى أن بزشكيان قال بوضوح إنه بحاجة لدعم المرشد الأعلى والناس والبرلمان أيضا من أجل عبور أزمة إيران.
عقبة البرلمانومع ذلك، فإن هذا الرجل الإصلاحي -والحديث لموسوي- سيواجه عقبات كبيرة في التعامل مع البرلمان ليس فقط المسائل الأساسية التي بنى عليها برنامجه الرئاسي (الاتفاق النووي- الحجاب- الرقابة على الإنترنت) بل أيضا في تسمية الوزراء.
وعلى سبيل المثال، فإن محاولة تسمية محمد جواد ظريف وزيرا للخارجية ربما لن يحظى بموافقة البرلمان أبدا، برأي موسوي.
ومن ثم -يضيف المتحدث نفسه- فإن بزشكيان ربما يكون بحاجة ليس فقط إلى دعم المرشد وإنما لفتح قنوات خلفية مع المجلس التشريعي لمعرفة الأسماء التي يمكن القبول بتوليها الوزراة قبل طرحها رسميا.
وخلص المتحدث إلى أن "الرئيس الجديد ربما سيكون عليه الاستعانة بالإصلاحيين في دائرة الرئاسة لأن تعيينهم بها لا يحتاج إلى موافقة البرلمان، مقابل الدفع بالأسماء الأكثر اعتدالا إلى الحكومة حتى يقبل بها البرلمان".
أما مدير مكتب الجزيرة في طهران فيرى أن البرلمان رغم الخلافات مع الرئيس الجديد فإنه يدرك جيدا أهمية التعاون معه في بعض الأمور التي من شأنها تجاوز الأزمة الاقتصادية التي تعيشها إيران، مؤكدا أن هذا الأمر لا يصبّ في مصلحة بزشكيان فقط بل أيضا في مصلحة البرلمان والنظام الإيراني والدولة ككل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المرشد الأعلى الرئیس الجدید من أجل
إقرأ أيضاً:
أبرز المساجد والكنائس التي دمرها الاحتلال في غزة
الثورة / وكالات
على مدى العصور الماضية، كان قطاع غزة بوابة آسيا ومدخل إفريقيا، ومركزا مهما للعالم ونقطة التقاء للعديد من الحضارات المختلفة ومهدا للديانات والتعايش، من معابد وكنائس ومساجد تاريخية تعكس غنى وعمق الهوية الفلسطينية، كان القطاع مركزا للحياة الدينية والثقافية وقبلة للسلام، قبل أن تحوله إسرائيل إلى مسرح للإبادة الجماعية ارتكبتها طوال أكثر من 15 شهراً.
ارتكب جيش الاحتلال أبشع أنواع القصف والتدمير في غزة، مستهدفا المدنيين والبنية التحتية، بما في ذلك المساجد والكنائس العريقة التي كانت ولا تزال تحمل في طياتها جزءاً من ذاكرة وتاريخ الشعب الفلسطيني.
خلال فترة الإبادة التي اقترفتها تل أبيب بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر 2023م حتى 19 يناير 2025م، لم ينجُ مكان للعبادة سواء للمسلمين أو المسيحيين من هجمات جيش الاحتلال.
وكانت هذه الأماكن المقدسة هدفا مباشرا للضربات الجوية والمدفعية، ما أسفر عن دمار مروع وخسائر بشرية فادحة.
ولم تكتفِ القوات الإسرائيلية بالاعتداء على المباني الدينية، بل تجاوزت ذلك إلى ارتكاب جرائم قتل بحق علماء الدين وأئمة المساجد.
738 مسجدا سُويت بالأرض
متحدث وزارة الأوقاف بقطاع غزة إكرامي المدلل، قال للأناضول إن صواريخ وقنابل الاحتلال سوّت 738 مسجداً بالأرض ودمرتها تدميراً كاملاً من أصل نحو 1244 مسجدًا في قطاع غزة، بما نسبته 79%.
وأضاف: «تضرر 189 مسجدا بأضرارٍ جزئية، ووصل إجرامُ الاحتلال إلى قصف عدد من المساجد والمصليات على رؤوس المصلينَ الآمنين».
وتابع: «كما دمرت آلة العدوان الإسرائيلية 3 كنائسَ تدميرا كليا جميعُها موجودة في مدينة غزة».
وأشار إلى أن الاحتلال استهدف أيضاً 32 مقبرة منتشرة بقطاع غزة، من إجمالي عدد المقابر البالغة 60، حيث دمر 14 تدميراً كلياً و18 جزئياً.
وأوضح أن «استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي في سياق استهداف الرسالة الدينية، فالاحتلال يُدرك أهمية المساجد ومكانتها في حياة الفلسطينيين، وهي جزء لا يتجزأ من هوية الشعب».
كما أكد المدلل أن «استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي ضمن حرب الاحتلال الدينية، وهو انتهاك صارخ وصريح لجميع المحرمات الدينية والقوانين الدولية والإنسانية».
وأضاف: «يسعى الاحتلال لمحاربة ظواهر التدين في قطاع غزة ضمن حربه الدينية الرامية لهدم المساجد والكنائس والمقابر».
ولم يكتفِ الجيش الإسرائيلي بتدمير المساجد، بل قتل 255 من العلماء والأئمة والموظفين التابعين لوزارة الأوقاف، واعتقل 26 آخرين، وفق المتحدث.
أبرز المساجد والكنائس التي طالها التدمير
المسجد العمري الكبير بمدينة غزة
يُعد من أقدم وأعرق مساجد مدينة غزة، ويقع في قلب المدينة القديمة بالقرب من السوق القديم، تبلغ مساحته 4100 متر مربع، مع فناء بمساحة 1190 مترا مربعا.
يضم 38 عمودا من الرخام الجميل والمتين، مما يضيف لجمال المسجد وتاريخه العريق، يعتبر الأكبر في قطاع غزة، وقد سُمي تكريماً للخليفة عمر بن الخطاب.
وفي تاريخه الطويل، تحول الموقع من معبد فلسطيني قديم إلى كنيسة بيزنطية، ثم إلى مسجد بعد الفتح الإسلامي.
وتعرض المسجد لتدمير عدة مرات عبر التاريخ نتيجة الزلازل والهجمات الصليبية، وأعيد بناؤه في العصور المختلفة، من العهد المملوكي إلى العثماني، كما تعرض لدمار مجددا في الحرب العالمية الأولى، ورُمم لاحقًا في العام 1925م.
وقال أحد رواد المسجد العمري للأناضول: «المسجد تعرض لأشرس هجمة بشرية»، وأضاف: «تدميره فاجعة لنا، هو جزء من غزة وفلسطين».
مسجد السيد هاشم
يقع في حي الدرج شرق مدينة غزة، ويُعتقد باحتضانه قبر جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هاشم بن عبد مناف، والذي ارتبط اسمه بالمدينة «غزة هاشم».
تعرض المسجد لأضرار كبيرة جراء قصف شنته الطائرات الحربية الإسرائيلية في 7 ديسمبر 2023م.
مسجد كاتب ولاية
يشترك بجدار واحد مع كنيسة برفيريوس، ويعد من المساجد الأثرية المهمة بغزة، وتٌقدر مساحته بنحو 377 مترا مربعا.
ويرجع تاريخ بناء المسجد إلى حكم الناصر محمد بن قلاوون أحد سلاطين الدولة المملوكية في ولايته الثالثة بين عامي1341 و1309 ميلادية.
وتعرض المسجد لقصف مدفعي إسرائيلي في 17 أكتوبر 2023م؛ ما أسفر عن تعرضه لأضرار جسيمة.
المسجد العمري (جباليا)
يعد مسجد جباليا أحد أقدم المعالم التاريخية في البلدة يُطلق عليه سكان المنطقة «الجامع الكبير» ويتميز بطرازه المعماري المملوكي.
تعرض المسجد للتدمير عدة مرات، آخرها في حربَي 2008 و2014م، ورغم ذلك بقي رمزا مهما للمنطقة.
الكنائس المدمرة:
كنيسة القديس برفيريوس
أقدم كنيسة في غزة وثالث أقدم كنيسة في العالم، حيث يعود تاريخ تأسيسها للقرن الخامس الميلادي، وهي تقع في حي الزيتون، وسميت نسبة إلى القديس برفيريوس حيث تحتضن قبره.
تعرضت للاستهداف المباشر لأكثر من مرة؛ الأول كان في 10 أكتوبر 2023م ما تسبب بدمار كبير، والثاني في 19 من ذات الشهر ما تسبب بانهيار مبنى وكلاء الكنيسة بالكامل، وأدى لوقوع عدد من القتلى والجرحى من النازحين الذين تواجدوا بداخلها.
كنيسة العائلة المقدسة
تعد كنيسة العائلة المقدسة الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في مدينة غزة، وكانت مأوى للمسيحيين والمسلمين خلال فترة الإبادة، وتعرضت للقصف الإسرائيلي مما أسفر عن أضرار جسيمة.
كنيسة المعمداني
تتبع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، حيث تم تأسيسها عام 1882م ميلادية على يد البعثة التبشيرية التي كانت تابعة لإنجلترا.
ارتبط اسمها خلال الحرب بمجزرة مروعة، حيث تعرضت ساحة المستشفى المعمداني، وهي جزء من مباني الكنيسة، لقصف إسرائيلي في 17 أكتوبر 2023م أسفر عن مقتل نحو 500 فلسطيني من المرضى والنازحين الذين كانوا متواجدين في المستشفى.