لجريدة عمان:
2025-03-03@15:15:04 GMT

غزة.. وبشارات الهجرة النبوية

تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT

غزة.. وبشارات الهجرة النبوية

تشرق هذا الصباح شمس أول يوم في العام الهجري الجديد. وعلى الرغم من أن المشهد العام في العالم الإسلامي مشهد حزين حيث يتعرض الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إلى أسوأ إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين إلا أن سنة الله في هذا الكون تدعونا إلى التفاؤل خاصة عندما نحاول إيجاد رابط بين ما يجري في غزة وبين الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة.

. والذي يمكن أن نستمد منه الكثير من العبر والكثير من الدروس.

لقد تحمل النبي عليه أفضل الصلاة والسلام هو وصحابته الكثير من التحديات والصعاب في سبيل نشر الدعوة الإسلامية وتأسيس دولة النبوة الأولى. فلم تكن هجرتهم هجرة نزهة بل كانت مغامرة صعبة من أجل العقيدة الإسلامية.. تعرض النبي الكريم وأصحابه للكثير من الأذى والاضطهاد في مكة، ولكنهم صبروا وتحملوا ذلك الأذى حتى جاء أمر الله بالهجرة.. ولا شك أن الشعب الفلسطيني الصامد يعيش ظروفا صعبة ويتعرض للأذى والاضطهاد بل وللإبادة.. إنهم يستمدون صبرهم وصمودهم من ذلك الصبر الأعظم الذي صبره سلفهم من المسلمين حتى حقق الله لهم الغلبة والنصر وبنيت دولة النبوة وظهرت على العالم أجمع.

أما الدرس الثاني والمهم الذي يمكن فهمه من الهجرة النبوية وإسقاطه على الوضع في غزة فيتمثل في حقيقة أنها لم تكن، أبدا، مجرد هروب من الأذى، بل كانت بحثًا عن مستقبل أفضل وبناء مجتمع جديد يقوم على العدالة والرحمة والمساواة. وهذا بالضبط ما يسعى لتحقيقه الفلسطينيون وبشكل خاص في قطاع غزة. فالذين يتحدثون عن طوفان الأقصى لا يربطونه فقط بالحصار والأذى اللذين كانوا يتعرضون له ولكنهم يرون فيه محاولة جادة للبحث عن مستقبل جديد للقضية الفلسطينية برمتها، كما أنهم يبحثون عن العدالة والحرية والدولة الفلسطينية التي تقوم على أرض فلسطين التاريخية.

أما التكافل الذي تحقق في المدينة المنورة بعد وصول الرسول محمد إليها والذي أسهم مع الوقت في تأسيس مجتمع قوي ومترابط ومتماسك فهو بعينه ما نقرأه اليوم في المشهد الفلسطيني الذي يقوم في هذه اللحظة الصعبة من التاريخ على فكرة التضامن والتكافل، إضافة إلى الترابط المعنوي بينهم وبين بقية الشعوب الإسلامية والكثير من شعوب العالم الحر.

أما الحوار الذي يقيمه الفلسطينيون اليوم مع عدوهم من أجل الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار وعودة الأسرى والمحتجزين عند الطرفين، فإنه يعيد إلى الأذهان ما قامت به دولة النبوة بعد الهجرة من أجل ضمان استقرار المجتمع الجديد.

وكما كان النبي وأصحابه على يقين تام بأن نصر الله قادم وأن رسالة الله ستظهر على العالم أجمع فإن الفلسطينيين يؤمنون بالأمر نفسه وأن الله ناصرهم لا محالة ومن هذا الإيمان نجدهم يستمدون العزم والقوة والصبر. كما أنهم يؤمنون أن الصراع بين الحق والباطل صراع طويل وقديم، وهو سنة الله في خلقه؛ لكنهم يؤمنون أيضا، بعاقبته ونهايته: «كَتَبَ الله لأغلبنّ أنا ورسلي، إنّ الله قوي عزيز».

لكن هذا الإيمان الذي لا يتزعزع منذ الهجرة الأولى وإلى الوضع الذي يعيشه المسلمون في قطاع غزة لا يتعارض مع فكرة عقد الاتفاقيات والهدن بين الطرفين.. خاصة وأن اليوم هو أول أيام شهر محرم الذي حرم الله فيه القتال إلاّ دفاعا عن النفس. وعسى الله أن ييسر لعباده الصابرين الذين يدافعون عن أنفسهم وعن حرماتهم ومقدساتهم ويرفع عنهم البلوى ويظهرهم فوق من ظلمهم وسفك دماءهم ودمر ديارهم فإنه قادر على ذلك. وعسى أن تكون خيوط شمس هذا اليوم الأول من شهر محرم الحرام تحمل في لونها الذهبي بشارات النصر والتمكين وتنشر على الأمة الإسلامية كل الخير والسلام والوئام.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الشيخ مصطفى ثابت: الرحمة جوهر الحضارة الإسلامية (فيديو)

أكد الشيخ مصطفى ثابت، الداعية الإسلامي، أن خيرية الأمة الإسلامية التي وردت في قوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"، وأشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "أنتم خيرها وأكرمها على الله"، ترتبط بثلاثة أسباب رئيسية: الإيمان بالله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونفع الناس.

وأضاف أن الرحمة تمثل جوهر هذه الحضارة، مستدلًا بقوله تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وأن النبي صلى الله عليه وسلم جسد هذه الرحمة في أقواله وأفعاله، حيث قال: "إنما أنا رحمة مهداة".

وأشار إلى أن انعكاس قيمة الرحمة كان أساسًا للتقدم الحضاري والعلمي للمسلمين عبر العصور، موضحًا أن اهتمام المسلمين ببناء المستشفيات، والمكتبات، والعلوم، والفنون، والعمارة الإسلامية نابع من فهمهم العميق لقيم الإسلام التي تحث على نفع الآخرين.

كما بيَّن أن الحضارة لا تقتصر على الإنجازات المادية فقط، وإنما تشمل القيم والمبادئ التي قامت عليها، مشيرًا إلى أن الفرس، رغم تقدمهم المادي، كانوا يفتقدون القيم الإنسانية الحقيقية، ما جعل حضارتهم غير مكتملة.

وشدد على أن تحقيق النهضة الحقيقية يتطلب الجمع بين الإيمان، والرحمة، والعمل الصالح، لتحقيق التقدم المادي والمعنوي في آن واحد.

مقالات مشابهة

  • إيناس يعقوب تأخذنا في رحلة “آلاء”: برنامج رمضاني يجسد نعم الله ويعزز القيم الإسلامية
  • الطبق الذي كان يفضله الرسول عليه الصلاة والسلام
  • عبد الله: ودعنا اليوم رفيقنا علي عويدات الذي تشهد له الساحات والمواقف
  • ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة يزورون معرض السيرة النبوية والحضارة الإسلامية بالمدينة المنورة
  • روبيو: ترامب الوحيد في العالم الذي يستطيع جلب بوتين إلى طاولة المفاوضات
  • “الشؤون الإسلامية” تقيم حفل تسليم هدية الملك سلمان لتفطير الصائمين وتوزيع التمور بإثيوبيا
  • الشؤون الإسلامية تقيم حفلاً بمناسبة تنفيذ برنامجي الملك سلمان لتفطير الصائمين وتوزيع التمور في إثيوبيا
  • الشيخ مصطفى ثابت: الرحمة جوهر الحضارة الإسلامية (فيديو)
  • الشؤون الإسلامية تطلق برامج هدية خادم الحرمين الشريفين لتفطير الصائمين وتوزيع التمور والمصاحف الشريفة في كرواتيا
  • معنى تصفيد الشياطين في شهر رمضان.. ومن الذي يوسوس لنا ؟